الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 22nd May,2005 العدد : 116

الأحد 14 ,ربيع الثاني 1426

كيف تنتقل الرسائل من جوال إلى آخر ؟
* إعداد أشرف محمد:
عندما ظهر الهاتف الجوال أحدث ثورة هائلة في عالم الاتصالات أو قد يكون نتاج لهذه الثورة، إلا أنه طور الكثير من الأدوات وأخذت ملحقاته تتطور بشكل مذهل، فأولا الأجهزة التي بدأت بسيطة حتى وصلت إلى تصوير مقاطع الفيديو واستقبال الرسائل الإخبارية، كما أضفت على سلوك الكثير من الأفراد بعض التغييرات حتى سارعت مراكز الأبحاث بإعداد الدراسات، فتارة تحذر بعضها من أخطار الإصابة بالأمراض وأخرى تنفي وجود علاقة بين الجوال والأمراض.
ولعل من أهم التطورات التي ظهرت هي الخاصة بالمعضلات الاجتماعية ومنها ما ظهر عندما تفجرت قضية قيام بعض الأفراد بتطليق زوجاتهم عبر الهاتف.. إلا أن الخبراء يؤكدون أن هناك العديد من الخدمات التي يمكن من خلالها استخدام الجوال وتحقيق استفادة كبرى منه بالإضافة إلى إجراء بعض المعاملات البنكية من خلاله، فقدمت بعض الأزمات أهمية الرسائل النصية القصيرة ومنها ما استخدمته بعض الحكومات لنفي الشائعات كما حدث في مرض سارس، وأخرى تجد أنها أداة فعالة في حالة وقوع الكوارث.
***
نستعرض تقنية الرسائل النصية القصيرة وكيفية عملها مع إلقاء الضوء على خلفيات الرسائل النصية القصيرة.
تكنولوجيا إرسال الرسائل القصيرة هي خدمة تسمح للمشتركين بإرسال واستقبال البيانات عبر هواتفهم الجوالة . وتمر الرسائل القصيرة بمرحلتين: الأولي هي إرسال الرسالة من هاتف المرسل الجوال حتى استقبالها في مركز خدمة الرسائل القصيرة ،و تسمي المكالمات الناشئة من الجوال Mobile Originated،وفيها تمر المكالمة من جهاز الهاتف الجوال إلى وحدة تسجيل موقع الزائر Visitor Location RegistryVLR،وهي تطلق على المشترك لفظ زائر ; لأنه يتنقل في حركته من وحدة لأخرى فيما يشبه الزيارة المؤقتة ،ومنها إلى الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع Home Location RegistryHLR التي تمررها في النهاية إلى مركز خدمة الرسائل القصيرة .
والمرحلة الثانية تسمى الرسائل المنتهية إلى الجوال Mobile Terminated وهي تبدأ من مركز خدمة الرسائل القصيرة ،وتنتهي بالجهاز المستقبل للرسالة أيا كان موقعه أو الشبكة التابع لها ،وفيها تمر الرسالة من مركز خدمة الرسائل القصيرة إلى الوحدة الرئيسية ; لتسجيل المواقع إلى وحدة تسجيل موقع الزائر ومنها إلى جهاز الجوال صاحب الرقم المطلوب .
وتتم كل العمليات بشكل منطقي .. فجميع الأجهزة المتصلة بالشبكة على اتصال مستمر ببعضها ، وبالتالي فكل المعلومات متواجدة بشكل مستمر ومتوافرة لحظة بلحظة ،الأمر الذي يعني أن كل قسم من الشبكة تتوافر لديه آليا أي معلومات يمكن أن يطلبها في أي وقت عن أي مشترك ما دام هذا المشترك في نطاق الشبكة ، ولا تستغرق كل تلك الخطوات سوى أجزاء من الثانية .
والاتصالات التي تجري عبر شبكات النظام العالمي للاتصالات تتم على أنواع مختلفة من القنوات من بينها قناة لمرور المكالمات Traffic Channel،وهي مخصصة لنقل الصوت و قناة للتحكم Control Channel،وهي القناة التي تنقل الرسائل القصيرة بالإضافة إلى المعلومات المطلوبة للتحكم في إعدادات المكالمات ،وهكذا يمكن إرسال أو استقبال الرسائل القصيرة في نفس الوقت الذي تجري فيه المكالمات الصوتية لأنها تستخدم قناة مختلفة .
من الجوال إلى الشبكة
عندما يقوم أحد المشتركين بإرسال رسالة ،فإنه يقوم بطلب رقم مركز خدمة الرسائل القصيرة ، وهكذا يقوم السنترال على الفور بتوجيهها إلى المركز الذي يستقبلها ،ويقوم بتخزينها على قاعدة بياناته . وعلى الفور يبدأ التعامل مع الرسالة لتحديد مصيرها النهائي ،وهنا يتصل مركز خدمة الرسائل بالوحدات التابعة له ،فيرسل إلى الوحدة الرئيسية ; لتسجيل المواقع طلبا بالحصول على معلومات توجيه المكالمة ،وهذه الوحدة تختزن أحدث المعلومات عن مواقع الهواتف الجوالة الموجودة على الشبكة ،وهي تستمد معلوماتها من وحدات تسجيل مواقع الزوار التي تعمل لحظة بلحظة على مراقبة أجهزة الجوال ومتابعة خط سيرها وتنقلها من منطقة إلى أخرى في نطاق الشبكة ،ثم تقوم الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع بالرد على مركز خدمة الرسائل القصيرة برسالة تحدد له فيها موقع المشترك ،فيقوم مركز الرسائل بالتصرف بناء على تلك المعلومات ،ويرسلها في عملية تسمي Forward SMS Message إلى وحدة تسجيل مواقع الزوار ،التي يوجد بها كود الموقع الموجود به المشترك ،وبالتالي يتم توجيه الرسالة إلى رقم الهاتف المطلوب . وكلما غير المشترك مكانه أثناء تجوله داخل نطاق الشبكة التابع لها فإن جهازه الجوال يرسل إشارات ،تقوم الشبكة على أساسها بالتعرف على التغيير الذي حدث في موقعه أولا بأول .
من الشبكة إلى الجوال
عندما تصل الرسالة إلى مركز خدمة الرسائل ،فإنه يستخدم عدة تطبيقات مختلفة أو حلول تختلف من تكنولوجيا لأخرى ،ومن شركة لأخرى حسب الإعدادات التي تقررها الشركة المقدمة للخدمة . فأحيانا لا يقوم بإرسال الرسالة على الفور ،بل يقوم بتخزينها على ذاكرة مركز خدمة الرسائل القصيرة ،ثم إرسالها ،وهذا التخزين يفيد في حالة عدم وصول الرسالة إلى الجهة المطلوبة منذ المرة الأولى أو إذا كان الهاتف المطلوب مغلقا أو خارج نطاق التغطية ، إذ تقوم الشبكة في هذه الحالة بتكرار محاولات الإرسال مرة بعد مرة بناء على ما يسمى معدلات إعادة المحاولة حتى تصل الرسالة إلى غايتها. وفي حالة عدم وصول الرسالة إلى وجهتها من المرة الأولى فإن الشبكة تقوم مثلا بتكرار محاولات الإرسال خمس مرات في الساعة لمدة خمس ساعات مثلا . وتقل المحاولات تدريجيا مع مرور الأيام حتى تنتهي المهلة المحددة من جانب الشبكة للتعامل مع الرسالة .
داخل الجوال
توجد داخل جهاز الجوال عدة طرق للتعامل مع الرسائل ،وهي تختلف أيضا من شبكة لأخرى ،كما أنها تعتمد على نوع الجهاز المستخدم ،فبعض الأجهزة لا يمكنها تخزين الرسائل ،وهناك أنواع أخرى من الأجهزة يمكنها تخزين الرسائل على ذاكرة الجهاز نفسه . ويمكن في أحوال أخرى تخزين الرسائل على شريحة الكارت SIM Card. وفي هذه الحالة فإن الشركة المقدمة للخدمة يمكنها أن تحدد عدد الرسائل المسموح بتخزينها على الشريحة ،وإذا ترك المشترك الرسائل الواردة إليه دون الغائها،فإن جهازه يرسل إشارات بأن ذاكرة الشريحة ممتلئة إلى الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع التي تحتفظ في ذاكرتها بهذه المعلومة ،فإذا وصلت رسالة أخرى إلى المشترك فإن الشبكة لا تحاول إرسالها إليه لعلمها المسبق بأنه لن يمكنه استقبالها . أما إذا قام المشترك بحذف بعض الرسائل فإن جهازه يرسل هذه المعلومة على الفور إلى الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع التي تقوم بدورها بتوجيه المعلومة إلى مركز خدمة الرسائل القصيرة تمهيدا للتعامل مع الرسائل التي يمكن أن ترد إلى المشترك .
وهناك معيار عالمي يحدد حجم الرسائل بما لا يزيد على 160 حرفا أو رقما أو رمزا . ويمكن أن تكون الرسالة نصية Text أو على شكل صور أو رسومات Binary أو على شكل نغمات Tones, وغيرهما وهناك تطبيقات تتيح إرسال الرسالة الواحدة إلى مشترك واحد أو إلى مجموعة مشتركين في نفس الوقت وبسعر رسالة واحدة . ومن الممكن الحصول على رسالة تأكيد تفيد بوصول الرسالة إلى وجهتها المقصودة سواء إلى هاتف آخر على نفس الشبكة ،أو على شبكة أخرى داخل أو خارج الدولة ،أو إلى بوابة الإنترنت لتتحول إلى بريد إلكتروني .
إقبال على الخدمة
ونظرا لبساطة فكرة الرسائل القصيرة وجاذبيتها زاد الإقبال عليها خصوصا أنها عملية وأكيدة في الوصول إلى الشخص المطلوب .. ويتوقع الخبراء أن يقفز عدد الرسائل المتبادلة شهريا إلى أرقام أعلى ،وعلى ما يبدو فإن الواقع سوف يفوق تصورات الخبراء خصوصا بعد أن بدأت هذه الخدمة تحتل مكانتها في دول كالصين والفلبين وسنغافورة وهونج كونج واستراليا ، إضافة إلى دخول تقنيات جديدة ستزيد من إقبال الملايين على هذه الخدمة. وتعد خدمة الرسائل القصيرة ليست ترفيهية بل إنها تفتح المجال واسعا أمام المستثمرين من شركات وأفراد للاستفادة منها في الوصول إلى الجماهير بشكل مؤكد ومضمون .. كما أنها تفتح آفاقا أمام المطورين لوضع تطبيقات جديدة يمكنها أن تجلب لهم الكثير من الأرباح .
و هناك عدد كبير من البنوك تسمح لعملائها بالتعامل معها بأسلوب الرسائل القصيرة في تحويلات الحسابات والرسائل المهمة في الطوارئ ،وأيضا شركات تأمين تستخدمها في التعامل مع عملائها ومؤسسات تعمل في مجال الأخبار والمعلومات تبث لمشتركيها معلومات عن الطقس والبورصات والحوادث وأحوال المرور وشركات أخرى تعلن عن منتجاتها وسلعها عبر الجوال بأسلوب الرسائل القصيرة بل وأحزاب سياسية ومرشحون في الانتخابات يروجون لأفكارهم ،ويعرفون أنفسهم للجماهير بأسلوب الرسائل القصيرة .. وفي أحد البلدان الأوروبية استخدم وزير مالية أسلوب الرسائل القصيرة إلى الجوال في إبلاغ مواطنيه بمعلومات مهمة عن الضرائب الجديدة التي قررها على بعض السلع والأنشطة.
تحذيرات الكوارث
حينما وقعت كارثة زلزال جنوب شرق آسيا والمعروفة باسم تسونامي فإن مستخدمي الهاتف الجوال لم يتمكنوا من تحقيق اتصال نظرا لأن أبراج الإرسال لم تؤدِ وظيفتها إلا أنهم كانوا يستطيعون إرسال رسائل نصية قصيرة إلى ذويهم وأصدقائهم سواء داخل البلاد أو خارجها.. هذا ما أكده سانييا سينانياك البالغ من العمر 23 عاما ويعمل منتج تليفزيون بإحدى الدول التي وقت فيها الأزمة.. وأضاف قائلا انه كان يبحث عن أصدقائه أثناء الأحداث بشكل يسير عن طريق رسائل النص القصيرة عبر الهاتف الجوال، كما انها تعد وسيلة سهلة خاصة في وقت الأزمات بالإضافة إلى انها طريقة فورية وسريعة في مثل هذه الحالات. وقال سانييا إن بضعة هواتف جوالة قد تؤدي الغرض في تحذير الآخرين من الكوارث، فالأمر لا يحتاج سوى وصول رسالة نصية قصيرة بمحتوى الخبر إلى أحد الأشخاص المتواجد في منطقة معينة، وبالتالي يمكنه إبلاغ باقي الأفراد وإن اضطرته الظروف للخروج الى الشوارع والصياح بصوت عال لتحذير الآخرين على حد تعبير سانييا. وقال الخبراء إن هناك احتمالا لتقليل الخسائر إذا ما تنبه مستخدمو الجوال لتلك الخدمة بالإضافة إلى أهمية تلك الوسيلة بالنسبة للجهات الحكومية والمسؤولة هناك.
وأضاف الخبراء أن هؤلاء الذين يستخدمون تلك الوسيلة في الثرثرة أو الإعلانات المزعجة يمكن ان يستغلوا هذه الأداة من قبل الشبكات الحكومية والإقليمية في تحذير الناس من الكوارث.
وأضاف جريج ويلفاهرت الشريك المؤسس بإحدى الشركات التي تقدم خدمة الرسائل النصية القصيرة في اكثر من 170 بلدا ولها ملايين المشتركين بالهند وماليزيا وإندونيسيا ان الرسائل النصية القصيرة سوف تشهد مستقبلا مبهرا في عالم التحذير من الأزمات وسوف يساعد على ذلك انها تعد تقنية شعبية وتشهد ازدهارا كبيرا على مستوى العالم، كما أن الكثير من البلدان يمكنها استخدام تلك التقنية بسهولة، وهو ما خفف الأعباء عن شبكات الاتصالات الحكومية، كما انها تتيح الكثير من الخدمات دون التقيد بمكان مالك الجوال.
وأشار إلى أن الكثير من الدول النامية أصبحت تمتك تلك الوسيلة، وقد أكدت الدراسات التي أعدتها هيئة الاتصالات الماليزية والمفوضية للوسائط المتعددة مؤخرا أن 75% من مستخدمي الهاتف الجوال في ماليزيا يتبادلون رسائل النص القصيرة. وأوضح ستيف اورورك مدير مجموعة البحوث الآسيوية والمحيط الهادي ان استخدام الهواتف الجوالة في تلك البلاد أصبح أشبه بالهواية وهو ما يعني تداولها بين الكثيرين.. إلا أن القليل من مستخدمي الجوال يدركون أهمية تلك الأداة في الأزمات.
ويذكر أن بعض المنظمات المتخصصة في التنمية الاقتصادية قد وجهت جهودها خلال الفترة الماضية إلى إدخال تلك الخدمات للمناطق الفقيرة ومنها مؤسسة جرامين التي تساعد الكثير من أصحاب المشروعات الصغيرة هناك لشراء الهاتف الجوال لتطوير أعمالهم التجارية ومن ثم إمكانية استغلالها في إدارة الأزمات. ويذكر أن هناك العديد من وسائل الإنذار الأخرى ومنها ما تم استخدامه عن طريق إذاعة البيانات التحذيرية عن طريق الراديو أو التلفاز وهو ما استخدمته أمريكا منذ عام 1951 ومنذ ذلك الوقت انتشر موضوع التحذيرات في الكثير من البلدان حتى انه قد يستخدم في بعض الأعوام اكثر من 100 مرة في العام الواحد إلا أن التطورات التقنية تجدد الفرصة أمام الهاتف الجوال ليحل محل تلك الأدوات؛ نظرا لامكانية إعلام الآخرين وقت وقوع الحدث عن طريق أحد الأفراد أو الإدارات الحكومية في موقع الحادث.
وقال بعض المتخصصين إن الجوال يتضمن ميزة ليست متواجدة في باقي الوسائل التي يمكن إطلاق التحذيرات من خلالها، فالجوال يساعد على تلقي الإنذار في أي وقت أو مكان دونما التقيد بسماع الإنذار حينما تجلس أمام التلفاز أو تستمع إلى الراديو، حيث ان هاتف الفرد الجوال يعد احدى الأدوات التي تلازمه طوال اليوم سواء كانت نهارا أو ليلا.
ولعل فكرة ربط الحكومات بالأفراد عن طريق رسائل النص القصير قد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نموا ملحوظا.. ففي شهر أبريل من عام 2003 قامت حكومة هونج كونج بإرسال نحو 6 ملايين رسالة نصية قصيرة لإحباط إشاعة أن المدينة من المناطق المصابة بمرض الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم سارس.
وقد أقدمت الحكومة الهولندية مؤخرا بالبدء في بناء شبكة تسمح بإصدار الإنذارات لمختلف أنحاء البلاد عن طريق الهاتف الجوال من خلال الرسائل النصية القصيرة.
وقالت ناني بوس الناطقة باسم المؤسسة التي تقوم ببناء النظام بهولندا: إن تلك الخدمة يمكن استغلالها في كثير من أوجه الحياة سواء في الأزمات أو غيرها من الموضوعات المهمة.. فيمكن من خلالها تحذير بعض الأفراد من الاتجاه إلى موقع معين في حالة وجود حدث عرضي.
وأكد جيمس كاز مدير مركز دراسة الاتصالات النقّالة في جامعة روتجيرز في برونسويك الجديدة نيو جيرسي ان رسائل النص القصيرة تعد من الخدمات المضادة للرصاص، حيث إنها فعالة وعملية ومحصنة ضد الأعطال في وقت الأزمات.
وأضاف كازا انه خلال السبعينيات نوقش بالولايات المتحدة الأمريكية موضوع إدخال بعض الأدوات إلى أجهزة التلفاز حتى يمكنها التشغيل آليا في حالة التحذيرات الطارئة إلا أن المشروع لم يكتمل في ذلك الوقت.
وقال كينيث الين المدير التنفيذي بشركة تعمل في مجال التحذيرات العامة: إن تقنية الرسائل النصية القصيرة يمكنها على الأقل تخفيض الخسائر في حالة وقوع الكوارث وهو ما يعني انها صاحبة فائدة عظيمة.
وأشار إلى أن تقنية اس ام اس تعد واحدة من الأدوات العظيمة في عالم إصدار التحذيرات والإنذارات؛ لذا يجب استخدامها في هذا المجال مع ضرورة الاهتمام بالوسائل الأخرى التي تؤكد لمستخدمي الهاتف الجوال ما يتم إرساله من معلومات تحتويها الرسائل النصية القصيرة حتى لا يفتح الباب للتكهنات واستغلال الموضوع بشكل غير صحيح.
كيفية تبادل الرسائل بين الجوال والإنترنت والعكس
تعد وسيلة الرسائل وسيلة متميزة يستخدمها الكثير من المتعاملين مع شبكة الإنترنت بالإضافة إلى أن هناك عددا غير قليل من المواقع يقوم بتوفير تلك الخدمة لجذب المزيد من المستخدمين إلى صفحاته.
ومن المعلوم أن بروتوكول الإنترنت IP مسؤول عن نقل حزم البيانات من نقطة لأخرى في الشبكة عن طريق عناوين الإنترنت IP Address. أما بروتوكول التحكم في البث TCP،فهو مسؤول عن التأكد من وصول البيانات بشكل صحيح منذ انطلاقها من المرسل إلى مقصدها . وفي حالة عدم وصول أي بيانات إلي وجهتها بشكل صحيح ،فإن هذا البروتوكول يستطيع أن يحس بالخطأ ،ويقوم بالتوجيه بإعادة إرسال البيانات حتى تصل في النهاية بشكل صحيح .
أما الرسائل القصيرة فتتميز بمجموعة من الخصائص الفريدة التي تميزها عن الخدمات الأخرى التي تقدمها شبكات الهواتف الجوالة؛ فهي رسائل ذات طول ثابت ومحدد ،كما أنه يمكن إرسال الرسائل على شكل رسائل ثنائية الشكل Binary Messages التي تستخدم لإرسال الصور و النغمات، وهي في الوقت نفسه قابلة للتقسيم .
إن آلية إرسال الرسائل القصيرة من شبكة الإنترنت إلى شبكات الهواتف الجوالة تتميز بإمكانية إرسالها أو استقبالها في نفس الوقت الذي تقوم فيه بمكالمة هاتفية أو بإرسال واستقبال بيانات أو فاكسات ،كما أن هناك بعض التطبيقات التي تدعم إرسال رسالة طويلة على شكل رسائل قصيرة متعددة ،حيث يتم تقسيم هذه الرسالة إلى مجموعة من الرسائل حتى تصل إلى الجهة المقصودة على شكل مجموعة رسائل أو إرسال مجموعة رسائل تصل إلى الجهة المقصودة على شكل رسالة واحدة طويلة ،وهذه الخاصية تعتمد على نوع التطبيقات المستخدمة في إرسال واستقبال الرسائل .
من الإنترنت إلى الجوال
إن مركز خدمة الرسائل القصيرة التابع لشبكة الهواتف الجوالة هو الجهة المسؤولة بشكل أساسي عن التعامل مع الرسائل القصيرة ،فقد كان من الضروري والمنطقي أن يرتبط هذا المركز ارتباطا فعليا Physical Connection بالتطبيقات التي تتيح إرسال واستقبال الرسائل من وإلى شبكة الإنترنت . ويمكن أن يكون هذا الربط من خلال شبكة الإنترنت نفسها أو من خلال خط هاتفي Leased Line،أو من خلال الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة أو أي شكل آخر ،وعندما يقوم أحد المشتركين بكتابة رسالة قصيرة على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به سواء عن طريق أحد برامج الرسائل القصيرة أو عبر أحد المواقع التي تقدم هذه الخدمة ،فإن هذه الواجهةInterface التي يتعامل معها تكون في الواقع مرتبطة بالتطبيق الذي يؤدي هذه الوظيفة ،وعندما يكتب المستخدم نص رسالته ،ويقوم بإدخال رقم الهاتف المطلوب إرسالها إليه ، وعند الضغط على زر أمر الإرسال ،فإن تلك الرسالة تتحول إلى مجموعة من حزم البيانات الصغيرة ،التي يتم إرسالها عن طريق الإنترنت إلى التطبيق المرتبط بذلك الموقع ،أو البرنامج في أي مكان في العالم شرط أن يكون متصلا فعليا بالإنترنت .
وبما أن التطبيق مرتبط بمركز خدمة الرسائل القصيرة فإنهما يتوافقان باستخدام أي بروتوكول من البروتوكولات المستخدمة ، ومن بينها بروتوكول Universal Computer ProtocolUCP وبروتوكول Short Message Peer to Peer ProtocolSMPP. وهكذا يبدأ التطبيق في طلب إرسال الرسالة إلى مركز خدمة الرسائل القصيرة ،ويقوم مركز الخدمة بفحص بيانات التطبيق ،ويسمح له أو لا يسمح له بتسليم الرسالة إليه Acknowledgement or Negative A Acknowledgment بناء على الإعدادات المسبقة .
وعند وصول الرسالة إلى مركز خدمة الرسائل القصيرة ،فإنه يبدأ في فحص الرقم المطلوب ،ويقوم بتوجيه الرسالة إلى الرقم المطلوب ،ولكي يقوم مركز خدمة الرسائل القصيرة بهذه العملية ،فإنه يكرر الخطوات التي شرحناها في العدد الماضي ،حيث يتصل بالوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع Home Location RegistryHLR التي تكون على اتصال مستمر بوحدة تسجيل موقع الزائر Visitor Location RegistryVLR. وهكذا يتم تحديد موقع المشترك المطلوب .
من الجوال إلى الإنترنت
بدأت بعض التطبيقات التي تتيح إمكانية إرسال الرسائل القصيرة من أجهزة الهواتف الجوالة إلى الإنترنت في الانتشار ،وهي تلقى إقبالا متزايدا بين مختلف الفئات المستخدمة للهواتف الجوالة . وفي هذه الحالة فإن على الشخص الذي يتلقى رسالة على جهاز هاتفه الجوال ،ويريد الرد عليها ،أو الشخص الذي يريد إرسال رسالة إلى شبكة الإنترنت أن يبدأ أولا بكتابة نص الرسالة المطلوب إرسالها ،ومن ثم إدخال عنوان التطبيق المطلوب إرسال الرسالة إليه . وبالضغط على أمر الإرسال يقوم جهاز الجوال بتوجيه الرسالة إلى مركز خدمة الرسائل القصيرة ،ويقوم مركز خدمة الرسائل بدوره بفحص الرسالة ،و توجيهها إلى التطبيق المقصود بناء على العنوان المرفق مع الرسالة، ومن ثم يتولى التطبيق توصيل الرسالة إلى الجهة المقصودة التي تكون في هذه الحالة أحد البرامج أو المواقع المنتشرة على شبكة الإنترنت . وهكذا تصل الرسالة إلى مستخدم الحاسب. ويمكن القول إن خدمة إرسال الرسائل القصيرة مجانية بالفعل إذا ما حاول مستخدم الإنترنت البحث عن المواقع التي توفر تلك الخدمة عبر شبكة الإنترنت.
مستقبل الخدمة
وتأتي التطبيقات الخدمية المتقدمة والاستخدامات التجارية للرسائل مثل معرفة الأخبار والمرور والتسوق والمعاملات البنكية ومتابعة أحوال البورصة لتعيد تأكيد مكانة وأهمية الرسائل القصيرة .. ليس في الوقت الحالي فقط بل وفي المستقبل أيضا ،خاصة أن التكنولوجيا تواصل عمليات التطوير بهدف تمكين الرسائل من التعامل مع كم أكبر من الحروف والصور وملفات الصوت والأفلام .
وتتنوع خدمات نقل البيانات بين الرسائل العادية والبريد الإلكتروني عبر الهواتف الجوالة وتصل حتى الخدمات التي تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي Global Positioning SystemGPS مرورا بالمعاملات المالية وصولا إلى شراء المشروبات عبر الهاتف الجوال . ومع انتشار وتنوع هذه الخدمات تأمل الشركات صاحبة شبكات الجوال في زيادة عدد زبائنها ،وبالتالي تعظيم مكاسبها من كل مشترك .
وتكتسب خدمات نقل البيانات أهميتها يوما بعد يوم . وفي الوقت الحالي تشكل المكالمات الصوتية نحو 95 % من أرباح شبكات الجوال ،لكن المتوقع أن تتغير الأحوال بحلول عام 2006, حيث سيتساوى عدد المشتركين في خدمات الصوت مع عدد المشتركين في خدمات نقل البيانات . لكن نجاح هذه التكنولوجيا في الاستمرار ما زال يصطدم بعائق يتعلق بالجانب التقني للتكنولوجيا نفسها . وتتخذ هذه المشكلة عدة جوانب ،بينها محدودية عدد حروف الرسالة التي يمكن إرسالها ،والتي يجب ألا تزيد على 160 حرفا لاتينيا ( تقل هذه الكمية إلى نحو 70 حرفا فقط في حالة استخدام الأحرف العربية أو الصينية على سبيل المثال ). كما أن نجاح استراتيجية الشركات في جلب العملاء والحفاظ عليهم يلقي على عاتق تلك الشركات مسؤولية تطوير مستوى خدماتها. ويفرض هذا التطوير على الشركات مجموعة من التحديات المتعلقة بسياساتها الخدمية والتنموية والتسعيرية ،وفي الولايات المتحدة الأمريكية تتيح شركة AT&T خطتين تسعيريتين لمحاسبة العملاء على الرسائل القصيرة .. الأولى لا يتحمل المشترك فيها أية رسوم شهرية ،وكان فيها يتكلف إرسال الرسالة الواحدة 10 سنتات فقط، والثانية يحصل المشتركون فيها على مائة رسالة مجانية مقابل رسم اشتراك شهري قدره خمسة دولارات فقط أي نحو خمسة سنتات للرسالة الواحدة ، ويدفع المشترك 10 سنتات عن كل رسالة إضافية .. وكلتا الخطتين تسمح باستقبال عدد لا نهائي من الرسائل مجانا .
أما شركة Cingular فكانت خلال الفترة الماضية تسمح بإمكانية إرسال الرسالة بعشرة سنتات دون اشتراك . أما نظام الاشتراك فيصل سعر الرسالة فيه إلى أقل من ذلك.
اما شركة Verizon فكانت منذ ثلاث سنوات تقريبا توفر لعملائها ثلاثة عروض : الأول إرسال أو استقبال 100 رسالة شهريا مقابل 3 دولارات ، والثاني إرسال أو استقبال 200 رسالة شهريا مقابل 4 دولارات والثالث إرسال أو استقبال 600 رسالة شهريا مقابل 8 دولارات ، وفي حالة تجاوز العدد المقرر في كل عرض تتم المحاسبة بسعر اقل للرسالة الواردة ،وأكثر قليلا عن كل رسالة صادرة؛ لذا فيجب على الشركات التي توفر تلك الخدمة في الوطن العربي إعادة نظر سياستها التسعيرية في مجال الرسائل النصية القصيرة لتحقيق قدر أكبر من الاستفادة بما يعود بالفائدة على كل من المشترك والشركة المقدمة للخدمة في آن واحد.
وقد كشفت الدراسة التي اجرتها مجموعة المرشدين العرب مؤخرا أن ما يزيد عن نصف شبكات الجوال العربية تقدم خدمات رسائل الصوت والصورة كما تعد المغرب الاعلى سعرا من حيث تكلفة الرسائل النصية القصيرة بين الدول العربية.
وكانت الدراسة تهدف الى بحث واقع خدمات الرسائل النصية القصيرة والوسائط المتعددة الصوت والصورة على مستوى الدول العربية وشملت أربعة وثلاثين مشغلا لخدمات الجوال في 18 دولة.
واوضحت الدراسة أن مستخدمي الهاتف الجوال في المغرب يدفعون أغلى الأسعار لخدمة الرسائل النصية القصيرة يليهم المستخدمون في لبنان ثم سوريا والسعودية والجزائر وقطر والإمارات وليبيا واليمن وتونس والعراق وعمان والبحرين ومصر والأردن والكويت والسودان وفلسطين على التوالي حيث توجد أرخص أسعار لتلك الخدمة.
وعلى الرغم من النمو المطرد في الرسائل النصية الا ان خدمة رسائل الوسائط المتعددة لا تزال في مراحلها الاولى حيث لم يقدم الخدمة سوى 19 شبكة جوال عاملة في الوطن العربي من أصل 34 مشغلا.
وذكرت الدراسة أن معدل سعر خدمة الرسائل القصيرة على المستوى الوطني كان 0.088 دولار لمستخدمي البطاقات المدفوعة مقدما بينما كان 0.074 دولار للمشتركين الشهريين، في حين كان معدل سعر الخدمة الدولية 0.179 دولار لمستخدمي البطاقات المدفوعة مقدما و0.156 دولار للمستخدمين الشهريين، حيث يلاحظ أن الخدمة الدولية يتم تسعيرها غالبا بضعف السعر الوطني.
وأضافت أن شركة موبيتل في السودان تقدم أرخص الأسعار لخدمة الرسائل النصية الوطنية فيما وجد أن المشغل الليبي (المدار) يقدم أرخص الأسعار لخدمة الرسائل الدولية، في المقابل كان مشغلو خدمات الهواتف الجوالة في المغرب ولبنان هم الأغلى ثمناً.
رموز الرسائل ودلالاتها
إن معنى ودلالات الرموز التي ترسل عبر الرسائل النصية تختلف من منطقة لأخرى من العالم ،فهناك تمايز تقني في شكل ومعنى هذه الرموز بين ما هو مستخدم في اليابان ومنطقة جنوب شرق آسيا عما هو مستخدم في اوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط واستراليا ،مما يهدد بمنع ظهور لغة عالمية موحدة متفق عليها في شكل ومعنى الرموز التي يتم تبادلها عبر الرسائل القصيرة للجوال .
وقد أثيرت هذه القضية على نطاق واسع بعد ظهور وانتشار خدمة شركة دوكومو لخدمات الهاتف الجوال في اليابان التي تضم ستة ملايين مشترك ،واستخدمت في ذلك تقنيات خاصة تختلف عن التقنيات المستخدمة في بقية العالم ،كما منحت لمشتركيها بعض الرموز لاستخدامها في الرسائل القصيرة خاصة إذا كانت شاشة الهاتف الجوال لا تسع لأكثر من 7 أو 8 أسطر على الأكثر .
ولقد كان للأوروبيين دور كبير في ذلك،حيث ظهرت رموز عديدة مثل ^^ ,^^,^o^,*^o^ وهي رموز تعني السعادة ،وتواليها يحمل معاني السعادة بشكل تصاعدي.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
الالعاب
الامن الرقمي
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اخبار تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
دكتور .كوم
الحكومة الالكترونية
معارض
برمجة
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved