Al Jazirah Magazine Tuesday  03/07/2007 G Issue 225
أنت وطفلك
الثلاثاء 18 ,جمادى الثانية 1428   العدد  225
 

البكاء يثير الأعصاب

 

 

تختلف أسباب التذمر الدائم المصحوب أحياناً بالبكاء، من طفل إلى آخر، وبعض هذه الأسباب قد يفاجئ الأهل، لكن من حسن الحظ أن حل هذه المشكلة بسيط جداً، بشرط أن يتمتع الوالدان بالصبر وطول البال.

لا شك أن (التذمر المستمر) أمر مرهق ومثير للجنون، لكن حاولي يا عزيزتي أن تتذكري دوماً أن هذا السلوك يعتبر طبيعياً بالنسبة إلى طفل في عمر السنتين أو ثلاث سنوات، قبل أن تسدي أذنيك عن سماع هذا الصوت المزعج، حاولي الاستماع جيداً إلى نصائح الخبراء حول كيفية التعاطي مع (راحلة التذمر البكائي) في حياة طفلك.

في أغلب الحالات، يعتبر التذمر من إحدى العادات التي تكونت منذ أمد طويل؛ إذ لا بد أنك قد اختبرته في مرحلة سابقة عندما كان طفلك رضيعاً حيث كان يبكي أو يصرخ بأسلوب يفقدك أعصابك؛ إذ يمكن القول إن التذمر امتداد للبكاء الطفولي، مع بعض الإضافات الكلامية، بمثابة مرحلة بين البكاء والشكوى الكلامية. وإذا أردنا أن نعرف (التذمر البكائي) يمكن القول إنه نوع من اتصال أو تفاهم لفظي، لا يتحدث فيه الطفل بلهجة صوت عادي، ولكن يستخدم فيه لهجة شاكية وصوتاً أنفياً مزعجاً أو طبقة صوتية حادة، وفق ما يقوله كيرستين بوتير مدير برنامج التربية في المرحلة الأولى من الطفولة، في جامعة هاركوم، بنسلفانيا: لم يلجأ طفلك إلى استخدام تلك الطبقة الصوتية التي تخترق كيانك وتهزك من الداخل إلى درجة إثارة جنونك بالمصادفة، هذا الصغير كان يختبر رد فعلك طيلة الفترة الماضية، حيث كان يراقب تصرفك أو رد فعلك على الأصوات التي كان يصدرها.. لتوضيح الصورة أكثر راقبي طفلاً يلعب بلعبة تصدر أصواتاً، وانتبهي إلى كيفية تعلمه أنه كلما أدار مفتاح اللعبة في اتجاه ما، ظهرت له صورة حيوان معين، هكذا هو (التذمر البكائي) كان طفلك يتعلم ويراقب ردود فعلك على الأصوات التي يصدرها، والطبقات التي يستخدمها، إلى أن توصل إلى معرفة أي طبقة صوتية تثير أقصى رد فعل منك.

أصل المشكلة

من الصعب ألا تغضبي أو تستشيطي غضباً، عندما يبدأ طفلك في ذلك، لكن حاولي قدر المستطاع أن تحافظي على رباطة جأشك؛ إذ إن الإفراط في رد الفعل قد يدفع طفلك إلى الاستمرار لفترة أطول وبصوت أعلى، كذلك عندما يرى صغيرك أنه نجح في إثارة انتباهك فإنه سوف يستغل هذا الأمر إلى أقصى حد، وهذا من الأمور التي لا يستطيع فيها طفل، في عمر سنتين أو ثلاث سنوات مقاومتها. بدلاً من الإصابة بالهستيريا، حاولي أن تحددي الأسباب:

1 - الإحباط: أحياناً كثيرة يبدأ صغيرك في نوبات التذمر، عندما يفشل في التعبير كلامياً عما يريده، يقول بوتير: إنه قد يستاء ويصاب بالإحباط، عندما يعجز عن إيجاد الكلمات التي تعبر عن رغباته.

2 - الارتباك: يشرح بوتير أن الطفل قد يفعل ذلك في حال شعوره بارتباك أو حيرة حيال ما يريده فعلياً.

3 - الغيرة: إذا كان طفلك يبدأ عادة في التذمر والشكوى، ما أن تتحدثي على الهاتف مثلاً فهذا يعني ربما أنه يشعر بأنك أهملته وبأنه في حاجة إلى اهتمامك به.

4 - الجوع أو التعب أو المرض: يظهر التذمر البكائي في أي وقت، يكون فيه طفلك منزعجاً من أمر ما، قد تكون هذه وسيلته الوحيدة التي يظل يستخدمها إلى أن يزول مصدر الإزعاج، عليك هنا التأكد من أنه ليس جائعاً أو متعباً أو مريضاً.

حلول ذكية وبسيطة

أياً كان السبب وحتى لو لم تتمكني من معرفته، ثمة طريقة أو حل لجعل طفلك يتوقف عن فعل ذلك، إذا كنت متأكدة تماماً من أن بكائيته ليست ناتجة عن إصابته بمرض ما جربي أحد التكتيكات التي سنعرضها لك، ومتى توصلت إلى اختيار التكتيك الذي أثار انتباه طفلك وجعله يهدأ ويتجاوب معك، ما عليك سوى الالتزام به والمثابرة عليه.

1 - تجاهلي الأمر: تذكري أن طفلاً في هذه المرحلة العمرية يريد أن يحظى بمزيد من الاهتمام، يفوق أي قدرة حقيقية على منحه؛ لهذا لا تتوقفي عن تجهيز العشاء أو كي الملابس في حال بدأ في الشكوى والأنين، استمري فيما تفعلينه واتركي النوبة تزول أو تضمحل تدريجياً.

حاولي قدر المستطاع أن تحافظي على رباطة جأشك إذ إن الإفراط في رد الفعل قد يدفع طفلك إلى الاستمرار لفترة أطول وبصوت أعلى.

2 - وجهي الكلام إليه وأنت تنظرين مباشرة إلى عينيه: انزلي إلى مستوى طفلك وانظري إليه مباشرة وقولي له: (لا أستطيع أن أفهمك عندما تفعل ذلك هل تخبرني ماذا تريد مرة أخرى، إنما من دون بكاء)، إن أعاد طفلك ما يقوله لك من دون بكاء، قولي له: (ممتاز، الآن أستطيع أن أفهم ما تريد)، إذا لم يتمكن من إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عما يريد، حاولي مساعدته من خلال التكهن، قولي له: (هل تريد أن تأكل؟ أو هل تريد أن تلعب؟) أحياناً قد يجيبك بنعم ويطلب منك شيئاً لا ترغبين في إعطائه إياه، انتبهي هنا إلى عدم الإذعان له، وقدمي له بديلا لما يريد، مثلاً إذا كان يرغب في تناول الشوكولاته قولي له: (يمكنك تناول الشوكولاته بعد الغداء، أما الآن فيمكنك تناول تفاحة أو دراقة).

3 - حاولي إلهاءه: قدمي له لعبة منسية أو كتاباً لم يقرأه من قبل، أو العبي معه إذا كان وقتك يسمح لك.

4 - أخبريه بأنك كنت تتوقعين منه المزيد: تعاطفي مع طفلك، تفهميه، لكن أعلميه من جهة أخرى، أن الأطفال الكبار لا (يبكون).

5 - امدحيه: لا تنسي أن تثني عليه، في حال توقف عن (البكاء) واستجاب لمطلبك.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة