الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 3rd January,2006 العدد : 156

الثلاثاء 3 ,ذو الحجة 1426

لماذا لا يشار إلى العقوبة؟!
تنشر الصحف من حين لآخر أخباراً مهمة عن إلقاء الشرطة القبض على بعض المجرمين وذوي السوابق ممن لا علاقة لهم بالإرهابيين..
وهو جهد تشكر عليه الشرطة، ويُظهر لمن يقرأ مثل هذه الأخبار الوجه المشرق لرجال الأمن وحرصهم على ترسيخ القيم الأخلاقية في مجتمعنا وبين أفرادنا..
ومثل هذه الأخبار من المهم أن يتواصل نشرها، وأن يُعْتنى بها عند النشر لكي يكون المواطن والمقيم على علم يقين بأن هناك عيوناً ساهرة على أمنه.
***
فمن دون نشر مثل هذه الأخبار ومخاطبة الناس بما يحدث، ستكون ظاهرة الإشاعات هي سيدة الموقف..
ما يعني أن المعلومة الصحيحة سوف تختفي، وأن الحقائق المطلوب إظهارها للناس لن يكون لها حضور..
والمعالجة لكل هذا القصور بنظرنا أن تستمر مراكز الشرطة في تزويد الصحف بما يستجد لديها، وبما هو موثق عندها عن أي جريمة ينشر عنها.
***
مع أن هذا وحده لا يكفي، إذ إن الإبلاغ عن جريمة وقعت، وإلقاء القبض على مرتكبيها - على أهميته - لا يغني عن إعلام الناس لاحقاً بما سيترتب عليها بعد ذلك..
فكل من وصلته معلومة عن الجريمة - أي جريمة - يريد أن يعرف ويتعرّف بما سينفّذ بحق الجاني أو الجناة من عقوبات ليطمئن على أن الحد الشرعي قد طبق بحقهم.
***
هذا يعني أن يُعلن عن نوعية العقوبات التي ستنفذ بحق المذنبين، فقد يكون التشهير بهم أسلوباً رادعاً لغيرهم، فضلاً عن أنه ردع لهم..
ومن يدري، فقد تختفي الكثير من الممارسات غير الأخلاقية بمجرد العلم بأن أي مذنب سيلاحق وسيعلن للناس بما ترتب على ممارساته.
***
نعم هناك حالات يعلن عنها بكل التفاصيل عن الأحكام الشرعية التي تصدر بشأن المجرمين كإيضاح لمن يهمه أن يتعرف عليها..
وإن كثيراً من المسؤولين يسارعون ويبادرون إلى إعلام الناس بحقيقة ما يتم عادة تداوله عن جرائم وقعت أو قيل: إنها حدثت..
غير أن ما هو مطلوب هو أن تكون هذه السياسة قاعدة وليست اجتهادات من هذا المسؤول أو مبادرة فردية وشخصية من ذاك.
***
لقد نبهني أحد الإخوة إلى أن مجتمعنا كشأن المجتمعات الأخرى لا يخلو من الجريمة وهذا صحيح، وأن الفرق بيننا وبين الآخرين يتمثل في عدم التسامح أو المرونة في تعاملنا معها، وهو مالا تفعله دول كثيرة..
ومحدثي سعيد إذ يقرأ في صحفنا المزيد من الأخبار عنها، أملاً بأن يحتاط الناس بعد أن يكونوا على علم بما يجري..
لكنه وأنا أشاركه الرأي يرى أن الفائدة تكون أكبر حين يتم إطلاع المواطن والمقيم على الإجراء الذي اتخذ بحق هؤلاء.
***
من البديهي أن يُقْتص من المجرم..
وأن يكون الجزاء من جنس العمل، وبما يتناسب وحجم الجرم..
وإلا لفُقد الأمن في المجتمع، وتحولت أرض الله الواسعة إلى ساحات للظلم والعدوان..
ولهذا لابد من تذكير الناس بأن من يقترف جريمة فهذا هو أسلوب التعامل معه..
وهذا يتحقق حين يعلن عن العقوبات والأحكام الشرعية بمجرد صدورها، مثلما يعلن عن أي جريمة بمجرد العلم بها.
***
بهذا سوف نحد من جرائم السرقة والسطو والاعتداء الأخلاقي - إن لم يتم القضاء عليها وبترها نهائياً - وهذا هو المؤمل..
وبهذا لن يدعي المذنب بجهله أو عدم علمه بما سيلاقيه جراء عمل شنيع قام به، بادعائه بأنه لم يقرأ من قبل عن عقوبات لحالات مماثلة في صحفنا..
إن نشر العقوبات والأحكام الشرعية، هو نوع من الثقافة التي تعلم الناس وتحذرهم من عقوبات قد توقع بهم لو فعلوا ما فعله من تنشر العقوبات بحقهم من المجرمين.


خالد المالك

ذكريات فتاة الجيشا

* إعداد - محمد شاهين
* إخراج: روب مارشال.
* سيناريو: روبين سويكورد، عن كتاب لآرثر جولدن.
* تصوير: ديون بيبي؛ هندسة المناظر: جون ميهر.
* موسيقى: جون وليامز؛ توليف: بييتروسكاليا.
* إنتاج: لوسي فيشر، وستيفن سبيلبيرج، ودوجلاس ويك لحساب شركة كولومبيا للإنتاج السينمائي.
* العرض الأول: الجمعة 16 ديسمبر.
* زمن العرض: ساعتان وخمس وعشرين دقيقة.
* تمثيل: سايوري زيي زانج ، الريس كين واتانابي، ماميها ميتشيل ييوه ، هاتسومومو جونج لي، نوبو كوجي ياكوشو، بامبكين يوكي كودو، الأم كاوري موموي.
سيضطر العاملون بمئات المجمعات السينمائية الكبيرة إلى جذب المشاهدين الذين تستثيرهم رؤية الملابس الحريرية لإخراجهم بالقوة من الصالات التي تعرض فيلم (فتاة الجيشا)، بينما يسيل لعاب هؤلاء المشاهدين وتتلعثم ألسنتهم، فكل امرئ يعرف نفسه، حتى لو جهلته السلطات.
لا اعتراض على الكيمونو، ولا سيما ما كان منه بمثل هذه الأناقة، لكن المعالجة السينمائية شديدة الفخامة التي قام بها المخرج روبرت مارشال لرواية آرثر جولدن التي حققت أفضل المبيعات أتت مجرد ثوب لا يكسو لحما، مجرد صور جميلة تحكي النقاط الأساسية في قصة احبها رواد نوادي الكتب في جميع أنحاء العالم. لكن الصور لا تضيف شيئاً إلى فيلم مؤثر أومعبر.
فالسرد النثري المستقيم لجولدن، الذي ينساب بلا اهتزازات كبرى، استبدلت به رواية غرامية صاخبة، يسردها الفيلم في صور مغلفة بالملابس الحريرية.
ولو لم تكن قد قرأت الرواية الأصلية، فلتعلم أن رواية (فتاة الجيشا) تتبع مصير شيو، وهي ابنة صياد سمك فقير يعيش على ساحل بحر اليابان. تشحن شيو وشقيقتها ستاسو إلى طوكيو، لتصير شيو فتاة جيشا.
تغير شيو اسمها إلى سايوري (زيي زانج)، ورغم تقدمها في تعلم الفنون والحرف الجميلة التي يشتهر بها عالم الجيشا، لا تعدم أعداء يستشيطون غضباً.
تقوم جونج لي بدور أكثر الأشخاص إثارة للمشاكل، بينما تقوم ميتشيل ييوه بدور الناصحة الأمينة لسايوري.
أما كين واتانابي فيمثل دور الريس، وقد أثار طاقم الممثلين الذي اختاره مارشال ضجة وسط النقاد الصينيين على وجه الخصوص، مع التسليم بالعمل الوحشي نانينج الذي قامت به اليابان في عامي 1937 و1938م.
وقد قال أحد النقاد الذين يكتبون على موقع الإنترنت الاسم نت إيز دوت كوم Netease.com،
معلقاً على اختيار الممثلتين الصينيتين زانج وجونج والممثلة الصينية - الماليزية ييوه إن طاقم ممثلي مارشال يشكل (إراقة لماء الوجه).
إنه لسؤال مراوغ: متى يتحول حق الممثل في أداء أدوار تعرض شذرات متفرقة من مكونات ثقافة معينة إلى مسألة خيانة ثقافية؟ قد يطوف هذا السؤال بذهنك أثناء مشاهدتك لفيلم (فتاة الجيشا)، ويرجح أنك ستلاحظ كيف يتعثر الحوار على ألسنة الممثلين والممثلات - بغض النظر عن جنسياتهم - ولا يجري سلساً إلا في مواضع قليلة.
إن كاتب السيناريو روبين سويكورد، الذي كتب سيناريو هذا الفيلم بمساعدة الكاتب المسرحي دووج رايت، مؤلف (أنا زوجة نفسي)، يجرد الكتاب مما فيه من سلاسة سرد وميلودراما مباشرة حتى أنه يقدم لنا مجرد هيكله، معتمداً بشدة على تعليقات صادمة مثل (هاتسومومو!) التي تعني (هذا الثعبان!)، أوالتعبيرات البلاغية المفحمة من قبيل (ماذا تعتقد - إن لفتاة الجيشا حرية أن تحب كما يحلو لها).
بدأ مارشال حياته مخرجاً مسرحياً ومصمما للرقصات، وقد أثار فيلم (شيكاغو) الذي أخرجه للشاشة عن المسرحية التي تحمل نفس الاسم، ضجة كبيرة عندما عرض منذ ثلاثة أعوام.
ويخرج مارشال فيلم (فتاة الجيشا) بأسلوب مسرحي ملموس في شريطي الصورة والصوت، وهو أسلوب شديد الشبه بأسلوب فيلمه السابق.
كما أن جو الفيلم لا يضفي أي إحساس بعالم (واقعي) مقابل العالم المصطنع بشدة الذي تعيش فيه فتيات الجيشا، وحياتهن الرسمية التي تحكمها الطقوس. يبدو العمل كله عملاً استعراضياً.
يكثر المخرج مارشال والمصور ديون بيبي من استخدام اللقطات البعيدة المصورة بعدسة التليفون التي تعطي انطباعاً برهاب الأماكن المغلقة، إذ تضغط مشاهد كيوتو، سواء الخارجية منها المصورة في الشوارع أوالداخلية، دون أن يضفي هذا الأسلوب البصري أي عمق درامي على المشاهد.
لكن بالفيلم لقطة واحدة جميلة لأسطح منازل كيوتو المغطاة بالثلوج، كما أن الملابس التي صممها كولين آتوود هي أغلى إعداد سينمائي ممكن لكتاب شهير، إذ ينم حفيفها عن إعدادها الجيد. والفيلم نفسه مكون من جزأين متساويين من الحرير وألياف البوليستر الصناعية.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
خارج الحدود
حوار
استراحة
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
روابط اجتماعية
صحة وغذاء
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
أحداث 2005 م
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved