الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 20th February,2005 العدد : 103

الأحد 11 ,محرم 1426

الإنترنت تغير شكل الحياة بواحة (سيوة) المصرية الصحراوية بالصحراء الغربية

قديماً كان سكان واحة (سيوة) القابعة في قلب صحراء مصر الغربية يخزنون تمورهم في قلعة قديمة معروفة باسم قلعة شالي لحمايتها من غارات القبائل المجاورة. واليوم تحاول الواحة الواقعة على مسافة 820 كيلومتراً جنوب غربي القاهرة قرب الحدود مع ليبيا أن تطل برأسها على عالم التكنولوجيا لبناء اقتصاد يعتمد إلى حد كبير على الإنترنت.
أقامت جمعية (سيوة) لتنمية المجتمع والحفاظ على البيئة موقعاً على الإنترنت وأسست مركزاً لتكنولوجيا المعلومات ليكونا بوابة هذه الواحة على العالم ووسيلة لتوزيع منتجاتها بشكل أفضل في مصر وخارجها.
وسيتم إطلاق هذا الموقع رسمياً قريباً.
ويقول علي معرف اخصائي التنمية ومسؤول الاتصالات في الجمعية: تعتمد (سيوة) في توزيع منتجاتها على التصدير إلى إيطاليا فقط عن طريق منظمة التجارة العادلة هناك وهذه الصادرات هي: (التمور والكركديه والنعناع وزيت الزيتون والمياه النقية).
وتنتج (سيوة) سنوياً 12 ألف طن من التمر المعبأ يمكن زيادتها إلى 18 ألفاً بالإضافة إلى التمور الجافة التي تؤكل طازجة. ويمثل استخدام تكنولوجيا المعلومات نقلة كبيرة للواحة التي تزدان بحوالي 400 ألف نخلة وتصل مساحتها إلى نحو 55 ألف كيلومتر مربع ولا يزيد عدد سكانها على 20 ألف نسمة وتمثل في مجملها مجتمعاً مغلقاً يحتفظ ببساطته وبلغته الأمازيغية النادرة في مصر التي يتكلمها السكان مع العربية.
ويشير معرف إلى أن كثرة الوسطاء بين (سيوة) وعملائها يتسبب في رفع سعر منتجاتها سواء داخل مصر أو خارجها، لذلك
نأمل أن يساعد موقع الإنترنت على الاستجابة للطلبيات التي ترد عبر بريدنا الإلكتروني بصورة مباشرة بدون وسطاء.
ومضى يقول: (جاء إنشاء موقع الإنترنت في إطار جهود لتنمية مجتمع تكنولوجيا المعلومات في (سيوة)، حيث تم إنشاء مركز لتكنولوجيا المعلومات.. وتم تدريب 20 شخصاً ويتم حالياً تدريب 40 شخصاً آخرين).
ومن المفارقات أن نسبة الأمية بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً من سكان (سيوة) لا تزيد على خمسة في المئة وهي نفس نسبة أجهزة الكمبيوتر في المنازل.
ويقول سيد عثمان إبراهيم رئيس مجلس إدارة جمعية (سيوة) لتنمية المجتمع وشيخ قبيلة أغورمي وهي إحدى 13 قبيلة وقرية ينتمي إليها أهل (سيوة) سيؤرخ ل(سيوة) بقبل وبعد إنشاء مركز تكنولوجيا المعلومات فيها. ولقد أحدث المركز طفرة كبيرة للشبان في (سيوة) فهو يقع في غرفة صغيرة ولكن به إمكانات تتيح للشباب تفجير طاقاتهم وتحقيق طموحاتهم في واقعهم الحالي.
وتمكن أربعة من الحاصلين على تدريب في المركز من الحصول على وظائف في مصنع (سيوة) للتعبئة ومن المتوقع تعيين عدد
آخر في وظائف تحتاج إلى خبرات في تكنولوجيا المعلومات. ولم تكن فتيات مجتمع (سيوة) المحافظ الذي تشتهر نساؤه بارتداء البرقع بمنأى عن الاستفادة من المركز.
وتقول فاطمة عبد الله (19عاماً) من خلف برقعها الذي لا تكاد عيناها تبدو من خلفه: (نحن في مدينة نائية ومن الصعب علينا الحصول على تعليم تكنولوجي فليس لدينا سوى صحراء). (أتمني أن أتعمق في دراسة الكمبيوتر.. لم أكن أتخيل أنني في مدينتي الصغيرة سأستطيع مراسلة أشخاص بعيدين عني أو الحصول على المعلومات التي أرغب فيها).
وفي هذا المجتمع البدوي المحافظ لا تستطيع الفتيات الحصول على تعليم جامعي لعدم وجود معهد أو كلية مجاورة سوى في مدينة مرسى مطروح التي تبعد عن (سيوة) 320 كيلومتراً.
ومن غير المقبول أن تسافر الفتيات بمفردهن للدراسة خارجها الأمر الذي يجعل الانطواء هو الصفة الغالبة على نساء المدينة.
وتقول فاطمة: (المشكلة الوحيدة التي تواجهنا هي التعليم.. ليس صحيحاً ما يتردد من أن المرأة مهضوم حقها في مجتمعنا.. يشرفنا التزامنا
بالعادات والتقاليد.. ونتطلع لطريقة تسمح لنا بمواكبة العصر دون المساس بهذه الدائرة).
وفي (سيوة) ستة مقاهٍ للإنترنت، حيث يبلغ سعر استخدام الإنترنت لمدة ساعة واحدة عشرة جنيهات (حوالي 1.5 دولار) وينخفض هذا المبلغ إلى جنيهين (حوالي 30 سنتاً) في مركز تكنولوجيا المعلومات.. لكن سرعة الإنترنت بطيئة للغاية، إذ يتم الاتصال عبر خطوط الهاتف، حيث لم توفر أية شركة إنترنت خدمات الاتصال السريع بالإنترنت (دي. اس. ال.) في (سيوة) حتى الآن.
وتقول غادة خليفة الرئيس المشارك لاتحاد منتجي البرامج التجارية بالشرق الأوسط وهو أحد رعاة المركز أن وزارة المعلومات والاتصالات المصرية وعدت بتقديم خدمات الإنترنت السريعة في سنترال (سيوة) في أقرب وقت.. وأكثر مرتادي مقاهي الإنترنت في (سيوة) من السائحين الذين يرغبون عادة في استخدام بريدهم الإلكتروني أثناء إقامتهم في الواحة.
وقالت خليفة لرويترز: (الأمر ليس مجرد إنشاء نادٍ لتكنولوجيا المعلومات ولكنه يمثل تنمية اقتصادية واجتماعية عامة في (سيوة). لقد ساعد التدريب على زيادة دخول المتدربين ومن بينهم ثمانية يعملون صباحاً في مدارسهم ومساء كمدربين في مركز تكنولوجيا المعلومات).
ومشروع المدارس الذكية هو مشروع تتبناه وزارة التربية والتعليم المصرية ويهدف إلى توفير وسائل تعليم إلكترونية داخل المدارس.
وقال محمد فؤاد الذي تولى مهمة التدريب التكنولوجية في الواحة التي دامت خمسة أسابيع: (تحول المتدربون من أشخاص يخافون من الكمبيوتر إلى متعاملين بإجادة وأحياناً باحتراف مع الكمبيوتر).

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
الالعاب
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اخبار تقنية
جديد التقنية
الحكومة الالكترونية
معارض
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved