الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 4th April,2006 العدد : 167

الثلاثاء 6 ,ربيع الاول 1427

من صومعة الأحزان!!
حين يموت منّا مَنْ نحبه ونغليه، ممن لنا به صلة قربى أو معرفة..
فيشيع خبر وفاته بين الناس..
سواء أكانت وفاته عن كبر..
أو لأن أجله قد حلَّ بسبب حادث عارض..
أو لأن مرضاً مفاجئاً قد داهمه وألمَّ به، فلم يمهله طويلاً ليبقيه حياً بيننا أكثر مما مضى وانقضى من عمره.
***
مع كل حزن يمسنا ويوجعنا ويؤلمنا بسبب رحيل من رحل من دنيانا الفانية، أباً كان أو أماً، زوجاً أو ابناً وبنتاً، أخاً أو أختاً، وهكذا هو حالنا مع كل الأقرباء والرفاق والأصدقاء والزملاء وكل المحبين..
مع كل أسى يكون مصدره الموت الذي غيّب هذا الإنسان أو ذاك عن مسرح الحياة، فيما كان قبل أيام أو شهور أو سنوات قليلة شعلة من الحيوية والنشاط..
في هذا الجو المشحون بألم لا يستثني أحداً من الناس، وقلق مزعج لا يعفي أياً منا مما هو قادم اليوم أو غداً، أو أنه ينتظر ولو بعد حين.
***
أقول ذلك وأنا أتفحص الوجوه مع كلِّ مناسبة تطلُّ علينا بأحزانها، وأحاول أن أتعرف على التغير الذي طرأ عليها في هذا الجو المسكون بالحزن..
فتثيرني دمعة في هذا، أو مسحة حزن تغطي ملامح وقسمات وجه ذاك..
دون أن أحتاج إلى معرفة السبب، أو البحث عن تفسير أو تأويل يدلني عليه..
فالحزن رفيق درب للجميع..
وصديق عمر لكل منا..
وهو معنا كما لو أنه ذلك الزائر الثقيل الذي لا يغيب، ويفضل أن يسرق السعادة منا..
وكما لو أنه يأتي إلينا متكئاً على ما يغضبنا ومعتمداً على ما يثير قلقنا وحزننا.
***
هذه خواطر أو سمِّها ما شئت..
أوحتها إليّ وتوحيها دائماً مشاهد مواكب الأحزان التي تمر أمامنا، أو نشارك مع من يشارك فيها أو نكون فريسة لها..
حيث تبوح وتنطق بها كلمات جموع الناس التي تترحم وتدعو وتتألم على من رحل من الحياة وتركها لنا من دونه..
من نعرفهم من هؤلاء المغادرين والراحلين عنا، من نسمع عنهم، ومن لنا صلة أو علاقة بهم.
***
وهذه الخواطر..
يؤطِّرها عادة حب عكَّر مزاجه هذا النوع من الأحزان..
ويخفق لها كل قلب ملتاع أدماه كما أدمى غيره غياب ورحيل من هو أثير وحبيب وعزيز علينا..
من عذبه ألم فراق كل هؤلاء الأحباب..
وخاصة حين يعيش الإنسان وتتكرر أمامه مثل هذه المواقف عن قرب، ثم تعود هذه المشاهد أمامه مرة وأخرى وثالثة وبلا نهاية..
بل وحين يتذكر كل منا مآسي كان قد مر بها وغيره كذلك، أو مشاهد أحزنته وأحزنت غيره، أو صور تعذبه مشاهدتها مثلما هي مصدر عذاب للآخرين.
***
ومع هذه الأحزان المؤثرة لكل منا..
يأتي غسيلها لحسن الحظ..
من هذا التراحم والتواد والتآلف والتكاتف والتعاطف بين من هم أحياء بيننا..
حيث التسابق على المواساة، وعلى الصلاة على الأموات، والتوجه نحو المقابر، ومن ثم المشاركة في تقديم العزاء لذوي المتوفين في أماكن سكناهم.
***
لوعة الحزن قاسية وصعبة بلا أدنى شك..
وعلاجها أننا أمة مسلمة، يعلمنا ديننا الصبر على المكاره، وتسليم أمرنا لله الواحد الأحد الذي لا إله غيره، فهو من بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو من يحيي ويميت، وهو لا غيره مَنْ إذا أراد شيئاً قال له كنْ فيكون.


خالد المالك

أيتها الأم
كيف تتعاملين مع دلع طفلك
دلع الأطفال مشكلة تؤرق كل أسرة وخاصة عندما يطلب الطفل شراء لعبة أو جهاز ما وبإلحاج شديد، فإذا رفضت الأسرة تنفيذ طلبه، يسرع إلى سلاحه الأول البكاء فتسرع الأسرة بدورها إلى تلبية طلبه.
والحقيقة أنه من الخطأ أن يتعود الطفل على تلبية طلباته كلها، فمن المفروض أن يسمع كلمة (لا) كثيراً حتى يكف عن استخدام هذه الأساليب الملتوية مع أسرته، فاحتمال الإزعاج أبسط من احتمال طفل مدلل وكل طلباته مجابة.
من أهم الوسائل التي تعود الطفل أن يكون مثالياً، ويطلب ما يحتاج إليه فقط هي تجنب تعريضه إلى التلفاز والألعاب الالكترونية وعلى الوالدين أن يتداركا هذا الأمر، ويقللا جلوس أبنائهما أمام شاشتي التلفزيون والكمبيوتر.
لا تستغربي أن يصر ابنك على شراء حذاء مرسوم عليه (نينجا السلاحف) أو الكابتن (ماجد) أو غيره من أبطال أفلام الكارتون حتى لو كان ذلك الحذاء سيئاً لأن الأطفال صيد ثمين للإعلانات التجارية، وهم أكثر تأثراً بها وأكثر تأثيراً على آبائهم لشراء منتجاتها.
علينا أن ندرك أن أطفالنا قادرون على أن يكونوا سعداء بدون تلفزيون وألعاب الكمبيوتر وألعاب أخرى، وعلى أطفالنا ألا يتوقعوا هدية صغيرة أو كبيرة في كل خروج إلى السوق، يعمد كثير من الآباء والأمهات الذين يمضون ساعات عديدة بعيدا عن البيت سواء في العمل أو غيره إلى تعويض أبنائهم عن هذا الغياب بهدايا متكررة.
إن سلوك مثل ذلك لا يجلب الحب للأبناء بقدر ما يربط رضا الطفل عن أحد والديه بمقدار ما يقدم له من الهدايا.
ويطرح كثير من آباء اليوم، أبناء الأمس، عدداً من الأسئلة من قبيل:
لماذا قل مستوى هيبة الآباء بين أبنائهم؟
ولماذا انحسر تقدير الأبناء واحترامهم لهم؟
في الماضي كانت الدماء تكاد تتجمد في عروق الأبناء بمجرد تقطيب حاجبين أو نظرة حادة، أو عض شفة من أحد الوالدين دون أن ينطق بكلمة، أو يمد يده للضرب، ورغم التقدم الحضاري والوعي الثقافي لكلا الوالدين، ورغم آلاف الأطنان من الدراسات التربوية فإن مستوى الإطناب التربوي يتراجع نوعاً ما أمام تربية ابن البادية أو الريف الذي لا يتمتع والده بنفس المستوى الثقافي.
يكاد يمضي أبناء الريف والبادية معظم أوقاتهم في رعاية الإبل والبقر وحلبها ورعي الغنم والاستمتاع بمواليدها الصغيرة، وجمع البيض وغيرها من الواجبات التي لا مناص منها.
بل ان الطفل هناك يسعى إلى تعلمها منذ سنينه الأولى، ويكاد الصغير في الصحراء أو الريف لا يجد وقتاً يرتاح فيه، وعلى هذا فإنه يخلط بين عمله والاستمتاع بوقته، ويعود إلى بيته وقد أنهك جسمه النحيل وصفا عقله وفكره.
أما أبناء المدن فكثيراً ما يستيقظون متأخرين في النوم، خصوصاً في الإجازات ويبدأ برنامجهم الترفيهي أمام شاشات القنوات الفضائية فمن فيلم كرتون إلى برنامج الأطفال، إلى فيلم كرتون آخر، وإذا أحس الطفل بالضجر أدار جهاز الكمبيوتر لمزيد من الألعاب الالكترونية لتستهلك فكره وبصره دون أن يستنفد طاقات جسمه الكامنة.
على الوالدين أن يحددا أوقاتاً لمشاهدة أبنائهما لهذه الأجهزة وإذا تم إغلاق التلفاز فسيبحث الابن والابنة عما يشغلهما.
ساعدي أبنائك في البحث عن وسائل مفيدة تشغل أوقاتهم، كما أنه من المناسب جداً أن يفهم الأبناء أداء بعض الواجبات المنزلية بعد تناول وجبة الإفطار بإمكان طفل الأربع سنوات أن ينظف المائدة وينقل صحون الإفطار إلى حوض الغسيل، وبإمكانه أيضاً أن يسهم في غسل الصحون مع بعض كلمات الإطراء.
وبإمكان طفل الخمس والست سنوات أن يرتب سريره ويجمع ألعابه وكتبه ويشرع في ترتيبها، من الضروري أن يتحمل الأبناء الصغار بعضا من الأعباء حتى يتعودوا المسؤولية مهما كان العمل تافهاً، وجهي ابنك وابنتك إلى القيام به وتشجيعهما على أدائه.
لاحظي أن توفير هذه الألعاب يستهلك ميزانية ليست بالقليلة قياساً بالمنافع التي تجلبها، ومتى ما تولد لدى الأبناء شعور بأنهم مميزون وأن تفكيرهم يسبق سنهم فإنهم تلقائياً سيتحولون إلى مستهلكين انتقاليين وأذكياء.
وسيعزز ذلك جانب الضبط والحفاظ على الأموال، احذري أن تعطي ابنك أو ابنتك شعوراً بأن الأسرة فقيرة وغير قادرة على تأمين ما يلح عليه الأبناء لأنهم سيراقبون تصرف والديهم وسيحاسبونهم في كل مرة يشتريان شيئاً لهما.
وربما يسرف كثير من الآباء في شرح أسباب امتناعهم عن تلبية رغبات أبنائهم، ولذا فإن الابن سيتعود في كل مرة يرفض فيها طلبه على تفسير منطقي سواء أكانوا يستوعبون ما يقال لهم أم لا.
إذا رفضت طلبك ابنك شراء رقائق البطاطا فإنه من غير المناسب أن تشرحي له أضرارها الصحية وأنها تزيد نسبة الكولسترول وترفع ضغط الدم وتسهم في تكسير كريات الدم وغيرها من الايضاحات فقط قولي له: إنها غير جيدة لك.
لا تنسي أن وظيفتك هي تنشئة أطفالك حتى يسلكوا طريقهم بيسر في الحياة، علميهم أن الحصول على شيء يتطلب جهداً حقيقياً وأن التحايل والإلحاح لا يأتيان بنتيجة.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
فن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
اقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
تحقيق
مجتمعات
روابط اجتماعية
صحة وغذاء
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
حوارات
سوق الانترنت
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved