الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 20th April,2003 العدد : 17

الأحد 18 ,صفر 1424

وداعاً لألم الإبر والخيوط الجراحية
لاصق بيولوجي ومرهم يمنعان حدوث الندبات الجلدية
بدأت الغرز الجراحية تفقد شعبيتها، ويعود الفضل في ذلك إلى تطوير أنواع جديدة هذا العام من اللاصق البيولوجي الذي جعل مهمة الكوادرالطبية أسهل، وخفف أعباء التخدير وألم الإبر والخيوط الجراحية عن المرضى. ويوضع اللاصق البيولوجي على الجرح بواسطة فرشاة خاصة، حيث يؤدي إلى انحلاله في السوائل الخارجة من الجرح ويحرض سلسلة من التفاعلات السريعة التي تؤدي إلى تشكيل روابط مرنة ومتينة بين حواف الجرح خلال ثوان معدودة. وبعد دقائق من وضع اللاصق البيولوجي تصبح متانة الجرح موازية في قوتها لتلك التي تحدث بعد سبعة أيام من وضع القطب أو الغرز الجراحية.
علبة إسعاف
يدعى اللاصق الجديد ب«ديرمابوند» ومن المتوقع أن يصبح متوفرا في الصيدليات على شكل علبة إسعاف تستخدم لدى الضرورة. خاصة للذين يصابون بجروح في مناطق بعيدة عن الخدمات الصحية. كما أن توفرها بين أيدي أطباء الأسرة والممرضات سوف يرفع الضغط عن وحدات الإسعاف المتخصصة التي تعاني من ضيق الوقت وزيادة عدد حالات الطوارئ.
وفكرة اللاصق البيولوجي ليست جديدة العهد، وانما فكَّر فيها الأطباء منذ ثلاثين عاما أثناء الحرب الفيتنامية. وتطورت هذه الفكرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وحاليا صنع لاصق منCyanoac Rylate التي لا تؤدي إلى شعور بالحرق في الجلد أو النسج التي توضع عليها. وهي مادة سريعة التأثير وقوية التماسك، حيث تؤدي إلى التحام الجرح بعد ثلاث دقائق من استخدامها.
مثالي للاستخدام
وقال بيكر رازا المتحدث باسم شركة إينيكون البريطانية التي تقوم بتوزيع هذه التقنية. إن اللاصق البيولوجي مثالي للاستخدام في معالجة الجروح البسيطة النازفة في اليد والوجه والقدم والجسم. خاصة لدى الذين يقومون بأعمال من الصعب تركها. تتم طريقة الاستخدام بتنظيف الجرح وتعقيمه، ثم تقريب حوافه من بعضها بعضا. ثم يدهن اللاصق بالفرشاة على شكل طبقات. فيعمل اللاصق بشكل فعال في تثبيت حواف الجرح بالوضعية المطلوبة ويمنع خروج الدم نهائيا من مكان تفرق انحلال الجلد.
نتائج مشجعة
على صعيد آخر أجريت تجارب جديدة على 12 مريضا لمعرفة تأثير مرهم جلدي جديد صمم لإخفاء آثار الندبات الجلدية الناتجة عن الجروح والحروق والعمليات الجراحية. وكانت النتائج المبدئية مشجعة جدا في هذا المجال. وقاد الدراسة البروفيسور مارك فيرجيسون من قسم العلوم البيولوجية بجامعة مانشيستر البريطانية، وخضع فيرجيسون كمتطوعيه لتجارب مكثفة على المرهم الجديد. حيث أحدثت في يديه وأيدي متطوعيه جروحا متعددة. ووضع عليها المرهم الجديد لمتابعة تطورات تماثل الجلد للشفاء والالتئام دون إحداث ندبات تذكر.
يعمل المرهم الجديد على مبدأ ترميم النسج لدى الجنين خلال المراحل الأولى من الحياة، فلدى الجنين قدرة عالية على إصلاح الخلل في النسج وبسرعة كبيرة دون ترك أي أثر على وجوده، لذلك فكر العلماء بتحريض عملية الترميم هذه لدى الكبار بطريقة مماثلة تقريبا، ونجحوا خلال التجارب السريرية بالسيطرة على الندبات الناتجة عن جروح مفتعلة. لدرجة كبيرة، إذ من الصعوبة رؤية الأثر الجلدي للجرح بعد شفائه باستخدام المرهم.
بدأت فكرة إنتاج المرهم من خلال الملاحظات المخبرية التي شاهدها الأطباء أثناء التجارب الجراحية على الحيوانات. حيث وجد أن إجراء عمليات جراحية لأجنة الحيوانات داخل الرحم لا تترك أي اثر للندبات الجراحية بعد الولادة، أي كأن العمليات لم تتم على الرغم من أنها تتطلب أحيانا شق الصدر أو البطن. هذه الملاحظات أثارت انتباه البروفيسور فيرجيسون الذي أصر على معرفة آلية اختفاء الندبات للاستفادة منها لدى الإنسان بعد الولادة.
وعندما نتكلم عن الندبات لا نعني الندبات الجراحية التي تؤثر في الشكل الخارجي للجلد وتأثيراتها التجميلية. إنما نقصد الندبات بمعنى أشمل أو الالتصاقات النسيجية الناتجة عن الجراحة والأذيات بجميع أشكالها وأحيانا قد تكون مهددة للحياة. فالندبات التي تصيب العين أو تتشكل في العين قد تؤدي إلى العمى. والندبات التي تحدث في الأمعاء والبطن قد تؤدي إلى التصاقات في الأحشاء ومشاكل كبيرة مثل انسداد الأمعاء. والندبات العصبية قد تؤدي إلى اضطرابات كهربائية مثل الصرع... الخ.
عندما يتعرض شخص لجرح أو أذى جلدي أو غير جلدي، تبدأ الخلايا المناعية الموجودة في الدم بالتجمع في منطقة الأذى لتنظيف المنطقة من الجراثيم والفضلات الناتجة عن الخلايا البشرية المتأذية. وتفرز الخلايا المناعية مركبا جزيئيا يدعى TGF بيتا.
إعادة الترميم
وهذا المركب يحرض على عملية إعادة الترميم في الجرح. ويفعل الخلايا المضادة للالتهابات ويزيد من إفراز عوامل الترميم والبناء الموجودة في منطقة الأذى.
وكلما كانت عملية الترميم أسرع وغير مختلطة بالتهابات تكون الندبة صفراء وغير مرئية، لكن إذا كانت عملية الترميم بطيئة وهناك صعوبة في التخلص من الفضلات والجراثيم. فإن عملية الالتحام في مكان الإصابة تظهر على شكل ندبة كبيرة.
وبالطبع هناك آليات أخرى لحدوث الندبات لدى بعض الناس بسبب تكاثر الألياف المرنة فوق الجلد. حيث تظهر الندبة على شكل حبل جلدي سميك وأحمر تدعى بالجدرة، وتكون الأسباب غالبا وراثية تابعة لبنية الشخص الجينية.ولاحظ العلماء أن الندبة الجراحية لا تتشكل لدى الجنين بسبب غياب المركب الجزئيTGF بيتا في المراحل الأولى من الحياة، ورغم أن المركب المذكور مهم جدا في عملية الترميم فغيابه لا يؤدي إلى توقف عملية التئام الجرح لدى الأجنة، لأن هناك آليات متعددة تتدخل في هذه العملية. من هنا وجد العلماء أن تثبيط دورTGF بيتا في عملية التئام الجروح لدى الكبار يساعد كثيرا على منع تشكل الندبة والالتصاقات.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved