الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 26th October,2003 العدد : 44

الأحد 30 ,شعبان 1424

المهندس خالد الدوسري في حديث خاص للعالم الرقمي:
الطرق الجديدة لدخول الإنترنت لايمكن ايقافها
م.خالد الدوسري

ضيفنا لهذا العدد هو المهندس خالد بن شارع الدوسري خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، مصمم ومشرف موقع اليوم الإلكتروني، التقت به المجلة في حوار اتسم بشفافية تامة ورؤيا عميقة لحركة الشبكة العنكبوتية ناقداً بشدة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لما وصلت إليه من تواضع في خدماتها واحتكارها لها مما أثر سلبا على الوجه العام للتقدم التقني بالمملكة برأي ضيفنا. كما أشار المهندس الدوسري في حديثه إلى الحط من طموح وتطلعات المواطن السعودي الذي يسعى بجد لمجاراة ومواكبة العصر الذي يشهد نموا متسارعا في هذا المجال.
كما سلط الضوء في حديثه على التكاليف والأسعار الباهظة التي أثقلت كاهل المستهلك العادي.
* ما مدى أهمية الموقع في اعتقادك، وبماذا يتميز؟
تعود أهميته كموقع لواحدة من أهم الجرائد السعودية وهي الجريدة الوحيدة في المنطقة الشرقية، واشتغل الموقع في 2002/7/1 اعتمدت فيه على أن نبدأمن حيث انتهى الآخرون كما اعتمدت فيه طرق عديدة مثل سهولة التصفح وسرعة الموقع ويعتبر من أسرع المواقع السعودية بما لا يقل عن 50%، الشيء الآخر فيه فكرة جديدة بالنسبة للتصفح هي فكرة عرض الأخبار، وجدت أن الصحف السعودية لديها خيارين في طرح صفحات الإنترنت، الخيار الأول الذي اعتمدته بعض الصحف في أنها تضع مثلا عناوين الأخبار المحلية وتتصف تفاصيل الخبر في صفحة ثانية..الخ، مما يستدعي مثلا فتح 6 صفحات لقراءة 6 أخبار مثلا.
أما الخيار الثاني والذي اعتمده البعض الآخر من الصحف حيث تعرض كل الأخبار في محتواها بصفحة واحدة، ونحن بطريقتنا الحالية جمعنا الطريقتين، أعطيك العناوين وإذا أردت المحتوى تضغط فينفتح لك بدون أن تفتح صفحة أخرى.
* ماذا يحدث للإنترنت في المملكة، وما رأيكم في عملية التحكم في قنوات الاتصال؟
خدمة الإنترنت في السعودية لها قصة عجيبة، فمدينة الملك عبدالعزيز هي محتكرة الإنترنت كما هو معروف تتحكم في الأسعار بشكل مبالغ فيه إلى حد كبير!! بمعنى انهم أول ما خفضوا تسعيرتهم عام 98 كانت نسبة ربحهم تصل الى14000%، وحاليا نسبة ربح مدينة الملك تصل الى75% في اليوم، وهذا ربح مبالغ فيه والمدينة تعتبر الطرف الأول من العملية، والطرف الثاني هو شركة الاتصالات السعودية، وهؤلاء فيهم جشع غريب، وأفصل لك كلامي: كوني مستهلك تصلني الإنترنت تقريبا حتى الآن بحدود 4 ريالات للساعة، ريال للمدينة و3 ريالات لشركة الاتصالات، مع انه في الدول الأخرى مثل اليمن ومصر مجانا وهم دول فقيرة لا يقارنون باقتصادياتنا وميزانياتنا، وهذه الحقيقة يقف الإنسان عاجزا أمامها، وأنا عندي ما يؤكد هذا الكلام، فهم يأخذون على تجهيز نظام (الدي أس ال) أول مرة 300ريال ورسوم شهرية 220ريال، وجاءتني فترة غيرت المزود من شركة إلى شركة أخرى فقالت شركة الاتصالات لابد أن تدفع ثمن التجهيز، (طيب لماذا؟) وهم لم يفعلوا شيئا سوى انهم يغيرون اسم المزود من شركة لأخرى، وهذا التغييرلا يأخذ أكثر من نصف دقيقة ويأخذون عليه 300 ريال، فهذه مصائب الاحتكار التي لا يعرفها العامة، مثل تغيير المزود (الدي اس ال) لأنها ليست منتشرة وعليها أسعار غالية جدا، فلو كانت عامة للكل كان ممكن يرخصون السعر.
ومن ناحية مدينة الملك عبدالعزيز أنا أرى أن المدينة تمشي على خطوات التلفزيون السعودي.. كيف؟ التلفزيون السعودي في بداية الثمانينات وما قبلها كان مسيطرا على السوق بلا منازع ويبث الإعلانات السعودية بمبالغ خيالية، وكان يكسب ربحا كبيرا، ولكن ما الذي حصل..؟ دخلت القنوات الفضائية عن طريق الدش (ونخن نعلم أن الدش ممنوع رسميا)، ودخلت السوق وسحبت البساط من التلفزيون حتى أصبح شبه ميت تجاريا، وهذا الذي سيحصل لمدينة الملك عبدالعزيز المزود الرئيسي والوحيد للإنترنت، حينما بدأت تدخل الإنترنت للسعودية عن طريق الأقمار الصناعية وبدأت أسعارها في نزول سنة بعد سنة وسترخص الأسعار حتى تصل إلى سعر الدش، وحينها تتعرض مدينه الملك عبدالعزيز إذا استمرت على حالها إلى ما تعرض له التلفزيون السعودي، فأنا أقول لك أن بينهم علاقة أخوة!
وبالنسبة لمزود الخدمة بالمملكة فهؤلاء مساكين طامعين في الطبخة كلها، هم فعلا لا يلامون يتعرضون للخسارة إلى اليوم وأغلبهم عليهم ديون لمدينة الملك عبدالعزيز، طبعا حسب ربحها الذي ذكرناه، لكنهم والكل يعرف انهم بدأوا يتوجهون للإنترنت عن طريق الأطباق الفضائية وتقريبا كلهم يحاولون تخطي خسائرهم فعلا، تعرضوا للخسارة سابقا لان أسعار الإنترنت بالنسبة للمزود معقولة إلى حد كبير، لكن مشكلتنا في الاتصالات السعودية، يعني أنا اشترك سنة كاملة بأسعار تصل إلى أقل من ألف ريال بمراحل وهذا لا بأس به، لكن اشغل الإنترنت يوميا ساعتين أو ثلاثة فتأتي الفاتورة بمبلغ ألف ريال للإنترنت فقط، وهذا بحد ذاته مصيبة.
* كما ذكرت توجهت الشركات بتقديم خدمات للإنترنت عبر الأقمار الصناعية متجهين للاستغناء عن خدمة الهاتف، كيف ترى تعامل وجدية الشركات في هذا الأمر؟
هذا التيار يأكل السوق مثل ما أكلت الأقمار الصناعية التلفزيونات عامة رضينا أم أبينا، والحال أن القنوات الفضائية ممنوعة رسميا، والحل ليس في إغلاق هذه الخدمة أو أن تغمض المدينة عينها عنها، فالحل أن تنافسها والأفضل لها أن لا تفعل مثل التلفزيون، بل تنافسها وترخص الأسعار وتطور الخدمة.
كما يجب أن يبحثوا لهم حلاً للحكاية التي أنا لست مقتنعا بها، أنا من وجهة نظري أن التشفير يكون له درجات، مثل تشفير خاص للمقاهي بحكم أن المقاهي يكون فيها كثير من المراهقين، أيضا تشفير خاص للمستخدم المنزلي ومفتوح تماما للشركات، فمالك الشركة ليس لك علاقة به، وبما تقوم به شركته من أعمال واتصالات عبرالإنترنت، فلماذا تشفر عليه كثير من المواقع التي يستفيد منها في عمله؟ لذا أرى أن يكون التشفير بالنسبة للشركات فيه نظر، لأن هناك شروط وقوانين في الشركات لمن يتعدى استخدام الإنترنت في أمور خارج العمل أو يستخدمه لأغراض خاصة.
أغلقت آلاف المواقع بالخطأ لأنهم يغلقون الملايين، إلا أنه من الصعب جدا استرجاعها، فالتشفير يجب أن يقنن.
* فكرة تولي مزود الخدمة الترشيح، هل تعتقد انه قابل للتطبيق، وهل هم حقا مؤهلون لذلك، وأهل لتحمل المسؤولية؟
إذا أعدت النظر في الترشيح فمثلا مدينه الملك عبدالعزيز تعطي قوانين عامة وتراقب ومزودو الخدمة هم الذين يتولون عملية الترشيح، أو مثلا الآي اس بي الفلاني أو المزود الفلاني يكون مسؤولا عن مقاهي الإنترنت ويكون لهم مستوى من الترشيح، والمزودون الآخرون مثل الشركات يكون مفتوحاً لهم مستوى ضعيفاً من الترشيح وهكذا، وهي فكرة تقييمها صعب ولابد لها من دراسة وافية من المختصين.
* قضية تعطل الإنترنت بين كل فترة وأخرى وكل جهة تطرح اللوم على الآخر.. فأين الحقيقة في نظركم وأين الحل؟ وهل أيجاد عدة شبكات يحد من المشكلة؟
طبعا من المؤكد انه يحد من المشكلة، بسبب مشكلة عنق الزجاجة وهو أكبر ضغط في الطريق الذي تمشي فيه المشكلة عندنا في السعودية يوجد أكثر من عنق زجاجة، الاتصالات السعودية، مدينة الملك عبدالعزيز الاتصال بالمدينة إلى الخارج بأكثر من طريق، أو تقريبا هما طريقان أو ثلاثة واحد منها هو طريق الجزائر الذي مازالت أضراره قائمة حتى هذا اليوم، هل تعرف انه عطل جزءاً من الإنترنت والى اليوم كثير من المزودين يقولون انهم متضررون منه، فطريق الجزائر لازال متوقفاً من عدة أشهر تقريبا، فهنا لابد من وجود اكثر من طريق، مثل الاقتراح الذي ذكرته وهو أن يتصل المزودون مباشرة، وهذا أفضل بكثير، نحن الآن نرى دولاً مجاوره مثل الكويت وهي دولة صغيرة فيها عدد كبير من المزودون، فيها مزودون بالتشفير أو الترشيح، ومزودون بخدمة مفتوحة، وأنا كأب ورب أسرة اختار المزود المناسب لأبنائي ولو تعطل أحدهما ذهبت للثاني، وإذا رفع أحدهم سعره ابحث عن آخر رخيص، فهناك اختيارات كثيرة مطروحة للمستخدم.
* يرى البعض أن اللائحة المنظمة لخدمة الإنترنت في المملكة تنظيمية اكثرمنها تطبيقية، ماذا يمكن أن تحدث هذه اللائحة لمستقبل الخدمة بالمملكة؟
القوانين العامة التي تصدرها المدينة على أساس استخدام الإنترنت، فالمدينة هي التي تتحكم في الإنترنت وهي التي تصدر القوانين في النهاية، وأنت كمستخدم ليس لك خيارات، هم الذين يضعون القانون وهم يطبقونه وهم الذين يفرضونه لا أحد يستطيع أن يقول لهم لا، والعجيب في الأمر انهم دائرة حكومية فيفترض أن تخضع لأمور كثيرة.
* من خلال حديثك أراك تتحامل كثيرا على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. ما هي الاقتراحات التي تراها؟
المدينة ستموت إذا لم تتحرك، وهم يعلمون الوضع، وهم أعرف بأنفسهم، أن يتحركوااليوم قبل غد، فهذه الشركات بدأت تفوقهم والإنترنت عن طريق الفضاء تصل أسعاره بالمئات اليوم.لكن نحن نريد خدمة ثابتة ومرشحة ترشيح منظماً، حتى تخدم مجتمعنا المحافظ، مجتمعنا السعودي يعني نريد من المدينة أن تعيد النظر في دراسة الأسعار والترشيح والآلية واحتكار الاتصالات السعودية وأسعارهم العالية المبالغ فيها، الآن في أي دولة في العالم عندها آي اس بي واحد أو أكثر نحن عندنا آي اس بي على 3 مراحل، وهو المزود الأول للشركة، بعد ذلك شركة الاتصالات، بعد ذلك المدينة، يعني تمر بثلاث مراحل كل واحد منها يمثل عقبة، وكل واحد منها يمثل عنق زجاجة فالمشكلة كبيرة.
* بالنسبة لإغلاق المواقع من قبل المدينة، أليس هناك أسباب قوية تدعوهم لذلك؟
هناك نقطتان بالنسبة لإغلاق المواقع التي ذكرتها في سؤالك، هناك مواقع خدمية بعضها أعرف أصحابها جيدا تجدها أحيانا مغلقة، طبعا الموقع ليس به شيء خطأ ولا شيء يدعو إلى إغلاقه، لكن اغلق إما بخطأ من المدينة (بالآلاف يوميا تقريبا) أو اغلق بشكوى من أحد وهم لم يراجعوا بأنفسهم هل الشكوى صحيحة أم لا؟ وما درسوها ولا سألوا الطرف الآخر فالمشكلة في الموقع أن أصحاب الموقع يكلمون المدينة ويراجعونها ويبينون الموقف ويرجعون ويفتحون الموقع لكن بعدما يكون الموقع خسر من زواره ويكون خسر خسائر كبيرة فالموقع عندما يسقط بالدقائق صعب فكيف عندما يسقط بالأيام أو الأسابيع؟ هذه مشكلة كبيرة.
* لكن المدينة وضعت نموذج اقتراح لإعادة أي موقع يتم إغلاقه أليس هذا كافياً؟
لكن تعتقد المدينة متى تفتحه؟ الإنترنت الآن في المملكة يخدم أكثر من مليون مستخدم لا تصدق أن الذي يدير هذه الوحدة للإنترنت في المملكة أنها مدينة الملك عبدالعزيز والعجيب في الأمر أن عدد موظفيها رقم صغير جدا، تقريبا أقل من 30 وهذا العدد القليل يدير الإنترنت عند مليون مشترك، فلما تراسلهم بأن يغلقوا هذا الموقع أو يفتحوا ذلك الموقع يأخذون وقتا طويلا كي يفتحوه أو يغلقوه، وهذه هي المشكلة!

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
ساحة الحوار
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved