الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 21st November,2004 العدد : 94

الأحد 8 ,شوال 1425

يقول منتقدوها إنها انتهاك للخصوصية..
بطاقة (ذكية) تحارب لصوص المكتبات!
* إعداد إسلام السعدني

كانوا يقولون قديماً إن جرد محتويات مكتبة عامرة بالكتب ربما يستغرق وقتا أطول من ذاك الذي يمكن للمرء فيه أن يكتب هذه الكتب بنفسه، ولكن الوضع الآن اختلف بعد أن دخل التطور العلمي على الخط، وصار من الممكن باستخدام تقنية أشبه بتلك المستخدمة في المواصلات العامة والتي تعتمد على تذاكر مزودة بشرائح ممغنطة لتحصيل الرسوم فحص محتويات المكتبات بشكل أسرع، وتخزين هذه المحتويات بأسلوب أفضل يوفر لها الحماية من السرقة.
وعن هذه التقنية الجديدة التي يطلق عليها اسم (التعرف على الأشياء باستخدام ترددات الراديو) أو ما يعرف اختصارا ب(آر. إف. آي. دي)
نشرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) تقريراً تناولت فيه أبعاد هذا التطور العلمي، وكذلك الانتقادات الموجهة إليه من جانب دعاة حماية الخصوصية الذين يرون أن استخدام تلك التقنية من شأنه انتهاك حق الإنسان في الخصوصية..
***
انتهاك الخصوصية
ويشير التقرير إلى أن هؤلاء يحذرون أنه مع التطورات التي تطرأ على هذه التقنية فإنه سيصبح من الممكن بواسطتها التعرف على أسماء الكتب التي استعارها قارئ ما من المكتبة، أو تتبع اهتمامات القارئ نفسه من خلال الكتب التي يطالعها، مؤكدين أن استخدام هذا الأسلوب الجديد قد يسمح للحكومة أو أي طرف آخر مهتم بوضع قائمة تضم أسماء القراء المهتمين بموضوعات بعينها، وهو ما ينطوي على انتهاك للخصوصية بصورة يعتبرها المدافعون عن الحريات المدنية أمراً مزعجاً. وتستطرد الصحيفة مشيرة إلى أن هناك نحو 250 مكتبة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بدأت بالفعل في استخدام التقنية الجديدة، ومن بينها العديد من المكتبات التابعة لكليات جامعية.
أزمة سان فرانسيسكو
ولكن الأمر في سان فرانسيسكو لم يسر بالسهولة التي سار بها في أنحاء أخرى من البلاد، إذ يوضح التقرير أنه في الوقت الذي تمضي فيه لجنة المكتبات العامة في المدينة قدماً باتجاه تنفيذ خططها الخاصة بالاستعانة بتقنية (آر. إف. آي. دي)، قدم اتحاد الدفاع عن الحريات المدنية عريضة يطلب فيها من سلطات سان فرانسيسكو تجميد الأموال المخصصة لهذا المشروع حتى يتم تحديد المخاطر التي يشكلها على خصوصية الأفراد بشكل أكثر دقة.
الشريحة السحرية
ويمضي تقرير (كريستيان ساينس مونيتور) موضحا طبيعة هذه التقنية من خلال الإشارة إلى أنها تتمثل في وضع بطاقة أو شريحة إلكترونية رقيقة تبلغ مساحتها بوصة مربعة على كل كتاب في المكتبة، وهي شريحة يتم تخزين المعلومات الخاصة بالكتاب عليها بشكل إلكتروني مثل اسم مؤلفه أو عنوانه أو رقم التعريف الخاص به.
ويقول التقرير إنه يمكن قراءة هذه البيانات أو الدخول عليها بواسطة جهاز يسمى (قارئ الترددات)، وهو جهاز يقوم بتنشيط الشريحة من خلال إصدار إشارات لاسلكية ومن ثم قراءة المعلومات المخزنة عليها من خلال جهاز للاستقبال وجهاز لفك الرموز.
ومن ثم يتيح هذا الأسلوب كما توضح (كريستيان ساينس مونيتور) التعرف على محتويات رف كامل من الكتب في غضون ثوان معدودات، وأيضا فحص أكوام من الكتب بشكل سريع دون الحاجة إلى فتح كل منها، ومسح الرمز العمودي الخاص بها أو ما يسمى ب(البار كود)، وهو ما يجعل من الممكن أن يضطلع شخص واحد بهذه المهمة دون الحاجة إلى مساعدة من آخرين.
توفير الأموال
ويستعرض تقرير الصحيفة الأمريكية مزايا هذا الأسلوب الجديد، مشيرا إلى أنه يوفر الكثير من الأموال للمكتبات على الرغم من أنه يبدو للوهلة الأولى مكلفا أكثر من نظام (البار كود) نظرا لأن البطاقة الإلكترونية الواحدة المستخدمة في نظام (آر. إف. آي. دي) تتراوح تكلفتها ما بين 50 سنتاً إلى دولار واحد.
ويوضح التقرير هذه المفارقة بالقول إن كفاءة النظام الجديد في جرد محتويات المكتبات سيوفر عشرات الآلاف من الدولارات كانت تضيع على هذه المكتبات بسبب الكتب التي تفقد منها، كما أن ما يتيحه هذا النظام من إمكانية قيام شخص واحد بعملية الجرد توفر الميزانية المخصصة لبند العمالة.
مخاطر مستقبلية
وفي هذا السياق يستعين التقرير بما قاله (هارفي فارينت) مدير المكتبة التابعة لكلية بروفيدنس تلك المكتبة التي بدأت مؤخرا الاستعانة بالتقنية الجديدة من أنه تم توفير مئات ومئات من ساعات العمل من خلال هذا الأسلوب.
أما (ديفيد واجنر) أستاذ علوم الحاسب الآلي في جامعة كاليفورنيا فيقول إن المخاطر التي ينطوي عليها استخدام هذا الأسلوب المتطور منخفضة للغاية حتى هذه اللحظة، و(واجنر) هو الرجل الذي يوضح تقرير (كريستيان ساينس مونيتور) أنه يقوم بالتعاون مع (ديفيد مولنار) أحد خريجي الجامعة نفسها بدراسة سبل تأمين نظام (آر. إف. آي. دي) وحمايته من الاختراق، ويركزان بصفة خاصة على المخاطر المستقبلية التي قد تنجم عن استخدام تلك التقنية المتطورة.
بطاقات ذكية
وتتمثل هذه المخاطر حسبما تقول الصحيفة الأمريكية في إمكانية أن يتم استخدام جهاز (قارئ للترددات) أقوى وأكثر فعالية من ذاك المستخدم حاليا الذي لا يزيد مداه عن ثلاثة أقدام، وهو ما يعني أن مثل هذا الجهاز سيكون قادراً في هذه الحالة على قراءة البطاقات الإلكترونية المثبتة على الكتب من مسافات أبعد، مما يجعل هناك إمكانية لاختراق تلك البطاقات والتعرف على المعلومات المخزنة عليها.
ولذا يحلم (واجنر) بأن يتم ابتكار (بطاقات ذكية) لا يمكن التعرف على المعلومات المخزنة عليها سوى من خلال (قارئ الترددات) التابع للمكتبة الموضوع على كتبها هذه البطاقات فقط دون أي جهاز آخر، وهو تطور يشير الرجل إلى أنه سيجعل بوسع العالم الاستفادة من ذلك النظام الجديد دون الإخلال بقواعد السرية والخصوصية.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
ستلايت
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
امال . كوم
اخبار تقنية
جديد التقنية
الحكومة الالكترونية
معارض
شات نت
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved