الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 30th March,2003 العدد : 14

الأحد 27 ,محرم 1424

تقنية المعلومات في المملكة .. قصة لم تكتمل أركانها
عود تاريخ إدخال الحاسب وتكنولوجيا المعلومات في المملكة الى بداية الستينيات الميلادية عندما وصل فريق من شركة IBM لتركيب أول نظام حاسب لادارة الخدمات في شركة الزيت العربية الأمريكية واعتمد النظام في ذلك الوقت على عتاد Hardware وبرامج Software صممت بواسطة القطاع الصناعي في بعض الدول الغربية. وخلال الثلاثين سنة الماضية شهدت المملكة نمواً مطرداً لاستيراد واستخدام التقنية في عدد من المجالات واصبح الحاسب حجر الأساس في عدد من البرامج في القطاعين العام والخاص وأصبحت المملكة تستخدم الحاسب في عدد كبير من القطاعات وبخاصة في القطاع البترولي والجهات العسكرية.
وقد بنيت سياسة تقنية المعلومات على فرضية قدرة الحاسب في زيادة الانتاج والمساهمة في رفع كفاءة العاملين فسعت الدولة الى تشجيع جميع الادارات الحكومية الى تبني سياسة ادخال واستخدام التقنية وقدمت عدداً من التسهيلات والحوافز لتشجيع الجهات الحكومية وموظفيها على الاستخدام الأمثل للتقنية وبذلك تسابقت عدد من الجهات لادخال الحاسب بدون تخطيط سليم ومعرفة كافية لما يمكن ان يقوم به ويؤديه الحاسب ولذلك ولأسباب مختلفة فشلت عدد من الجهات في استخدام الحاسب أحيانا لأسباب فنية Technical وأحيانا أكثر لأسباب تنظيمية وبشرية.
وفي ظل تلك المحاولات المتعددة تغيرت أماكن العمل نتيجة لادخال الحاسب بطريقة مختلفة. ونتيجة لهذه المحاولات تسابقت معظم شركات الحاسب المعروفة بالفوز ببعض المشاريع في عدد من الجهات الحكومية وأصبحت المملكة سوقاً كبيراً لمنتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT. ولكي تضمن الجهات الحكومية والخاصة وشركات الحاسب النجاح لهذه المشاريع سعت الى ما يلي:
1 محاولة تبني التقنية بما يتناسب مع البيئة السعودية.
2 محاولة بناء شبكة معلومات على مستوى الدولة.
3 تطوير مهارات وقدرات الشباب السعودي في مجال التقنية.
لقد كان وما زال هناك طموح كبير في ان تساهم تقنية المعلومات الى زيادة الدخل القومي وتطوير كفاءة العاملين وتقليل التكلفة وكان متوقعاً ان يزيد النمو والطلب على تلك التقنية في جميع المجالات فسعت الجامعات الى استخدام الحاسب في عمليات التسجيل والقبول والمكتبات والتعليم عن بعد الى حد ما.
أما في البنوك والقطاع الخاص فكانا من أكثر القطاعات التي حاولت ان تستفيد من هذه التقنية وقامت البنوك بانشاء شبكات التحويل ATM وتحويل الخدمات داخليا وخارجيا. وفي المجالات الادارية واجه الحاسب عدداً من المشاكل والمعارضة نتيجة لخوف بعض المديرين من ضياع سلطاتهم وسيطرتهم على الأمر في بداية الوضع وكان هناك محاولة من عدد من الجهات الحكومية لوضع سياسة واضحة لتكنولوجيا المعلومات لاستخدام التقنية بطريقة فاعلة ولكن بكل أسف كانت محاولات فردية بدون أي تنسيق أو تعاون بين الجهات ذات العلاقة.
أما في المجال الصحي فقد كان من أقل المجالات التي سعت الى الاستفادة من هذه التقنية رغم بعض المحاولات والحالات الاستثنائية من بعض المستشفيات لاتمام العمليات الادارية في بعض الأقسام كالقبول والمواعيد والعيادات الخارجية. وعموماً لم تكن قصة ادخال تقنية المعلومات مسيرة حافلة بالنجاح فقد قابلت عدداً من المشاكل من أهمها:
1 عدم المعرفة والخبرة الجيدة في استخدام التقنية.
2 المعارضة والخوف من استخدام الجديد.
3 الجهل وسوء استخدام التقنية.
4 قلة التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية.
5 قلة التدريب والعجز وعدم توفير الكوادر المتخصصة والاعتماد الكامل على العمالة الوافدة.
6 مشاكل أخرى ذات علاقة بثقافة المجتمع وعاداته.
وخلاصة الأمر حتى الآن ما زالت كثير من الجهات تعاني من عدة مشاكل منذ سنوات عدة ولم تكن قصة ادخال التقنية في القطاع الحكومي قصة ناجحة ولم تحقق إلا جزءاً يسيراً مما كان مخططاً له.
في العدد القادم سوف نناقش استخدام الحاسب ومعوقاته في مجال الرعاية الصحية.


د. صالح بن غرم الله الزهراني
DR_saleh@hotmail.com

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
ساحة الحوار
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved