Telecom & Digital World Magazine Sunday22/04/2007 G Issue 205
سطح المكتب
الأحد 5 ,ربيع الثاني 1428   العدد  205
 

قراصنة جيتكس

 

 

(لا جديد) هو عنوان هذه الزاوية في العدد السابق، وذلك قبل أن تنطلق فعاليات جيتكس الرياض، وقد استوحيته من تجارب السنوات الماضية، وبالرغم من أنني كنت لا أرغب في الحديث عن إخفافات المعرض هذا العام، ووددت أن أكتفي بما ذكرته في العدد السابق، إلا أن الاتصالات التي تلقيتها من القراء الكرام، أجمعت على أن جيتكس هذا العام (مكانك سر)، فالمعرض لا يلبي التطلعات، ولا يتماشى مع حجم الإنفاق العام الذي رصدته الدولة لاستثمار التقنية، فالأخطاء نفسها تتكرر، وتظهر بأشكال متعددة وقوالب متنوعة، إخفاقات في الجوانب التنظيمية، يتزامن معها ضعف في الخدمات المقدمة للزوار، ويتجلى ذلك عند التوجه للكاونتر المخصص لاستعلامات الزوار، لتجد الموظفين منشغلين بتجاذب أطراف الحديث مع بعضهم البعض، وربما مع أصدقائهم، وكأن أمر إرشاد الزائرين لا يعنيهم، وعلى أحسن الأحوال لو تكرم عليك أحد هؤلاء العاملين بسماع سؤالك، فإنك في أغلب الأحيان ستعود بخفي حنين، ودون أن تجد ضالتك.

* * *

وعلى مدار العام، وأمام البديل الواحد، نجد أن شركات التقنية المحلية، تتنافس للحصول على موطئ قدم لها في المعرض، لتكون منبراً دعائياً يكاد يخلو من المهنية، ومن الحلول التقنية الجديدة، منبراً تعمل منه لتصريف مخزون بضائعها الراكدة من البرامج والأجهزة، مغدقة في العروض الخاصة والخصومات، وعلى الشق الآخر، وأمام عدم وجود خيارات أخرى للمهتمين بالتقنية، نجد آلاف الزائرين، يتدفقون على المعرض من كل حدب وصوب، والكل منهم يطمح أن يرى معرضاً تقنياً متميزاً، يتاح لهم فيه فرصة الاطلاع على كل ماهو جديد في عالم التقنية، ولكن ما إن يدخل الزائر ساحة المعرض، ويتجول بين جنباته، حتى تتبدد أحلامه، ويصاب بخيبة أمل، ويدرك - متأخراً - أنه أهدر وقته وجهده، وقد يقرر ألا يعود لزيارته في الأعوام القادمة.

* * *

ومما يزيد الطين بلة، ويحول دون نجاح مثل هذه الفعاليات، بل ويفقدها القيمة الحقيقية لها، هو ضعف البنية التحتية، وغياب المحفزات التي توفر المناخ المناسب للجهات المنظمة للمعارض، مما يحد من قدرتها على ممارسة صناعة تنظيم المعارض والمؤتمرات، بالشكل المهني المطلوب، ويأتي على رأس هذه المحفزات، توفر الصالات المناسبة لإقامة المعارض، وإيجاد التسهيلات اللازمة للحصول على تأشيرات لعارضي الشركات العالمية، مع توفر أماكن الإسكان المناسبة، كالفنادق وغيرها، لاستيعاب العارضين وزائري المعرض من خارج مدينة الرياض.

* * *

وللأسف الشديد، فإن التطور الجديد الذي ربما يكون حدث في جايتكس الرياض هذا العام، وأصبح ظاهراً للعيان، وبكميات كبيرة، هو توفر البرامج المقرصنة، بائعون متجولون يمارسون التجارة في برامج وأنظمة مزورة، يتواجدون علانية أمام مداخل ومخارج بوابات المعرض، وربما داخل أجنحة المعرض نفسه، وأنا هنا لست بصدد التحدث عن التحليل أو التحريم لهذه الممارسات، ولا ما تشكله هذه الممارسات من مخالفات صريحة يعاقب عليها النظام، لكنني فقط أتساءل: كيف يمكن لجايتكس استضافة الشركات العالمية والحبل متروك على الغارب للقراصنة يمارسون هذا النوع الرديء من التجارة، وعلى قارعة الطريق، لاشك أن هذا يمثل مظهراً غير حضاري ويؤثر على دخول شركات التقنية العالمية إلى السوق السعودي كمستثمر، بل يشكل نكسة أخرى يصاب بها جيتكس الرياض، حتى وإن لم يكن سبباً مباشراً في تفاقم علله، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنرى تغيراً جذرياً في جيتكس الرياض العام القادم، وذلك مع الانتقال لمقره الجديد، بحيث تتحقق نقلة إيجابية حقيقة في (الكيف) لا الشكل؟!.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244

E-mail: dchief@al-jazirah.com.sa

عبد اللطيف العتيق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة