Telecom & Digital World Magazine Sunday18/03/2007 G Issue 200
إضاءة
الأحد 28 ,صفر 1428   العدد  200
 

سطوة التكنولوجيا على حياتنا الاجتماعية!

 

 
* استطلاع - وضحى العجمي:

سطوة التكنولوجيا.. هل كنا مهيئين لاستقبالها؟! وكيف أثرت في علاقاتنا الاجتماعية التي كانت الحميمية والود أبرز سماتها، وكيف أفرغتها من الأحاسيس والمشاعر التي كنا نلمس حرارتها عن قرب من المحبين والأعزاء والأقرباء؟..

وإلى أي مدى أثر انتشار وسائل التقنية والاتصالات في نفوسنا، سلباً أو إيجاباً، وهل ما نشهده من تطور في مجال تقنية الاتصالات مسؤول عن الكثير من التصرفات التي أقل ما يذكرعنها أنها غير مقبولة، وبذلك نعتبرها خسارة؟! وبالمقابل، ماذا أضفت هذه التقنية على حياتنا سواء في مجال المعرفة أو سهولة التواصل مع الآخرين والتيسير علينا في إنجاز أعمالنا وبالتالي، هل يحق لنا أن نسمي ذلك ربحاً؟!

العلاقات الاجتماعية

(العنود المرضي - موظفة - 26 عاما) أشارت إلى أن مفهوم التواصل اليوم في ظل ما نشهده من تطور سريع في عالم الاتصال والتقنية ما هو إلا مجموعة أرقام في جهاز صغير نستطيع من خلاله مخاطبة الآخرين سواء عن طريق الرسائل أو الحديث المباشر، وأصبح أداة تنوب عنا في تأدية الكثير من المناسبات الاجتماعية، وأعتقد أن هذا الجانب يلفه الكثير من السلبيات والإيجابيات كذلك. فمن ناحية سهّل علينا التواصل ويسّر علينا الوصول إلى مبتغانا في العديد من جوانب الحياة، فيما سلب منا متعة اللقاء والحميمية التي كانت أبرز السمات الاجتماعية في حياتنا، في الناحية الأخرى.

الروابط الأسرية

(كرامة - 27 عاما) أكدت أن اللقاءات الأسرية تقوي العلاقات الاجتماعية وتزيل الشحناء والخلافات من خلال التقرب، وهذه عادات وتقاليد وقيم ومفاهيم تربى عليها آباؤنا وأجدادنا، إلا أن التقنية بدأت بسحب البساط من تحت أرجلنا نحن جيل اليوم، إذا لم تكن قد انتهت من ذلك.

وأضافت: أتساءل: ماذا تغير؟ وأجيب: لم يتغير شيء، سوى أننا تخلينا عن عاداتنا وتقاليدنا سعياً وراء اللحاق بركب الراكضين، وكان بإمكاننا اللحاق بهذا الركب دون أن نتأثر بسلبياته التي أصبحت الأصل فيما نحن بقينا الصورة، فبدلاً من أن نسخرها لخدمتنا استخدمتنا عبيداً لها.

علاقات سطحية

(نورة العجمي - 30 عاما) تقول إن اعتماد البعض على التقنية وسيلة للتواصل وتأدية الواجبات الاجتماعية خطأ كبير يقعون فيه؛ لأن ذلك يصيب صميم تلك العلاقات بالفتور ويقلل من قيمتها مع مرور الوقت، وبتكرار هذا النوع من التواصل تصبح سطحية. وتضيف: للأسف أصبح مجتمعنا يتقبل هذه الآلية في التواصل، وهذا دليل على مدى تأثرنا بما يدور حولنا.

عدوى

(نورة - 33 عاما) أكدت على أن التقنية واستخداماتها شابها شيء من السلبيات وعدم الوعي، وقالت: نشاهد أطفالاً قد لا يتجاوز عمر الواحد منهم عشر سنوات يحمل جوالاً، وللأسف هذه عدوى انتشرت في المجتمع انتشار النار في الهشيم، وأصبح الآباء يتسابقون على تزويد أطفالهم بما هو أحدث وأخطر وبما هو مزود بالكاميرا والبلوتوث.

فأي عقلية عند طفل تستطيع استيعاب هذه التقنية؟ وما هي المهمات التي سيؤديها هذا الطفل من خلال توافرها بين يديه، سوى مشاهدة مقاطع (البلوتوث) السيئة الذكر التي يتم تداولها في الخفاء بعيداً عن أعين الوالدين.

قصص مرعبة

(نورة اليوسف - 25 عاما) أشارت إلى ضرورة قيام البيت بإحكام الرقابة على ممارسات الأبناء واستخدامهم التقنية عموماً، والتوعية المستمرة بخطورة هذه الأجهزة التي قد تصيبنا بالضرر دون أن ندري.

فالاتصالات العشوائية، وكذلك الرسائل، ومقاطع البلوتوث التي قد تستقبلها هذه الجوالات - شئنا أم أبينا - وبدافع الإبقاء على هذه الجوالات بين يدي الأولاد وخوفاً من سحبها منهم، قد لا يفصحون عما يتلقونه عبرها، فيما مرسلوها - مراهقو الفكر - يتمادون في تكرار هذا التصرف، الذي حتماً سيؤثر في سلوك الأبناء بالاستجابة لمثل هذه الدعوات، فمنهم من يبحث عن عطف مفقود ويجده في هذه الوسائل الخبيثة، أو يرجو تخفيف وطأة حالة نفسية يمر بها خصوصاً في مرحلة المراهقة؛ ما يدفعهم إلى التعلق بهؤلاء الأشخاص والانقياد وراءهم وبالتالي الوقوع فيما لا يحمد عقباه وما لا يتمناه الوالدان. وأضافت: كثير من القصص المرعبة تم تداولها عبر البلوتوث كان أغلب ضحاياها من المراهقين والمراهقات وهي للأسف في ازدياد.

مآسي البلوتوث

(استقلال الفرحان - 24 عاما) قالت: بالرغم من أن الجوال ثقافة شابة، لكنها فرضت نفسها على جميع شرائح المجتمع قبل أن نكون مهيئين لاستقبالها. فالجوال على أهميته في هذا الزمن المتسارع، جلب معه بعض الأمراض النفسية والجسدية ناهيك عن ضعف التواصل الاجتماعي. فما نلبث أن نجلس بين مجموعة من الصديقات حتى تغرز كل واحدة منهن رأسها داخل جوالها وتبحر في عالمها الخاص، وهذا الأمر نستطيع تعميمه على مستوى الأسرة الواحدة، وأمام هذا الواقع وأمام سطوة التكنولوجيا، هيهات يا ترابط!!

(ابتهال - 28 عاما) طرحت عدداً من الأسئلة جاء فيها: هل يعرف الآباء ماذا يتناقل أبناؤهم من سموم عبر الجوال؟

وهل يعرف الآباء أن هناك أسراراً وصوراً وأفلاماً لا تخلو من أمور غير أخلاقية يتناقلها الشباب وتمثل لهم وسيلة سريعة وآمنة لتجاوز المحظور الأخلاقي والديني، بالذات بالنسبة للمراهقين الذين يعانون الانطواء فيحسبهم الغافل متعففين من الخجل، لكنهم في ظل الهشاشة الاجتماعية التي يعانون منها يعتبرون الجوال فرصة للتواصل مع أصدقاء متخيلين ويصبحون عرضة للتأثر على عقولهم وبالتالي استغلالهم.

(هناء - 37 عاما) أكدت أن الجوال أصبح سبباً مباشراً في العديد من المآسي التي تحدث في المجتمع، وقالت: إحدى الصحف نشرت خبراً تضمن قيام أحد السعوديين بتطليق زوجته بعد علاقة زوجية استمرت خمس سنوات عاشا خلالهما وأنجبا طفلين.

وفي التفاصيل أن الزوج حينما كان جالساً مع أحد أصدقائه في أحد المقاهي، فوجئ بصورة زوجته في جهاز جوال صديقه الذي اتضح فيما بعد أنه كان بحوزة إحدى أخواته في حفل زواج بأحد قصور الأفراح وتم تصوير مجموعة من الحاضرات للحفل، وكانت زوجة صديقه إحداهن، التي ذهبت ضحية هذه الكاميرا.

طلاق على الملأ

وتسبب مقطع (بلوتوث) فاضح في طلاق زوجة على الملأ بالدمام، وتفاصيل الحادثة أنه في أحد المجمعات التجارية بالدمام، فوجئ المتسوقون بأحد كبار السن ينقض على زوجته صفعاً ويوسع ابنته ضرباً بالعقال، ورغم محاولة بعض المواطنين تهدئة الرجل، إلا أن ثورته زادت وألقى يمين الطلاق بالثلاثة على زوجته. والواقعة حدثت في المجمع التجاري عندما ترك الزوج زوجته وابنته للتسوق، وذهب لقضاء بعض الحاجيات وترك معها جهاز جوال بكاميرا، وعندما عاد طلب جهاز الجوال من زوجته وإذا به يفاجأ بنغمة وصول رسالة عبر البلوتوث وعندما فتحها وجدها عبارة عن مقطع فيديو تم إرساله من أحد الجوالات القريبة.

زوج يهدد

وليس بعيداً عن التقنية، وهذه المرة عن طريق الإنترنت، فقد أوردت إحدى الصحف أن سيدة من جنسية عربية طالبت في دعوى تقدمت بها إلى المحكمة الشرعية في جدة بالخلع من زوجها مدعية أنه يقيم علاقة مع الخادمة ويهددها بنشر صور لها على الإنترنت إذا تفوهت بأي شيء نحوه، وذلك حسبما ورد في لائحة الدعوى الموجهة إلى زوجها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة