Al Jazirah Magazine Tuesday  03/07/2007 G Issue 225
ملفات FBI
الثلاثاء 18 ,جمادى الثانية 1428   العدد  225
 

مرعب أهالي شيكاغو ... (1-2)
قاموس مليء بالقتل

 

 

* إعداد - وليد الشهري

في صبيحة يوم الأحد الرابع عشر من شهر يوليو لسنة 1966م استيقظ عدد من سكان الضاحية الشرقية لمدينة شيكاغو الأمريكية على صرخات امرأة شابة واقفة على حافة شرفة شقتها المطلة على الشارع الرئيسي للحي. وبينما تجمع سكان الحي أسفل الشرفة محاولين إنقاذ هذه الشابة المذعورة ظناً منهم بأنها ستحاول السقوط من على شرفتها سمعوا صرخاتها الرهيبة التي حولت أنظارهم لقضية أخرى، وبينما الجميع يشاهد هذا المنظر الغريب في ساعات الصباح الأولى كانت الفتاة تصرخ قائلة (ساعدوني! ساعدوني! الجميع ماتوا.. يا الهي.. لقد قتلهن جميعاً) وبينما هذه الصرخات تردد على الحضور لمح أحدهم دورية للشرطة في آخر الشارع فقام بلفت انتباهها وجلبها لموقع الحدث ليتم الكشف عن أفظع جرائم القتل وحشية في تاريخ القضاء الأمريكي.

الاكتشاف الرهيب

كان الشرطي الذي استدعي يدعى دانيال كيلي من محطة شرطة المقاطعة الجنوبية وعند وصوله فطن سريعاً للسيدة الموجودة على حافة شرفتها وعلى الرغم من تمتمتها وصرخاتها التي بالكاد تفهم دعاها الشرطي دانيال للهدوء وعدم القفز وبأنه قادم لمساعدتها. قام الشرطي سريعاً بمهامه كحامٍ ومنقذ فدخل عنوة للشقة التي تتكون من طابقين وعند دخوله شاهد منظراً رهيباً حيث انتبه لوجود جثة عارية تعود لفتاة شابة ملقاة على أريكة صالة الضيوف وقام الشرطي دانيال مباشرة بمعاينة الجثة آملاً في إنقاذها ولكن بمجرد أن وضع إصبعه لتحسس نبضها كانت الجثة باردة كالثلج مما يعني أن وفاتها كانت قبل ساعات طويلة. عندها قام الشرطي دانيال بسحب مسدسه لجهله بما قد يواجهه في طريقه لإنقاذ فتاة الشرفة التي سبق وشاهدها عند حضوره. وبينما دانيال يمضي في طريقه للشرفة العلوية للشقة وبمجرد انتهائه من صعود الدرج لاحظ زوجاً من الأقدام بارزة من إحدى أبواب الغرف وعند اقترابه الحذر من الغرفة هلع لرؤيته شابة أخرى شبه عارية وآثار القطع واضحة على رقبتها وصدرها وكل ما تقدم السيد دانيال كانت المشاهد المرعبة تتوالى فبمجرد أن تقدم لبضع خطوات أخرى شاهد أيضاً وجود غرفة بها ثلاث جثث لفتيات وآثار القطع واضحة على رقابهن وأيديهن المقيدة بأغطية الأسرة. لم يكن قد مضى على السيد دانيال في قطاع الشرطة أكثر من 18 شهراً ولم يشهد طيلة هذه الفترة ولو جزءاً من وحشية ورعب ما كشفه في هذا المنزل من أبشع صور الجرائم بحق البشرية. وبعد أن قام بجمع قواه واصل دانيال سعيه لإنقاذ الفتاة ولكن لم يمض سوى خطوات ليكتشف ثلاث جثث أخرى مقتولة ومقيدة بنفس الطريقة وبينما وقف مندهشاً من هول المنظر انتبه دانيال لصرخات الفتاة من خلال النافذة فقام سريعاً بإمساكها وسحبها للداخل وبينما حاول إخراجها من الشقة كان هناك عدد من الدوريات قد وصلت لمكان الحدث فقام دانيال بتسليم الفتاة لأحد رفاقه من رجال الشرطة لكي يأخذها لمكان آمن بينما يقوم بتأمين مسرح الجريمة وهو روتين معتاد في إجراءات الشرطة.

البدء في كشف ملابسات الجريمة

لم تمض ساعة كاملة منذ اكتشاف الشرطي دانيال لمسرح الجريمة حتى قام رئيس قسم التحقيق الجنائي لولاية شيكاغو السيد فرانشيس فلانغان باستجواب الناجية الوحيدة من هذه المذبحة وهي فتاة الشرفة وتدعى كورازون اموراو (23 عاما) ولم يمض وقت طويل حتى عرف المحققون ملابسات الجريمة فالشقة كانت تسكنها كورازون برفقة ثمان من زميلاتها في العمل حيث كنّ يدرسن التمريض في مستشفى شيكاغو الاجتماعي بجنوب المدينة وبعد إلحاح من المحقق فرانشيس لكورازون بقص ما حدث بالضبط تمكنت الفتاة المضطربة والمترنحة من هول الأحداث التي عايشتها من قص الجريمة للسيد فرانشيس ورفقائه المحققين. وفي رواية السيدة كورازون أوضحت أنها سمعت أحدهم يطرق الباب الليلة التي سبقت إنقاذها من قبل الشرطي دانيال وعندما قامت بفتح الباب رأت رجلاً شاباً في منتصف العشرينيات من العمر وعندما سأل المحققون السيدة كورازون عن أوصاف هذا الرجل الغريب قامت الشاهدة بإعطائهم تفاصيل جيدة لم يكن يتوقع الكثيرون أن تدلي بها بحكم الصدمة التي تعرضت لها عطفاً على أنه لم يمض عليها سوى بضع ساعات منذ إنقاذها. وفي وصفها لما حدث قالت بان الرجل كان وزنه حوالي 175 باونداً تقريباً وشعره كان قصيراً إلا أن لون شعره لم تتمكن من تذكره جيداً وقالت إنه ما بين الأشقر الداكن والبني وكان يرتدي معطفاً أسود قصيراً وبنطالاً أسود كذلك لكن أهم ما أدلت به السيدة كورازون في شهادتها كان ذكرها لوشم في يد السفاح وهو وشم لعبارة تقول (وُلِد ليظهر الجحيم). وتستمر الشاهدة في ذكر تفاصيل الجحيم الذي أظهره بالفعل هذا السفاح في شقتها هي ورفيقاتها الضحايا حيث تقول بأنه بمجرد فتحها للباب قام السفاح بإخراج بندقيته في وجهها وطلب منها التوجه إلى داخل الشقة وبعد أن قام بقفل الباب وراءه تفاجأ بدخول اثنتين من رفيقاتها وهما ميرليتا غارغولو (22 عاما) وفالنتينا بايجن (23 عاما) حيث قدمتا لمعرفة من هو الضيف المتأخر لينضموا إلى السيدة كورازون كرهينتين جديدتين وقام السفاح باقتيادهم إلى غرفة نوم بآخر الشقة وعند دخولهم للغرفة المظلمة وبمجرد أن قام السفاح بإشعال النور شاهد ثلاث فتيات قد استيقظن من تأثير الضوء لينصدمن بمظهر رفيقاتهن وهن يقتدن من قبل رجل غريب فقام بضمهم أيضاً مع المجموعة السابقة والثلاث فتيات هن نينا شميل (21 عاما) وباميلا ويلكننغ (24 عاما) وباتريسا ماتوسيك (20 عاما). عندها طالب السفاح الفتيات بأن يفتحن حقائبهن واحدة تلو الأخرى وتسليمه ما يحملنه من أموال ومجوهرات وبينما هو يهتم بهذا الأمر تفاجأ بدخول رفيقة جديدة للفتيات وهي غلوريا جين دافي (19 عاما) التي كانت قد عادت للتو من موعد غرامي لتفاجأ بنهاية الأحلام الوردية عندما تواجهت وجها لوجه مع بندقية السفاح الذي طالبها بالانضمام لرفيقاتها داخل الغرفة فامتثلت خائفة ومرتعبة لأوامره. عندها طالب جميع الفتيات بالانبطاح أرضاً وقام بأخذ غطاء أحد الأسرة وتمزيقه إلى عدة خيوط قيد بها أيدي وأرجل الفتيات الواحدة تلو الأخرى.

بدء مسلسل القتل

كان السفاح يقيد الفتيات بشكل حيواني حيث بعد أن ينتهي من تقييد اليدين والرجلين يأتي برباط ثالث لربط الرجلين واليدين معاً وبينما السفاح منهمك في تقييد الفتيات تفاجأ بدخول فتاتين من رفيقات الفتيات في السكن هما سوزان فارس (21 عاما) وماري آن (20 عاما) اللتين صدمتا بما رأتاه فحاولا الهرب لكن المجرم كان أسرع منهما فاقتادهما إلى غرفة مجاورة وقام بطعنهما وخنقهما حتى الموت وبعد أن انتهى من جريمته نظف نفسه وسكينه ومن ثم عاد لغرفة الفتيات وبدأ يسحب الواحدة تلو الأخرى لغرف مجاورة لقتلهن بنحر رقابهم وتشويه أجسادهن. وكانت البداية كما أوردت السيدة كورازون مع رفيقتها باميلا ويلكننغ التي جرها السفاح إلى نفس الغرفة التي سبق له وأن قتل فيها كل من سوزان فارس وماري آن وبمجرد أن لمحت الفتاة المقيدة والعاجزة مصير رفيقتيها أدركت بان نهايتها قربت ولكن دون حول منها ولا قوة تلقت طعنة مباشرة من السفاح في قلبها مباشرة وبينما هي تغادر هذا الدنيا وتلفظ أنفاسها الأخيرة قام السفاح بتشويه جسمها بسكينه وتعذيبها بشكل مستمر وعندما انتهى من إشباع شهوته الشنيعة اغتسل مجدداً وتوجه إلى غرفة الفتيات لسحب ضحية جديدة. هذه المرة كانت المراهقة نينا شميل التي اقتادها إلى غرفة بآخر الرواق الضيق ومن ثم طعنها في عنقها وخنقها مستخدماً وسادة حتى لقيت حتفها صريعة بين دمائها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة