Telecom & Digital World Magazine Sunday18/03/2007 G Issue 200
سطح المكتب
الأحد 28 ,صفر 1428   العدد  200
 

المارد الأزرق

 

 

كل يوم نسمع أو نشاهد اختراعات جديدة، ضمن ثورة تقنية عارمة، تجتاح عالمنا في مختلف أوجه الحياة، تقنيات استطاعت أن تغير مجرى حياة البشر، حتى سيطرت على معظم تصرفاتهم، وعدلت كثيراً من عاداتهم، وأصبحت تعيش معهم لحظة بلحظة، تقنيات بشكل موجات عبر الأثير، تهبط علينا من آفاق المجرات، وتصلنا من قمم الجبال السامقة، وتنبعث لنا من قيعان الأودية السحيقة، تقنيات يمتلئ الجو بذبذباتها، ويتلبد الأثير بما تحمله من إشارات وإشعاعات متنوعة، موجات لا ترى بالعين المجردة، ولكنها تعيش معنا في كل لحظة، وتلازمنا في كل مكان، وتنطلق بسرعة كالبرق، لتخترق أجسادنا، وتقتحم كل شيء، ناقلة بين ثناياها الخير والشر.

* * *

ومدى استفادتنا من هذا الإبداع البشري يتوقف على كيفية تعاملنا معه، وطريقة استخدامنا له، ولاشك أن إساءة استخدام هذه التقنيات، يحولها من تقنيات مفيدة إلى معاول هدم، ووسيلة لنشر الدمار والخراب، ومن أمثلة ذلك ما يعرف بتقنية البلوتوث، تلك التقنية الجميلة الرائعة، والتي تعددت استخداماتها، وأضحت وسيلة طيّعة لتوصيل الأجهزة بعضها مع البعض الآخر، ما ساهم في ظهور تطبيقات مختلفة لها، فأصبحت وسيلة لبث الرسائل الدعائية والإعلامية، وذلك في المجمعات التجارية، وعند مداخل ومخارج الصالات والمعارض، كما أن تقنية البلوتوث تشكل أداة مهمة لبث الرسائل التحذيرية والإرشادية، فالمرور في بعض الدول يقوم بتوجيه رسائل للتنبيه إلى مناطق الازدحام المروري للسائقين، كما أن استخدامه لا يقتصر على ذلك، بل يمتد إلى توظيفها في الجانب الدعوي، من خلال رسائل تبث للتذكير بالله وآياته، والوعظ والإرشاد، من خلال بث رسائل في أماكن التجمعات العامة، كالحدائق والمتنزهات ونحوها.

* * *

كل هذه الصورة المشرقة لتقنية المارد الأزرق، يعكر صفوها قلة من المفسدين، يسيئون استخدامها، ويحولونها إلى وسيلة لتدمير الأخلاق، ونشر الرذيلة والفساد، حيث أصبحت تنتشر وبكل أسف، العديد من الأفلام الخليعة، والمناظر الساقطة، وخاصة بين المراهقين من الشباب، كما يقوم حفنة من عديمي الضمير والطفيليين، بالتقاط الصور للنساء خلسة في بعض الحفلات والمناسبات، ليقوموا ببثها بين الناس، مخترقين بذلك أعراض الناس وحرمات البيوت، ومنهم من يقوم باستخدام تلك الصور بهدف الابتزاز.

* * *

وأمام إيجابيات هذا المارد الأزرق، والتي تتوسع كل يوم، ويزداد استخدامها في العديد من الأجهزة والمعدات التي تسهل حياتنا اليومية، وعلى الجانب الآخر صعوبة مراقبة سوء استخدامها، واستحالة ضبطها، فإنني أطالب الآباء وأولياء الأمور بضرورة إرشاد الأطفال، وتوعيتهم بمخاطر هذه التقنية، حيث أنها أوجدت لخدمة البشرية، وليس لنشر الفساد، وتفتيت المجتمع.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244

عبد اللطيف العتيق

E-mail: dchief@al-jazirah.com.sa


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة