Al Jazirah Magazine Tuesday  03/07/2007 G Issue 225
تميز بلا حدود
الثلاثاء 18 ,جمادى الثانية 1428   العدد  225
 

فجر قريب
أمثالٌ لا أحترمها (1)
د. خالد بن صالح المنيف

 

 

أمثال غدت كالمعتقد الراسخ فبمجرد الاستشهاد بها تصنف كالنص المرسل أو كالحديث المتفق عليه للأسف! ويجب على الكل الانصياع والتفاعل معها والوقوف عند معانيها!

مقولاتٌ فجة على الذوق السليم وجمل ٌ تمجها الأسماع والعقول ولكن للأسف قد سار بها الركبانُ وتناقلها الناسُ وهي لاتعدو كونها مقولة لأحدهم لربما كان من أجهل الجهال!

معانٍ رديئة وإيحاءات خطيرة وتعميقٌ مخيف للسلبية!

ودفع شديد باتجاه سلوكيات خاطئة !إضافة إلى أنها تخالف نصوص كثيرة جاءت بها الشريعة وسأستعرض في حلقتين مجموعة منها وهي غيض من فيض ونقطة من بحر تلك الأمثال التي لا أكن لها أي تقدير واحترام.

1-شاور الحرمة وخالفها!

وأنا أتعجب من صاحب المثل العجيب وأقول له إذا كنت لن تسمع فلماذا تتعب نفسك وتجهدها بالمشاورة؟! إضافة إلى ما سوف تسببه من ألم لتلك الأنثى والحقد الذي يتولد سيتولد تجاهك! مثلٌ يصور الأنثى وكأنها بنك للأفكار الخاطئة وبشر قد جبله الله على الخطأ لذا مجرد أن تخالف رأيها فهذا يعني أنك اهتديت للرأي السليم! أي بلادة أي سطحية وسخف! والله وتالله أن جملة من بنات حواء أكثر فهما وأصلح رأيا وأبعد رؤية من كثير من الرجال ! إضافة لمخالفة هذا المثل السقيم لسيرة الحبيب وسنته اللهم صلي وسلم عليه في مشاورة الكثير من زوجاته والعمل برأيهن!

2-العتب صابون القلب

وهو فعلا صابون وغاسل لكن للمودة والحب وطارد للود! فالطبيعة الإنسانية تنفر ولاشك من من كثرة العتب والاستغراق فيها وهذا المثل يدعو للمعاتبة على الدقيق والجليل وهذا لاشك سيثمر عن عداوات وأحقاد! إضافة إلى ما سيجنيه المداوم على العتب من ضغط وإجهاد نفسي.

3-اتق شر من أحسنت إليه

وهو من أقبح الأمثلة وأرداها بلا منافس وهذا المثل يدعوك أن تترقب الإساءة مع من قدمت له معروفا أو أسديت له جميلا وكأن ردة الفعل السلبية بعد فعل الخير أمر لازم وهذا المثل يبدو انه يناسب كائنات حية غير البشر فالنفس البشرية في صغرها وكبرها قد جبلت على مقابلة الإحسان بالإحسان والعطاء بالعطاء إضافة إلى جملة من النصوص القرآنية التي توضح بما لايدع مجالا للشك أن الدفع بالحسنى والعطاء سيجعل من العدو اللدود صديقاً حميماً!

4-من شب على شيء شاب عليه

وهو مثل باختصار يساند ويعزز قانون الحتمية الذي يعمل به البطالون والكسالى ومقاومو التغيير ويبررون تقاعسهم بأنهم قد نشأوا على هذا الحال! فإذا ما دعوته نحو التغيير والتجديد أو تغيير إحدى العادات السيئة برر بأنه نشأ على هذا واعتذر بهذا المثل ولو كان هذا مثلا صحيحا لعطلنا الكثير من الأحاديث والآثار التي تدعو لفاضل الأخلاق وهجر سيئها..

في الأسبوع القادم سأستعرض جملة من تلك الأمثال (السقيمة) منتظراً منكم تزويدي بما يحضركم منها ولكم كل الحب.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244

Khalids225@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة