الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 23rd October,2005 العدد : 137

الأحد 20 ,رمضان 1426

التكنولوجيا الجديدة ومراقبة النباء

* إعداد - محمد شاهين:
تساعد الهواتف الخلوية الجديدة ورقائق التعريف الآباء على مراقبة أطفالهم في أي وقت وفي أي مكان، ولكن ما هي الأضرار؟
في بعض البلدان كانت تشيع منذ فترة بعض الإعلانات التلفزيونية التنبيهية التي كانت تسأل: (الساعة العاشرة، فهل تعلمون أين أولادكم؟)، انقرضت مثل هذه الإعلانات من فوق شاشات التلفزيون، والفضل يرجع في ذلك لتكنولوجية التعقب والمراقبة زهيدة الثمن، التي يمكنها الإجابة عن هذا السؤال في أي وقت على مدار الساعة.
فالآباء القلقون الذين يرغبون في تتبع كل دقيقة أولادهم عبر الإنترنت وخارج الإنترنت يمكنهم الآن الاتجاه إلى استخدام رقائق التعريف المتقدمة التي تعمل بالموجات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع العالمي GPS الذي تم خصيصاً لوسائل المراقبة بالهواتف الخلوية والإنترنت.
كما أن أسعار هذه الأجهزة التي كانت تشاهد فقط في روايات التجسس أصبحت في متناول اليد. فقد تم استبدال حقيبة الظهر GPS لتحديد مواقع الأطفال التي كان يبلغ ثمنها 900$ بالهواتف الخلوية GPS التي يبلغ سعرها 100$، التي يمكن استخدامها مع تطبيقات مثل MapQuest Find Me و Teen Arrive Alive لتساعد على العثور على مراهق شارد أو طفل مفقود. ولذلك يبدو ان تربية الأطفال قد دخلت عصر المراقبة.
وقد جاءت أول موجة من التكنولوجيا الراقية للحماية العائلية مع الإنترنت، ولكن مع ازدياد تعقيد القراصنة على الشبكة، تكافح تكنولوجيا الفلترة لمواجهتهم. وقد طورت بعض ابتكارات الفلترة الحديثة على الإنترنت من قبل آباء مهتمين مثل بيل بوزونياك من نيويورك، الذي كان غير سعيد بالمنتجات المتوافرة في السوق. ولذلك قرر ان يقوم باتخاذ إجراءات عند تكرار ظهور بعض المواد غير الأخلاقية على جهاز الكمبيوتر الخاص بابنته التي تبلغ 10 سنوات من العمر.
وكان ذلك يحدث أثناء تصفح الطفلة لموقع على الشبكة خاص بالواجبات المنزلية حيث أصاب ذلك الموقع جهاز الطفلة بفيروس حصان طروادة.
وقد قام بوزونياك بتجربة عدد من فلاتر الإنترنت، ولكن لم يفلح وقال (الأطفال يجدون طريقة دائما لتجاوز الفلاتر).
وبعد الاشتراك مع آباء آخرين مهتمين ومهندسي برامج الكمبيوتر، قام أنتاء Sentry وهو برنامج حماية على الإنترنت يقوم بأشياء اكثر من منع المواقع المرفوضة. فبرنامج Sentry بالإضافة إلى برامج أخرى مشابهة مثل Content Protect تسمح لك بمشاهدة محادثات الرسائل الفورية في الوقت الحقيقي، وتقدم صورا فورية من الشاشة وترسل رسائل بريد إلكتروني أو تحذيرات على الهاتف النقال عندما تبدأ المحادثات الفورية بالانتقال إلى المعلومات الشخصية للغاية، كما انها تسمح للآباء بإغلاق البرنامج من خلال الدخول إليه من خلال كمبيوتر آخر.
وتعتبر الهواتف النقالة اسهل طريقة لتتبع الأطفال عندما يبتعدون عن أجهزة الكمبيوتر، فخمسة وسبعون بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 17 سنة و18 بالمائة من الأطفال البالغين الثانية عشرة من عمرهم لديهم هاتف نقال وفقا لدراسة حديثة، ومن المتوقع ان تتزايد هذه الأرقام، ويمكن لعدد من البرامج مثل Teen Arrive Alive تتبع السائقين من المراهقين المزودين بهواتف نقالة تعمل على نظام GPS وطالما ان الهواتف النقال مع السائق، يقوم النظام بنقل البيانات التي تتعلق بالمكان الذي كانت فيه السيارة والمكان الذي توجد فيه ومعدل سرعة قيادتها. ومن خلال بعض التطبيقات، يمكنك كذلك متابعة تحركات السيارة على خريطة على شاشة الكمبيوتر الخاص بك.
ويوضح جاك تشرش نائب رئيس التسويق في Teen Arrive Alive بولاية فلوريدا كيف يفيد البرنامج الاباء المهتمين بسلامة أطفالهم وليس مراقبة كل حركة. لقد فقد تشرش ابنه في حادث مروري بسبب القيادة في حالة سكر. ويضيف تشرشل لم يكن ذلك ليمنع الحادث. فلم يكن لدي سبب لكي ابحث عنه الساعة 2:30 ظهرا، ولكنه يعتقد ان ذلك كان سيوفر يومين من البحث لأن شاحنة ابنه انزلقت من على مكان مرتفع إلى بحيرة ماء تبعد اقل من ميل واحد عن منزلهم. ويقول ان كل أب يعرف ان يومين من البحث مثل سنتين. ويقول ان الاباء يجب ان يستخدموا هذا البرنامج كمصدر ردع وليس مصدر إثبات.
فالموضوع لا يتعلق بالتجسس ولكن بالسلامة. وقد قال أحد الاباء لابنه إن هذا البرنامج ليس لكي أقوم بمراقبتك، فلن أجلس لفحصه كل يوم ولكننا سوف نجلس معا كل يوم سبت ونحلل قيادتك ونرى إذا كانت جيدة، ونقرر إذا كنت سوف تقود السيارة مرة أخرى الأسبوع القادم.
وبالنسبة للأطفال الصغار هناك أجهزة تتبع GPS بسيطة متوافرة في السوق لديها الحد الأدنى من القدرات الهاتفية. فقد كانت شركة Wherify Wireless of Red Shores الأولى لطرح ساعات اليد للأطفال المجهزة بنظام GPS ومع ذلك، توقفوا عن إنتاج الساعات في وقت مبكر من هذا العام لصالح منتج Wherifone لانهم اكتشفوا ان الاباء يريدون اتصال ثنائي الطرف بالإضافة إلى وظيفة تحديد الموقع. وسوف يتوفر هذا الهاتف الخلوي المجهز بنظام GPS هذا الخريف وهو بحجم بطاقة الائتمان ومزود بأزرار مبرمجة مسبقا، ويدخل الاباء على الإنترنت لضبط الوظائف، والأرقام التي يسمح للهاتف الاتصال بها وقبول المكالمات منها، والبحث عن موقعه.
وقد تم تصميم بعض الهواتف الحديثة ليس للعثور على مكان الطفل، ولكن لمراقبة كيفية استخدام الطفل للهاتف. فالهواتف الخلوية من شركة Firefly وLeapfrog وEnfora هي هواتف خلوية بسيطة للأطفال تم طرحها هذا الصيف، ولكنها لا تشمل GPS. ولكنها تسمح فقط للمستخدمين الاتصال وقبول المكالمات من أرقام مبرمجة مسبقا ويكون لديهم أوقات محددة للمكالمة مع أزرار اتصال مباشر للآباء.
وهي صغيرة وخفيفة بشكل كاف لكي تلائم يد الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة، وبألوان مبهجة ومصابيح وماضة وفي غلاف Tictalk بالإضافة إلى تجهيزها بألعاب تعليمية.
ويخطط مصنعو الألعاب مثل ديزني لطرح هواتف مشابهة في الخريف، بينما تعمل موتورولا في الهند لصنع هاتف مبرمج بالكامل ويمكن كذلك مراقبته من قبل الاباء، ولكنه متطور بشكل كاف ليجذب الأطفال الكبار.
وقد تكون أقوى أدوات المراقبة من قبل الاباء تطبيقات التعريف اللاسلكية RFID. فرقائق RFID تحمل بشكل نمطي كمية قليلة من البيانات مثل رقم التعريف، التي لا يتم بثها بشكل نشط ولكن يتم التقاطها بواسطة أجهزة التصنت.
وقد اكتشفت مؤسسات التكنولوجيا طرقا جديدة لجعل الأطفال يقومون بارتدائها ولإدخالهم وإخراجهم من أماكن معينة. فقد قامت بعض الحدائق الترفيهية في العام الماضي بالبدء في عرض أربطة المعصم RFID على زبائنها لمساعدة الاباء على تتبع الأطفال في جميع أنحاء الحديقة. كما قامت عدة مدارس كذلك باختبار هذه الأجهزة، ولكن لم يتم الاستجابة لها جميعا بشكل إيجابي.
وقامت مدرسة ثانوية في كاليفورنيا باستخدام بطاقات RFID لقياس الحضور في شهر فبراير ولكنها واجهت انتقادات لاذعة من الاباء الذين لم يرغبوا في ان يقوم أطفالهم بارتداء نفس التكنولوجيا المستخدمة لتتبع الماشية، ويمكن لشركة VeriChip في كاليفورنيا زراعة رقائق RFID تحت جلد الأشخاص أكبر من 12 سنة من العمر للحصول على معلومات طبية فورية عنهم.
فعلى سبيل المثال، قام نيك مينيكوشي الذي قام بزراعة احدى هذه الرقائق تحت جلده، انه اقنع ابنته التي تعاني من السكري ان تقوم بزراعة واحدة تحت جلدها حتى انه لو أصيبت بالإغماء في أي مكان ولم يكنها ان تقول للناس ماذا بها، لا يتم تزويد العلاج الخطأ لها الذي من الممكن ان يكون مميتا.
ولا يمكن الوصول إلى تلك المعلومات ما لم يكن الطرف الآخر مزودا بماسحات ضوئية محمية وذلك لان المعلومات الطبية مخبأة وراء كلمتي سر، كما تم تصميم تكنولوجيا مماثلة لتخفيض حوادث تبادل الأطفال حديثي الولادة التي تبلغ 20.000 سنوياً، وقد عمل ذلك على إحباط محاولة لاختطاف صبي عمره 4 أيام من مستشفى في شمال كارولينا العام الماضي. فالنظام يطلق صوتا سعيدا عندما يكون مطابقا للشخص المطلوب ويطلق صوتا غاضبا عندما يتم التبادل، ويعمل هذا النظام كذلك مع أجهزة القراءة الموضوعة عند كل المخارج الرئيسية لجناح ما بعد الولادة.
فعندما كان يتم محاولة إخراج الطفل في حقيبة، عمل ذلك على إطلاق صافرة الإنذار واستجاب موظفو المستشفى من خلال غلق كل المخارج وفحص الحقائب. واستجابة لنجاح هذه التكنولوجيا، قررت مصممة الأزياء لورين سكوت ومصنع رقائق RFID في كاليفورنيا طرح ملابس للنوم مزودة بهذه الرقائق.
كما سوف تتمكن العائلات أيضا من تركيب القارئات لوضعها عند المخارج الرئيسية للمنزل، وبالرغم من ذلك، فإن فكرة الرعاية الأبوية من خلال الهواتف النقالة وان المراقبة المستمرة طريقة بريئة ضمان السلامة قد أثارت بعض الانتقادات، وقال طبيب نفسي في لوس انجيليس يقوم بدراسة نمط حياة العائلة العصرية اننا نقوم باستبدال الثقة بالأجهزة، إلا إنه يقترح انه عند استخدامها بالطريقة الصحيحة، يمكن لبعض أنواع التكنولوجيا ان تساعد الأطفال والاباء على التغلب على بعض الاضطرابات مثل التوحد.

..... الرجوع .....

السوق المفتوح
العنكبوتية
الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الامن الرقمي
بورة ساخنة
قضية تقنية
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved