الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 26th November,2006 العدد : 188

الأحد 5 ,ذو القعدة 1427

منذ أن دخل البلاد
الجيش الأمريكي يبحث عن بديل إلكتروني للمترجم في العراق

قد يبدو هذا الحل مقبولاً من وجهة نظر هؤلاء المهتمين بالخيال العلمي. فبعد غزو العراق بشهرين حصل أحد الضباط من الدرجة الثانية ومعه الكتيبة العسكرية السادسة عشرة على مترجم إلكتروني يساعده في تواصله مع من حوله من متحدثي العربية. والجهاز صغير بحجم اليد ويقوم باستقبال الكلمات الإنجليزية وإعادة صياغتها وترجمتها إلى اللهجة العربية العراقية.
ومع ذلك قضى ذلك الضابط بعدم كفاءة الجهاز الصغير رغم مرور عام على إجراء الاختبارات عليه. ومن ضمن ما ذكر هو أنه إذا كان ذلك الجهاز مفيد ويؤدي مهامه في بعض الأمثلة إلا أنه أخفق في أن يكون مفيداً للوحدة التي هو مسؤول عنها والتي تقوم بشن غارات وتعمل بمثابة قوافل أمنية، وذكر أيضا أنه قد حاول أن يستخدم ذلك الجهاز في تعلم اللغة العربية معتمداً على نفسه لكنه وجد عدم تماثل في تلك اللغة المعقدة. فمثلا كلمة ما اسمك What is your name? تنطق في لغة الفالوجا بلكنة وفي بغداد بلكنة مختلفة وكان ذلك هو سبب عدم فهم العديد من العراقيين للكلمات والعبارات المنطوقة باللغة العربية والمخزنة في ذلك الجهاز.
ميزانية ضخمة للبديل
بعد ذلك قامت شركة An Annapolis، VoxTec International Inc بإدخال تطورات على الجهاز وأضافت أنها مستمرة في إدخال التحسينات عليه إلا أنه ينبغي ألا نخفي حقيقة قائمة وهي أن اختراع جهاز يستطيع أن يقوم بدور المترجم الفوري البشري وهو أمر فيه شيء من عدم المصداقية بل والمراوغة ذلك على الرغم من أن الميزانية العسكرية قد خصصت العديد من ملايين الدولارات كأحد الحملات التي تحاول من خلالها البحث عن بديل إلكتروني قادر على ترجمة الحوار من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية والعكس صحيح.
قالت لين ماكين، الرئيسة السابقة لقسم اللغات في وزارة الدفاع الأمريكية إن الحل الوحيد الذي يريده الجميع والذي سوف يعمل على تذليل جميع العقبات هو التوصل إلى اختراع جهاز عالمي للتواصل وترجمة جميع اللغات مثل Star Trek وذاك ما لم يتم اختراعه حتى الآن. ووفقا للمعلومات الصادرة عن شخصيات في وزارة العمل الأمريكية فإن المخاطر التي تواجه الميزانية العسكرية والتي تعاني من نقص المترجمين تتفاقم مما جعلها تعول بشكل كبير على الوسطاء والوكلاء لتوفير المترجمين فهي تتعامل مع نحو 6500 في العراق و1500 في أفغانستان وعلى الرغم من ذلك فإنها تعد مهمة محفوفة بالمخاطر والدليل على ذلك هو قتل نحو 648 وسيطا في العراق منذ أن بدأت الحرب على العراق 153 منهم عملوا لحساب الكتيبة L-3 Communications Corp تلك الكتيبة المسؤولة عن الترجمة.
فقد تحولت ساحات القتال إلى معامل ارتجالية للتكنولوجيات الحديثة ذات النتائج المختلطة. ففي أثناء الحرب بين إيران والعراق قام نظام صواريخ باترويت المضادة بالاشتباك في معارك حتى يتصدى لصواريخ سكود العراقية وبعد ذلك قام المحققون بالبحث في فعالية ذلك النظام. وفي 11 سبتمبر 2001م بعد الهجوم على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قامت الطائرة Predator وهي طائرة تعمل لاسلكيا بإسقاط صواريخ Hellfire بعد إجراء عمليات تطوير سريعة لها.
ويذكر لنا آيس ساريتش، نائب رئيس الشركة المعنية بتطوير الجهاز أنه طلب إنتاج أعداد أخرى من المترجم الإلكتروني Phraselator حيث كان في ذلك الوقت أول نموذج تم اختراعه بعد الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك وعلى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون. كان الجهاز بحجم جهاز رقمي شخصي كبير وتم برمجته على نحو 700 عبارة باللغة العربية التي يمكن سماع ترجمتها عند سماع الجهاز لعبارات إنجليزية مماثلة أو لو قام الجندي باختيار جملة من القائمة الموجودة في الجهاز.
وفي غضون أشهر قليلة قامت الشركة بشحن نحو 20 جهاز إلى أفغانستان لكن ذلك الاختراع الذي كان يعد بمثابة نموذج أولي احتوي على مشكلات كثيرة منها أزراره التي كان يصعب الضغط عليها وكذلك العيوب التي ظهرت في بطاريات الشحن. وأضاف آيس ساريتش أن الجهاز كان مصمم ليكون ضد العوامل الجوية إلا أنه تعرض للتلف بسبب العوامل الجوية وقد تم وضع جميع هذه القضايا موضع الاعتبار.
وفي الوقت الذي كانت الشركة المصنعة تقوم فيه بتطوير الجهاز كانت هناك محاولات أخرى. فقد قامت القوات المسلحة بإجراء اختبارات على جهاز قامت باختراعه شركة بكاليفورنيا تدعي Integrated Wave Technologies Inc. وقامت تلك الشركة بتطوير نسخة لمترجم إلكتروني يدوي شبيه لسابقه ذاك الجهاز الذي أمكن وضعه في جراب خاص بالذخائر الحربية والذي مكن الجندي من أن ينطق عبارات رئيسية يمكن أن تعتبر جملاً عربية تامة المعنى.
وقد ذكر تيم ماكون، رئيس الشركة بعض الأمثلة حيث يقول الجندي مثلا عبارة House search بمعنى البحث عن منزل فيقوم الجهاز بترجمتها نحن هنا لكي نبحث عن منزلك. من فضلك انتظر في هذه الغرفة. هل لديك أي سلاح؟ وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية قامت إحدى الشركات بإنتاج نحو 1300 جهاز أما الشركة المصنعة الأصلية فقد قامت بإنتاج نحو 5000 جهاز كانت تكلفة كل جهاز تتراوح بين 2500 دولار إلى 3000 دولار. وهي تعد تجارة مزدهرة نوعا ما لشركتين لا تزيد قوة الموظفين لدى كل منهما عن عشرين موظفا. هذا ولم ينم أي من النوعين عن جدارة تؤهله لكي يحل محل المترجم البشري. وقد قرر الجنود بأنهم يحتاجون فعلا إلى مترجم يمدهم بحوارات مع من يتعاملون معهم وليس فقط إعطاء الأوامر.
تعلم لغة أجنبية
ذكر واير ريتشارد أنه في الأعوام الماضية لم تكن هناك حاجة تدعو لأن يتحدث الجندي لغة أجنبية لكي يتم مهمته. أما في حالة العراق وأفغانستان على حد قوله فإن الوضع يختلف إذ إن الجنود يتعاملون بشكل كبير مع المدنيين الذين يقدمون النصائح لهم على نقاط التفتيش كما أنهم يرشدونهم أثناء عمليات تفتيش المنازل.
مشاكل الترجمة
وأضاف ريتشارد أنه أثناء عمليات التفتيش المستمرة في المنازل حيث ينتقل الجنود من منزل إلى أخر يحتاج الجنود إلى وسائل تمكنهم من طمأنة قاطني تلك البيوت فمثلاً عبارة (من فضلك يا سيدتي التزمي الهدوء) لن تجدي في ذلك الوقت إلا أن يقول الجندي مثلا إننا نقاتل من أجلكم من أجل أن تتحرر عقولكم وعقول أبنائكم we are fighting for hearts and minds.
لذلك قام البنتاجون بتوجيه الاهتمام إلى وكالة الدفاع للمشروعات والبحوث المتقدمة the Defense Advanced Research Agency (DARPA) التي ساعدت على تطوير الإنترنت لكي يجند محطات توليد الطاقة الكهربائية المستخدمة في الأغراض التكنولوجية حيث تم تخصيص نحو 20.2 مليون دولار هذا العام لتكنولوجيات الترجمة. ومع ذلك ذكر مسؤولون بالقوات المسلحة عدم توقعهم لأن تحل الأجهزة الأوتوماتيكية في الترجمة محل المترجم البشري بل أنها على النقيض قد تؤدي إلى زيادة الطلب عليهم. وكانت DARPA هي المؤسسة الوحيدة التي تستطيع أن تقود هذا المشروع إذ إنه من صميم عملها فقد قضت العامين الماضيين وهي تنشئ قاعدة بيانات لآلاف الساعات من الحوارات العراقية لدراسة الأصوات والحديث وأنماط الجمل وكذلك أكثر العبارات الشائعة لكي تعمل على إنشاء برامج تستطيع إدراك ذلك النوع من اللغة.
ومن هنا اختارت الوكالة هيئة SRI International وهي عبارة عن مجموعة بحثية غير ربحية حيث قام كل عضو من تلك المجموعة بابتكار نظم تستخدم عمليات الحساب الخوارزمية لكي يترجموا تلك اللغة وذلك الحديث حتى ولو كانت تلك اللهجة مكتومة وذات لكنة معينة بذاتها إلى اللغة العربية وكذلك اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية. حيث يصدر صوتاً آلياً بعد ثانية أو ثانيتين. وعادة ما تتطلب هذه الأجهزة متحدثون لكي يحدو من حديثهم حتى تصل إلى جملة واحدة في كل مرة لكي يتجنب التشويش وعدم الفهم.
من ناحية أخرى أعلنت شبكة IBM هذا العام أن ما يقرب من 35 وحدة من نظامها قد تم شحنها في سفن إلى العراق قائلة إن تلك الوحدات سوف تساعد على عملية الاتصال السريع ومع ذلك فإن القوات المسلحة ليست مطمئنة ولا متفائلة بهذا الإجراء. ومما يدلل على ذلك أن أحد المسؤولين في القوات المسلحة ذكر بأن هذه الأنظمة قد تم اختبارها في مكاتب أو في أوضاع لا تحفها المخاطر مع خلفيات محدودة للأصوات.
أما ميري مايدا، مديرة البرنامج في وزارة تكنولوجيا معالجة المعلومات التابعة لDARPA فترى أن تلك التكنولوجية ليست جاهزة لإجراء تطورات واسعة لها والدليل على ذلك هو أن نظام الترجمة ليس جيدا بدرجة كافية وكذلك التعرف على الأصوات الصادرة من البرنامج ليست قوية إلى حد كبير. وأضافت أن تلك الأنظمة ليست دقيقة بقدر ما هو مراد منها. أما شبكة IBM فقد قامت بتقييم معدل الدقة لأنظمتها لتصل إلى 90% وكان ذلك التقييم نتاج نحو 30 تعبير قد يحتاج الشخص إلى تكراره من 4 إلى 5 مرات. أما المسؤولون في SRI and Carnegie Mellon فقد ذكروا بأنهم لم يستطيعوا تقديم أشكال متماثلة من الحديث. ومع ذلك ذكرت مايدا بأن الجنود يبحثون عن أجهزة تصل دقتها إلى 59% في الوقت الحاضر.
وفي نفس الوقت تقوم تلك المؤسسات التكنولوجية بإجراء اختباراتهم باستخدام حلول منخفضة التقنية. وإذا اتخذنا Vox Tec كأحد الأمثلة فإنها كانت تستخدم نظام استدعاء المترجم الإلكتروني في بغداد حيث كان يسمح للجنود بالاستدعاء وهم في ساحة القتال فقد كان يمكنهم أن يستدعوا أحد العراقيين على اللاسلكي ومعه واحدا أو اثنين من المترجمين في الخدمة وقتها لكي يقوم بالترجمة الفورية.

..... الرجوع .....

اتصالات
وادي السليكون
الالعاب
أمن رقمي
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
جديد التقنية
برمجة
سوق الانترنت
حاسبات
أخبار تقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved