Telecom & Digital World Magazine Sunday22/04/2007 G Issue 205
مواهب
الأحد 5 ,ربيع الثاني 1428   العدد  205
 

في المجال التقني
السعوديات قادمات

 

 
*حوار - منال آ عثمان:

خمس طالبات مبدعات قمن بإنتاج برنامج (Steganography) الكتابة المخفية للمحافظة على سرية البيانات الحائز على جائزة الإبداع العلمي لهذه السنة وكرمت كل من المبرمجات سمر محمد الصالح, نهى عبد الوهاب زمان , حنين بهجت خلف وآثار رضا غباشي وآلاء حسن على إنجازهن في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين , حول إنجازهن وبرنامجهن كان لمجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) معهن هذا الحوار...

* كيف كانت بدايتكن؟

(ماذا سيكون مشروع التخرج؟) سؤال دار في أذهاننا عند بداية آخر تيرم جامعي، كنا متهيبات من النهاية مع تفاؤلنا، قلقات مما ستنطوي عليه آخر درجات السلم الجامعي.. ومن هنا بدأت رحلتنا مع الابتكار، فقد توكلنا على الله واخترنا أن يكون مشروعنا مع الدكتور الفاضل مصطفى جاد الحق - الذي لم يبخل علينا حقيقة بوقت أو جهد أو نصيحة- كانت فكرة المشروع المقترحة تصميم برنامج لتشفير البيانات إلا أن الدكتور طلب منا البحث عن معنى مصطلح (الكتابة المخفية)، ومن هنا كانت البداية.

بدأنا رحلتنا في بحر التقنية الواسع حيث انطلقنا على شواطئ (الكتابة المخفية وأمن المعلومات)، فكان موضوع بحثنا.. لما رأينا فيه من قيمة علمية عصرية عظيمة، تغفل عنها أمتنا وهي أحوج ما تكون إليها، وقد برع فيه العدو؛ فجمع بين طياته التكنولوجيا الفريدة، والتقنية الذكية، والفكر المتميز، فرأينا أننا - أبناء الأمة الإسلامية - أولى به وبالبحث عنه والإبحار فيه من غيرنا.

الوسائط الرقمية

- كان هذا هو عنوان البرنامج الذي قمنا بتصميمه وبنائه، وعنوان العلم الذي امتد منذ قديم الزمان لإخفاء المعلومات بطرق تمنع كشف وجودها، حين كان يحلق شعر الخدم وتكتب الرسالة السرية على فروة الرأس، وعند نمو شعر الخادم من جديد يتم إرساله إلى الوجهة المطلوب إرسال الرسالة إليها بسرية.

اليوم، وفي عصر التقنية، حلت الوسائط الرقمية الحديثة كالصور الرقمية والملفات الصوتية والنصية محل رؤوس الخدم وأصبح من الممكن استخدامها في إخفاء الرسائل وتبادل البيانات بسرية تامة، وقد اخترنا أن تكون الصور الرقمية هي رأس الخادم في برنامجنا والوسط الذي نستخدمه في إخفاء البيانات السرية.

* كيف يقوم البرنامج بمهامه؟

كما ذكرنا، يقوم البرنامج باستخدام الصور كوسط لإخفاء البيانات حيث تستخدم كغطاء يخفي بشكل تام أي بيانات سرية تم تضمينها أو إخفاؤها فيه، يحدد المستخدم صورة عادية (بريئة المظهر) موجودة على جهازه ثم يقوم بكتابة الرسالة السرية التي يريد إخفاءها، بعد ذلك يعطي أمرا بإتمام عملية الإخفاء، النتيجة ستكون صورة مطابقة في الشكل والمواصفات للصورة الأصلية ولكنها تحوي داخلها على الرسالة السرية المخفية، وبعد أن يتم إرسال الصورة إلى الوجهة المطلوبة، يستخدم نفس البرنامج ولكن هذه المرة ليس لإخفاء البيانات في الصورة وإنما لاستخراجها منها، ومجرد حصول أي تغيير خارجي ظاهر يبطل الهدف من البرنامج، كما ذكرنا، الصورة الجديدة الناتجة بعد إجراء عملية الإخفاء تكون مطابقة تماماً للصورة الأصلية بدون أي اختلاف ظاهر.

اختلاف عن التشفير

* ما هو الفرق بين برنامجكم الكتابة المخفية وبين علم التشفير؟

- يقوم العديد من الناس بالخلط بين الكتابة المخفية وبين علم التشفير وبالرغم من أن كليهما يندرج تحت أمن المعلومات وكليهما يهدف إلى أن تكون البيانات السرية غير مكشوفة للكل فإنهما يختلفان في نواح عديدة، تقوم تقنيات التشفير بتغيير الرسالة حتى تصبح غير مقروءة، أما تقنيات الكتابة المخفية فتقوم بإخفاء الرسالة حتى تصبح غير مرئية، النص المشفر على سبيل المثال قد يثير الشبهات أثناء عملية النقل وعند وصوله للمستقبل بينما الصورة التي تحتوي على الرسالة المخفية التي يتم إنتاجها باستخدام برنامج الكتابة المخفية لا تثير الشبهات لأنها ظاهرياً مشابهة للصور العادية.

* ماذا عن استخدامات البرنامج؟ هل هناك فئة معينة مستهدفة؟

- يخدم البرنامج فئات مختلفة، من مستخدم عادي يرغب في إرسال رسالة سرية لصديقة، إلى مؤسسات وشركات ضخمة تبحث عن السرية أثناء تبادلها للمعلومات وترغب في الحد من عمليات التجسس والسرقة، تقنية الكتابة المخفية تعطي إمكانيات هائلة في مجال أمن البيانات.

رحلة الألف ميل

* ما هو مصير البرنامج هل تم تطويره أو الاستفادة منه؟

- مر البرنامج بمراحل تطوير مختلفة، وشاركنا به في مسابقة برعاية مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين فزنا على أثرها بجائزة المؤسسة للإبداع العلمي ونسعى الآن إلى إخراجه في صورته النهائية وطرحه للمستهدفين حتى تعم الفائدة منه ويجنى ثمره.

* ماذا بعد البرنامج؟

- بعد التخرج، وبعد أن انتهينا من مرحلة الدراسة الجامعية، انشغلت كل منا بالتخطيط للمرحلة التالية من حياتها بعد أن كان البرنامج الخطوة التي بدأنا بها رحلة الألف ميل، وضعنا نصب أعيننا أننا سنضيف بصمة جديدة إلى المجتمع وعملاً يفخر به وطننا فأثبتنا أن المرأة السعودية قادرة على أن ترتاد المراكز البرمجية الأولى مهما كثر المنافسون، وبدأنا العمل بخطوات واثقة كمبرمجات المستقبل ونسعى الآن إلى بلوغ القمة بالجد في العمل والحرص على التميز.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة