الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 22nd February,2004 العدد : 57

الأحد 2 ,محرم 1425

الصحافة الورقية ومجتمع المعرفة
إرهاصات حلم بين الفقر والقهر في قضية مجتمع المعلومات في العالم البائس أخذت جزءاً كبيراً في العدد السادس من مجلة (اتصال) فثمة عوامل داخلية كامنة في العالم النامي تحول دون أخذه بأسباب التحضر والنهوض بقوة إلى المستقبل، وحسب محمد العمر، لا يتأتى لمنصف أن ينكر أن القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مرحلتها الأولى في جنيف، قد اكتنفها كثير من النوايا الطيبة والرؤى الثاقبة والمواقف المشهود تميزها وإخلاصها بيد أن النوايا وحدها لا تكفي، لأنه من غير الدفع الحقيقي لتأسيس البنية التحتية الفكرية والثقافية والسياسية والقانونية لا التقنية وحدها، فإن ذلك يصبح أقرب إلى الجعجعة التي لا يعقبها طحن!
أما تحديات الصحافة الورقية في عصر الإنترنت فليست منحصرة في أن تبقى تلك الصحافة أو لا تبقى، فليست هي المسألة، بل المهم أن تكون نداً للنزال الذي تتجلى تحدياته في ساحة الإنترنت، حيث لا تصح أن تغفل عنها ثقافيا ومعرفيا واستثماريا. الصحافة الورقية هي إلى انتهاء عند جميل مروة رئيس تحرير صحيفة ديلي ستار اللبنانية، بينما يخشى طاهر العدوان رئيس تحرير صحيفة كل العرب الأردنية أن يجعل الصحفيون من الإنترنت مصدرهم الوحيد للمعرفة. على أن هاني حمود رئيس تحرير صحيفة المستقبل اللبنانية مطمئن إلى أن للصحافة الورقية والإلكترونية جمهورها، ومع ذلك يؤكد د. عبدالعزيز المقوشي رئيس تحرير مجلة تجارة الرياض، أن الصحافة العربية لن تكسب الجولة لأنها مبتلاة قبل التطور وبعده بقيود وكوابح، إلا أن العائق الأكبر أمام الصحافة العربية حسب نبيل الصوفي رئيس تحرير صحيفة الصحوة اليمنية، هو تجديد النظام القانوني العربي بحيث ينحاز إلى الحرية.
إلا إن الأمور ليست كلها بهذه القتامة، فها هو أسامة إبراهيم يبشرنا بأن بعض ما تحمله الإنترنت قد يكون وردياً، حيث تتحول الإنترنت إلى خاطبة آخر زمن، بينما يدعو د. إحسان علي بوحليقة إلى مواجهة احتكار مايكروسوفت.
وفي الوقت الذي تفتقد فيه مقاهي الإنترنت في اليمن روادها، فإن ثمة ما يبشر بأن نساءنا العربيات يسبقن الرجال في تقنية المعلومات، وبأن دبي تسبق فنلندا في الخدمات الإلكترونية، واليمن يحاصر فجوته الرقمية، إلا أن عين المواطن السوري بصيرة ويد خدمة الجوال في بلده لازالت قصيرة! فهل يوسع من دائرة هذه الخدمة أن المعلوماتية أصبحت مادة إلزامية في المدارس السورية، وهي خطوة متقدمة بكل أبعادها. على أية حال فإنه لا غضاضة أن نبدأ التغيير باتزان حسب د. أحمد كمال أبو المجد، مع الالتفات إلى أن اكتساب المعرفة رهن بإصلاح السياق المجتمعي على ما يدعو إليه تقرير التنمية الإنسانية العربية لسنة 2003م وصولاً إلى بناء مجتمع المعرفة.
يمكنك أداؤها بأذنيك
المعوقون بصريا بإمكانهم صيانة الكمبيوتر وبرمجته
يعد العمل في مجال تشغيل أنظمة الكمبيوتر عملا شاقاً، فمن يعمل في هذا المجال عليه دائما أن يواكب كل ما هوجديد من برامج، وكيفية تشغيلها والتعامل معها في حالة حدوث أي مشكلة أوعطل، الأهم من ذلك أن من يعمل في هذا المجال نادراً ما يعتلي المناصب العليا حتى وإن بلغت سنوات خبرته عقودا كاملة، وهوشخص ينظر إليه كل من حوله في تقدير واعتزاز فهونابغة وعبقري ولكنهم في الوقت نفسه نادرا ما يلحظون وجوده عندما يسير العمل بسلاسة مع أجهزة الكمبيوتر ودون أي مشاكل.
لذلك فهي مهنة مليئة بالتحديات، فما بالك إذا كان من يعمل في هذا المجال ضريرا؟ كيف سيعمل على جهاز الكمبيوتر؟، وكيف سيتعامل مع من حوله؟ كانت الإجابة عند بيت دي فاستو، الذي يعمل كمسئول عن تشغيل وإصلاح أنظمة الكمبيوتر في إحدى المؤسسات، يستخدم بيت أدوات مختلفة ومبتكرة للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر، فعلى سبيل المثال، يعرف بيت محتوى أي صفحة كمبيوتر عن طريق برنامج خاص «لقراءة» تلك الصفحة، فكل ما عليه هوالتحرك بالفأرة على الصفحة ليسمع صوتا يشرح له كل ما هومكتوب، أوعن طريق كارت الصوت. وهناك طريقة أخرى يستخدم بيت فيها آلة صغيرة في حجم الكتاب توضع تحت لوحة المفاتيح لتكتب الصفحة أوتوماتيكيا بطريقة بريل.
كما أن لوحة المفاتيح التي يعمل عليها بيت بها مفاتيح بارزة للأرقام، وبمجرد الضغط على هذه المفاتيح تتحرك الفأرة في جميع الاتجاهات على الشاشة، عندئذ يسمع بيت صوتا يشرح له اسم البرنامج أوالموقع الذي تشير إليه الفأرة، هذا إلى جانب وجود بعض المفاتيح الأخرى التي تتحكم في حجم النص المقروء أوالمتهجى، ويمكنها حتى ان تعمل عمل الفأرة في اختيار النص نفسه، الجدير بالذكر أن عدد الرموز التي تظهرها شاشة بيت على طريقة بريل تبلغ40 رمزا في الصفحة الواحدة.
وقد يصل عدد هذه الرموز ببعض الشاشات الأخرى إلى 80 رمزاً بالصفحة الواحدة، كل هذه البرامج المبتكرة تساعد بيت على قراءة بريده الإلكتروني والتجول عبرالإنترنت وعمل الملفات الجديدة، وغيرها من الأعمال، أما المشكلة الأخرى التي واجهت بيت في عمله فهي تعامله مع من حوله، فكثير من الناس لم تكن عندهم أدنى فكرة عن التعامل مع شخص ضرير، لكن بيت لم يشعريوما بالحرج من كونه ضريرا، وكان يحاول أن يشرح لزملائه بالعمل كيفية تعامله مع أنظمة الكمبيوتر مستخدما أدواته الخاصة، وكان يؤكد لهم أنه لا يشعر بالتوترعندما يسألونه عن أي مشكلة قد تواجههم مع أجهزتهم، أوعندما يوجهون إليه الحديث في الوقت نفسه استماعه لبرنامجه الناطق.
وكان يطالبهم بأن يتحدثوا إليه حينها وكأنهم يتحدثون مع شخص بصير ينظرإلى شاشته.
ولكن للأسف لم تقدر الشركة التي كان يعمل بها بيت بمدينة سان فرانسيسكو كل ذلك، حيث قامت بتسريح أكثر من 400 موظف بها، وكان بيت من بينهم، تقدم15 منهم بمذكرة للتظلم والمطالبة بعودة بيت للشركة، وقد وقع على تلك المذكرة90 موظفا، مؤكدين أن إعاقة بيت لم تمنعه يوما من أداء عمله كما ينبغي، بل على العكس ساعدته على أن يتميز فيه، إلا أن هذه المذكرة لم تغير من الأمر شيئا، وتم الاستغناء عن بيت بشكل نهائي، وهو منذ ذلك الحين يبحث عن وظيفة تناسبه كمسئول عن تشغيل أنظمة كمبيوتر متميز، يستطيع أن يظهر بكفاءة لكافة العاملين معه مدى أهمية التقدم التكنولوجي الذي توصل إليه العالم الآن، الذي جعل منه شخصا منتجا كما لوكان بصيرا.
لاشك أن قصة مثل قصة بيت من شأنها أن تثير العديد من التساؤلات مثل : هل وصل التقدم التكنولوجي فعلا إلى هذا الحد الذي تزول أمامه جميع العقبات ويتخطى أي نوع من أنواع الإعاقة؟
وهل يمكن لأي شخص من غير المبصرين أن يصل إلى هذا الحد من التواصل مع العاملين معه بما يجعله دائما يتقبل مقاطعاتهم له أثناء عمله، ومستعد لتقديم مساعدته لهم في أي وقت؟ وهل من السهل أن يقبل أي صاحب عمل أن يولي منصب مهم لديه مثل المسئول عن تشغيل أنظمة الكمبيوتر لشخص ضرير، مهما وصل إلى سمعه من أقاويل وشهادات في صالح ذلك الشخص ؟

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
دليل البرامج
نساء كوم
امال . كوم
اخبار تقنية
جرافيك
حوار العدد
دكتور .كوم
الحكومة الالكترونية
الرسوم المتحركة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved