Telecom & Digital World Magazine Sunday18/03/2007 G Issue 200
وادي السليكون
الأحد 28 ,صفر 1428   العدد  200
 

كيف تعمل الجراحة الآلية ؟!

 

 

كما هو الحال مع الحاسبات التي شهدت ثورة في النصف الأخير من القرن العشرين، فإن حقل علم الإنسان الآلي يتمتع بإمكانية تحسين طريقة العيش في القرن الحادي والعشرين. لقد رأينا كيف قام الرجال الآليون بتغيير تصنيع السيارات والسلع الاستهلاكية الأخرى بانسياب مع تسريع في نظام التجميع. وقد حصلنا أيضاً على قاطعات عشب آلية وحيوانات أليفة آلية. وقد مكنا الرجال الآليون من رؤية الأماكن التي لم يتمكن الإنسان حتى الآن من زيارتها، مثل الكواكب الأخرى وأعماق المحيطات.

في العقود القادمة، سنرى الرجال الآليين الذين يتمتعون بالذكاء الصناعي، يجيئون ليشبهوا الناس الذين قاموا بتصنيعهم. وفي النهاية، سوف يصبحون مدركين لذاتهم وواعين وقادرين على القيام بأي شيء يستطيع الإنسان القيام به. وعندما نتحدّث عن الرجال الآليين الذين يقومون بأعمال البشر، نحن نتحدّث عن المستقبل المتوقع في أغلب الأحيان، لكن مستقبل الجراحة الآلية أصبح حاضراً الآن.

هل نحن حقاً على استعداد لنسمح للآلات أن تأخذ مكان الأطباء الإنسانيين في غرفة العمليات؟

الجرّاحون الآليون

لقد تم تركيب الجيل الأول من الرجال الآليين الجراحيين في عدد من غرف العمليات حول العالم. وهم ليسوا رجالاً آليين مستقلين ذاتياً ويستطيعون أداء المهام الجراحية بمفردهم، لكنّهم يعيرون يدّ المساعدة الميكانيكية للجرّاحين. ويتم طرح علم الإنسان الآلي في الطبّ للسماح بالسيطرة الدقيقّة والأدوات الجراحية من خلال تدخلات جراحية قليلة للغاية. وحتى الآن، هذه المكائن تستعمل لوضع المنظار الباطني والقيام بجراحة المرارة والحموضة المعوية.

إنّ الهدف النهائي لمجال الجراحة الآلية هو تصميم إنسان آلي يمكن أن يستعمل للقيام بجراحة الصدر المغلق على القلب. وطبقاً لمصنع واحد، يمكن استعمال الأدوات الآلية في أكثر من 3.5 ملايين إجراء طبي في السنة في الولايات المتحدة لوحدها. وفيما يلي ثلاثة رجال آليين جراحين تم تطويرهم مؤخرا:

* نظام دافينشي الجراحي.

* نظام زيوس الآلي الجراحي.

* نظام AESOP الآلي.

نظام دافينيشي الجراحي

بعد اعتماد نظام دافينيشي الجراحي، أصبح هو النظام الآلي الأول الذي يسمح باستخدامه في غرف العمليات الأمريكية. ويستعمل نظام دفينشي تقنية تسمح للجرّاح البشري باقتراب أكثر إلى الموقع الجراحي مقارنة بما تسمح به الرؤية البشرية، والعمل في نطاق أصغر من الجراحة التقليدية. وعند استخدام نظام دفينشي لجراحة المرارة مثلاً، يتم فتح ثلاثة شقوق لا تتجاوز قطر القلم الرصاص في بطن المريض، والتي تسمح لقضبان الحديد الثلاثة بالدخول. ويتم تثبيتّ القضبان في موضعها من خلال ثلاثة أذرع آلية. أحد القضبان مجهّزة بآلة تصوير، بينما الاثنان الآخران يحملان الأدوات الجراحية التي تتمكن من تشريح وتخييط نسيج المرارة. على خلاف الجراحة التقليدية، هذه الآلات لا يتم لمسها مباشرة بأيدي الطبيب.

وبالجلوس عند لوحة مفاتيح التحكم، على بعد بضعة أقدام من طاولة العمليات، ينظر الجرّاح في شاشة للفحص، حيث يتم إرسال صور ثلاثية الأبعاد من خلال آلة التصوير داخل المريض. وتظهر الصور الموقع الجراحي وتشبه هذه السيطرة التحكم في مقود السيارة، فقط حدّد المكان على الشاشة، ثم يقوم الجراح البشري بتحريك الأدوات الجراحية الآلية.

فوائد الجراحة الآلية

وكما هو الحال في كلّ عمليات الأتمتة في مختلف المجالات، فإن الرجال الآليين الجراحيين سيزيلون الحاجة في النهاية لبعض أولئك الموظفين. وفي المستقبل يمكن للجراحة أن تتطلّب فقط جرّاحاً واحداً فقط وطبيب تخدير وممرضتين. وسيجلس في غرفة العمليات الطبيب بالقرب من لوحة مفاتيح الكمبيوتر، إمّا داخل أو خارج غرفة العمليات، وسيستعمل الإنسان الآلي الجراحي للإنجاز الذي كان يتطلب سابقا حشداً من الناس للقيام به. وقد أدى استعمال لوحة مفاتيح الكمبيوتر لإجراء العمليات عن بعد لفكرة الجراحة التلفزيونية، حيث يقوم الطبيب بجراحة حسّاسة على بعد أميال من المريض. فليس من واجب الطبيب أن يقف بالقرب من المريض لأداء الجراحة، ويستطيع السيطرة على الأذرع الآلية عن بعد من خلال حاسوب مثبت على مسافة بضعة أقدام من المريض، والخطوة القادمة سيتم فيها القيام بالجراحة من المواقع التي تقع على مسافات أبعد.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة