الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 27th April,2003 العدد : 18

الأحد 25 ,صفر 1424

أحدثت ردة فعل تلقائية
الثورة التقنية تقلب الموازين

إعداد: نورين جبريل
لا أحد يدري لماذا يتذمر البعض عند سماعهم كلمة تكنولوجيا أو الثورة التقنية! ولماذا يلامون على ذلك؟ فهذا نتاج تلقائي وطبيعي لعقود من العمل، بدءا من العصر البخاري والتقليدي انتهاء ببلوغ ثورة الانترنيت التي بدورها انتهت بتفشي ثورة دوت كوم، تخيل ردة الفعل عند سماعك لهذه البشرى: «خذ جميع ملفات الحاسب الآلي المعقدة، وأرفقها مع جميع تطبيقات هندسة البرامج التي جادت بها هندسة البرامج في العقود الماضية ثم قم بتوصيلها معا عن طريق نظام المراسلات الموحد عالميا عبر شبكة الانترنيت لتحصل على جميع ما تحتاجه». ستعتبر ذلك ضربا من ضروب الخيال، ولكن هذه الطفرة المثيرة للإعجاب بدأت تبشرنا بها الخدمات الشبكية.
عن طريق خدمات شبكة الانترنيت اصبح العالم بأسره يتحدث لغة موحدة تقريبا وأصبح بمقدور المرء إدارة جميع أعماله بغض النظر عن الفرق بين مواقعها الجغرافية في آن واحد، مع السماح لكل من يريد الاطلاع على ملايين البيانات عن طريق رمز دخول من بضعة أحرف أو أرقام، فعن طريق خدمات شبكة الانترنيت اصبح بالإمكان تصميم هندسة برمجية في مثل تشعب شبكة العنكبوت يسعها تقبل معلومات أينما كان مصدرها وفي أي وقت.
تقنية الادخار
هاهي شركة مايكروسوفت تعيد باستمرار تشكيل كامل استراتيجية هندسة برامجها لتناسب خدمات الانترنيت بدءا بمستوى خدمات دوت نيت انتهاء بأدوات برمجتها، فضلا عن شركتي صن (Sun) وآي بي أم (IBM) بانتهاجهما نفس المسلك، ودون مبالغة أصبح الباحث في عقول المجانين والمتطلع لخدمات الانترنيت يمتطيان نفس البساط السحري لما صارت إليه التقنية من أفكار لا تخطر ببال أحد، ولكن هذه الأعمال ليست أسلوبا جديدا لحصد المكاسب المادية، فخدمات الانترنيت توفر الوقت والمال معا، وإذا ظننت ولو للحظة أن هذه مجرد وسيلة احتيال جديدة يجب أن تعيد التفكير مرة ثانية.. وأخرى.
هندسة برمجية
نجد أن قصة«فويل ووتش» كلاسيكية برغم واقعيتها إن وضعنا لها عنوان «التقنية توفر الجهد والمال» وهي ليست خرافية بل أمر اقتضاه واقع شركة «فويل ووتش» التي تعمل في مجال تجميع أسعار الوقود يوميا وتعرضها على صفحات الانترنيت حتى يتسنى للسائق المتقشف سهولة اختيار ارخص أنواع الوقود ثمنا في جميع المحطات المنتشرة في البلدة، ويتم تجميع هذه المعلومات عن طريق فريق من السائقين اهتمامهم الأول والأخير هو السعر ثم يرسلونها إلى المركز الرئيسي، الفكرة الكبرى تكمن في أن أصحاب المحطات سيرسلون الأسعار بأنفسهم مما سيوفر ل«فويلووتش» حوالي مليون دولار سنويا وهي تكلفة إبقاء هؤلاء السائقين على الطرقات، فما على أصحاب المحطات سوى إرسال رسالة صغيرة عبر هواتفهم المحمولة يتم استلامها عبر هندسة برمجية ما برمز دخول معين، وتقوم هذه الهندسة بتخزين هذه الرسالة التي تتضمن المعلومة على قاعدة بيانات «فويل ووتش» بعد ان ترسل في المقابل رسالة شكر رقيقة لصاحب المحطة.
نتجاوب مثير
تبدو الخطة سهلة إلا أن أحد مديري «فويل ووتش» الإقليميين وهو «مات فورمان» يأمل في تقليص رغبته في عدد السائقين إلى النصف بعد الارتفاع السريع في العدد مع الحفاظ على مواكبة الأسعار على مدار الساعة حتى ولو ازداد عائد الإنتاجية بنسبة 2030%، إلا أن الرسالة لا تنتقل عبر الطرقات بسلاسة، أما «ايرني ليفتزيك» وهي من المؤسسين لهذه الشركة وقد ظلت تجوب الشوارع تجمع المعلومات لفترة طويلة مما اكسبها خبرة طويلة، وقالت في مطلع حديثها: «لم أتوقع أن تسعد محطات الوقود بذلك العمل فضلا عن التغيير الطفيف في الأسعار»، كما اعتقدت في بادئ الأمر ان محطات الوقود التي تقدم أسعارا عالية لن تستجيب لتزويد بياناتها للمنافسة إلا ان بعض أصحاب هذه المحطات استجابوا بصورة أدت الى الاندهاش رغم ان البعض الآخر لم يعر الامر اهتماما .
العقل و العمل
هذا ما يتعلق بخدمات الشبكات، فهي تتطلب تحولاً عقلياً سريعاً حسب متطلبات العمل في التواصل بين الشركاء، وإحدى مشاكلها الكبرى ليست مستويات التقنية المستخدمة وانما إقناع الناس بمشاركة الغير بياناتهم، وقد تعاظمت الضغوط حاليا لتفعيل هذه المشاركة وزيادتها، ونلاحظ الآن ان الاقسام الحكومية اصبحت تعمل على تنسيق مراسلاتها عبر مزودي الخدمات المختلفة، وفي «سيدني» جميع المؤسسات بمختلف أحجامها وانتماءاتها ومنسوبيها ومواقعها الجغرافية اثبتت ان الانترنيت هي ارخص واسرع وسائل الاتصال العملية، وكان الرابح الكبير من هذه التقنية هو «سوبوتا» الذي كان يتوجب عليه استغراق وقت طويل في تحديث البيانات على مواقع العملاء في صفحات الشبكة كمترجم للتقنية اضافة الى الواجبات الروتينية الأخرى التي تتطلب تواجده في مكانين في آن واحد، فضلا عن اجتماعات العمل المتواصلة، ولكنه اكد ان الجميع ليسوا سعداء بهذه التقنية الجديدة مشيرا الى بعض العملاء الذين مازالوا يفضلون الاسلوب القديم المتمثل في التحميل اليومي للبيانات كما يفضلون الحفاظ على البيانات على جهازهم المركزي تحوطا من أي خطأ قد يطرأ على الأنظمة، ويصف«سوبوتا» هؤلاء الأشخاص قائلا:«يريدون أن تتم أعمالهم وفقا للكتاب، وعند سماعهم كلمة تقنية جديدة يبدو عليهم التهكم وكأنه يتحدث عن تلميذ مدرسة عاص».
نتائج باهرة
هناك حشود كبيرة من أمثال«سوبوتا» يجوبون استراليا باجتهاد بحثا عن وسائل لاستخدام خدمات (XML) الشبكية، وفي هيئة الضرائب الاسترالية تجري البحوث لإيجاد طرق للقطاعات الحكومية للتحقق من أي ارقام ما على الانترنيت دون ارسال أي طلب روتيني، وبمصرف الكومنويلث الاسترالي ادرك مصممو الشفرات ان الخدمات الشبكية سهلت من سرعة التواصل بين المحور وموقع المصرف على الانترنيت، وفي مكتب الاحصاء الاسترالي بذل التقنيون قصارى جهدهم لربط 35 عاما من عمر أنظمة التقنية معا، والجميل في هذا العمل هو بساطة الأمر في امكانية الاستفادة من الخدمة الشبكية، وخاصة تلك التي وضعت من قبل شخص آخر، والى حد ما مازال هناك كثير من المحاولات التي لم تر النور بعد، وتكمن المشكلة حاليا في عدم اكتمال صورة الخدمة الشبكية بعد، فبالرغم من أمنها وسلامة توصيلها وجودة خدمتها مازال هناك الكثير الذي لم تفصح عنه بعد.
التزويد المتميز
هناك بعض المحللين الذين يؤكدون على أن المسألة الأمنية للأنظمة ومشاكلها ستتلاشى مع مرور الزمن ولكن المشكلة الأساسية هي أن كل مزود للخدمة يريد ان يميز نفسه بالمستوى ولذلك تم ايجاد خصائص لتعزيز المستويات و(SQL) يعتبر خير مثال، وبذلك تكون الفوائد دون حدود لأن تطابق المستوى في هذه الحالة سيكون مستحيلاً، ويتطلب الأمر من الناس استخدام الاسلوب الشبكي المناسب في العمل المناسب والتفريق بين الربط الشبكى الداخلي والخارجي.
ورغم كل الخلافات يتفق الجميع على أن الدفعة القوية التي قدمتها الخدمات الشبكية ساعدت كثيرا في التحول القوي في استخدام الانترنيت عن طريق التوزيع الكومبيوتري، والعجلة مازالت تدور، وربما لأول مرة تتفق الشركات البائعة الكبيرة بما فيها مايكروسوفت و(IBM) على بعض المستويات المفتوحة البسيطة، وفي اروقة شركات تقنية المعلومات العالمية هناك جنود من مصممي الشفرات وخبراء في العمل الشبكي يعملون بجهد لبلوغ مزيد من التقدم التقني، وهاهي مايكروسوفت تعيد هندسة كامل برامجها لتتواكب مع عمل الخدمات الشبكية المختلفة، وهاهي شركة صن ألد خصام ومنافسي مايكروسوفت تنفق الأموال الطائلة لبناء أميز الخدمات الشبكية، ولكن بإمكان أي احد التحقق من ذلك لأن أهميتها اصبحت امام الجميع.

طابعات الليزر تنتقل إلى القطاع المنزلي

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved