Telecom & Digital World Magazine Sunday29/07/2007 G Issue 218
رؤى
الأحد 15 ,رجب 1428   العدد  218
 

(الهيبرتكست)... عصر الكلمة الإلكترونية
د. زيد بن محمد الرماني (*)

 

 

(الهيبرتكست) هو التعبير الوصفي لأحدث أشكال الكتابة الإلكترونية، وهو يشكل نصاً إلكترونياً يرتبط بنصوص أخرى عن طريق روابط داخل النص. والكلمة Hypertext يمكن ترجمتها حرفياً: النص الفائق، وهي ترجمة غير معبّرة عن صفات الهيبرتكست، ومن ثم أصبحت تكتب بالحروف العربية كما تنطق في لغتها الأصلية.

لقد كانت اللغة الشفهية أولى وسائل الاتصال الفعالة بين البشر، ومن ثم جاءت الكتابة والطباعة والكتابة الإلكترونية كتقنية اخترعها الإنسان في محاولة لتخزين الكلمة وضمان سهولة نقلها في المكان والاحتفاظ بها، ومن ثم استعادتها في أي وقت في الزمان.

إنَّ أفضل طريقة لوصف الهـيبرتكست هي العودة إلى النص المطبوع الذي يؤلفه الكاتب في ترتيب محدد، فيكون للنص بداية ووسط ونهاية.

أما الهيبرتكست الذي قدَّمه تيد نيلسون من هارفارد في بداية السبعينيات كنص إلكتروني للحاسوب فإنه يتمتع بخاصيتين: الأولى أنه يمكن قراءته على الشاشة بطريقة غير متتابعة؛ فهو نص يتفرع ويرتبط بنصوص إلكترونية مرتبطة بدورها بنصوص أخرى وهكذا، فالهيبرتكست يشكل في الحقيقة نصاً كبيراً يمكن للقارئ أن يقرأه من أيّ مكان، والقارئ في هذه الحالة هو الذي يحدِّد التكوين النهائي للنص الذي يقرؤه في وقت معين. والخاصية الثانية للهيبرتكست هي إمكان ربطه بملفات الصوت والصورة والأفلام المتحركة؛ مما جعل البعض يفضل في هذه الحالة تسميته هيبرميديا بدلاً من هيبرتكست.

ويذكر بيل جيتس في كتابه (الطريق إلى الأمام) سبب التحول إلى الكتاب الإلكتروني، من حيث مقارنة التكلفة الاقتصادية لنشر الكتاب المطبوع بتكلفة الكتاب الإلكتروني؛ فالطباعة تحتاج إلى صناعة الورق بتكلفتها الباهظة، ليس فقط المادية وإنما البيئية.

ختاماً أقول: إن لُبَّ القضية هو أننا نتحول تحولاً جذرياً من المطبعة إلى الشاشة، إلا أننا نتمسك بالكتاب باعتباره المصدر الوحيد للمعرفة.

(*) المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية zrommany3@gmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة