الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 18th July,2004 العدد : 78

الأحد 1 ,جمادى الاولى 1425

دور البشرة في عالم التقنية
جسد الإنسان عبارة عن موصل كومبيوتر

* أعداد : نورين جبريل
يبدو الأمر كما لو انه ضرب من ضروب الخيال، ولكنه ليس كذلك، وهذا ما أثبتته رائدة تقنية المعلومات في العالم مايكروسوفت، حيث نجحت في الحصول على براءة اختراع في اكتشاف يفيد أن جسد الإنسان هو عبارة عن شبكة كومبيوتر، وقد حصلت على هذه البراءة في الولايات المتحدة في 22 يونيو من هذا العام تحت عنوان (وسائل ومعدات نقل الطاقة والبيانات باستخدام الجسد البشري).
يستطيع في الوقت الحالي المهتمون بمسألة إنشاء ما يسمى ب (شبكة النطاق الشخصي) ربط وتوصيل أجهزتهم الإلكترونية المكونة من الهاتف المحمول وجهاز النداء (بيجر) ومعاون البيانات الرقمي والمفكرة الرقمية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الشخصية المحمولة الأخرى باستخدام الأشعة تحت الحمراء أو ذبذبات الراديو (بلوتوث).
أما مايكروسوفت فتقترح استخدام إمكانية الجسد البشري التوصيلية في نقل البيانات المطلوبة لتكوين هذه الشبكة، ولا يتوقف الأمر عند البشر بل يتعدى ذلك ليشمل العديد من الحيوانات الأخرى التي يمكن أن يتم استخدام إمكانياتها التوصيلية الجسدية في إيجاد موصلات كومبيوتر.
تخلص من الأجهزة المحمولة :
اعتاد الكثير من الناس في الآونة الأخيرة حمل أجهزة إلكترونية محمولة إضافة إلى ملحقاتها، والفكرة من وراء هذا الاختراع تكمن في التخلص من بعض هذه الأجهزة، وسيكون من السهل بلوغ ذلك لو أمكن ربط هذه الأجهزة بنظام شبكي. ولنفترض أن هناك لوحة مفاتيح واحدة من خلالها نستطيع تشغيل كل من الهاتف المحمول، قارئ الأقراص الموسيقية المحمول، المفكرة الرقمية، وغيرها من الأجهزة المحمولة الأخرى. وقد تكون لوحة المفاتيح هذه ذراع الشخص نفسه.
هذا ما يفترضه هذا الاختراع معتمدا على إمكانية ما تقدمه المقاومة الفيزيائية البشرية في تشغيل لوحة المفاتيح أو أجهزة الإدخال الأخرى، إلى جانب تقدير المسافات بين الأجهزة وموقع الجهاز المعني.
وفقاً للاختراع الحالي، عند تنويع المسافات على البشرة بين الموصلات المعنية بمفاتيح مختلفة يمكن الحصول على قيم عديدة للإشارة تمثل إشارات إدخال مختلفة. بمعنى اسهل حسب النظرية يستطيع الشخص أن يستخدم بشرته بدلا من لوحة المفاتيح (الكي بورد) في مسألة الطباعة.
تقترح مايكروسوفت أيضا استخدام الجسد لتوفير الطاقة الضرورية لهذه الشبكة، حيث إن الطاقة الحركية من الحذاء أو ساعة اليد بإمكانها توفير طاقة كهربية، كما نجده في الأسلوب التقليدي للساعة التي تستمد طاقتها الكهربية من حركة يد صاحبها. أبان الاختراع أن عملية إنشاء شبكة للأجهزة المحمولة التي تستخدم في اتصالها الأشعة تحت الحمراء أو ترددات الراديو في اتصالاتها تواجه بعض القصور، فالأجهزة التي تستخدم ترددات الراديو تحتاج إلى مزيد من الطاقة الكهربائية، كما أنها قابلة إلى التشويش عند تشغيل أو قربها من أجهزة أخرى تعمل على نفس التردد، إضافة إلى أن هناك تخوفا من سهولة اختراق هذا النظام الشبكي وإمكانية التجسس والاستماع إلى محتواه على الأقل.
أما الأجهزة التي تعمل على نظام الأشعة تحت الحمراء في توصيلاتها تعاني من نفس هذه المشاكل بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى مساحة رؤية مباشرة بين الأجهزة، كما في حالة وجود حاجز بين التلفزيون وجهاز التحكم عن بعد (الريموت). ولكن مايكروسوفت تدعي أن مشروعها الجديد الذي تطلق عليه اسم (اتصالات المجال القريب خلال الجسد) ليس به أي مشاكل، كما يوفر مسلكا مضمونا وسلسا لنقل البيانات بين الأجهزة.
تجارب سابقة :
تبدو فكرة هذا المشروع غريبة تماما، كما أن مايكروسوفت ليست أول من جاء بها في مجال تقنية المعلومات حيث سبقها معمل الإعلام بمعهد مساشوستس التقني بالتضامن مع شركة IBM، وطوروا فكرة استخدام جسد الإنسان في إنشاء شبكة اتصال ذاتية منذ نحو عقد من الزمان، وأول نموذج من هذه الشبكة كان باسم (PAN) وتم عرضه في معرض كومديكس التجاري عام 1996م، وقد بينت تلك الشبكة كيفية إمكانية نقل بيانات تفاصيل بطاقة الائتمان بين شخصين إلكترونيا من خلال المصافحة بالأيدي، ومنذ ذلك الحين لم يبذل المزيد من اجل تطوير هذه التقنية كما لو أن الجميع بات قانعا بالمقدرات التي تجود بها أنظمة ترددات الراديو مثل البلوتوث.
آثرت مايكروسوفت الحفاظ على أسرار تطوير تقنيتها هذه وامتنعت عن التعليق عن كيفية تحويل اختراعها هذا إلى منتج يدخل في استهلاكات الناس وعن نوعية هذا المنتج، وبهذا تكون مايكروسوفت قد تمكنت من تجاوز بعض العقبات التي كانت تقف في طريق مشروع (التقنية البشرية) الذي طال انتظاره، وخاصة تلك المشاكل المتعلقة بربط الأجهزة الإلكترونية ببعضها وبالجسد، حيث يقترح الاختراع إلحاق قطبين مختلفين على الجسد لكل جهاز، إلا أن مسألة التعاقب بين عملية التخلص من الفائض في أجهزة الإدخال وأجهزة العرض وعدم رغبة الإنسان واستحماله إلحاق عشرات من الأقطاب الموصلة بجلده يقفان اكبر عقبة في تنفيذ هذا المشروع، ولكن تبقى رغبة الإنسان في التجربة خاصة لما هو جديد باعث الأمل في تكملة وتطوير هذا الاختراع.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
ستلايت
وادي السليكون
الالعاب
بورة ساخنة
دليل البرامج
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
برمجة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved