الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 18th July,2004 العدد : 78

الأحد 1 ,جمادى الاولى 1425

التكنولوجيا و الحروب ...
أي منهما دعم الآخر ؟

* إعداد محمد شاهين:
فوائد من نوع آخر للتكنولوجيا التي ننعم بمميزاتها وننبهر بقدرتها. تلك الفوائد تُسمى الفوائد الخطيرة أو الاستراتيجية. وهذه الفوائد تأتي في مجال مهم جداً بالنسبة للدول أكثر من فوائدها لشعوب الدول نفسها. إنها الوجه الآخر القبيح للتكنولوجيا، إنها التكنولوجيا الحربية. أو لنقل تكنولوجيا الأسلحة الحربية. ولعل الحقيقة المدهشة هي أن التكنولوجيا الحربية تعتبر أصل كل مظاهر التكنولوجيا والتقدم الذي نعيشه في هذا العصر. ذلك أن كثيراً من التقنيات والأجهزة والاختراعات الجديدة والتي تستخدم الآن استخداماً سلمياً لم تكن إلا وسيلة حربية أو وسيلة كانت تخدم أحد الجوانب الحربية في أحد الحروب الشهيرة بأنواعها. كان ذلك ينبع من منطلق الحكمة الشهيرة والتي تقول (الحاجة أم الاختراع).
لعل أشهر الحروب التي شهدها العالم والتي شهد العالم فيها انطلاقاً للتكنولوجيا وخروجاً لكثير مما نشهده الآن ونستمتع به من تقنيات تلك الحرب التي ضمت اثنتين من أكبر الدول في العالم والتي انشق لها العالم وتحول إلى جبهتين (شرقية وغربية). إنها الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا أو الاتحاد السوفيتي كما كانت تُسمى في ذلك الوقت. وقد أدى نزاع الحرب الباردة المستمر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى تطور العديد من الأنواع المختلفة من التكنولوجيا وشكلت هذه التطورات التكنولوجية مكونات هامة في الاستراتيجية العسكرية والأمن القومي وأصبحت منذ ذلك الحين جزءا هاما من المجتمع الأمريكي. وقد نشأ تطور الكمبيوتر والأسلحة الفعالة وإنشاء شبكات الإنترنت عن جوانب مختلفة من العلم والتكنولوجيا التي كان منشأها الحرب الباردة وتأثرت بها. واستمرت هذه الابتكارات في كونها جزءا هاما من التكنولوجيا الأمريكية العسكرية وفي بعض الأحيان تعتبر عناصر مسيطرة في المجتمع الأمريكي المعاصر.
الكمبيوتر والأجهزة الحربية :
وكما هو معروف أن الكمبيوتر من المخترعات التي ظهرت لتبقى ولكي تنتشر في كل المجالات. فلا نتصور تقنية جديدة لم يدخل في تطويرها أو تنشئتها جهاز الكمبيوتر أو فكرة الحاسب الآلي بشكل عام. وبالتالي فقد لعب الكمبيوتر دوراً رئيسياً في تطوير التكنولوجيا الحربية خاصة في الحرب الباردة. ولا عجب، إذ ان فكرة الحرب الباردة مفادها شن الهجمات وإلحاق الضرر بالعدو دونما أي استخدام للأسلحة التقليدية والقنابل والمدرعات وغيرها. لقد كانت حرباً فكرية وتكتيكية في المقام الأول. لعبت أجهزة الكمبيوتر دوراً هاماً أيضاً في الحرب الباردة من حيث تطوير طريقة إطلاق الصواريخ الباليستية ودرجة دقتها، فقد تم استخدام أجهزة الكمبيوتر في معاهد الأبحاث لتحديد قدرات مسار الصواريخ الباليستية، وشكل ذلك خطوة بالغة الأهمية لأجهزة الكمبيوتر وعلاقتها بالحرب الباردة. وقد اعتبر الخوف من الهجوم النووي إحدى الخصائص المميزة لفترة الحرب الباردة، حيث عملت أجهزة الكمبيوتر على الاستعداد للدفاع في حالة الهجوم أو الرد في عام 1935م، وتم استخدام نظام BRL في أمريكا لتقييم قدرات الاتحاد السوفيتي ولكي يكون لدى الولايات المتحدة معرفة مضمونة بقدرتها على الرد. وخلال أزمة الصواريخ الكوبية، منح استخدام الكمبيوتر للدولتين العظميين القدرة على إطلاق صواريخ باليستية بدقة شديدة أو (دقة رأس الدبوس) كما يشاع. كما شهدت حقبة الحرب الباردة تقدما بالغا في التكنولوجيا الذي نشأ عن التوتر المستمر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. الأمر الذي زاد من الحاجة لإيجاد أجهزة تضمن السرية والأمان أثناء إتمام العمليات بين الطرفين، ناهيك عن عالم الجاسوسية وما يحتاجه من سرعة وسرية ودقة، ذلك المجال الذي شهد توهجاً غير مسبوق في تلك الحقبة. وبشكل عام فقد زودت الحرب الباردة كلا الدولتين بالطاقة لتوفير الأمن القومي والقدرات العسكرية في وقت كانت فيه هذه الجوانب الدفاعية بالغة الأهمية. فالتكنولوجيا التي نشأت عن ذلك حسنت من القدرة على الدفاع عن الدولة والرد في حالة الهجوم، إلى أن أصبحت هذه التكنولوجيا جزءا مكملا لثقافة المجتمعات في العالم أجمع.
بعض الاختراعات :
والأمثلة كثيرة على الاختراعات من هذا النوع وكثير منها ما يستخدم الآن استخدامات سلمية وصلت لحد الاستخدام في مطابخ المنازل لطهو الأطعمة وما إلى ذلك.
فرن المايكرويف :
في عام 1946 كان العالم رينوند رايثون والضابط الحربي بيرسي سبنسر يتجولان في أحد المعامل الحربية عندما توقفا لتفحص أحد أجهزة الرادار والتي كانت تحتوي على أنبوب ممغنط تمر من خلاله الإلكترونات. وقد لاحظ العالم رينوند أن قطعة الشكولاته التي كان يضعها في جيبه قد بدأت تذوب بسرعة أذهلته. وللتأكد من الفكرة التي جاءت لذهنه أثناء ملاحظته ذلك جرب أن يضع بعض حبوب الذرة أمام الجهاز ليفاجأ أنها تنضج بسرعة كبيرة مقارنة بالطرق العادية. ومن هنا ظهر لنا على يد هذا العالم أفران الميكرويف التي تطهو الطعام أسرع من أي طريقة أخرى.
الآلة الحاسبة ENIAC :
صممت هذه الآلة على يد أحد الجنود العلماء الأمريكيين أثناء الحرب العالمية الثانية بهدف إنشاء آلة يمكنها حساب مسارات القذائف المدفعية بدقة بالإضافة إلى إجراء بعض الحسابات العسكرية الأخرى. وبعد ذلك تم تطوير هذه الآلة لكي تقوم بعمليات الجمع والطرح والضرب وما إلى ذلك.
أول قمر للاتصالات ECHO 1 :
قامت وكالة ناسا لعلوم الفضاء بإنشائه على شكل بالون كبير يقوم بنقل الموجات الصوتية الصادرة من محطة أرضية إلى أخرى. وقد ظهرت الحاجة إليه عندما تنبه العلماء أن الطبيعة الكروية للأرض تحد من انتشار الموجات وانتقالها واستقبالها من مكان إلى آخر وبالتالي كان الحل في إنشاء مستقبل ومرسل لهذه الموجات من فوق سطح الأرض بينما كان البديل المتمثل في تمديد الكابلات والوصلات حلاً مكلفاً ومستهلكاً للوقت. كان القمر الأول قد تم إطلاقه عام 1960 وكان يدور حول الأرض كل 114 دقيقة، كما كان باستطاعته أن ينقل 12 محادثة تليفونية مختلفة في نفس الوقت بالإضافة إلى إشارات البث التلفزيوني. وتوالى بعد ذلك إنشاء الأقمار المطورة حيث أمكن للعلماء في عام 1964 نقل وقائع دورة الألعاب الأولمبية على الهواء مباشرة.
قمر التجسس CORONA :
وخوفاً من أن يفاجئ الروس الأمريكان بإطلاق قنبلة نووية أمر الرئيس الأمريكي آيزنهاور بإنشاء قمر للتجسس ليعمل في سرية عالية تحت مسمى (المستكشف) الذي يخدم الأغراض العلمية. وبعد محاولات جاهدة تمكن القمر من تصوير فيلم كامل فوق الأراضي السوفيتية. وبالفعل فإن مجهودات العلماء في هذا المجال قد وفرت على الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت التفكير والقلق من قيام الجبهة الشرقية بإطلاق القنابل النووية بشكل مفاجئ مما جعل هذا الابتكار نقطة تحول في فترة الحرب الباردة، فقد كان بإمكان الأمريكان معرفة كل التحركات والأسلحة الموجودة في الترسانة السوفيتية. ربما لم يكن يعلم القائمون على مثل هذا الاختراع أنهم يضعون حجر الأساس في عالم الاتصالات الذي نشهده الآن.
جهاز حساس ضد الدخان :
ويبدو هذا الابتكار قريباً من حياتنا اليومية ومن إجراءات الحذر التي تتخذ في المباني العامة والمكاتب كإجراء وقائي ضد الحرائق. ولكن الأمر كان مختلفاً في بدايته حيث كان التفكير في هذا الجهاز من قبل وكالة ناسا الفضائية لخوفها من حدوث كارثة فضائية أثناء رحلات احدى مركباتها. في حين أنه يمكن تجنب هذا الخطر لو تم تحذير الرواد من وجود تصاعد ما للدخان في أحد أجزاء المركبة.
الكمبيوتر والقذائف الباليستية :
وخلال فترة الحرب الباردة ظهر توجه جديد لمحاولات التحكم في مسار القذائف الباليستية وتحديد أهدافها وإصابتها بدقة. الأمر الذي لعب الكمبيوتر فيه دوراً كبيراً في تقديمه لطرق جديدة لإجراء ذلك التحكم. جدير بالذكر أن الهجوم بالسلاح النووي كان من أهم المخاطر التي يخشاها الطرفان وبالتالي فإن أي إنجاز يمكّن من التحذير من هجوم نووي كان يعتبر خطوة مهمة في طريق الدفاع عن الدولة، حيث كانت الولايات المتحدة على سبيل المثال تعتمد على هذه الإنجازات للتأكد من عدم احتمال وجود هجوم وشيك، بالإضافة إلى الهدف الأكبر وهو تقدير القوة السوفيتية وإمكانياتها. وخلال أزمة الصواريخ الكوبية، منح استخدام الكمبيوتر للدولتين العظميين القدرة على إطلاق صواريخ باليستية بدقة شديدة (دقة رأس الدبوس). جدير بالذكر أن هذا التطوير والسعي لإنتاج وسائل أكثر تطوراً كان الشغل الشاغل لكلا الطرفين في تلك الحرب وليس لدولة دون الأخرى، ولعل هذا ما زاد من كمية المخترعات والابتكارات في العالم على أية حال. كما لا يجب أن ننسى أن الكمبيوتر كان الأداة الرئيسية في هذا المضمار.
مستقبل الأسلحة وتطويرها :
إن من أهم المجالات الحيوية والتي لا تزال عملية التطوير مستمرة فيها والتي لا يعتقد أنها ستنتهي بانتهاء فترة أو حقبة معينة من الزمن هو مجال الأسلحة والأنظمة الدفاعية. فالأمر بمثابة حرب أخرى لا تنتهي بين دول العالم المشتغلة في هذا المجال. وقد وصلت مسألة التطوير والبحث عن الأفضل إلى حد خيالي لا يتسنى للعقول البسيطة أن تتصوره، وبمعنى آخر فإن الحد الفاصل بين الإنجازات العلمية والخيال العلمي قد بدأ يتلاشى في هذا المجال خاصة. لقد بدأ العلماء ينظرون إلى ما يمكن أن تقدمه مهاراتهم في هذا المجال وما يمكن أن يكون عليه شكل الحروب في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء مما جعل المسألة تبدو ضرباً من الخيال العلمي الذي نشاهده ونقرأ عنه في الروايات المعروفة.
الأسلحة المميتة :
المسدس الذي يتحدث بعدة لغات ويذيع المحادثة على الشركة، ويطلق طلقات مميتة وغير مميتة ويتم تشغيله فقط بواسطة قبضة يد المالك المسجل لم يصبح بعيد المنال بالرغم من كونه بالأمس القريب مجرد أفكار تخيلية. وبالفعل فقد أعلن كتاب جينيس أن المسدس، المعروف رسميا بسلاح تنفيذ الموت المتغير VIE، كما تم الإعلان عن الأخ الأكبر لسلاح VIE وهو سلاح يصل حجمه 36 ضعفا VIE ولديه معدل إطلاق نار بنسبة مليون طلقة في الدقيقة، ولذلك فهو الأسرع في العالم. ويعتمد كلا السلاحان على التكنولوجيا الباليستية الثورية التي ابتكرها الأسترالي مايك اوداير، عالم الطبيعة. ويقوم هذا السلاح المبتكر باستخدام الإلكترونيات بدلا عن الميكانيكيات، والأجزاء المتحركة والثقيلة، فهو يعتمد على اسطوانة معبئة بالرصاص وتقوم بالإطلاق بواسطة النبضات الكهربائية. ويمكن استخدام هذه الاسطوانة الوحيدة كمسدس، بينما يمكن استخدام عدد منها معاً لإنشاء نظام باليستي قادر على إطلاق عاصفة من الرصاص خلال ثوان، ويتميز هذا السلاح أيضا بخفة وزنه وسرعته لأنه كهربائي ومرتبط بالكمبيوتر. وقال المدير العام للشركة المسوقة للسلاح الجديد (أن الشركة تنقل الدفاع إلى العصر الرقمي، وذلك لأن المستقبل يتطلب أنظمة مناسبة لأسلحة خفيفة الوزن، متنقلة، رخيصة وذكية بالإضافة إلى كونها بالغة التقنية مع مشاركة من عدد قليل من البشر). وبسبب إلكترونية السلاح، فإن ذلك يمكنه من العمل بالتوافق مع الأنظمة الإلكترونية والذكية الأخرى التي يمكن أن تفعل بالنيابة عن مستخدمها كل ما يجب عليها القيام به ولا تحتاج لتعليمات من البشر. وقد أدت العروض العملية الناجحة إلى قيام المسؤولين الأمريكيين بالمساهمة في البحث من خلال وكالات البحث المختلفة وذلك لإعجابهم بسرعة النظام وقلة الحاجة للعامل البشري. هذا وسوف يتم القيام بعرض عملي في الولايات المتحدة في منتصف العام لإظهار كيفية قيام شركة ميتال ستورم لاستخدام سيارات هوائية غير مجهزة برجال لجمع المعلومات ولكن بدون القدرة على الهجوم. وقال مستر جيلبسي مدير الشركة، إن أسلحة ميتال ستورم خفيفة بشكل كاف لكي تمنح الطائرة الصغيرة قدرة على إطلاق النار، ويتم التحكم بذلك من خلال كمبيوتر عن بعد لحماية المبعوثين أو الرد على هجوم الأعداء. وبالرغم من أن السوق المستهدف لميتال ستورم هو الجيش الأمريكي، الذي ينفق على الدفاع اكثر من دول العالم جميعا، إلا أنها تقوم أيضا بتطوير أسلحة تنفيذ القانون والأسلحة الشخصية. هذا ومن المتوقع أن يتم طرح مسدس VIE في سوق المسدسات الآمنة الذي يضم اكثر من 700.000 ضابط لتنفيذ القانون و65 مليون مستخدم للمسدسات اليدوية. كما قررت ولاية نيويورك أن المسدسات الآمنة فقط يمكن بيعها خلال ثلاث سنوات من توفر هذه التكنولوجيا. أما عن مكونات السلاح الجديد وإمكانياته فيمكن لمسدس تنفيذ القانون أن يخبر مخفر الشرطة متى قام ضابط الشرطة بإخراج مسدسه، وأين هو وما هو عدد الطلقات التي تم إطلاقها. وأضاف جيلبسي (يمكنه أن يقول لكل من المستخدم والشرير ما يقوم به، فيقول إنني ساكن أو إنني مميت، ويمكن أن يتحدث لغات مختلفة، وإذا كان الضابط في حالة مواجهة، يمكنه أن يقوم بتشغيل زر الاستماع بحيث يمكن لمخفر الشرطة أو الفريق المصاحب له أن يسمع ما يدور). وتعمل (ميتال ستورم) مع معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا لكي تجمع بين مسدسها الذكي والتكنولوجيا التي تتعرف فقط على قبضة يد المستخدم، حيث سيخفض ذلك بشكل كبير من إطلاق النار غير المقصود. ويدافع جيلبسي عن شركته التي يتم انتقادها بأنها تقوم بتطوير وبيع أسلحة تجعل القتل اكثر فعالية فيقول: (إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تنقذ الكثير من الأرواح، وهناك الكثير من الأشخاص يقتلون كل يوم في العراق وأفغانستان وفي اجزاء أخرى من العالم، ونحن لا نقوم بتطوير أسلحة فتاكة على وجه التحديد ولكن إذا تعين على مواطنينا الدفاع عن أنفسهم، فإننا نريد أن يكون لديهم الأفضل). ومما يذكر أن أسلحة ميتال ستورم لا تزال في مرحلة التطوير والاختبار ولم يتم طرح أي منها في السوق بعد.
سلاح الميكرويف عالي الطاقةHPM :
منذ فترة طويلة والعلماء يبحثون هذا المصدر من مصادر الطاقة، وكيفية الاستفادة منه كسلاح جديد يضيف للتقنية الحربية. إلا أن التفاصيل الكاملة لهذا الابتكار الجديد لا تزال في محيط السرية حتى الآن. أما الفكرة العامة للابتكار فتكمن في قدرته على تدمير الأهداف الإلكترونية عن طريق توليد نبضات قصيرة وعالية من الطاقة والتي تكون بدورها طاقة هائلة من الشحنات الكهربائية والتي تدمر الأجهزة المكونة من مواد أشباه الموصلات. وهنا تكمن قدرته على تدمير الأجهزة الإلكترونية بما فيها الأجهزة الحديثة المستخدمة في العمليات العسكرية. كما تجري الآن دراسات أخرى حول تحويل هذه الطاقة الهائلة والتي ينتجها الجهاز إلى طاقة كهرومغناطيسية بدلاً من استغلال الطاقة كلها بشكل تفجيري وتدميري. وفي دراسات أخرى يتجه العلماء إلى تحويل هذه القدرة والاستفادة منها في تصنيع القنابل والمتفجرات. وبشكل عام فإن هذا السلاح الجديد يمكنه أن يدمر كمية من المعدات العسكرية بالإضافة إلى إتلاف البنية التحتية العسكرية في منطقة واسعة نسبياً. أما المرحلة التالية في تصنيع السلاح فهي إمكانية التحكم في الطاقة المنتجة منه وفقاً للجهاز المراد تدميره والبيئة المحيطة به (الجدران أو المباني). أما من الناحية الدفاعية فهناك أيضاً اتجاه نحو تقوية الأجهزة والمعدات العسكرية لمواجهة هذه التقنية الجديدة والوقاية منها، الأمر الذي لم يبشر بالخير حتى الآن حيث ان تقوية المعدات وزيادة صلابتها تعني عدم سهولة نقلها والتعامل معها بسهولة كما هو الحال الآن، ناهيك عن زيادة تكاليف التصنيع.
الولايات المتحدة تطور أسلحة البرق :
واستفادة من التقنية ذاتها يعمل سلاح الطيران الأمريكي على تطوير سهام قصيرة من البرق، قوية بشكل كاف، بحيث تقوم بحرق أجهزة الكمبيوتر المتقدمة والمكونات الإلكترونية في الأسلحة. وقال سلاح الطيران الأمريكي على موقعه على شبكة الإنترنت: (إن جانب الضرر المنخفض لهذه التكنولوجيا يجعل من أسلحة الميكرويف عالية الطاقة مفيدة في سلسلة كبيرة من المهام لتجنب الإصابات المدنية). كما أن هذه الأسلحة مغرية بشكل خاص حيث يمكن استخدامها ضد المنشآت الكيميائية أو البيولوجية المشكوك فيها بدون خطر تسرب المواد السامة الضارة في الجو.
وأضاف سلاح الطيران الأمريكي أن الأبحاث التي تم القيام بها على أسلحة HPM متقدمة للغاية، إلا انه أضاف أن العلماء يقومون بتجارب حرِجة مطلوبة لتقييم فائدة هذه التكنولوجيا بالنسبة للأنظمة التشغيلية. ويجري الآن القيام بمعظم العمل لتطوير الجيل القادم من الأسلحة في منشأة أبحاث الطاقة العالية والتكنولوجيا وهو معمل تبلغ قيمته 9 ملايين دولار ويقع في جبال مانزانو في جزء من قاعدة السلاح الجوي بنيو مكسيكو. ومن الجدير بالذكر أن التكنولوجيا المستخدمة في HPM هي نفس التكنولوجيا المستخدمة في أفران الميكرويف المنزلية، إلا إنها تطلق طاقة تبلغ ملايين الدرجات بمقياس الواط مقارنة بـ 1500 واط في الفرن المنزلي. فسلاح HPM يمكنه أن يطلق دفعة كهربائية قوية يمكن أن تحرق أي معدات كهربائية مثل أجهزة الكمبيوتر والاتصالات. ويعمل العلماء على استكشاف المعدات والمنهجيات المطلوبة لإنتاج طاقة ميكرويف عالية وتوجيه هذه الطاقة بدقة نحو الهدف، كما أن العمل مستمر أيضا في مجال وضع أنظمة الميكرويف عالية الطاقة المدمجة على أنظمة سلاح الطيران المختلفة.
OICW السلاح العجيب :
وبموجب هذا السلاح يرى العلماء والمحللون أن الجنود الأمريكيين المنخرطين في الحرب سوف يصبح بإمكانهم في الفترة القادمة حمل سلاح متقدم للغاية بحيث يجعل بنادق الهجوم المستخدمة اليوم تبدو بدائية إلى حد كبير، صحيح أن الأسلحة المستخدمة اليوم على قدر كبير من الدقة والفعالية، إلا أن العدو هو الذي تغير. أو بمعنى آخر ظهرت أساليب جديدة وأنظمة أكثر تطوراً من أي وقت مضى. ويقول المحللون العسكريون انه المستقبل يحمل في طياته نهاية للعمليات العسكرية الكبيرة والشاملة (فلن تكون هناك عواصف صحراء)، وبدلاً منها سيكون هناك المزيد من العمليات المنخفضة الكثافة، بما في ذلك المهمات للقبض على مهربي المخدرات. فمواجهة هؤلاء الأعداء سوف تجعل الجيش ومشاة البحرية يلتقون في ارض قتال جديدة لا ترحب بهم، فسوف يتم القيام بحروب الغد في الشوارع والطرق الصغيرة والتي يمكن ألا تظهر أو لا يكون لها مكان على الخريطة. فمنذ عدة سنوات، بدأ التنافس بين مصنعي الأسلحة لتصميم البندقية التي سوف يقوم جنود المستقبل باستخدامها، والتي يتعين أن تكون سلاحاً قادراً على الفوز في أراضي القتال المدنية بالإضافة إلى الصحراء المعروفة، والغابات. وقام البنتاجون بالإعلان بشكل غير بارع عن بندقية الحلم التي يطلق عليها (سلاح القتال الفردي الهادف أو (oicw). ويمكن لهذا السلاح أن يكون مزدوجا أو مفرد الاسطوانة، حيث تقوم الاسطوانة العليا القابلة للنزع بإطلاق ذخيرة 20 ملم شديدة الانفجار في الهواء فوق رؤوس الأهداف المخفية التي تقع على بعد نصف ميل، أما الاسطوانة السفلية فتقوم بإطلاق ذخيرة (ناتو) القياسية 5.56 ملم. ويتم القيام بهذه الجولات من إطلاق الذخيرة بشكل دقيق على مسافة تصل إلى 500 ياردة. ويقال ان مفتاح نجاح السلاح في الحرب المدنية هو نظام التحكم الإلكتروني في إطلاق النار الذي يمكن البندقية من تحديد موعد إطلاق الذخيرة 20 ملم، ومثل المتفجرات التقليدية، فإن هذه المتفجرات تنفجر عند الاصطدام. إلا أنها يمكن ضبطها أيضا لتنفجر بعد المرور من خلال جدار أو جدار معدني. ويمكن أن تكون هذه القدرة ذات فائدة بالغة في المدن الصغيرة بالعالم الثالث حيث يتم إنشاء بيوت عشوائية من الشاحنات القديمة. ومن المزايا الرئيسية لهذه الذخائر قدرتها على الانفجار في الهواء ويتفق مركز مشاة الجيش في فورت بينينج المكلف بتقييم التكنولوجيات والتكتيكات الجديدة مع ذلك، وذلك لان سلاح oicw يمكنه التعامل مع أهداف كانت تتطلب في السابق أسلحة مخصصة ويمكنه القيام بذلك بشكل دقيق، مما يعتبر ميزة كبيرة عند اختفاء الأعداء بين المدنيين في المدن. كما أن المدى الذي يمكن لهذا السلاح الوصول إليه يبلغ 1000 متر أي خمسة أضعاف سلاح ام16 المزود بذخيرة ام203 ويقوم سلاح oicw بإطلاق جولة 20ملم مرة واحدة وجولة 5.56 ملم لمرة واحدة أو مرتين. وبالنسبة للوزن فمن المقرر أن يزن هذا السلاح 6 (باوند) اقل من السلاح التقليدي وهو يعتبر ميزة في ميدان القتال. كما أبرزت التجارب المبدئية أن السلاح الجديد سوف يمكن الجنود من تحقيق أهدافهم من مسافات أعلى وبدقة وسرعة غير مسبوقة. فهو يجمع ما بين القوة في الأداء والخفة في الوزن مع المتانة الفائقة، بالإضافة إلى القدرة التفجيرية الهائلة. وقد أدت كل هذه الإمكانيات إلى اعتبار السلاح هو سلاح القرن الواحد والعشرين كما اعتبر المحللون أن هذا السلاح هو ما يجب أن يستخدمه جندي المستقبل.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
ستلايت
وادي السليكون
الالعاب
بورة ساخنة
دليل البرامج
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
برمجة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved