الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 30th May,2004 العدد : 71

الأحد 11 ,ربيع الثاني 1425

الأبحاث التكنولوجية تعد بثورة رقمية جديدة
كومبيوتر في كل زمان ومكان

من يتابعْ أبحاث الكومبيوتر الجارية في الجامعات ومختبرات اضخم شركات الكومبيوتر في العالم تُصبْه قشعريرة من تصوّر الحياة البشرية بعد 50 أو 100 سنة. لأن ما تحضّره أو تبحث فيه الجامعات والمختبرات يؤكد على نحو متزايد أن جهاز الكومبيوتر الذي نستخدمه اليوم في طريقه نحو مزيد من التصغير وصولا إلى حجم أصغر من حبة دواء. وهذا يعني أن الكومبيوتر سيتمكن من دخول أماكن اصغر واصغر وصولا ربما إلى أجسادنا وأعضائنا الداخلية. وهذا ليس مستغربا لأن الكومبيوترات الأولى مثل Mark الذي صُنع في بداية القرن الماضي كانت بحجم شاحنة كبيرة، أما اليوم فلا يتخطى حجم بعض الكومبيوترات دفترا أو كتابا صغيرا. ومن ابرز التقنيات المستخدمة في تصغير حجم القطع المكوّنة للكومبيوتر واستخداماتها إلى جانب (تكنولوجيا النانو) Nano ما بات يُعرف اليوم ب(الحوسبة الكلية الوجود) Omnipresent.
و(الحوسبة الكلّية الوجود) هي القدرة على استخدام الكومبيوتر في أي مكان وزمان، فكلما اصبح الكومبيوتر اصغر اختفى من أمام أعيننا وأمكن وضعه في اصغر الأماكن. وفي كل سنة يتم إنتاج نحو 5 مليارات و300 مليون قطعة كومبيوتر (عقل إلكتروني صغير).
ومن أصل هذا العدد ثمة 130 مليونا يتم استخدامها في الكومبيوترات، أما باقي العدد وهو خمسة مليارات و170 مليونا فيتم استخدامها في أماكن مخفية عن أعيننا. وما يتم تركيبه في الكومبيوترات يكون من الأسرع لكن أكبر بقليل من (العقول الالكترونية) تُستخدَم في بطاقات المصارف والأدوية والساعات والمجسات وغيرها.. وتساهم هذه الكومبيوترات في أدق حيثيات حياتنا اليومية فتراقب وتحلل وتسهم في الأمن وتساعد في الاتصالات الهاتفية والتكييف والإضاءة وسواها.
وقد استخدم تعبير الحوسبة (الكلية الوجود) أولا عام 1984 في جامعة طوكيو ضمن مشروع أكاديمي أُطلق عليه اسم TRON، وفي عام 1991 استخدم المصطلح الدكتور مارك ويزر الباحث في شؤون الكومبيوتر ضمن بحثه (كومبيوترات القرن الـ21). ثم تحدثت مجلة Scientific American عن هذا المصطلح في أيلول 1991.
كيف وصلنا إلى هنا؟
قبل أقل من سنتين بدأت شركات صناعة القطع الإلكترونية بالتحدّث عن الإعداد لصناعة معالجات Processors تعتمد على ترانزيستورات ثلاثية الأبعاد بدل أن تكون في بُعدين أي مسطحة. وهذا التغيير في تصميم الترانزيستور وصنعه يستهدف رفع قدراته في العمل وزيادة كفايته في استهلاك الكهرباء بمقدار الضعفين عبر إضافة بوابتين جديدتين لتمرير التيار الكهربائي على الترانزيستور على الوجهين الإضافيين بدلا من بوابة واحدة كما هي الحال الآن.
ويعتقد الخبراء أن هذه الخطوة تمهّد الطريق نحو إحداث طفرة كبرى في سرعة المعالجات الدقيقة التي تعمل اعتمادا عليها أجهزة الكومبيوتر والعديد من الأجهزة الأخرى مثل الهواتف الثابتة والنقالة والمساعدات الرقمية (PDAs) وكل الأجهزة التي تعمل اعتمادا على التيار الكهربائي.
وبالفعل أعلنت شركة إنتل Intel عام 2002 أنها أنتجت نماذج ترانزيستور مزوّدة بثلاث بوابات لمرور التيار الكهربائي.
وهذا يعني زيادة سرعة الكومبيوتر ثلاث مرات وتصغير حجمه نحو ثلاث مرات وزيادة حظوظه في الدخول إلى أجهزة كهربائية جديدة ثلاث مرات! ويؤدي هذا الاكتشاف أيضا إلى زيادة كفاية الكومبيوتر في العمل لأنه يصبح في مكانة تكنولوجية مختلفة جدا عن التي كان موجودا فيها.
ماذا يعني ذلك لحياتنا؟
نحن نحتاج إلى المزيد من التقدم، وفي كل مرحلة نجد أننا كبشر نطمع بالمزيد، فبعد اختراع العربة التي تجرّها الأحصنة اكتشفنا السيارة التي تعمل بالمحرك البخاري ثم المحرك الذي يعمل على الوقود ثم السيارة التي تعمل بالكهرباء، وفي مجال الطب كما في التغذية أوالأدوية وغيرها، البشر يطمحون إلى المزيد من الأمن والراحة والسيطرة على حياتهم. ويعدنا الاكتشاف الجديد ومفهوم (الحوسبة الكلية الوجود) بكل هذه المزايا. فالكومبيوتر الصغير جدا بحجم حبة الدواء سيمكّن الأطباء من استكشاف الجسد البشري بطريقة مختلفة جدا عن التي اعتادوا عليها لأنه سيدخل جسدنا كمركبة فضائية صغيرة تجول في أعماق الجسد البشري وتدخل القلب والشرايين والأوردة وصولا إلى أماكن لم ترها عين من قبل. والكومبيوتر الصغير سيدخل طعامنا ليدرسه في شكل افضل ويحدد مكامن ضعفه وقوّته.كذلك ستتمكّن آلاف الكومبيوترات الصغيرة القادرة على الطيران من استكشاف مزيد من فضائنا وبحارنا وربما ستُستخدم في حروبنا وخروجنا إلى الفضاء.
الخطر
تحدثنا عن بعض النواحي الإيجابية ل(الحوسبة الكلية الوجود) لكن تبقى عشرات النواحي السلبية لها، وخصوصا في مجال إبدال البشر برجال آليين وفرض مزيد من الرقابة على حياتنا. فالكومبيوترات الصغيرة تعني أن العلماء سيحصلون على أدوات مساعدة إضافية لتصميم الروبوت. وستحصل أجهزة الاستخبارات على وسائل جديدة لمراقبة الناس بأساليب خفية تماما. ومع هذه الجوانب السلبية ستنفتح أمامنا أبواب عديدة موصدة على المستويات العلمية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اطفال كوم
نساء كوم
الابداع العلمي
دكتور .كوم
الحكومة الالكترونية
قواعد البيانات
معارض
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved