الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 22nd June,2003 العدد : 26

الأحد 22 ,ربيع الثاني 1424

الهاكرز.. وإرهاب الفضاء الإلكتروني

* إعداد لبنى الطحلاوي:
الهاكرز، هم المتسللون داخل الكمبيوتر عبر الإنترنت، ويعاني الكثيرون منهم، والكتّاب أكثر من يعانون من ذلك لأن بريدهم معلن..
فواحدة من تداعيات أحداث 11 سبتمبر، كانت خبراً نشرته وكالات الأنباء العالمية مفاده ان الهاكرز تم وضعهم ضمن قوائم الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن، لممارستهم "إرهاب الفضاء الالكتروني" ما يسمى "Cyber terrorism" وتطور الأمر في إعلان الإدارة الأمريكية بأنها تعد مشروع قانون جديد يعتبر المتسللين إلى برامج الكمبيوتر والمعروفين بالهاكرز "إرهابيين"، وان البريطانيين يسعون إلى توسيع مفهوم الإرهاب بحيث يشمل اختراق الشبكات الإلكترونية، لتهديد الهاكرز للحكومات تهديداً خطيراً، وفي المقابل يدافعون عن الحقوق المدنية، والحريات للأفراد ويرون ان ذلك تقويض للاعتراض المدني عبر الإنترنت.
ففتح ملفات كانت محجوبة ومخبأة ومنها ملفات ما يسمى "القرصنة الرقمية" و"قراصنة الكمبيوتر" يضيف المزيد من الغموض على قضية الهاكرز.
واجتهدت وسائل الإعلام والسلطات الحكومية من جهة وساهمت المؤسسات الكبرى العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات الرقمية والبرمجيات من جهة أخرى في تصوير الهاكرز على انهم مجرمون أو على أقل تقدير مرضى نفسيون، هدفهم اثبات الذات والحاق الأذى بالآخرين، ولكن القانون المقترح من قِبل أمريكا وبريطانيا يحوِّل القضية وأداة الاتهام إلى أمرر محدد وهو "الفعل الإرهابي" بما يحمل ذلك المصطلح من خلفيات وانعكاسات سياسية واجتماعية، ومن هذا المنطلق أصبحت قضية الهاكرز ظاهرة لا تخص مجتمعاً دون سواه بل، تخص كل المجتمعات التي تتحول بخطى سريعة نحو تكنولوجيا المعلومات الرقمية على كل المستويات..
وهناك عدة دراسات أكاديمية تناولت قضية الهاكرز بكل أبعادها، ومن أبرزها ما نشره الدكتور "حنا جريس".
تبدأ قصة الهاكرز منذ بداية الخمسينيات، حين أدرك المبرمجون الأوائل انهم الفاتحون الجدد لصفحة جديدة من تاريخ البشرية، واطلقوا على أنفسهم لقب "المبرمجين الحقيقيين" وشكلوا نخبة للتعامل مع هذا العالم المعقد الجديد بتعاون وثيق ومفتوح، فلا مجال ان يستأثر أحد بمعلومة جديدة أو تطوير جديد، ولقد تضخمت هذه النخبة منذ منتصف السبعينيات مع ظهور الأجيال الأولى من الشبكات الإلكترونية والتي كانت تربط بعض الجامعات الأمريكية والأوروبية معاً، وهذه الفترة شهدت أول وثيقة تحدد من هم الهاكرز فيما يعرف إلى الآن بJargon file ولديهم توجه عام يحدد رسالتهم في الحياة وهي "حل المشكلات"، فالعالم من وجهة نظرهم مليء بالمشاكل التي هي بحاجة إلى حلول مبتكرة ولديهم إيمان بأن الكمبيوتر سيغيِّر وجه العالم إلى الأفضل وسيوجد في النهاية ميثاق شرف يحدد مبادئ الهاكرز الأساسية وأهمها.
* إن المعرفة والمعلومات ينبغي ان تكون في متناول من يريدها دون أي قيود مهما كانت المبررات وان الهاكرز الحقيقي يتميز بالفضول الشديد والظمأ للمعرفة التي تعطيه متعة كبيرة، ولا يقف أمامه أي عوائق تحول بينه وبين التعلم من أي مصدر، فكل المصادر ينبغي ان تكون مفتوحة، ومن ثم فالدخول إلى الشبكات الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر الأخرى أمر محمود ما دام هدفه، البحث عن المعرفة، والهاكرز نفسه يظل مصدراً مفتوحاً لمن يطلب منه المساعدة أو المعرفة لما لديه والهاكرز لا يضع ثقته في السلطات أياً كان مصدرها..
* تجاوز الهاكرز البعد التقني لتكنولوجيا المعلومات إلى البعد الأخلاقي ومن ثم الاجتماعي، لجعل المعرفة ملكية عامة للجميع، ويؤمنون بأن الفضيلة هي كشف كل ما لديك دون مقابل، وان الخطيئة هي الاستئثار بالمعرفة دون الآخرين.
* هؤلاء الهاكرز بسبب هذه التصورات المبدئية كان لهم دور كبير في تشكيل تكنولوجيا المعلومات، كما نعرفها الآن، خاصة في مجال البرمجيات، والتفعيل السريع للإنترنت، فلقد انتجوا العديد من البرامج المتميزة بدءاً من برامج الألعاب والتسلية، إلى برامج الأنظمة المعقدة والكبيرة، والتي أصبحت جزءاً مهماً من البنية الأساسية لعالم الكمبيوتر والإنترنت، فقد كانوا وراء أنظمة Unix وLinux والأخير يعد أقوى منافس الآن لنظام Windows فالهاكرز هم أكبر منتجي البرامج المجانية في عالم البرمجيات.
لم يكن الهاكرز يمثلون أي مشكلة حتى النصف الثاني من ثمانينيات القرن المنصرم، ومع انتشار أجهزة الكمبيوتر وفتح شبكة الإنترنت للجميع في بداية التسعينيات ازداد عدد الهاكرز زيادة كبيرة في العالم وظهرت أنواع من الهاكرز لم تتقن سوى نشاطات التخريب باستخدام الفيروسات المدمرة بدءاً بفيروس "مايكل انجلو" الشهير حتى فايروس "كورنيكوفا" مروراً بفيروس "الحب" وحوادث الهجوم على المواقع الحساسة مثل البنتاغون أو المشهورة مثل "مايكروسوفت" أو التي لها دلالة سياسية مثل الهجوم على موقع "منتدى دافوس"، ومما زاد قضية الهاكرز سخونة هو انتشار ظاهرة كسر شفرة بطاقات الائتمان والتسلل إلى البنوك والمؤسسات الأمنية الحيوية.
ولابد ان نعرف بأن هناك ثلاثة أنواع من الهاكرز.
"النوع الأول" الاقتحام والتسلل لديهم لا يهدف إلى الايذاء ولا يخترقون الأجهزة الشخصية، إنما فقط الشبكات الكبرى، بهدف المشاركة الحرة للمعلومات ورفض احتكار المعرفة وهم مبرمجون أصلاً ولا يشكو منهم أحد ولا ينوون شرا ولا خوف منهم.
"النوع الثاني" يتسلل بهدف الاستفادة من الإثارة بالتلاعب بشركات الاتصالات والبرمجيات، ويعتبر اختراق سنترالات شركات الاتصالات واستغلالها من أقدم أشكال القرصنة، وازداد بشكل كبير، مع استخدام الإنترنت مما أجبر الشركات على الدخول مع شركات الإنترنت في مجال الاتصال عبر الإنترنت بعد ان فشلت في السيطرة على ذلك، ويقوم هذا النوع من الهاكرز بنسخ برامج الكمبيوتر التي تنتجها الشركات الكبرى وتبيعها بأثمان مرتفعة، ومن ثم تجعلها في متناول المستخدمين مجاناً، ومن هذا المنطلق يُعتبر جزء كبير من مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت متواطئين بشكل أو بآخر مع هذه الفئة من الهاكرز للحصول على فوائد لم يكن بوسعهم الحصول عليها بسبب ارتفاع ثمنها.
"النوع الثالث" هو الأكثر شهرة والأكثر تناولاً لدى وسائل الإعلام، فالهاكرز يتسللون بهدف تخريب الأنظمة والأجهزة، ويتم ذلك إما بشل المواقع على الشبكة وتعجيزها عن العمل أو بزرع الفيروسات المدمرة أو الملفات القادرة على سرقة ملفات المعلومات من الأجهزة أو المواقع المستهدفة، وترتكب هذه الأعمال لاثبات الذات ولمجرد الشر والإيذاء.. ولذلك اعتبرت عملاً اجرامياً ارهابياً.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بؤرة ساخنة
قضية تقنية
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
بريدك
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved