الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 28th September,2003 العدد : 40

الأحد 2 ,شعبان 1424

من أجل جراحة آمنة لعصر جديد
ثنائية القطب أسلوب حديث لتجنب المخاطر المحتملة

منذ ما يقارب قرن كامل استعان الجراحون بالأجهزة الكهربائية لإجراء جراحات عديدة متنوعة، وكانت تقنيتها تسير بشكل جيد ولم يكد يعتريها تغير واضح على الرغم من التقدم الجلي الذي ظهرت به التكنولوجيا الحديثة، ومع هذا يوجد عدد من الأخطار ملازمة لهذا النوع من الجراحة والذي قد ينتج عنه ضرر عارض غير مقصود.. وقد يتسبب أيضا في وفاة المريض وذلك أثناء إجراء جراحة روتينية تماما.
ولقد تعددت مشكلات ومخاطر هذا النوع من الدراسة ولقد كانت معروفة على الرغم من عدم الإعلان عنها، وعلى الجانب الآخر قد عرف نوع آخر من الجراحة أكثر أمانا. لذا ينبغي علينا أن نعرف أولا ما هي تلك المخاطر بالضبط ولماذا استمر حدوث الحروق والوفيات حتى الآن في الوقت الذي بات فيه الحل في متناول الأيدي.
ولكي نفهم إجابة هذا السؤال يجب علينا أن نفهم أولا الحد الأدنى عن كيفية عمل واستخدام هذا النوع من الجراحة.
الجراحة الكهربائية
تتيح الجراحة الكهربائية سهولة قطع الأنسجة وتجلط الدم وذلك بتمرير تيار كهربائي عالي التردد مرتفع الفولت خلال الأنسجة التي تجرى عليها الجراحة بواسطة آلة يدوية كالمشرط الكهربائي على سبيل المثال، ولكن تتعدد استخداماتها بشكل أوسع بالطبع.. فقوة الكثافة في نقطة التماس تولد حرارة موضعية وتبخر للأنسجة، فمن هنا يمكن استخدامها في العديد من الإجراءات بدءا من زراعة الأعضاء وحتى الاستئصال البسيط.
وتوجد طريقتان مختلفتان من طرق الجراحة الكهربائية ولكنهما تختلفان جوهريا وهما : الطريقة أحادية القطب وثنائية القطب.
الطريقة الأولى (أحادية القطب):
وتعتبر أشهر التقنيتين استخداما، وتقوم فكرة عملها على نقل الطاقة من قطب كهربائي يدوى مفرد، ثم يمرر التيار الكهربائي خلال جسم المريض إلى إلى قطب كهربائي عاكس وذلك على مسافة معينة من منطقة الجراحة، وهذا القطب الجراحي العاكس عادة ما يأخذ شكل شريحة تثبت كملف بجزء وافر اللحم من جسد المريض.
ويلاحظ أن هذه الطريقة ينتج عنها قطع وتجلط جيدان، ولكن مع الأسف على حساب مشكلات الأمان الجوهرية بالإضافة لكون القطب المفرد أو الشريحة غير ملائم بصفة عامة، أضف إلى ذلك تكلفته الباهظة.
المخاطر المحتملة
لكي يعمل القطب الجراحي الأحادي بأمان ولكي يتم تجنب الحروق الواردة والغير مقصودة بعيدا عن منطقة الجراحة، ينبغي أن يتشتت التيار الكهربائي المتولد في الآلة اليدوية، وهذا التشتت يجب أن يكون خارج جسم المريض، وأن تكون الكثافة في التيار الكهربائي منخفضة في القطب العاكس. إذا حدث ولم يكن القطب الكهربائي العاكس مثبتا جيدا يكون احتمال حدوث الحروق واردا بصورة كبيرة.
ولكي يتم تجنب ذلك تكون الآلات الجراحية الحديثة مزودة بإمكانية مراقبة الدوائر الكهربائية وذلك لمنع حدوث مثل هذه الأخطار.
ومن ضمن المخاطر أيضا خطر «تسرب التيارات الكهربائية» فلكي تتم الجراحة في أمان تام يفترض أن يتدفق التيار الكهربائي فقط بين الجزء اليدوي وبين القطب الكهربى العاكس، ومع هذا فإذا حدث تماس مباشر بين جسد المريض وبين أي جسم معدني مثل طاولة إجراء الجراحة نفسها، أو أي جهاز آخر داخل الجسم نفسه مثلا... فهنا تكمن خطورة حدوث تسرب كهربائي عن طريق هذا الجسم المعدني وهذا يتسبب بشكل خطير في حدوث حروق غير مرغوب فيها، وأكثرها خطورة الذي يكون داخليا وغير ملحوظ حتى تبدو إماراته وآثاره الجانبية السيئة.ونكرر قولنا بأن الآلات الحديثة حاولت الإحاطة بمثل هذه المشكلة عن طريق الأدوات الكاشفة ذات التكلفة العالية والتي تكون على درجة عالية من التعقيد.. وكل مشكلات الأمان هذه من الممكن تجنبها وذلك بأخذ أسلوب مختلف وهو ما يعرف بثنائية القطب.
الطريقة ثنائية القطب
هي الطريقة الثانية من طرق الجراحة الكهربائية. وفي هذه الطريقة يمر التيارالكهربائي من قطب مفرد لآخر على مقربة شديدة منه (كلاهما موجود في نفس الآلة اليدوية)، ويتم ذلك الإمرار الكهربائي فقط خلال منطقة النسيج التي تجرى فيها الجراحة ولا ينبغي إمراره خلال جسد المريض كله مثل الطريقة الأولى.
ويلاحظ عمليا أن هذه الطريقة تحذف كل الأخطار المرتبطة بأحادية القطب، ولكن على الرغم من ذلك فقد واجهت الطريقة ثنائية القطب عقبة كبيرة في سبيل انتشار استخدامها. فلقد ثبتت فاعليتها الكبيرة في القليل من الإجراءات الجراحية الغير متطلبة للفتح الجراحي التام. فإجراء قطع الأنسجة بالطريقة الجراحية ثنائية القطب دائما ما اعتبرت في مرتبة أدنى بكثير بالمقارنة مع الآلة الجراحية أحادية القطب، ولقد سلم الجراحون بأن الآلة الجراحية ثنائية القطب لن تستطيع أبدا إنجاز نفس الأداء الجراحي للآلة أحادية القطب. ومن هنا كان التقبل العالمي الأكبر للطريقة الأكثر في مخاطرها وهي الطريقة الأحادية. وبشكل يسوده التهكم والشك يمكننا أن نوحي بأنه لم يكن في خطة أصحاب الصناعات أن تثمر جراحة الآلات ثنائية القطب، وذلك استثمارهم للملايين في عروضهم للأقطاب الكهربية العاكسة.
ما هو الحل إذا؟
إذا كان هذا هو الوضع والأخذ بما هو غير آمن بسبب كفاءته في إجراء القطع مثلا مع المخاطرة بسلامة المريض وأحيانا بحياته حيث تكون المخاطر واردة الحدوث، وعدم الأخذ بما هو شديد الأمان بسبب عدم كفاءته في القطع الجراحي فما هو الحل؟
بسبب هذا التضاد والتعارض بين كفاءة الجراحة وسلامة المريض، اجتهد الجراحون في إيجاد حل جراحي ملائم ولذا صممت الآلات الجراحية ثنائية القطب بشكل جديد جعلها قادرة على إجراء كل التقنيات، فحتى يومنا هذا كانت السيادة الأكبر للآلات أحادية القطب ذات القوة الأعلى. وقد تم إنجاز ذلك بجمع المعلومات المفصلة عما يحدث بالضبط أثناء استخدام الجراحة الكهربائية، مستخدما في ذلك معدات جمع البيانات العالية التعقيد، ثم تصميم مجموعة مدمجة من الآلات والمعدات اليدوية. وكان الأداء مذهلا.. استخدمت الآلات الجديدة الآن بشكل يومي في المستشفيات العامة. وأقر أحد الجراحين العالميين وهو السيد «سيمون كأي» بقوله:
«أنا لن أستخدم شيئا آخر أبداً، إنها تعتني بكل احتياجاتي ولها عظيم القدرة على دمج القطع والتجلط في أقل مساحة من النسيج أو تكاد تكون لا شئ من النسيج قد حدث له تغير أو تلف ملحوظ وهذا بالطبع شئ رائع» وعما قريب سوف يلاحظ التأثير المادي لمثل هذا الاستخدام الجديد من الآلات حيث توفر مبالغ طائلة.
ولقد لوحظ ذلك في مستشفيات الأمم المتحدة حيث أدى عدم الاحتياج إلى الأقطاب العاكسة إلى توفير ما لا يقل عن 350 ألف دولار في المتوسط سنويا.
أما مشكلات الحروق الواردة الحدوث بسبب القطب العاكس فقد حذفت مخاطرها من الجراحة، والسبب في ذلك هو أن الآلات ثنائية القطب تحتاج فقط إلى نقل ربع الطاقة الكهربائية للمريض بالمقارنة مع الآلة أحادية القطب ومن ثم تقل المخاطر إلى درجة كبيرة تكاد تنعدم فيها.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved