Telecom & Digital World Magazine Sunday18/03/2007 G Issue 200
ريبورتاج
الأحد 28 ,صفر 1428   العدد  200
 

عرش (جوجل)ليس أبديًا!

 

 
* إعداد - محمد الزواوي:

يقول الخبراء إن مستقبل البحث على الإنترنت سوف يتطور بوجود قدرات حاسوبية أقوى وأسرع ولوغاريتمات جديدة أكثر ذكاء تمكن الأشخاص من كتابة أسئلة بعينها وكأنهم يخاطبون إنسانًا مباشرة، ويرون أن ذلك ربما يتطلب إضافة (قدرات بشرية) للمعادلة؛ ما يسمح للمستخدمين بالتعبير عن متطلباتهم البحثية وإضافة تلك الخبرات إلى برامج محركات البحث لزيادة قدرتها.

وعن هذا الموضوع كتب جريجوري م. لامب تقريرًا في (كريستيان ساينس مونيتور) يقول فيه: إن تلك التوجهات تم تجربتها في السابق من محركات بحث عديدة على رأسها محرك بحث جوجل، إضافة إلى محركات منافسة أخرى ربما معظمها غير معروف مثل quintura و clusty و hakia و cRANKy و kartOO.

وترجع الصعوبة في تحقيق ذلك إلى أنه كلما ازدادت محتويات الشبكة العنكبوتية التي تتضخم طوال الوقت فإن محركات البحث لن تثبت كفاءة إلا إذا عثرت على ما يبحث عنه المستخدمون، وقد استطاع محرك بحث جوجل أن يحقق سمعته عن طريق تحقيق عمليات بحث أفضل من المواقع الأخرى، وأصبح محرك البحث الآن ثرياً للغاية بالمعلومات، وأصبح أداة بحث جيدة وهيمن على نشاطات البحث على الإنترنت وركز هيمنته ودفاعه عن اعتلائه لعرش محركات البحث العالمية.

مستخدمو جوجل الأكثر

ويشير تقرير لمؤسسة comScore Networks التي تقيس نشاطات الويب، صدر في يناير الماضي، إلى أن مستخدمي الإنترنت في العالم يستخدمون محرك جوجل في نصف عملياتهم البحثية على الإنترنت تقريبًا (47.5%)، في حين حصل المنافس الأقرب لجوجل وهو محرك بحث ياهو على نسبة (28.1%) ثم تلاهما موقع مايكروسوفت msn.com بنسبة (10.6%) ثم بعد ذلك أعداد كبيرة من محركات البحث الهامشية.

ويشير التقرير إلى أن تربع جوجل على عرش محركات البحث ليس أبديًا رغم ذلك، فيقول فيليب لينسين مؤسس ورئيس تحرير موقع Google Blogoscoped: لا أعتقد أن جوجل يقبع داخل قلعة حصينة غير قابلة للاختراق، فلا ننسى ما حدث لموقع AltaVista الذي كان يتربع على عرش محركات البحث في منتصف التسعينيات، عندما استطاع محرك بحث جوجل أن يزيحه عن ذلك العرش بابتكاره للوغاريتمات بحثية جديدة استطاعت التفوق عليه، التي كانت تعتمد بصورة أساسية على قيم الروابط ما بين المواقع لإنتاج نتائج بحث أفضل.

ويضيف أنه إذا ما استطاع أحد المنافسين أن يطور نظامًا بحثيًا يستطيع أن يفهم لغة البشر وأن يجيب بدقة على طلبات مثل: (أريد أن أعثر على أفضل محل يبيع البيتزا في المنطقة وافتتح مساء الأحد)، فإن ذلك سيحدث طفرة كبيرة وسوف يعطيه تفوقًا على محركات البحث التي تعتمد على الكلمات المفتاحية.

الذكاء الاصطناعي

ولكن لكي تفهم الحاسبات لغة البشر فيجب تجهيزها بإمكانيات الذكاء الاصطناعي، وقد تم تسريب وثيقة داخلية لشركة جوجل اطلع عليها السيد لينسن العام الماضي تؤكد أنه على رأس أولويات شركة جوجل قيادة الطريق في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد تحدث مؤسس شركة جوجل لاري بيج لمجموعة من العلماء في سان فرانسيسكو أوائل هذا الشهر قائلاً: (أتوقع أنه عندما نتوصل إلى دمج الذكاء الاصطناعي بمحركات البحث فسوف يكون هناك قدر كبير من عمليات الحاسوب ولكن لن يتم الاعتماد بصورة أساسية على العمليات اللوغاريتمية). وأضاف أن الذكاء الاصطناعي ليس بعيد المنال بالقدر الذي يظنه الناس.

لوغاريتمات ماهرة

أما شركة Powerset Inc التي بدأت أعمالها مؤخرًا في سان فرانسيسكو، فسوف تسير في طريق (اللوغاريتمات الماهرة)، باستخدام تقنية اللغة الطبيعية التي تم تطويرها في مركز Palo Alto البحثي في كاليفورنيا. يقول شارلز مولدو صاحب شركة Powerset أثناء إعلانه شراكة مع مؤسسة PARC أوائل هذا الشهر: (في عالم التقنية هناك تغيرات عادية وهناك تغيرات تحدث ثورة، ونحن نتوقع أن تغير شركة Powerset كيفية تفاعل الناس مع أجهزة الحاسب الخاصة بهم بصورة جذرية). ولكن ربما هناك حل سهل في متناول اليد، فلماذا لا نسمح للمستخدمين أنفسهم بتنقيح عملية البحث؟ تلك هي الفكرة وراء محرك بحث Wikia search.wikia.com)، وهو محرك بحث جديد يأمل جيمي ويلز المشارك في إنشاء موقع موسوعة Wikipedia في أن يصبح جاهزًا للعمل بنهاية هذا العام. وبالرغم من أن تفاصيل عمله لا تزال تتشكل، إلا أنه سوف يعتمد على فكرة (الدورة الافتراضية من التغذية الرجعية) من المستخدمين، وسوف تقدم أفضل نتائج البحث وتقضي على النتائج العشوائية الأخرى أو التي تشوش على نتائج البحث، وسوف يتم تخصيص مميزات بعينها للمستخدمين لتقنية عملية البحث، وسوف تعتمد على محركات البحث ذات المصادر المفتوحة الموجودة حاليًا مثل مواقع YaCy وLucene.

ويقول لينسن إنه لن يحكم الآن على ذلك المشروع حتى يرى النور. ويضيف: (الكثير من الشركات أعلنت من قبل أنها سوف تقضي على (جوجل)، ولكن جيمي وليز صاحب هذا المشروع الجديد رمز كبير وربما لديه شيء بالفعل يقدمه لنا).

إذن ما التأثير التي سوف تتركه محركات البحث الجديدة مثل Wikia و Powerset على مجال محركات البحث؟ يقول داني سوليفان رئيس تحرير موقع SearchEngineLand.com متشككًا: (ربما لا شيء، ولكني متأكد من أننا سوف نرى المزيد من استخدام البشر) في إرشاد الباحثين، ولكن لا تنسوا أن هذا تم تجريبه بالفعل. هل تذكرون محرك البحث القديم AskJeeves؟ إن تعيين محررين بشر لتحسين النتائج شيء مكلف للغاية، ولكن الجديد هو أن محرك Wikia سوف يعتمد على عدد من المتطوعين الذين سيعملون مجانًا.

مفاهيم البحث

ويقول السيد سوليفان إن مفاهيم البحث باللغة البشرية كانت محل اختبار لعدة سنوات في موقع Powerset، ويضيف: (أنا متأكد من أننا سنرى هذا الأمر يتحول إلى حقيقة، ولكنني لا أرى ذلك قتلاً لجوجل)؛ وذلك لأن العديد من طلبات البحث ليست بذلك التعقيد، فالمستخدمون يبحثون فقط من أجل توجيههم إلى مواقع مثل ياهو أو مواقع معرفة الطقس، وكلمة واحدة يمكن أن تقود إلى ذلك، كما أن محركات البحث التي سوف تعتمد على اللغة البشرية يجب عليها أن تكون قادرة على اكتشاف أنك إذا كتبت مثلاً (الرعاية الصحية للديمقراطيين الليبراليين) على سبيل المثال فإن ذلك يعني أنك تريد معلومات عن هيلاري كلينتون، (ولكن أي موقع به تلك الكلمات المتعلقة بالرعاية الصحية في منهج الديمقراطيين الليبراليين من المتوقع أن يذكر هيلاري كلينتون بالفعل).

ويضيف لينسين أنك بذلك تريد أكثر من مجرد لوغاريتمات ذكية، (فما الذي ستفعله حيال ذلك؟) أنت بحاجة إلى 100 ألف حاسب أو أكثر بكثير من الذي تحتويه شركة جوجل لتكون قادرة على خدمة نتائج البحث للمستخدمين بسرعة جوجل، ويضيف: (وهذا عائق كبير يجب علينا التغلب عليه، وربما من الأسهل أن نقوم ببيع لوغاريتماتك إلى جوجل أو أن تقوم جوجل بتوظيفك).

ولكن بالرغم من ذلك ففي عام 1998 على سبيل المثال لم يتوقع أحد أن تتصدر شركة جوجل مجال محركات البحث. ويضيف: (والآن شركة جوجل هي الشركة الرائدة في العالم؛ لذا فربما في غضون 5 سنوات ستكون هناك شركات أخرى، من يدري؟).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة