ينبغي ألا نخدع أنفسنا، فالإنترنت أداة خيالية، تسِّهل الحياة لمهنيين كثيرين، وهي بالتأكيد أداة عظيمة لأسواق الأسهم.

وقد تنبأ الرواد المجهولون لثورة الاتصالات لعصور عدة بأن العالم القادم سيكون بلا حدود، حيث سيعرف أيّ شخص كل شيء عن أي شخص آخر.

إن التدفق العالمي للمعلومات الذي يقرّب الشعوب من بعضها بعضا سيجعل بالضرورة سلوك السياسة الخارجية أكثر انفتاحاً وأكثر تجاوباً مع رغبات الناس.

يقول كلود مويسي - الرئيس السابق والمدير العام لوكالة الصحافة الفرنسية: إن ما يحدث أكثر من مجرد حلم، فأي تحليل متأنٍ للتبادل الحالي للأنباء الخارجية حول العالم يكشف تناقضاً واضحاً، فالزيادة المذهلة في القدرة على إنتاج وتوزيع الأنباء من مسافات بعيدة، يقابلها تناقض واضح في استهلاكها.

ويظهر هذا بوضوح - مثلاً - في الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أنَّ هذه الظاهرة موجودة إلى حد ما - في معظم المجتمعات المتقدمة.

ففي جانب العرض هناك سلسلة لا نهائية من التطورات التقنية أحدثت تحولاً في إنتاج وتوزيع الأنباء إذ من خلال الاستعمال الواسع للحواسيب والأقمار الصناعية والإرسال من خلال التصميم multiplexing والألياف البصرية fiber optics والرقمنة digitalization وضغط البيانات data compression، أصبح بوسع منتجي المعلومات اليوم أن يقدموا أنباء في صورة نصوص أو صوت أو صورة، أكثر من أيّ وقت مضى، ويمكن إنجاز ذلك وإيصاله إلى المستفيدين بسرعة أكبر وسعر أقل.

إن ظاهرة تراجع وسائل الإعلام المطبوعة وما تزامن معها من صعود للتلفزيون باعتباره مصدر المعلومات المفضل لدى معظم الناس قد مضى عليها خمسون عاما حتى الآن، وهذا جانب من تاريخ تقنية الاتصالات، ولا يدرك معظم الناس حجم ونطاق هذه الظاهرة.

ختاماً يمكن القول: إن الانتقال من الكلمة المطبوعة إلى الصورة المتحركة قد تحوّل ليصبح أكثر من كونه مجرد تغيير للوسيلة. وكما نعلم جميعاً فإن التلفزيون قد أحدث تغييراً جذرياً تدريجياً في طريقة تعاملنا مع الأحداث.