الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 20th August,2006 العدد : 176

الأحد 26 ,رجب 1427

الإنترنت تقنية متجددة!!

* إعداد : د. زيد بن محمد الرماني *
لقد أصبحت المعرفة قوة دافعة ومحركاً أوليا للاقتصاد الحديث، فهي أهم وسائل زيادة إنتاجية عمالة المصانع والمكاتب والحقول والفصول، ومصدر محتوى الرسائل المتبادلة عبر شبكات المعلومات، والمقوم الرئيس للبرمجيات التي تعالج هذا المحتوى، وهناك العديد من الشواهد على مدى الأهمية الاقتصادية لمورد المعرفة، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الدول أو العالم بأسره.
فعلى مستوى الأفراد، قد زاد ثقل العمالة الذهنية، وتعاظم سطوة الرأسماليين الذهنيين الجدد صنيعة اقتصاد المعرفة، ويكفي سنداً لهذا أن ثلاثة من أغنى أغنياء العالم العشرين بنوا ثرواتهم من صناعة البرمجيات.
وعلى مستوى المؤسسات فقد تضخم العائد الاستثماري ويكفي أن يذكر أن إجمالي القيمة الرأسمالية لخمس شركات تعمل في مجال تقنية المعلومات والاتصالات قد تضاعف ما يقرب من60 ضعفاً خلال عشر سنوات من 12 بليون دولار سنة 1987م الى 700 بليون دولار عام 1997م. أما على مستوى اقتصاد الدول، فقد ازدادت مساهمة عائد قطاع المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي. وعلى مستوى العالم، فقد نما الانفاق العالمي على تقنية المعلومات والاتصالات وفقاً لتقرير التنمية الإنسانية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من 2.2 ترليون دولار عام 1999م الى 3 تريليونات دولار عام 2003م.
من وجهة نظر أخرى، تلعب الانترنت دوراً رئيساً في اقتصاد المعرفة خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الرقمية التي يمكن توزيعها عبر الشبكة، كالبرمجيات والكتب والخدمات المصرفية والخدمات السياحية والخدمات التعليمية وما شابه، ومن أبرز المؤشرات على الأهمية الاقتصادية للإنترنت أنها ولدّت في الولايات المتحدة ما يزيد على 3 ملايين فرصة عمل، بما يوازي ضعف عمالة صناعة العقارات.
لقد غيّرت الإنترنت بصورة جذرية من أسلوب عمل المؤسسات الاقتصادية، واستحدثت نماذج جديدة للقيام بنشاط الأعمال.. وهكذا امتزج اقتصاد المعرفة الذي يمثل بصورة تقريبية - اقتصاد شق المحتوى- مع ما يمكن ان نطلق عليه (اقتصاد الإنترنت) الذي يمثل في هذه المنظومة الاقتصادية الجديدة وبصورة تقرييية عنصر التوزيع القائم على شق الاتصالات.
جاء في كتاب (الفجوة الرقمية) لمؤلفيه د. نبيل علي ونادية حجازي بصورة عامة يمكن القول إن العناصر المادية في الاقتصاد بدأت تختفي تماماً، فالأموال على سبيل المثال قد تم تحويلها من العملة الذهبية الى غطاء الذهب، فالعملة الورقية حتى وصل الأمر في نهاية الطاف الى تحويل الأموال إلكترونيا لتصبح مجرد اشارات رمزية، يجري تبادلها بين المصارف، وقيود رقمية تسوى من خلال غرف المقاصة.
ولا شك أن التعامل مع العناصر اللا مادية غير المحسوسة أكثر تحدياً، نظراً لغياب الأسس الكمية لحسابها، وصعوبة التنبؤ باحتمالاتها المتعددة واثارها الجانبية غير المتوقعة.


* عضو هيئة التدريس والمستشار بجامعة الإمام
zrommany2@hotmail.com

..... الرجوع .....

العنكبوتية
اتصالات
وادي السليكون
الالعاب
دليل البرامج
تجارة إلكترونية
جديد التقنية
سوق الانترنت
حاسبات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved