الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 28th September,2003 العدد : 40

الأحد 2 ,شعبان 1424

هل سئمت من الكتابة؟
حاول التحدث إلى حاسبك!

* إعداد محمد الزواوي:
ربما لا يستطيع الكثيرون الاستغناء عن لوحة المفاتيح في الوقت الحالي، ولكن بعض الموظفين وجدوا بديلاً عملياً للكتابة بأصابعهم، فقط كل ما تحتاجه هوحاسب من طراز حديث مع برنامج خاص وميكروفون، وقد ظهرت برامج التعرف على الأصوات لأول مرة عمليا في عام 1995، ووعدت بكتابة الكلمات بصورة أسرع مما تستطيعه أصابع أي إنسان في العالم، ولكن كثيرا ما حدت بعض الأخطاء التقنية من جاذبيته، لذا كانت إجمالي مبيعات برامج التعرف على الأصوات فقط 5% من نسبة مبيعات البرامج الأشهر، مثل برامج الحماية ضد الفيروسات على سبيل المثال، طبقاً لمؤسسة NPD، وهي مؤسسة لأبحاث السوق من ولاية فيرجينيا الأمريكية.
وقد بدأت برامج التعرف على الأصوات في الانتعاش بصورة كبيرة بعد التحسينات التي كانت تطرأ عليها بصورة مستمرة وبعد أن ظهرت الأجيال الحديثة من الحاسبات، واستطاعت أن تنتج عدد كلمات يصل إلى ما بين 120 و160 كلمة في الدقيقة، وهي السرعة التي يتحدث بها معظم الناس، وقد أثبتت تلك السرعة أنها لا تقدر بثمن خاصة في بعض المجالات التجارية والعملية، فلم يعد بعض الأطباء على سبيل المثال يكتبون تقاريرهم الطبية بأصابعهم بعد الآن.
فعندما قام ديفيد هيمان من تامبا بولاية فلوريدا بالتحدث إلى حاسبه، ظهرت الكلمات سريعا على شاشته، ثم بعد ذلك قام بصياغة ملاحظاته وتحريرها، ثم أرسلها إلى الطبيب المختص في اليوم ذاته، وفي السابق كان يتحتم عليه هو وزملاؤه أن يستغرقوا أسبوعا كاملا قبل أن ينتهوا من كتابة تقاريرهم الطبية.
يقول د. هايمان: «لقد استوقفني الأطباء في الردهة وأخذوا يسألونني: كيف استطعت إنهاء تقريرك بهذه السرعة؟!» مضيفا أنه قد وفر مبلغا من المال يقدر بنحو1000 دولار شهريا، وهي التي كان يدفعها نظير كتابة تقاريره الطبية، ولكن للتكنولوجيا أيضا بعض الجوانب السلبية، وهي الدقة، ففي الوقت الذي يستطيع النظام كتابة معظم الكلمات التي تملى عليه بصورة سليمة، إلا أنه ربما ينتج بعض الكلمات الخاطئة في الهجاء، بالرغم من أنها أمليت عليه إملاء صحيحا، يقول بول كيسيل، المحامي الذي استخدم برنامج التعرف على الأصوات Naturally Speaking من شركة Scan Soft في مكتبه في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا: «إن برامج التعرف على الأصوات آخذة في التحسن، ولكن في الوقت الحالي لا تزال مخيبة للآمال»، ويضيف السيد كيسيل أنه في مؤسسته هناك ستة من المحامين يستخدمون ذلك البرنامج، في حين هناك ستة آخرون قد أحبطوا وعادوا ثانية إلى لوحة المفاتيح، وقد اكتشف كيسيل أنه بعد ثماني سنوات كاملة من الممارسة فإن نسبة الدقة لا تزال تصل إلى 90% فقط، مما يعني أنه إذا ما قام شخص ما بإملاء صفحتين تتكونان من مائتي كلمة، فسوف تكون هناك عشرون كلمة خطأ في كل صفحة.
وتشير آمي هول رئيسة مؤسسة هول بولاية بنسلفانيا: «إذا كنا نتحدث عن سرعة تصل إلى 100 كلمة في الدقيقة والحصول على نسبة دقة 90%، فلا يزال ذلك أفضل بكثير ممن يكتب بسرعة 20 كلمة في الدقيقة»، والسيدة هول لا تستخدم البرنامج لأنها بالفعل تكتب بأصابعها بسرعة 100 كلمة في الدقيقة، أما الشركات التي تبيع البرنامج فتزعم أن برامج التعرف على الأصوات تبلغ دقتها نسبة 99% مع وجود بعض الضوابط المعينة، ويشير كيسيل إلى أنه قد حصل على نتائج مشابهة عندما كان يقرأ من ورق مطبوع. وتنحصر عملية تصحيح الأخطاء بعد الإملاء في تحديد الكلمات الخاطئة ثم إعادة نطقها ثانية، وبذلك يستطيع النظام أن يتم «تدريبه» على الكلمات الصعبة أوغير الشائعة، أما الكلمات الطويلة مثلك كلمة idiosyncratic على سبيل المثال فهي أسهل في التعرف عليها من أي كلمة صغيرة أخرى مثل he أو it أو them على سبيل المثال، لذا فلا عجب أن نجد مهن الأطباء والمحامين أكثر الفئات استخداماً لتلك البرامج بكلماتهم الطويلة الصعبة، وعددهم في تزايد يوما بعد يوم، كما لاحظ روبرت ويدمان رئيس قسم التسويق بشركة Scan Soft بولاية ماساشوستس، والاستخدام التجاري العام أيضا في تزايد مع رغبة أصحاب العمل تلبية احتياجات موظفيهم مع تزايد الإصابات الطبية المزمنة الناتجة عن الاستخدام المستمر للوحة المفاتيح، وتستحوذ شركة Scan Soft على غالبية سوق برامج التعرف على الأصوات، بحزمة برنامجها Naturally Speaking، وقد تزايدت النسبة بعدما باعت أكثر منافسيها شركة IBM حق إعادة تسويق برنامجها Via Voiceللتعرف على الأصوات إلى شركة ScanSoft، ويتراوح سعر الحزمة ما بين 60 إلى 150 دولاراً (تتضمن حزمة برنامج أوفيس XP خدمات التعرف على الأصوات)، وهذه البرامج تعتبر معتمدة على «المتحدث الواحد»، بمعنى أنه يجب أن يتم «تدريبها» عن طريق مالكها بقراءته لقطع عن طريق ميكروفون.
أما أنظمة حجز تذاكر الطائرات وعمليات البيع المباشر فتعتمد على خدمات «تعدد المتحدث»، بمعنى أنها يمكن استخدامها عن طريق أي شخص، ولكن الأخيرة تعتمد على حاسبات أقل كفاءة تركز فقط على عدد محدود من الكلمات التي تتداول بصفة مستمرة مخزنة في ذاكرتها (فأنت على سبيل المثال لن تملي على حاسب حجز الطائرات خطاباً غرامياً!).
أما فيما يتعلق باستخدام الأنظمة، فإن أفضل النتائج تعتمد على وجود حاسبات سريعة، بدءاً من الحاسبات التي سرعتها 2 جيجا على الأقل، مع ميكروفونات وسماعات رقمية عن طريق مخارج USB، كما يقول بيل ميسيل رئيس مؤسسة TMA، وهي مؤسسة استشارية للصناعات الصوتية في كاليفورنيا. ويحث السيد ميزل زبائنه بأن يسمحوا لبرامج التعرف على الأصوات باختبار ملفاتهم المكتوبة على الحاسبات للتأكد من أن كلماتهم المفضلة مخزنة في قواميس تلك البرامج، ثم بعد ذلك يتم استخدام وتجريب تلك البرامج لمدة أسبوعين قبل أن يقرروا إذا كانت صالحة أم لا، وفي خلال ذلك الوقت سوف تعتاد تلك البرامج على عملية الإملاء كما ستعتاد على طريقة النطق.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved