الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 27th April,2003 العدد : 18

الأحد 25 ,صفر 1424

أصبح قريباً من التحقيق
البريد الإلكتروني يحيل الفاكس إلى التقاعد التنافس ما زال قائماً ولكل مزاياه

بدأت أيام الفاكس في العد التنازلي تدريجيا، وأخذ البريد الالكتروني يحتل موقعه في صدارة أجهزة نقل البيانات، ويعود الفضل في اختراع الفاكس إلى
المخترع الاسكوتلندي ألكسندر باين عام 1843، فحتى ذلك الحين كانت خطوط التلغراف هي المسؤولة عن نقل البيانات.
وقبل ما يزيد على عقدين من وقتنا الحالي كان جهاز الفاكس الذي يعمل بالخط الهاتفي بحاجة إلى ست دقائق لإرسال صفحة واحدة وكان يستخدم ورقا
حراريا تفوح منه رائحة كرائحة البلاستيك المحترق، وكان يتطلب من مستخدمه الاتصال بمستقبل الفاكس عبر سماعة الهاتف لإبلاغه بإرسال الفاكس للبدء
بتسلمه، أما اليوم فإن أجهزة الفاكس التي تستخدم الورق العادي تكلف أقل من 100 دولار وأصبحت شائعة في المنازل، كما هو حالها في مكاتب العمل.
ومع ذلك، فإن أيام الفاكس باتت معدودة، خاصة مع إدراك الشركات والأفراد أن البريد الإلكتروني يقدم خدمات مشابهة من دون الحاجة إلى تكديس
الأوراق التي يحتاجها الفاكس وكذلك فهو يقلل فواتير الهاتف إلى حد كبير ولا يستدعي ترك الموظفين لعملهم بين الحين والآخر لمعرفة ما إذا وصل فاكس
أم لا.
لقد وصلت مبيعات أجهزة الفاكس إلى قمتها عام 2000، حيث بيع منها 14 مليون جهاز حول العالم كما يقول بيتر ديفيدسون مالك مؤسسة ديفيدسون
للاستشارات (DavidsonConsulting) في كاليفورنيا والتي تقوم برصد صناعة الفاكس، ويتوقع ديفيدسون أن مبيعات هذه الأجهزة ستنخفض
لتصل إلى أقل من 13 مليون جهاز عام 2006.
الحاجة قائمة
ويبدو ان الانخفاض في عدد الصفحات المرسلة بالفاكس أكبر من ذلك، فما بين عام 1998 2000 انخفض عدد الصفحات بنسبة تفوق الـ50%
بالنسبة لـ170مليون شخص من بين 350 مليون حول العالم.
ويقول ديفيدسون «لقد تلاشى أولئك الناس الذين يرسلون صفحة واحدة لأنهم باتوا يستخدمون البريد الإلكتروني بدلا عن الفاكس، غير إن عالم الأعمال
ما يزال يستخدم اجهزة الفاكس في إرسال الإشعارات وطلبات الشراء، وعلى ما يبدو فإن هذا العالم لن يغادر استخدام الفاكس بسرعة».
ومع ذلك يشهد أحد فروع صناعة الفاكس نموا لا بأس به، فذلك النوع من الأجهزة الذي يوفر عدة ميزات في جهاز واحد all in one
(جهاز واحد يعمل كماسح ضوئي وطابعة وفاكس إضافة إلى قيامه بأرسال نسخة من الوثيقة إلى الكومبيوتر لترفق مع البريد الإلكتروني إذا أراد المستخدم)،
ويبدو إن بيع هذا النوع من الأجهزة في تزايد، ويتوقع ديفيدسون أن تصل مبيعات هذا النوع من الفاكسات متعددة الاستخدام ليصل إلى 5 ،8 مليون
جهاز عام 2006 وهي زيادة بنسبة 20% عن مبيعات عام 2001 التي بلغت 7 ملايين جهاز.
غير إن قدرات إرسال الفاكس التي تتمتع بها هذه الأجهزة ليست السبب الذي يدفع المستخدمين إلى اقتنائها، إذ يقول بول فونتين مدير منتجات شركة
هيوليت باكارد العالمية «إن أجهزة الفاكس المتعددة الاستخدام التي ننتجها عبارة عن آلات طباعة مركزية، وان إرسال الفاكس ليس سوى جزء من
قابليات هذه الأجهزة التي بات بإمكانها الطباعة والاستنساخ».
للفاكس أهمية خاصة
وبالرغم من أن البريد الإلكتروني أكثر سرعة وأقل كلفة وسهل التنصيب في كومبيوترات الموظفين فإن المراسلة عبر الفاكس مازالت لها مزاياها، فأجهزة
الفاكس أسهل في التشغيل وذات تكاليف تشغيلية أقل، ومن السهل إرسال وثائق بخط اليد من خلالها مقارنة بعملية إرسال ذات الوثيقة عبر البريد
الإلكتروني لأن ذلك يتطلب استخدام الماسح الضوئي (السكنر) قبل إرسالها كمرفقات مع الرسالة، كما أن الفاكس يصل كورقة مطبوعة وهو شيء مهم
بالنسبة لطلبات الشراء عبر المتاجر وذلك يسهل على صاحب المتجر حملها في متجره لجمع البضاعة التي طلبها الزبون فورا.
كذلك فإن ورقة الفاكس الموقعة تقبل كوثيقة قانونية، فقد قرر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون قانونا للتوقيع الإلكتروني جعل من الوثيقة الموقعة إلكترونيا
قانونية كما هو حال الوثيقة الموقعة بالقلم إذا ما وافق الطرفان على ذلك.
وقد ظهرت مؤخرا نسخة حديثة من البرنامج المسمى أدوب أكروبات (Adobe Acrobat) يمكن أن يصنع ملفات بي دي أف (PDF) قابلة للتوقيع
إلكترونيا مع قابلية على حماية التوقيع الشخصي بكلمة سر، وإذا ما تم تغيير الوثيقة فيما بعد بأي شكل من الأشكال سيظهر تحذير بعد اسم صاحب
التوقيع.
ومن المزايا الأخرى التي تحسب لصالح الفاكس هو كونه مؤرخا (يحوي ختم تأريخ الإرسال) إضافة إلى وصوله فورا إذا جاز لنا التعبير، وبالرغم من إمكانية
تغيير الساعة والتأريخ في جهاز الفاكس، فإن سجلات شركات الهاتف لن تكذب في الفصل في هذه القضايا، أما وقت إرسال البريد الإلكتروني والنص
المرسل فيمكن تغييرهما بسهولة، ونظرا لغرابة تصرف بعض الكومبيوترات الخادمة (Servers) فإن البريد الإلكتروني قد يصل بعد ساعات (أو حتى أيام
أحيانا) من تأريخ إرساله، وأحيانا لا يصل أبدا.
تنافس محموم
من جانب آخر فاللمستخدمين آراؤهم أيضا في مسألة التنافس بين الفاكس والبريدالإلكتروني، إذ يقول ريتشارد روبن الذي يعمل منتجا تلفزيونيا في
نيويورك إنه أحد الذين كانوا يعتبرون الفاكس جزء مهما من حياتهم اليومية، فقد كان يستخدمه لاستلام الفاكسات التي تأتيه بالمئات عند قيامه بإنتاج
برنامج واحد فقط، غير إنه منذ العام 2001 تحول نحو استخدام البريد الإلكتروني بعدأن لمس مزاياه ولذلك فهو يقول «إنني منذ ذلك الحين بدأت أطلب
ممن يرسلون الفاكس لي ان يرسلوا ما يودونه عبر البريد الإلكتروني مستقبلا، لأنه يخلصني من أكوام الورق، على الأقل»، وقد كانت النتيجة أن توقفت
أجهزة الفاكس عن تنبيهاتها بوصول فاكس، فيما بعد، مما جعله يدخر مبلغا يقدر بـ250 ألف دولار كان يدفعه كأجور مدفوعة للموظفين المسؤولين
على تشغيله والورق والاستنساخ وأجور المكالمات الهاتفية البعيدة المدى.
أما ريك سيترون فهو محام ورجل أعمال من لوس آنجلس، فقد كان يستخدم ثلاث فاكسات في مكاتبه لمدة عقد من الزمن، وهو يقول، الآن «شكرا للبريد
الإلكتروني، فقد كنا نتلقى ست فاكسات في الساعة وانخفض عددها الآن لتصبح ثلاثة في اليوم الواحد، كما إن فواتير مراسلاتنا انخفضت من 800 دولار
في الشهر إلى 100دولار» وهو يضيف «إذا لم يكن لدى شخص ما بريد إلكتروني فإني لن أستطيع مراسلته لأنه ليس لدي الوقت الكافي لأقضي عشرة
دقائق في مكالمة عبر الهاتف مع عميل يتحدث عن أمور ليس لها علاقة بالعمل»، ومع ذلك فإن سيترون ما يزال يلجأ إلى الفاكس عندما يتطلب الأمر وثيقة
موقعة على الفور، وبمجرد تلقيه للتوقيع يقوم بمسحها عبر الماسح الضوئي (سكنر) وينقلها إلى كومبيوتره ليرسلها إلى من يرغب كمرفقات عبر البريد
الإلكتروني.
أمجاد زائلة
إن صناعة الفاكس على عكس صناعة الكمبيوترات المكتبية من غير المحتمل أن تعثر على مزايا وتقنيات جديدة تعيد إليها أمجادها السابقة، إذ يقول فونتين
«ليس لدينا الكثير لنطور به هذه الصناعة، وأقصى ما قد نقدر عليه هو إضافة مزايا ملحقة مثل جعلها ذات مزايا لاسلكية، فكل أجهزتنا المتعددة الأغراض
من الفاكسات يمكنها إرسال فاكسات ملونة لكن جهاز فاكس الشخص المستقبل يجب أن يكون ملونا ليستلمها بالألوان».
أما موري كوفمان، مالك مجموعة كوفمان الأستشارية المتخصصة بصناعة الفاكسات بولاية تكسون الأمريكية فهو يقول «إن هذه الصناعة لن تجاري
البريد الإلكتروني لأن سرعة بث الفاكس لن تزداد والناس لا يرغبون في إرسال فاكسات ملونة لأن الحبر مكلف».
على أية حال فإن الفاكسات ما تزال مستخدمة في المحاكم وشركات التأمين والمؤسسات المالية ولم يستغن عنها، وهنا يعلق كوفمان «إنك عندما تشتري
بيتا فأنت بحاجة إلى نسخ من وثائقك وليس رسائل عبر البريد الإلكتروني»، وهو يرى أيضا «إن أجهزة الفاكس سيكون حالها كما هو حال المذياع مع
التلفاز، فالتلفاز لم يقض على المذياع وأعتقد إن البريد الإلكتروني لن يقضي على الفاكس أيضا» وإن غدا لناظره قريب.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved