الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 30th May,2004 العدد : 71

الأحد 11 ,ربيع الثاني 1425

الحدود والشروط لإعلام الطفل من رؤية إسلامية

هناك مجموعة من الحقائق التي أثبتتها الدراسات حول الإعلام الخاص بالطفل، وكذلك الرؤية الإسلامية لهذا الإعلام، وهي كما يلي:
1 القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان لصياغة رؤية إسلامية لإعلام الطفل، وهي رؤية واضحة المعالم تلبي فطرة الإنسان، وترتقي بوجدانه، وتنمي ملكاته الإبداعية، وترفض الاستبداد الذي تقوم عليه النظم الاستبدادية، كما ترفض الانفلات الذي تقوم عليه النظم العلمانية.
2 إذا كانت الفلسفة الإسلامية في إعلام الطفل تستند إلى قواعد ثابتة في العقيدة لا يجوز التغيير والتبديل فيها مهما تغيرت الأزمنة وتغيرت الأمكنة، ولكنها فلسفة متحركة غير جامدة، تقبل التطور والتجديد بما يتلاءم مع مقتضيات العصر واحتياجات الأطفال، ومتطلبات الحياة، وحسبما تمليه الحوادث وترسمه الأيام. وهذه الفلسفة لا تتوقف عند بيئة معينة أو زمان معين، ولكنها تتسع لتخاطب الناس في كل زمان ومكان، انطلاقاً من صلاحية هذه الرسالة لكل الأزمنة، وكل الأمكنة وكل الظروف والمتغيرات.
3 تؤكد الفلسفة الإسلامية على ضرورة الالتزام الأخلاقي بالضوابط التي حددتها الشريعة الإسلامية في إعلام الطفل، ويأتي في مقدمتها: الصدق مع النفس ومع الغير، فلا اجتهاد بغير معرفة، ولا فتوى بغير علم، ولا غيبة أو نميمة ولا عدوان على الآخرين أو حجر على حرياتهم، كما تؤكد على الابتعاد عن قذف المحصنات، واتهام للناس بالباطل، وعدم النشر بغير تمحيص وتدقيق، كما ترفض هذه الفلسفة كل أساليب النفاق، والمجاملة الممقوتة والبغيضة للكبار أو الصغار، والمبالغة في القول، أو التجاوز للحقيقة، أو إخفاءها أو التغاضي عنها، باستثناء الظروف التي تمر بها الأوطان في أوقات الحروب والأزمات، حفاظاً على الروح المعنوية، ودرءاً للحرب النفسية المعادية، حتى ينشأ الأطفال وقد أصبحت الأخلاقيات الإسلامية جزءاً من تكوينهم الفكري والنفسي.
4 إذا كان القرآن الكريم يؤكد على ضرورة الالتزام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق وبالصبر، فإن وسائل الإعلام المعنية بقضايا الطفولة تتحمل مسئولية غرس هذه المعاني في عقول الأطفال ونفوسهم حتى يشبوا عليها.
5 تكفل الشريعة الإسلامية لوسائل الإعلام الحرية الكاملة في تناول قضايا الأطفال ومعالجة مشكلاتهم انطلاقاً من كفالة حرية التفكير والتعبير، وحرية الرأي والاعتقاد؛ شريطة عدم المساس بالثوابت وأركان الإسلام الرئيسية التي يجب التسليم بما جاءت به من معطيات.
6 إنه في الوقت الذي يقيم فيه الإسلام منهجه على كفالة حرية الرأي، كفالة في سبيلها وحدها أُحِلَّ القتال، ودفاعاً عنها أُبِيْحَ دفع المعتدي، حتى لا يفتن أحد في دينه، ولا يظلم أحد بسبب اجتهاده، إلا أن هذا المنهج ينظِّم هذه الحرية وفق قواعد معينة تقوم على ما يلي:
أ عدم الخوض في الثوابت من أصول العقيدة التي أنزلها الحق تبارك وتعالى لعباده، كالشهادتين وأركان الدين الخمسة. .
ب عدم الاجتهاد في المعلوم من أصول الدين، وما أجمع عليه العلماء الثقات.
7 أن مخاطبة الأطفال يجب أن تتم بأسلوب عذب، وعبارات سلسة، وكلمات رقيقة لأن المنهج الإسلامي في إعلام الطفل يستبعد العنف والإكراه، ويؤكد على الكلمة الرقيقة الطيبة، والمعالجة الهادئة الموضوعية، ويشجع على الحوار والجدل الهادئ المفيد.
8 كشفت الدراسة عن أن أجهزة الإعلام المتخصصة^في قضايا الطفولة تفتقر إلى استراتيجية علمية إعلامية جادة، تحقق الحد الأدنى من التنسيق بين وسائل الإعلام، ووسائل التعليم، والتثقيف والتنشئة الاجتماعية، بعد أن تبيَّن أن الجهود التي تبذلها المؤسسات الدينية والمؤسسات الثقافية والتعليمية كثيراً ما يتم إجهاضها بفعل قنوات الاتصال التي تتمتع بالجاذبية وقوة التأثير مثل برامج التليفزيون التي تستطيع أن تقوم بعملية مسح للأفكار أو تشويه لها أو إحلال أفكار أخرى محلها في أذهان أطفال المسلمين. وقد تتنافى هذه البرامج مع القيم الإسلامية والأصول الفكرية لهذه الأمة. ويرجع ذلك أساساً إلى غياب التخطيط والتنسيق والتعاون بين مختلف الوسائل المعنية بشئون الطفولة.
9 تكشف الدراسة عن أهمية التعاون بين أجهزة الإعلام والقيادات الفكرية الملتزمة في المجتمع عن طريق إقامة جسور من العلاقات مع هذه القيادات والعمل على سد الفجوة بينها وبين أجهزة الإعلام.
10 نظراً لخطورة البث المباشر الذي تحمله القنوات الفضائية على المرجعية الإسلامية التي تحكم نشاط الأطفال وأنماط حياتهم، فإنه يصبح من الأهمية بمكان تدارك هذا الخطر الذي تصعب الحيلولة دون وصوله إلى أبنائنا بحكم التقدم التكنولوجي الكبير الذي أحدثته هذه التقنية، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تمت تقوية أجهزة الإعلام في البلاد الإسلامية، وإعادة النظر في برامج عملها، وتزويدها بالكوادر المتخصصة في قضايا الطفولة، لتستطيع أن تغنى الطفل المسلم عن اللجوء لهذه القنوات التي قد تخلط له السم بالعسل.
11 يأتي الحفاظ على اللغة العربية، وتقويم اللسان العربي، وتصحيح الأخطاء التي ترتكب في حق العربية، وحماية الأطفال من الانحراف بها في مقدمة الواجبات التي يجب أن تلتزم بها أجهزة الإعلام.
12 يأتي تحصين أطفال المسلمين بحقائق الدين الإسلامي من أخطار الجهل به وحفزهم على أداء العبادات الإسلامية بصورة صحيحة، والعمل على إيجاد روح التعاون والمحبة والألفة بينهم، وتعديل سلوكهم ليتلاءم مع جوهر هذا الدين في مقدمة المسئوليات التي يجب أن تضطلع بها وسائل الإعلام في العالم الإسلامي بهدف القضاء على الأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي تسود بينهم.
13 إنه من الأهمية بمكان استثمار القنوات الفضائية ومعطيات التكنولوجيا المعاصرة وثورة المعلومات لتحقيق أوسع انتشار للدعوة الإسلامية بين أطفال العالم.
وبعد، وفي ضوء هذه الدراسة فإننا نستطيع أن نؤكد أن النظرة المستقبلية لإعلام الطفل تحتاج إلى جهد مخلص منظم، وتخطيط علمي، وعمل دؤوب، وصدق مع النفس، وتنسيق للجهود، وتوظيف للإمكانات المتاحة لتحقيق الغايات المستهدفة من وراء هذا العمل.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اطفال كوم
نساء كوم
الابداع العلمي
دكتور .كوم
الحكومة الالكترونية
قواعد البيانات
معارض
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved