Telecom & Digital World Magazine Sunday29/07/2007 G Issue 218
رؤى
الأحد 15 ,رجب 1428   العدد  218
 

الصحافة الإلكترونية.. الوسيلة الأمثل للصفوة
محمد خلوف (*)

 

 

إثر تعليق مقتضب على تقرير تناول الصحافة الالكترونية عبر موقع (إيلاف) الالكتروني، وجَّه لي اثنان من الباحثين العرب الدعوة للكتابة بشكل أكثر تحديداً عن موضوع الصحافة الفورية أو الإلكترونية، وأردت من خلال كلماتٍ تناول موضوع لم يلق حقه كما يستحق، ألا وهو الصحافة الإلكترونية وعلاقتها بالصفوة.

ولا أبالغ إن قلت إن الصحافة الفورية هي صحافة الصفوة، مع العلم أن العلاقة بين هذا النوع من الصحافة وبين النخبة أو الصفوة هي علاقة تبادل منافع، فالصحافة الفورية تعتمد على الصفوة كمصدر أساسي للمعلومات، وكعامل مهم في صنع القرار، كما أن الصفوة بحاجة إلى وسائل الإعلام للتواصل مع جمهورها المستهدف، ولحثهم على دعم الخطط والاستراتيجيات المنوي تنفيذها في المجتمع، وغير ذلك.

وتمتاز الصفوة بأنها من أكثر الفئات استخداماً وتعرضاً لوسائل الإعلام، وبقدرتها على التواصل مع المصادر المتعددة للمعلومات، فدخول الإنترنت ساهم في زيادة الثورة المعلوماتية، ومنح الجمهور فرصة أكبر لمعرفة ما يجري، من مصادر متنوعة، وخصوصاً في زمن الصحافة الالكترونية، واستخدام الوسائط المتعددة.

وثبت أن ثقة الجمهور بالصفوة تتعزز كلما توافر لديهم معلومات عن الأحداث الجارية، وتطوراتها وتداعياتها؛ الأمر الذي يجعل هذه الفئة الأكثر اعتماداً على وسائل الإعلام، والأكثر احتياجاً للمعلومات؛ لأنهم كلما كانوا على دراية ومعرفة بمجريات الأحداث ويمتلكون القدرة الجيدة على التنبؤ بالأحداث المستقبلية، زادت الثقة بهم، وهذا لا يتوافر إلا عندما تتاح وتتوافر لهم فرص الاطلاع على ممكنات الوسائط الإعلامية المتنوعة.

وبلا شك أن العلاقة بين الصفوة ووسائل الإعلام علاقة متداخلة، فكل طرف منهما بحاجة إلى الآخر، إلا أن أهمية وسائل الإعلام قد تضاعفت خلال السنوات الأخيرة في ظل (السماوات المفتوحة)، وقدرتها الفائقة على الوصول للمعلومات.

وقد منحت الصحافة الإلكترونية فرصة جيدة للصفوة لمتابعة الأحداث فور وقوعها، لما تتمتع به من سمات مميزة عن بقية وسائل الإعلام التقليدية، وخصوصاً بما يتعلق بالتحديث المتواصل، والسرعة وهامش المساحة المتاحة، والتفاعلية والحرية الأوسع في التعبير.

وقد كانت المقدمة السابقة ضرورية لإظهار بعض مميزات الصحافة الفورية، وطبيعة العلاقة مع الصفوة، بالاعتماد على التجربة الشخصية، وما تناولته بعض الأبحاث المتخصصة، ولكن حتى أبرهن على كلامي بأن الصحافة الالكترونية هي وسيلة الصفوة، أردت التدليل على ذلك من خلال دراسة متخصصة محكمة نفذتها ما بين سبتمبر وديسمبر من عام 2006، وعلى إثرها حصلت على شهادة الماجستير بتقدير ممتاز.

فقد أظهرت الدراسة الميدانية هذه التي بعنوان (استخدامات الصفوة الفلسطينية للصحافة الإلكترونية لمتابعة الأحداث الجارية والإشباعات المتحققة منها)، التي تعتبر الدراسة الأولى التي تناولت موضوع الصفوة والصحافة الالكترونية، أن ما نسبتهم 77.7% من أفراد مجتمع الدراسة البالغ عددهم 150 من (الصفوة السياسية والأكاديمية والإعلامية والثقافية) الفلسطينية، ممن يستخدمون الانترنت، يستخدمون الصحافة الالكترونية دائما، وما نسبتهم 20.5% من أفراد العينة يستخدمون هذا النوع من الصحافة أحيانا، فيما كانت نسبة غير المتابعين للصحافة الالكترونية 1.8% فقط.

وتبين من نتيجة الدراسة أن ما نسبتهم (61%) من مستخدمي الصحافة الالكترونية يفضلون هذا النوع من الصحافة عن الصحافة الورقية، لاعتبارات عدة تمثلت في اهتمامها بالتحديث المستمر والسبق الصحفي، وإعطاء المتلقي فرصة للتعليق والرد على المادة، وغيرها، بينما اعتبر ما نسبتهم (29%) أن الصحافة الورقية هي الأفضل، في حين أوضح ما نسبتهم (10%) منهم أن كلا من الصحافة الورقية والالكترونية تمتاز بنفس القدر من الأهمية، ولذلك لا يمكن المفاضلة بينهما.

وأظهرت نتائج الدراسة أن إشباع زيادة المعرفة بتطور الأحداث الإقليمية والعربية تصدر الإشباعات الناجمة عن استخدام أفراد العينة للصحافة الالكترونية، ثم تلاها إشباعا تنمية خلفية المعلومات عن الأحداث العالمية، وزيادة القدرة على التحليل، فيما جاء إشباع تنمية خلفية المعلومات عن الأحداث المحلية بالترتيب الثالث، وإشباع زيادة المعرفة بأحداث العالم ككل، والوصول إلى كم هائل من المعلومات بأقصى سرعة بالترتيب الرابع، وإشباع مراقبة البيئة الداخلية بالترتيب الخامس، وإشباع تعزيز القدرة على إدارة النقاش مع الآخرين بالترتيب السادس، وإشباع قضاء وقت الفراغ بالترتيب السابع، وإشباع التسلية والاسترخاء بالترتيب الثامن وقبل الأخير، وجاء بالترتيب الأخير إشباع التخلص من التوتر.

أما فيما يتعلق بثقة أفراد الصفوة بوسائل الإعلام التقليدية والحديثة، فقد جاءت القنوات الفضائية العربية في مقدمة وسائل الإعلام من حيث الثقة المرتفعة، ثم جاءت الصحافة الالكترونية الدولية بالترتيب الثاني، ثم الصحف الالكترونية الفلسطينية بالترتيب الثالث، ثم الصحف الالكترونية العربية بالترتيب الرابع، ثم القنوات الفضائية الأجنبية بالترتيب الخامس، وهكذا إلى أن جاءت إذاعة (صوت إسرائيل) بالترتيب الأخير، والتلفزيون الفلسطيني الرسمي بالترتيب ما قبل الأخير، وإذاعة (صوت فلسطين) بالترتيب الثاني ما قبل الأخير.

أما فيما يتعلق بالصحافة الالكترونية ووسائل الإعلام التقليدية، فقد حصلت الصحف الإلكترونية بشكل عام على ترتيب متقدم من حيث الثقة، مقارنة مع الصحف الورقية، حيث جاءت الصحف الإلكترونية الدولية بالترتيب الثاني، والصحف الإلكترونية الفلسطينية بالترتيب الثالث، والصحف الإلكترونية العربية الرابع، فيما جاءت الصحف الورقية الفلسطينية بالترتيب السابع، والصحف الورقية العربية بالترتيب التاسع.

وجاءت القنوات الفضائية العربية والصحف الإلكترونية على اختلاف (هويتها) في الترتيب من (1-5) من حيث الثقة، بينما جاءت بقية وسائل الإعلام التقليدية الأخرى من (6-12).

فمجمل نتائج الدراسة أثبتت أن ما تتمتع به الصحافة الفورية من مميزات جعلها الوسيلة الإعلامية المفضلة لدى أفراد الصفوة، إضافة إلى وسيلة القنوات الفضائية لما تتمتع به هذه الوسائل من مستوى غير مسبوق من التفاعل والمشاركة، بحيث يبدأ ذلك بمجرد البحث في مجموعة من النصوص والاختيار فيما بينها، وينتهي بإمكان توجيه الأسئلة الفورية والمباشرة للصحفي، أو مصدر المعلومة، أو التدخل في صناعة خبر أو معلومة جديدة أثناء القراءة وتصفح الموقع، وإبداء الملاحظات والمشاركة في الحوارات، كما تتسم بالسرعة، حيث إنها تصدر في الوقت الحقيقي لتحريرها، وتعطي القارئ الفرصة لقراءتها في أي وقت أراد، وتمتاز بمتابعتها للأحداث الجارية أولا بأول، فبعد إضافة خدمة التحديث، بات بإمكان المتلقي معرفة الأحداث وقت وقوعها، بالإضافة إلى متابعة تفاصيلها على مدار الـ24ساعة.

(*) طالب دكتوراه - صحافة إلكترونية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة