الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 24th April,2005 العدد : 112

الأحد 15 ,ربيع الاول 1426

من بينها الفصام والإعاقة العقلية تكنولوجيا الواقعية التخيلية لعلاج الأمراض المستعصية
* إعداد : محمد شاهين :

مصطلح (الواقعية التخيلية)Virtual Reality تم ابتكاره أولاً بواسطة جارون لانير مؤسس مؤسسة VPL للأبحاث في عام 1989، وهناك مصطلحات أخرى ذات صلة مثل (الواقعية الصناعية) ل مايرون كريجير في السبعينات وcyberspace لوليام حيبسون في عام 1984 ومؤخراً العالم التخيلي والبيئات التخيلية (في التسعينات).. ويتم اليوم استخدام مصطلح الواقعية التخيلية بطرق مختلفة وغالباً ما يتم ذلك بشكل مسبب للبس ومضلل.
وفي البداية كان هذا المصطلح يشير إلى الواقعية التخيلية الغامرة، حيث يصبح المستخدم منغمر تماماً في عالم اصطناعي ثلاثي الأبعاد تم إنتاجه بالكامل بواسطة الكمبيوتر.
***
يعتمد هذا النظام على الصور المتحركة بشكل أو بآخر بحيث تحاول هذه النوعية من الصور أيضاً وضع المستخدم في بيئات غير حقيقة محاكية للواقع. إلا أن الفرق الرئيسي بين الواقعية التخيلية والصور المتحركة هو أن تكنولوجية الواقعية التخيلية يمكن أن ينشأ عنها خيال قوي ويمكنها أن تخلق مجالات عديدة وقوية من الخيالات كما أنها تجربة تفاعلية ليست سلبية.
نظام الواقع التخيلي
في المجال العلاجي
هذا وقد تمكن الدارسون والمهتمون بهذا المجال من الوقوف على بعض الفوائد الهامة والجديرة بالاهتمام للعديد من الأمراض والحالات المستعصية.
أما أهم المجالات التي يتوقع أن تستفيد من هذه التقنية الجديدة فهو مجال العلاج وإيجاد الحلول لذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من حيث الأجهزة والتكنولوجيات المبتكرة التي تنتج عن تفاعل المستخدم مع أنظمة الواقعية التفاعلية.
وعلى نفس غرار السباق الفضائي الذي أدى إلى ابتكار حاسبات الجيب والحرب الباردة المسؤولة عن ابتكار الإنترنت، فإن أنظمة الواقعية التخيلية والتي كانت قد تطورت من قبل في المجالين العسكري والمدني، يجب أن تؤدي في النهاية إلى إنتاج أنظمة في متناول اليد وخدمات مفيدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وتهتم تكنولوجية الواقعية التخيلية بشكل متأصل بذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مكثف لعدة أسباب، منها أنها تسمح لهم بإدراك الأشياء التي لا يمكن لهم إدراكها في الواقع الحقيقي وذلك لأنها تجمع كافة المعلومات التي يحتاجون إليها في الواقع ، ومن ثم يتم إرسال هذه المعلومات الى الجانب الحسي لديهم الذي لا يكونون عاجزين فيه.. كما أن هذه التكنولوجيا تقدم لهم العالم بشكل خاص، مما يساعد الأشخاص من هذه الفئة على القيام بأنشطتهم التعليمية بشكل مبسط قل أن يتم تحويل مهاراتهم إلى العالم الحقيقي المعقد.
أما على مستوى التعليم، وهو شق آخر من مجالات الإعاقة عند الأطفال يتم استخدام هذا التوجه مع الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم.. وفي هذا الشق يتعين على التكنولوجية الواقعية التخيلية أن تكون أكثر قدرة على التأقلم مع حواس وقدرات المستخدم لتقديم تخيل مرضي للحقيقة.. وهذا يعني أن الأجهزة المستخدمة في العلاج بأنظمة الواقعية التخيلية يجب أن تصمم بشكل جيد وأن تكون قابلة للتأقلم .
احتياجات الأفراد
من ناحية أخرى فإن العمل بهذه التقنية يمكن مستخدمي البيئات الواقعية التخيلية من أن يكون لديهم سيطرة على الطريقة التي يقومون بها بالتعامل مع الآخرين، مما يعني أن ذوي الاحتياجات الخاصة سيتمكنون من التفاعل مع المستخدمين الآخرين بشكل متساوي.. من ناحية أخرى، يمكن استخدام تكنولوجية الواقعية التخيلية في عملية إعادة التأهيل الجسماني.. فالتكنولوجية التي تقوم بتعويض العيوب الحركية والحسية تسمح للشخص المعاق باكتشاف البيئات الجديدة والسيطرة عليها، ولذلك يمكن استخدامها كعامل مساعد في التدريب على المهارات التي تشمل التنسيق المكاني والتعريف.
علم لا يزال في المهد
وبغض النظر عما سبق ذكره إلا أن تكنولوجية الواقعية التخيلية لا تزال في طورها المبكر، كما أنها لاتزال تحتاج لمزيد من الدراسات والأبحاث لاكتشاف هذا العلم الجديد الذي يرى الباحثون بأن له كثير من الفوائد.. إلا أن عوائق التكنولوجية الرئيسية في مجال متابعة حركة ووضع الشخص بطريقة غير تطفلية وفي عرض الصور الملونة التي تغطي الموقف بالكامل وبوضوح لاتزال كثيرة.
ومن هذه العوائق التي تقف في سبيل تقدم هذه التكنولوجية والاستفادة منها بالرغم من استمرار البحث والتطوير في عدة اتجاهات، ذلك التقدم الكبير في سرعة أجهزة الكمبيوتر إضافة إلى تكنولوجية الرسوم البيانية المتطورة والمتشعبة جداً.
هذا في حين أن الواقعية التخيلية لا تزال تكنولوجية تحبو في طريقها وسوف تستغرق وقتاً لتعلم استخدامها بشكل فعال.. فلا يزال علينا الحصول على فهم أفضل لكيفية تفاعل النظام الإدراكي البشري وتطبيقه على الصور ثلاثية الأبعاد على الكمبيوتر لإيجاد طرق فعالة لاستخدام البرامج الثلاثية الأبعاد.
بعض المعوقات
كما أنه سوف تكون هناك مشاكل تتعلق بقابلية الاستخدام والتغلب عليها لتحقيق المساواة في استخدام الخدمات الجديدة التي تم تطويرها باستخدام تكنولوجية الواقعية التخيلية وذلك لأن الخدمات التي تعتمد على حواس معينة مثل السمع أو البصر مثلاً سوف تكون تمييزية ضد الأشخاص المصابين باعاقات حسية في حالة عدم تقديم البديل.
ومع ذلك فإن زيادة خدمات الواقعية التخيلية على الشبكات العامة، سوف تصبح بدائل هامة تعتمد على الخدمات السمعية من جانب الصم، على سبيل المثال، قضايا متزايدة الأهمية بالنسبة لمنظم ومزود هذه الخدمة.
فمعظم تطبيقات الواقعية التخيلية التي تم اقتراحها للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من الممكن ربطها بشبكة، وبعض منها تتعلق بمعدات مصممة شخصياً لتحسين قابلية الاستخدام بينما أن البعض الآخر هو أنواع جديدة للبرامج المصممة للاستخدام بواسطة ذوي الاحتياجات الخاصة.. ومن التطبيقات الرئيسية التي يمكن لتكنولوجية الواقعية التخيلية تقديم مساهمة كبيرة من خلالها لتطوير التكنولوجية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة هي التطبيقات السمعية المتقدمة التي تساعد المصابين بإعاقة بصرية على استخدام أنظمة الكمبيوتر العادية، كما أن هناك أجهزة يمكنها أن تقوم بتقدير موقع الشخص بالنسبة لمناطق محددة وبعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتقديم خريطة سمعية لموقعه يمكن أن تساعد هؤلاء الأشخاص على التجول في المدن أو داخل المباني، وهناك وسائل لتصحيح النظر يمكنها الكترونيا أن تعالج الصورة التي يتم الحصول عليها من كاميرا مركبة فوق الرأس قبل أن تقوم بتوصيلها إلى العين.. ويمكن أن يساعد ذلك على تكبير الصور ونقل الصور إلى شخص مبصر في موقع بعيد عند الضرورة.
أما بالنسبة للصم، فهناك تعرف أتوماتيكي على الإيماءات الثلاثية الأبعاد مثل لغة الإشارة التي يستخدمها الصم ويمكن استخدامها للمساعدة على الاتصال من خلال تزويد ترجمات من الإشارة إلى الكلام والعكس صحيح، ويمكن تمثيل الكلام إما من خلال الإشارة أو من خلال النص المكتوب، كما يمكن تمثيل الأصوات الأخرى بشكل بياني.
أما في حالة الإعاقات الحركية، فيمكن استخدام أجهزة تحكم حركية للكشف عن النبضات العصبية واتخاذ ردة الفعل المحدد رداً على أنماط معينة، وعادة يتم وضع هذه الأجهزة عندما يكون الطرف أو العضو المستخدمة له لا يعمل.
وأما في مجال الإعاقة العقلية، فإن الأشخاص المصابين بصعوبات تعليمية يمكن مساعدتهم بواسطة عالم الواقعية التخيلية الذي يمكن أن يزيل التعقيد في المراحل الأولية من التعليم والذي يمكن أن يعمل كصلة بين المفاهيم الجديدة (مثل الكلمات المكتوبة) مع انعكاسات حقيقية في العالم الواقعي والأشياء أو الأحداث التي تدل عليها.
من ناحية أخرى، فإن العلاج الذي يعتمد على هذه التكنولوجية يتم استخدامه في عدد قليل من العيادات بالولايات المتحدة لمعالجة ضحايا الحروق والأشخاص الذين يعانون من أنواع الرهاب مثل الخوف المرضي من الطيران والعناكب والارتفاعات ويقول الباحثون أن هذه التكنولوجية تحمل بين طياتها وعود كبيرة لمعالجة اضطرابات التوتر بعد الصدمات والإدمان ويتم استخدامها كتقنية لتشتيت الانتباه أثناء العلاج المؤلم للأسنان والإجراءات الطبية بما في ذلك المعالجات الكيميائية والعلاج الطبيعي.
ومن المقرر أن يعمل التقدم في هذه التكنولوجية مثل الشاشات عالية النقاء التي يتم تركيبها على الرأس أن تساعد على استخدام الواقعية التخيلية في مزيد من المعالجات الطبية.
وقد قامت شركة Virtually Better وهي إحدى الشركات التي ساهمت باربرا وربوم في تأسيسها، وهي مدير برنامج الشفاء من الصدمات والخوف بمدرسة الطب بجامعة ايمري في اطلانطا، بإنشاء بيئة واقعية تخيلية لكي يتم استخدامها في علاج الاضطرابات الناجمة عن القلق والخوف.. وتقول باربرا انهم يقومون باستخدام شاشة يتم تركيبها على الرأس في معظم التطبيقات مثل الخوذة المزودة بشاشة تلفيزيون أمام العين ومزودة بأدوات لتحديد الموقع ومجسات، بالإضافة إلى سماعات أذن، بينما يمكن لبعض الأشخاص الإمساك بجهاز يدوي للتحكم في البيئة.
اختبارات على الجليد
وفي عالم الجليد، وهو أول بيئة واقعية تم تصميمها تحديداً لمعالجة ضحايا الحروق، يمكن للمرضى الذين يخضعون إلى معالجات مؤلمة الطيران عبر وادي جليدي مع وجود نهر مجمد ومساقط مياه والقاء كرات الجليد على مجسمات لأشخاص من الجليد والبيوت الجليدية وطيور البطريق، وهذه طريقة ناجحة بحيث يكون انتباه المريض مركزاً على البيئة التخيلية دون البيئة الحقيقية التي تحتوي على الإحساس المؤلم بالجروح.
وبالرغم من أن التطبيقات الطبية للواقعية التخيلية تقدم وعوداً كثيرة، يقول الخبراء إن هناك متطلبات كثيرة يتعين القيام بها قبل أن تصبح هذه التكنولوجية مقبولة بشكل واسع كعلاج طبي يمكن ممارسته.. ويقول والتر جرينليف، وهو عالم في الأبحاث ورئيس مجموعة جرين ليف، إنه يتعين على مبتكري الواقعية التخيلية في المجال الطبي أن يعملوا على تحسين الفعالية الفنية وزيادة الراحة البدنية والنفسية والقدرات مع الاهتمام بتخفيض نفقات العناية الصحية.. من ناحية أخرى يقول الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Virtually Better وهو (كين جراب) إنه يعتقد أنه خلال السنوات الخمسة المقبلة سوف تقوم الشركات بتحسينات مثل أدوات المتابعة اللاسلكية التي تقيس الحركة وتترجمها إلى أوامر كمبيوتر مع شاشات عرض بالغة النقاء تركب على الرأس ومجالات رؤية أكبر ومن ناحية أخرى تقول باربرا إن معظم هذه التكنولوجية تقودها صناعة الألعاب.
ويقول عالم الأبحاث (سكيب ريزو) إن الأشكال الشبيهة بالإنسان في الكمبيوتر أو الواقعية التخيلية سوف يكون لهم صفات مشابهة بشكل أاكبر بالإنسان، وسوف يتحركون بشكل مشابه للإنسان، وإنه يعتقد أنه خلال السنوات الخمسة المقبلة سوف يكون هناك تكامل لبرامج الكلام بحيث تستطيع هذه الشخصيات فهم ما يقوله الإنسان ومعالجته.
وفي نفس الإطار، يقول عالمي كمبيوتر، أندرو أندرسون والدكتور بيتر ماكوان من جامعة كوين ماري في لندن إن البشر معرضين لتخيلات مرئية تعرف بالتمويه الحركي، وهو تكنيك حركي معروف عند الطيور الجارحة عندما تحاول أن تنقض على ضحيتها وحتى في حالة مراقبتها لها.
وفي تجربة جديدة قام عالمي الكمبيوتر بعرضها على زملائهما، أظهر أندرسون وماكوان علمياً ولأول مرة أن البشر يمكن خداعهم بإستراتيجية التمويه الحركي وقالا إن اكتشافهما له نتائج هامة للمهندسين العسكريين ومصممي ألعاب الكمبيوتر على حد سواء.. وقد بدأت التجربة من خلال مسابقة في علبة كمبيوتر، حيث كان أساس المسابقة لعبة مصممة لاختبار النجاح النسبي لإستراتيجيات الطيور الجارحة وقد أظهرت التجربة أن هذه الطيور تمكنت من الاقتراب من ضحيتها (وهو اللاعب في العلبة) قبل اكتشافها، وذلك عند استخدام التمويه الحركي.
الواقعية التخيلية وعلاج الفصام
يخطط الأطباء النفسيون لاستخدام البيئة التخيلية لإقناع مرضى الفصام بأن حالات الهلوسة التي تنتابهم ليست تجارب حقيقة وأنهم يعانون من مرض يتطلب علاجه، بهدف مواجهة المرضى باختلالاتهم العقلية بهذه الطريقة وذلك عندما يفشل علاجهم بالعقاقير لتعليم هؤلاء المرضى كيفية تجاهل الهلوسة في الحياة الحقيقية، على نفس الغرار الذي تساعد البيئة التخيلية به الآن مرضى الخوف أو الرهاب من العناكب أو المرتفعات.
فخلال النوبات الذهانية، يمكن لمرضى داء الفصام مواجهة مجموعة واسعة من أنواع الهلوسة مثل سماع أجهزة التلفزيون تأمرهم بقتل أنفسهم أو رؤية أجسام غير متحركة تتنقل بين الوجوه أو الناس.. ومما يذكر أن واحد من كل عشرة مصابين بهذا المرض يقدم في النهاية على الانتحا..
وفي هذا الإطار، يقول دفيد كاسل من معهد بحوث الصحة العقلية في ميلبورن: إن أي محاولة لمساعدة الناس على مراقبة هلوستهم وأعراضهم الذهانية الأخرى والاعتراف بها بالإضافة إلى خلق الإستراتيجيات للتعامل معها في بيئة مسيطرة تعتبر شيئاً جيداً.
وللقيام بذلك، قام فريق بقيادة بيتر يلوليس وهو طبيب نفساني من جامعة كوينسلاند في بريسبان ببناء نموذج ثلاثي الأبعاد لمحاكاة الوضع التخيلي الذي يظهر غرفة جلوس مثالية على الشاشة.. وتحتوي الهلوسة التخيلية على نفس المشاهد والأصوات التي يراها ويسمعها المريض.. ويمكن تعديل البيئة التخيلية لتقليد الهوسة من خلال جعل الجدران تبدو أنها تنطبق على بعضها البعض هو صور من مقطع لوجه شخص يدخل في وجه شخص آخر، وفي نفس الوقت يتم إصدار موسيقى تصويرية تشابه ما يحدث في العديد من حالات الهلوسة لدى المصابين بداء الفصام.
ومن المتوقع أن يساعد هذا النموذج الأطباء وأقرباء المصابين بالفصام على الحصول على فهم أفضل لهذا الاضطراب.. ويضيف بيتر دارلنج وهو رئيس جميعة زمالة داء الفصاب جنوب كوينسلاند في بريسبان أن الوقت لا يزال مبكراً، بعض الاختلال العقلي الذي تم تصويره ليس متقدم ومشرق كما يعتقد البعض، لكنه سيساعد على إدراك ما يمر به الشخص المصاب بهذا المرض العقلي.
من ناحية أخرى بدأ فريق يلوليست بإعادة تكوين مشاهد الهلوسة التي مرت بها سيدة تم السيطرة على داء الفصام لديها الآن، وسوف تتمثل الخطوة المقبلة في استخدام الحقيقة التخيلية في برنامج علاج المرضى.
وقد أقر يلوليس أن بعض المرضى قد يتخوفون من الهلوسة التخيلية، ولكن من خلال تجربته في استعمال تقنية مؤتمر الفيديو لمعالجة المصابين بداء الفصام في أجزاء بعيدة من أستراليا، يشعر بكثير من التفائل بأن هؤلاء المرضى سوف يكونون قادرين على التمييز بين الهلوسة الحقيقية وتلك التخيلية.. وفي النهاية، يخطط الباحثين لتشكيل الهلوسة التخيلية في بيئات مألوفة للمرضى الفرديين. ويضيف عضو الفريق أدني دينسين إنهم يحضرون لنا بعض الصور ونقوم نحن ببناء نموذج تخيلي لغرفة الجلوس الخاصة بهم أو بيئة المستشفى.
ومن ناحية أخرى، قال خبراء الصحة العقلية البريطانية أن استعمال الهلوسة التخيلية على المرضى الضعفاء كان مثير ولكن يتعين علينا توخي الحذر. وأضافوا إنه يمكن أن يكون (مفيد) في عملية توضيح ما هو داء الفصام لأقرباء المرضى والمهنيين العاملين في هذا المجال.. وقد ذكر بول كوري من الجمعية الوطنية لزمالة داء الفصام في المملكة المتحدة إلى اخبارBBC على الإنترنت إن هذا التطور مثير لما يمكن أن تقدمه التكنولوجية الحديثة للمصابين بداء الفصام وسوف تسمح هذه التجربة التخيلية الثلاثية الأبعاد للجمهور بإعادة التفكير في مواقفهم من المصابين بداء الفصام.
تكنولوجيا زهيدة الثمن
ومن ناحية أخرى، قال باحث أسترالي إننا لا نعرف حتى الآن ماذا يحدث عندما يقوم الناس باستخدام تكنولوجية الحقيقة التخيلية مراراً وتكرار على المدى الطويل.. وأضاف البروفيسور نيلي ماكبرين وهو رئيس قسم العلوم البصرية وفحص النظر بجامعة ميلبورن إنه يتم الإبلاغ عن الكثير من الأعراض مع كثرة استعمال هذه التكنولوجية التي أصبحت زهيدة الثمن وتستعمل في كل شيء من ألعاب الفيديو إلى التدريب على الطيران.
ويضيف بريان: قد لا تكون هناك مشكلة ولكننا بحاجة للتقييم والتأكد من مدة استخدام هذه التكنولوجية وما هي نتائجها المتوقعة.. ويشير إلى أن الباحثين يعرفون الأن بعض الآثار السلبية القصيرة المدى مثل الرؤية المشوشة والصعوبة في التركيز، ويقول على سبيل المثال إنه في حالة استخدام شخص لجهاز يستخدم الصور التخيلية ويركز بصره على موقع محدد وبعد ذلك يذهب لقيادة سيارته، فإن نظره لا يكون مثالياً ومن الممكن أن يكون لذلك نتائج سلبية. العالم التخيلي في أجهزة الحقيقة التخيية، يتم عرض صورة على الشاشة التي تبعد بضعة مليمترات من العين، وتبدو الصورة أبعد بكثير وغالباً ما تكون بالأبعاد الثلاثية لكي تمنح للمشاهد الانطباع بأنهم في بيئة حقيقية مختلفة.. ويقول ماكبيرن إن البيئة التخيلية قد تعمل على تشوش النظام البصري لأن الأشياء التي تبدو أنها بعيدة بمسافات مختلفة هي ليست كذلك في الحقيقة.. على سبيل المثال، عندما تركز على الشيء القريب منك، مثل قطعة ورق على مكتبك، تدور عيونك إلى الداخل، ولكن إذا نظرت من النافذة، سوف تدور عيونك إلى الخارج ويتغير تركيزك.. ويرتبط دوران العيون والتركيز عادة، ولكن في الحقيقة التخيلية ينفصل الدوران عن التركيز مما يسبب نزاع في النظام البصري ، وذلك بالإضافة إلى النزاعات الأخرى التي تخلقها الحقيقة التخيلية.. التأثيرات التراكمية ذكر ماكبرين وآخرون مؤخراً في الإصدار الحديث لمجلة علوم الرؤية وفحص النظر وهو اختبار أساسه الاتسبيان لدراسة تأثيرات الواقعية التخيلية أنه من ضمن الـ 13 تأثيراً الذي أكد عليه بسبب الواقعية التخيلية، إلا إن معظمها لم يستمر لأكثر من 10 دقائق.. ومع ذلك لا يزال تعيّن على الباحثين دراسة ما الذي يحدث عندما يقوم أشخاص باستخدام تكنولوجية الواقعية التخيلية بشكل متكرر خلال مدة طويلة.. كما يقول ماكبيرن كذلك إنه سيكون من الهام معرفة سبب تأثر بعض الأشخاص.
آثار سلبية
ويضيف: إن الأطفال قد يكونون أكثر تعرضاً للآثار السلبية للواقعية التخيلية لأن نظامهم البصري في طور النمو.. وكان جهاز الواقعية التخيلية الذي قام ماكبرين بتطويره للقيام باختباره أداة يتم تركيبها على الخوذة مما يجعل المستخدم مستغرق بالكامل في العالم التخيلي.. وقد كان ذلك أو جهاز واقعية تخيلية من نوع يتم تطويره ويأمل ماكبرين في اختبار هذا الجهاز على الأنظمة الجديدة.
وهناك تكنولوجيات للواقعية التخيلية تجمع بين البيئات التخيلية والحقيقية، حيث يتم استخدام أدوات تسجيل الحركة لمراقبة حركات الراقصين أو الرياضيين لكي يتم دراستها فيما بعد بواسطة الواقعية التخيلية الغامرة.
وتسمح تكنولجيات الواقعية التخيلية الغامرة مشاهدة البيئات التوقعية مع أشياء تخيلية مثل أنظمة الحضور التليفوني أي الطب الهاتفي أو الإلكترونيات الهاتفية التي تغمر المشاهد في عالم حقيقي من خلال كاميرات الفيديو من موقع بعيد وتسمح بالسيطرة عن بعد للأشياء الححقيقية من خلال أذرع اصطناعية وأدوات تحكم.. ومع تطور تكنولوجيات الواقعية التخيلية، أصبحت الواقعية التخيلية غير محدودة، ويفترض أن تعمل الواقعية التخيلية على إعادة تشكيل عملية التفاعل بين الأشخاص وتكنولوجية المعلومات من خلال تقديم طرق جديدة لنقل المعلومات والتصوير المرئي للعمليات والتعبير المبتكر عن الأفكار.
والبيئة التخيلية هي التي يمكن أن تمثل أي عالم ثلاثي الأبعاد يكون واقعياً أو تخيلياً، ويشمل ذلك الأنظمة الحقيقية مثل المباني والمناظر الطبيعية وحطام السفن تحت سطح الماء والسفن الفضائية ومواقع الحفر للكشف عن الآثار والتشريح البشري والنحت وإعادة بناء موقع الجريمة والأنظمة الشمسية وأشياء أخرى.
ومن الأشياء التي تحصل على اهتمام خاص التمثيل الحسي للأنظمة غير المرئية مثل الحقول المغنطيسية والنماذج الجزيئية والأنظمة الرياضية وسلوك سوق الأسهم والكثافة السكانية وتدفق المعلومات وأي نظام آخر يمكن تصوره بما في ذلك العمل الفني والمبتكر ذو الطبيعة المجردة.
وتشمل التطبيقات المفيدة للواقعية التخيلية التدريب في مجالات مختلفة تشمل الأعمال العسكرية والطبية وتشغيل المعدات والتعليم وتقييم التصميم والعوامل البشرية ومحاكاة العمليات المتسلسلة للتركيب ومهام الصيانة ومساعدة المعاقين ودراسة وعلاج مرض الخوف المرضي (مثل الخوف من الارتفاعات) والترفيه والكثير من المجالات الأخرى.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اخبار تقنية
جديد التقنية
الحكومة الالكترونية
معارض
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved