Telecom & Digital World Magazine Sunday20/05/2007 G Issue 208
إضاءة
الأحد 3 ,جمادى الاولى 1428   العدد  208
 

الطلاق الإلكتروني
كابوس العصر

 

 

* استطلاع - غادة إبراهيم

الإنترنت والجوال عالمان بلا حدود ومعالجة المشاكل الاجتماعية والزوجية وتقديم النصائح والإرشادات واختيار شريك أو شريكة الحياة أصبحت متاحة بواسطة الإنترنت أو الجوال.

والسؤال المطروح هنا: بعد أن تحوَّل الكمبيوتر إلى (خاطبة) يختار العرسان ويرشح الأزواج بالطرق الإلكترونية هل يصبح مأذوناً يعلن الطلاق ويهدم الأسر؟

التحقيق التالي يسلّط الضوء على هذا الأسلوب المبتكر من الطلاق من خلال تجارب نسائية مرة.

مجرد صرعة

ترحب هدى... بهذا النوع من الطلاق وتؤكّد أنها سمعت عنه ولا سيما عبر (النت) و(الجوال) وتراه يتماشى مع التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم وتعده صرعة من الصرعات التي تزداد يوماً بعد يوم مع التطور التقني وثورة الاتصالات.

تقليعة سيئة

وتؤكّد إيمان.. أنها سمعت عن الطلاق الإلكتروني وتعرف أن زوجاً طلق زوجته أثناء وجودها عند أهلها نتيجة بعض الخلافات الزوجية برسالة نصها الصريح (أنت طالق)..

وتعقب على ذلك بالقول: هذه الظاهرة هي تقليعة شبابية لا تمت لأخلاقنا بصلة، فالزوج بذلك يستهتر بالحياة الزوجية ويستخف بالزوجة وأولى الضحايا هم الأطفال, ومثل هذا التصرف هو حماقة. فالزواج رباط مقدس يبدأ بإجراءات رسمية وإذا كان لا بد أن ينتهي فليكن بمثل الإجراءات التي تم بها.

أنت حرة!!

وتروي منيرة... تجربة مرة تعرضت لها بقولها: تزوجت بشخص من إحدى الدول العربية المجاورة وبعد ثلاثة أشهر من زواجنا عاد إلى بلاده وفي تلك الفترة حاولت مراراً الاتصال به ولكنه لم يرد على اتصالاتي له ثم أرسل لي بعد فترة رسالة بالبريد الإلكتروني يقول فيها (أنت حرة وفي حل من الارتباط بي).

وتضيف: لجأت للمحكمة للحصول على الطلاق الرسمي وقدّمت الرسالة التي أرسلت لي على بريدي الإلكتروني للمحكمة وبعد معاناة طويلة حصلت على حكم الطلاق عن طريق الشهود وعقد الزواج ورسالة البريد الإلكتروني.

طلقني بsms

أما ناديا.. فلها تجربة مغايرة شكلا ًومتوافقة مع سابقتها مضموناً وتقول بعد زواج استمر ثلاث سنوات ترك زوجي المنزل وذات يوم فوجئت برسالة على الجوال يؤكّد فيها زوجي أنه سيتزوّج من امرأة أخرى وأنه قد قرَّر الانفصال عني بشكل نهائي وقام بتطليقي عبر رسالة sms.

وتستنكر ناديا هذا الفعل وترى أن الحياة الزوجية بناء متكامل راسخ لا يهدم بكلام عابر أو تصرف أحمق، وتعتقد أن على زوجها أن يرسل لها رسالة تقدير ومحبة بدلاً من رسالة العبث التي هدمت كيان الأسرة وشرَّدتها.

أنت حرة!!

وتقول ليلى...: ارتبطت بزوجي في المرحلة الجامعية ثم سافر للعمل بإحدى الدول ومع استمرار تواصلنا عبر الجوال والإنترنت خاصة ولساعات طويلة فوجئت بعدم رده على اتصالاتي وعدم قدرتي على التواصل معه على النت، بالإضافة لعدم رده على رسائل البريد الإلكتروني، وبعد قلق وطول انتظار جاء رده الإلكتروني الصاعق، حيث كتب عبارة واحدة فقط (أنت حرة) وبدون أن يرسل لي أي ورقة رسمية تثبت هذا الطلاق.. واتجهت للمحكمة ولم أتمكن من إثبات الطلاق لأنه لم يتم التأكد من أن الزوج هو المرسل لرسالة البريد الإلكتروني، إضافة إلى أن الرسالة لم تتضمن لفظ الطلاق ومنذ ذلك الحين وأنا في حيرة من أمري أنتظر إثبات طلاقي شرعياً وقانونياً.

غش وتدليس

وأما داليا التي تعمل بشركة خاصة فلها قصة مختلفة تقول عنها: تعرّفت على زوجي عن طريق الإنترنت وانتهت علاقتنا بالزواج وبعد شهر واحد من زواجنا حدث خلاف بيني وبينه وترك على أثره البيت لفترة طويلة وبعد ذلك فوجئت برنة على جوالي معلنة وصول رسالة من زوجي توقّعت حينها أنها رسالة صلح ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد جاءت الرسالة عكس توقعاتي وكانت من كلمتين فقط (أنت طالق) توجهت بعدها إلى المحكمة لأثبت حقوقي ولم يكن معي أي دليل على طلاقي سوى هذه الرسالة.. ابتسم القاضي وقرَّر عدم إثبات الطلاق لعدم توافر أركانه وأن احتمالات وجود الغش والتدليس واردة في مثل هذه الأمور ولا بدمن وجود الزوج نفسه، وأنا أنتظر تشريفه.

مع وضد

أثار الطلاق الإلكتروني جدلاً كبيراً بين مؤيِّد ومعارض، فالبعض يؤكّد ضرورة تفوّه الزوج بالطلاق حتى تسمعه الزوجة، أما الطلاق الكتابي، فيجب أن يكون واضحاً في العنوان والصياغة حتى تتحقق الزوجة منه.

البعض الآخر يؤكّد أن اتخاذ القرار بالطلاق ما هو إلا نيّة وطالما أن النيّة توافرت لدى الزوج فقد وقع الطلاق شرعاً ولكنه لم يقع قانوناً والسبب في ذلك يرجع لتعدد أساليب الغش والخداع باستخدام الوسائل الإلكترونية.

حيث بإمكان أحد محترفي برامج الاختراق على النت وباستخدام البريد الإلكتروني لأي من الزوجين أن يوقع بينهما ولا تعترف المحكمة بهذا الطلاق إلا بتأكيد من الزوج نفسه.

ولا بد أن تتسلّم الزوجة الرسالة المعنية بنفسها وأن يكون الزوج هو المرسل كما يجب أن تتضمن الرسالة لفظاً واضحاً للطلاق مع ضرورة حضور الزوج للمحكمة لتأكيد أنه مرسل رسالة الطلاق.

ويجب الإشارة هنا إلى أمر مهم وهو دور الزوجات في دفع أزواجهن إلى طلاقهن بالجوال حين يطالبن بتطليقهن برسائل البريد الإلكتروني أو رسائل الجوال خاصة حين تتضمن الرسائل عبارات استفزازية تثير الزوج وتدفعه للرد السريع والفوري (أنت طالق).

يذكر أن المحكمة الإسلامية في ماليزيا أقرت تطليق رجل لزوجته برسالة قصيرة عبر الجوال، فهل تكون هذه البداية للاعتراف بهذا النوع من الطلاق الإلكتروني؛ مما يعني انتشاره تمهيداً للاعتراف به شرعاً رغم كل محاذيره ومخاطره؟!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة