الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 19th October,2003 العدد : 43

الأحد 23 ,شعبان 1424

تخزين النصوص الإلكترونية لقرون قادمة
التخزين الرقمي .. ذاكرة لاتاريخ للاجيال القادمة
يعمل بناريو من خلال ثلاثة أنماط للتشغيل يمكن للمستخدم الاختيار فيما بينها

ورغم كل مساوئه، ما من مكان يتفوق على وادي السليكون في العثور على ما هو جديد في عالم تكنولوجيا المعلومات.
إن أصحاب المشاريع والمهندسين، في وادي السليكون عادة ما يخفقون في إدراك إلى أي مدى تتشابك اختراعاتهم وتؤثر على المؤسسات الاجتماعية.
ومن الشخصيات المرتقبة التي تؤذن بالجديد في هذه المنطقة كل من فيكي رايتش الذي يعمل أمين مكتبة وديفيد روسنثال الذي يعد باحثا بجامعة ستانفورد، فبدلا من أن يبتكرا مصيدة فئران أفضل، فهما يستخدمان تكنولوجيا موجودة لمحاكاة إحدى الوظائف الهامة التي تقوم بها المكتبات. إنهما يودان التثبت من أن المستخدمين سيظل لديهم القدرة على الوصول إلى الصحف الأكاديمية الإلكترونية حتى ولو مر على نشرها قرون عديدة.
تداول النسخ
ويتناول مشروعهما الذي أطلقا عليه اسم «لوكس» اختصاراً لعبارة مفادها (كثير من النسخ تحافظ على أمان المعلومات) المشكلة المؤرقة التي يواجهها أمناء المكتبات في كل مكان.
لقد أصبحت الصحف الأكاديمية تنشر على شبكة الإنترنت بصورة متزايدة، والعديد منها حتى غير متاح في صورة مطبوعة، ونتيجة لذلك، صارت المكتبات تفقد خيار الحفاظ على المجموعات المحلية، ولكنها ملت الاشتراكات الورقية المنقطعة، وهذا يجعل هذه المكتبات تبدو مثل الجماعات المعارضة للميكنة والمحبوسين في عالم من الورق، ولكنها على الرغم من كل شيء لها القدرة على عمل نسخ احتياطية رقمية، والأكثر من ذلك أن الناشرين عادة ما يوفرون وصولاً دائماً إلى صحفهم ويمدون المشتركين بنسخ على اسطوانات مدمجة.
وهناك مكتبة الكونجرس الأمريكي التي تعد ملجئا أخيراً، وغيرها من المكتبات المحلية حول العالم، حيث يتم الاحتفاظ بنسخ من الغالبية العظمى من المطبوعات، ولكن مثل هذه الحلول على المدى البعيد جدا لن تظل قابلة للتطبيق، فعمل النسخ الاحتياطية أمر شاق ومكلف ومضيع للوقت، كما أن الوسائط الممغنطة، سواء أكانت شرائط ممغنطة، أو أقراصاً صلبة، أو اسطوانات مدمجة، تفسد في غضون عشرات السنين، وكذلك من الممكن أن يشوب التخزين من الشبكة قصر الأجل عندما تصبح السجلات ضحية لتخفيضات الميزانية أو الإفلاس.
لقد فحص كل من راتش روسينثال الأساليب التي انتهجتها المكتبات على مستوى العالم لحل هذه المشكلة عبر آلاف الأعوام بحثا عن أنسب الحلول لها.
وقد جرى العرف في هذه المكتبات على الحصول على نسخ وإتاحتها لقرائهم المحليين، فيما يسعون لحفظها بقدر المستطاع، ولكن في حالة فقدان هذه النسخ أو فسادها يعمدون إلى إعارتها بعضهم البعض.
إن هذه المجموعات التي يتم ترويجها والتي تشكل في واقع الأمر شبكة النظير بالنظير دون أية سلطة مركزية هي التي يسعى «لوكس» لمحاكاتها وآلية هذا المشروع تكمن في جعل المكتبات تثبت برنامجاً على كمبيوتر ذي قرص صلب ضخم، مما يحوله إلى ذاكرة مؤقتة لصفحات الويب يعمل هذا البرنامج بعد ذلك على استخراج محتوى العديد من الصحف التي اشتركت فيها المكتبة المعنية.
وإذا اكتشف النظام أن إحدى نسخه تالفة أو مفقودة، يطلب من الناشر الأصلي أو من الذاكرة المؤقتة لمكتبة أخرى إرسال نسخة جديدة.
النسخ المنتخبة
ولكن من الذي يحدد أي النسخ هي الصحيحة؟ لتأمين ذلك يحاكي المشروع أسلوباً معتمداً آخر ألا وهو الانتخاب.
إن الذاكرة المؤقتة تعمل على التصويت على المواد المتاحة في كل مكتبة بصفة منتظمة من خلال بث المقالات الملخصة (وهي عبارة عن قيم فريدة خاصة بكل ملف) وعقد مقارنة بينها.
وتفوز النسخة عندما تصوت لها الغالبية العظمى من الذاكرات المؤقتة بواسطة عرض المقال الملخص الخاص بها.
أما الذاكرات التي تخسر في هذا الانتخاب فيتم طرح نسخها جانبا وجلب نسخ جديدة.
إن هذا الانتخاب يجعل من الصعب خداع النظام ولتغيير مقال ما عن عمد، سيتعين على المتسللين تخريب الغالبية العظمى من الذاكرات المؤقتة لفترة طويلة والتصميم أيضا يجعل من المستبعد أن يبطل استعمال النظام، فعلى سبيل المثال، لو نفدت مساحة التخزين من إحدى الذاكرات، تعمل المكتبة ببساطة على تشغيل كمبيوتر جديد يحتوي على قرص صلب أكبر يستحضر المواد الكائنة على الذاكرات الأخرى تلقائياً ولأن برنامج «لوكس» يعد«مصدراً مفتوحا»، فله القدرة على التطور عبر السنين كلما تغيَّرت التكنولوجيا.
لقد أثبت هذا البرنامج كفاءته العملية على الرغم من التعقيدات التي ينطوي عليها، ولكنه وجد الدعم من جانب المؤسسة العلمية القومية، ومؤسسة أندرو دابليو ميلون، وصان للأنظمة الدقيقة وغيرها من المؤسسات. لقد تم تثبيت نسخة أولية في 80 مكتبة على مستوى العالم بهدف اختبار مبدأ المشروع على أرض الواقع.
ولكن تبقى العديد من المشاكل المؤرقة، بيد أن أعظم التحديات قد تكون اقتصادية لا تقنية.
إن بعض الناشرين، ولاسيما التجاريين منهم، لا يحرصون على تخزين موادهم في مكان آخر مؤقتا، على الرغم من أن الغالبية العظمى من مخاوفهم تم التعامل معها: لا يسمح مشروع لوكس للمكتبات بحفظ صحف في الذاكرة المؤقتة لم تشترك هذه المكتبات فيها، كما أن المشروع يحمل المكتبات مسئولية الحفظ على المدى الطويل وتكاليفه.
والأهم من ذلك، فالمشروع سيحتاج بدءا من عام 2004 أن يعتمد على نفسه من الناحية المادية، الأمر الذي لا يعني سوى شيء واحد وهو أن المكتبات وربما الناشرون أيضا سيتعين عليهم المساهمة المادية في المشروع.
إن رايتش يعمل حاليا على إنشاء مؤسسة سيطلق عليها «لوكس ألاينس»، ستكون مهمتها، ضمن غيرها من المهام، الحفاظ على البرمجيات والتأكد من وجود عدد كاف من الذاكرات المؤقتة، لم يكن لدى رهبان العصور الوسطى مثل هذه المشاكل، ولكنهم كانوا في الأغلب ناشرين وناسخين وأمناء مكتبات في نفس الوقت.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved