الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 29th May,2005 العدد : 117

الأحد 21 ,ربيع الثاني 1426

فرنسا تضع الإنترنت في خدمة مكافحة الإرهاب
* إيزابيل لاسير
في مجال مكافحة الإرهاب، ظل الإعلام والاتصال إلى الآن أشبه بالأبوين الفقيرين في مواجهة الخطر الداهم، لكن على الرغم من ذلك تبدو فرنسا في المستوى بفضل مصالح الاستخبارات والنظام القضائي.
عكس الطريقة الأنجلوسكسونية التي تعتبر انتشار المعلومة أشبه بالمؤثر الخطير، يعتبر الاصطلاح اللاتيني أن التأثير الذي يثيره المسؤولون السياسيون يقوم أساساً على انتشار المعلومة، بالخصوص إذا تعلق الأمر بمسألة مرتبطة بالأمن.
هذه الحلقة المفقودة في مكافحة الإرهاب في فرنسا، التي سوف تحظى بموقع على الإنترنت يختص بقراءة العمليات الإرهابية، أطلقه (فرانسوا هايسبورغ) مدير مؤسسة البحث الإستراتيجي، بالتعاون مع وزارة الداخلية الفرنسية، سيكون بنك المعطيات هذا مستقلاً وبإمكان الجميع تصفحه لأنه سيكون متوفراً عبر الإنترنت في نهاية الشهر، ويشتمل على العمليات الإرهابية المرتكبة منذ عام 1966، عشية ظهور الإرهاب العصري الجديد، سواء الإرهاب الأسود (جماعات اليمين المتطرف الإيطالي)، أو الإرهاب الأحمر (العمليات المباشرة، الألوية الحمراء)، أو (الأخضر)، عندما مرت التنظيمات الفلسطينية إلى مرحلة العمل بعد حرب ستة أيام. في كلّ مرة، تتجدد البطاقات التقنية حول مختلف التيارات الإرهابية والعديد من المداخلات ستضع نصب أعينها التنظيمات غير المعلنة والتي تشكل بدورها خطراً محدقاً.
مكوّنات هذا الموقع ليست جديدة، بل قديمة، إنها تعتمد أولاً على الإثباتات العامة: (الآراء العامة بمثابة الهدف والرهان المباشر للإرهاب)، يقول هايسبورغ؟ يعطي التاريخ الحديث الحجة: (أثناء الحرب الباردة، بالخصوص أثناء أزمة الصواريخ الأوروبية، حتى وإن لم تتجاوز المعركة المجال السياسي والسيكولوجي، إلا أن الرأي العام كان في عمق هذا الصراع.
مسألة المعلومة طرحت بسرعة، أعطت المجال لميلاد أداة (الميزان العسكري) الذي نشرته المؤسسة الدولية للبحوث الإستراتيجية، التي صارت بسرعة ضرورية، ولكنها الأحداث التي أدت دور الصدمة الأولى، بالضبط أحداث 11 سبتمبر 2004، المرتكبة من قبل تنظيم القاعدة في مدريد، والتي أدت إلى خسارة خوزيه ماريا أزنار في الانتخابات، أخذت الحكومة الإسبانية لنفسها مبدأ الحذر كواقع بعينه.
أرادت الحكومة أن تتفادى ربط هذه المأساة بالجماعات الإسلامية المتطرفة كي لا تعود إلى الموضوع العراقي في قمة الحملة الانتخابية، وتجاهلت الحكومة الأدلة التي تقود إلى تنظيم القاعدة، بموازاة ذلك، حضرنا ظاهرة أشبه بعودة الصدى بين الحكومة ووسائل الإعلام، لو كانت ثمة معطيات مماثلة متواجدة في تلك الفترة، لكانت وسائل الإعلام الإسبانية أكثر حذراً، في إثارة الشك الحقيقي داخل الحكومة الإسبانية).
بنك المعلومات الخاص بمؤسسة البحوث الإستراتيجية سيسمح ب(بتفادي استغلال المعلومة لأسباب قصيرة المدى)، يقول هايسبورغ: (لقد تأسست أداة العمل (طويل المدى)، والحال أنها مطالبة بدعم مصداقية الحكومة الفرنسية في مجال مكافحة الإرهاب، لتتمتع بمصداقية في أوقات الأزمة، يجب أن تكون لديك مصداقية في الأوقات العادية) يتابع المدير.
ميزة أخرى: يشكل الموقع خطاً مشتركاً بين المعلومة السرية، الحساسة، وتلك التي ليست كذلك.
يقول هايسبورغ: (في حالات الأزمة توجد دائماً ضغوط بين الرأي العام، الذي يريد أن يعرف كل شيء بسرعة، وبين المسؤولين الذين يحاولون قول أقل الأشياء الممكنة، وأفضل طريقة لسد هذا الضغط هو فتح المجال للحوار من البداية، بحيث يكون تحت تصرف المسؤولين حقل من الاتصالات غير الخطيرة).
الأداة تسمح ب(تحديد استغلال المعلومة).. لماذا يتوجب على الحكومة الفرنسية أن تحدّ بشكل إرادي من هذه الإمكانيات التي تخص استغلال المعلومة؟.. (لأن ذلك يشكل قوة صد لمنع الانحدار الذي يؤدي إلى الانفلات. إنها الدروس التي استخلصناها من هجمات مدريد)، لأنها معتادة منذ السبعينيات على مواجهة الإرهاب ذي النمط القريب والشرق أوسطي، فإن فعالية فرنسا في مجال مكافحة الإرهاب معترف بها عالمياً.
وكما الدول الغربية الأخرى، كانت باريس ضحية الإرهاب، وتعترف اليوم أن النمط الإرهابي الجديد يتطلب أجوبة جديدة، الشفافية جزء من تلك الأجوبة، إنها حالة أشبه بالثورة المصغرة.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الامن الرقمي
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اخبار تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
الحكومة الالكترونية
معارض
برمجة
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved