الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 20th March,2005 العدد : 107

الأحد 10 ,صفر 1426

هل نعجز عن تشكيل مجتمع استهلاكي؟
التقنيات تدخل عالمنا فكيف نستخدمها بعيداً عن تعقيداتها؟
إذا كنا نعيش في مرحلة تغيير لأجهزة المنزل الالكترونية والكهربائية فهذا يعني اننا سنضطر للتعامل مع التقنيات الرقمية التي دخلت بنية معظم اجهزة المنزل، كذلك سنضطر إلى التعامل مع مفاهيم جديدة متصلة بعالم الكومبيوتر.
فغالبية الشركات اليوم تحاول ادخال التقنيات الرقمية والمعلوماتية إلى أي جهاز تصنعه، فمن كان يتوقع ان يطلب مكعبات ثلج من براد عبر كبسة زر؟ أو أن يحدد ساعات عمل غسالته؟ أو ان يحدد الوقت الذي يعمل فيه التلفزيون على محطة بث معينة؟ لقد كانت هذه امورا مستبعدة جدا قبل عشر سنين، أما اليوم فنحن نعيش المرحلة بتغيراتها المتسارعة.
***
وهذه التطورات تعني اننا اذا كنا فعلا نريد ان نكون في وسط الجمهور المتفاعل مع التقنيات المعلوماتية الذي لا يستسلم لصعاب (التفاهم) مع الكومبيوتر وثقافته العامة علينا ان نخوض التجربة بكل تفاصيلها ابتداء بفهم اسرار الكومبيوتر وبرامجه ومعداته انتهاء بتحقيق اكتفاء ذاتي معلوماتي. فابدال الفيديو بمشغّل DVD الذي يحصل اليوم في منازلنا على سبيل المثال لا الحصر ليس مجرد ابدال لجهاز منزلي بل هو جزء من عملية تغيير واسعة ستطول معظم الاجهزة المنزلية. فاليوم نبدّل الفيديو وغدا التلفزيون وبعده الهاتف وغيره. وربما في وقت ليس ببعيد قد نصل إلى توحيد كل هذه الاجهزة في جهاز واحد.
لكن السؤال الذي يلازم مرحلة التطور الحالية هو: كيف نستخدم التقنيات من دون الدخول في تعقيداتها؟
الشركات التقنية تدخل منزلك
تترافق هذه التطورات مع محاولات حثيثة للشركات العالمية لتثبيت اسمها كلاعب رئيسي في سوق المنتجات المنزلية. وحتى الشركات التي لم تحاول يوما ان تكون قريبة جدا من المستهلكين في منازلهم بدأت اخيرا الاقتراب.
ابرز مثال على هذه الشركات هي إنتل Intel التي تتخصص في صناعة أشباه الموصلات والرقائق الالكترونية.
ومصلحة هذه الشركة في دخول حرم المنزل هي الترويج لاسمها وصولا إلى تشكيلها علامة فارقة في عالم الترفيه تماما كما هي في التعليم او الاستشفاء وحتى في صناعة الحروب، هذا مع العلم ان الشركة تعد لاعبا اساسيا في أي قطاع يستخدم التقنيات الرقمية لأنها تصنع (العقول) الصغيرة التي تفكر من خلالها الاجهزة.
وفي مجال التقنيات المنزلية طورت إنتل اخيرا تقنيات لإنتاج كمبيوترات من نوع جديد يعتبر جهازاً يجمع العديد من الخدمات، يتمتع بخصائص الفيديو عالية الدقة، ومزود قدرات صوتية غاية في النقاء، وفيه إمكانات لتقديم تقنيات الشبكات اللاسلكية (أي توفير الاتصالات اللاسلكية داخل المنزل لتمكين الاجهزة المختلفة كالكومبيوتر والتلفزيون والهاتف وربما المكيف والثلاجة والطابعة و(الماسحة الضوئية) Scanner من الاتصال ببعضها).
ومن أهم أسس هذه التقنية الجديدة (رقائق) Chips اسمها Intel Express تعتبر جسر التواصل بين المعالج الدقيق (العقل) وباقي مكونات الكمبيوتر، وما تعتمد عليه هذه المنصات الجديدة هي المعالجات الدقيقة الجديدة من نوع إنتل بنتيوم 4 والمزودة تقنية المعالجة (المتعددة الخيوط) HT1. وقد أصبحت أجهزة الكومبيوتر التي تعتمد رقائق Intel 915 G/P و925X Express متوافرة بكثرة.
وقد دمجت أطقم الرقائق الجديدة هذه مع أحدث معالجات بنتيوم 4 المزودة تقنية المعالجة المتعددة الخيوط من نوع xx sequence5 المُصنعة بواسطة أكثر التقنيات تطوراً، وهي تقنية 90 نانومتراً، وتعمل بسرعات تصل إلى 3.60 جيجاهرتز.
بعد ذلك قامت الشركة بخطوة التطوير الهائلة التي اطلقت اخيرا في الولايات المتحدة، وهي تطوير خدمة تقنية تسمح بنقل المحتوى بين الكومبيوتر وعدد من الاجهزة كالتلفزيون والاستيريو. وبهذا فقد وصل المنزل الرقمي إلى مرحلة مهمة سيتمكن خلالها مستخدم الكومبيوتر من نقل المحتوى من جهاز الكومبيوتر الشخصي إلى غيره من الأجهزة اعتمادا على الشبكة المنزلية. وتم هذا التطوير بفضل التعاون الوثيق بين شركات إنتل و(ديجيتال 5) Digital 5 و(نيتغير) Netgear و(ريل نيتويركس) Real Networks.
وخلال فترة قريبة سيتمكن المستخدمون من الحصول على الخدمات الجديدة، والاعتماد عليها لوصل أجهزة التلفزيون والكومبيوتر والدخول إلى محتوى الأفلام المفضلة عبر شبكة الإنترنت. وتوفر المنتجات الجديدة للمستخدمين فرصة دخول المحتوى في أي وقت ومن أي مكان بالاعتماد على أي جهاز داخل المنزل.
الخلاصة
التطورات التقنية المذكورة مجرد مثال على التقنيات التي بدأت دخول منازلنا. وما نحتاج إلى معرفته من كل هذه التطورات هو انها رغم تعقيداتها التكنولوجية المزعجة نستطيع ان نستفيد من خدماتها بكل سهولة إذا اتخذنا القرار بعدم مقاومة التغيير والدخول في مسيرة المعلوماتية من دون ان نفقد هويتنا. أما كيف نحافظ على هويتنا، فذلك بحث آخر.
على الهامش
من الملاحظ (جدا) اننا في حين كنا في القرن الماضي ننتقد كوننا مجتمعاً استهلاكياً في هذا الشرق، يبدو اننا في هذا القرن سننتقد كوننا غير قادرين حتى على تشكيل مجتمع استهلاكي! وقد يطلق علينا في المرحلة المقبلة تسميات مثل (مجتمع استهلاكي في طور النمو)، أو (مجتمع ما قبل الاستهلاك) أو (مجتمع ما قبل المعلوماتية).

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اخبار تقنية
جديد التقنية
دكتور .كوم
معارض
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved