الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 5th April,2005 العدد : 121

الثلاثاء 26 ,صفر 1426

كلمة عن الموسمين
موسمان يقتربان منا..
يدنوان من محطة اهتماماتنا..
ويحرضاننا للحرص على وضع مخطط لهما..
في تكرار تعودنا عليه..
وبما لا جديد فيه.
***
هذان الموسمان..
يأخذان من أفراد الأسرة حقهما من الاهتمام وأكثر..
تلتئم الأسرة في اجتماعات متكررة لوضع تصور لما تسعى أو تفكر أو تخطط له..
فهما شغل الأسرة الشاغل..
ولهما الأولوية من الاهتمام والمتابعة والحرص المتواصل دون توقف.
***
ومعهما ينشغل الجميع..
استعداداً..
وتخطيطاً..
وينصب تفكير كل أفراد الأسرة على بذل الجهد للخروج بأقل الخسائر وتحقيق أكبر المكاسب.
***
الموسمان تربطهما علاقة حميمة..
وصلة جوار..
وتقارب في الأزمنة والمسافات..
فمن محطة جهد وبذل وعطاء..
إلى أخرى للراحة والاسترخاء.
***
وها هو موسم الامتحانات يطل علينا..
يذكرنا بموسم دراسي امتد لعام كامل ويوشك أن يودعنا ونودعه..
وها هي إجازة العام الدراسي المنصرم تلوح بموعدها مثلما فعلت في الأعوام السابقة..
وجميعنا ننتظر لأبنائنا وبناتنا التفوق والنجاح..
ولا نمانع في إجازة معهم داخل أو خارج المملكة.
***
هما إذاً موسمان تربطهما صلة وتواصل..
وعلاقة حميمة أخذت مسارها بشكل تلقائي ودون ترتيب..
فلا يكاد يذكر موعد الامتحانات، إلا وكانت الإجازة حاضرة في الذهن..
وهذا الاهتمام لا يقتصر على الكبار فقط، وإنما يشاركهم فيه الصغار أيضاً.
***
والمطلوب التحضير الجيد للامتحانات..
والاستعداد المبكر لها..
والمطلوب بعد ذلك التخطيط السليم لقضاء الإجازة مع وبصحبة أفراد الأسرة الواحدة..
حتى يعود الجميع إلى نشاطهم مع بدء عام جديد بما ينبغي أن يكونوا عليه من همة وحيوية ونشاط.
***
وعلينا استغلال الإجازة أحسن استغلال..
والاستفادة من أيامها بما يضيف إلى معارفنا المزيد..
وأن تكون فيها إضافات كثيرة وجديدة إلى خبراتنا..
دون أن نفقد حقنا في الاستمتاع بها.
***
وعلينا قبل ذلك أن نُمضي الأيام التي تسبق الامتحانات
في التحضير المبكر لها..
بصحبة الكتاب..
وصداقته..
واستيعاب الدروس التي تعلمها الأبناء والبنات على مدى عامل كامل..
حتى يكون للإجازة معناها ومتعتها ويتحقق الهدف النبيل منها.


خالد المالك

تهدر تكافؤ الفرص وتحبط الكفاءات
(الواسطة) معول هدم في بناء المجتمع !
* القاهرة تحقيق هيفاء دربك
تفشت في الأعوام الأخيرة ظاهرة اجتماعية خطيرة في بعض المجتمعات العربية، وهي ظاهرة (الوساطة) أو المحسوبية حيث يعتمد البعض على نفوذ أقاربهم أو معارفهم في قضاء المصالح أو الالتحاق بالأعمال والوظائف وسواها، وذلك على الرغم من أن هؤلاء المحظوظين المعتمدين على الوساطة ربما يكونوا أقل كفاءة ممن ليس في مقدروهم الحصول على واسطة تسندهم في مشوار الحياة، حيث يؤكد الكثيرون أنه لو كان لك ظهر فلن تُضرب على بطنك!
***
من مآسي الواسطة التي تضيع الحق، وتظلم المستحق، هو ما تناقلته الصحف المصرية في بداية هذا العام حول الشاب الذي انتحر وتخلص من الحياة التي وصفها بإنها دولة الظلم فقد تقدم المسكين لشغل وظيفة في إحدى الوزارات (المرموقة) وتفوق في الامتحان التحريري، وتفوق في المقابلة الشخصية . . وأثنى عليه أعضاء لجنة التحكيم، ورغم ذلك لم يُقَبل في الوظيفة فقد ذهبت إلى إحدى المحظيات من أقارب أحد المسؤولين الكبار في هذه الوزارة.
تأكد الشاب المسكين من هذا الأمر، وكانت هذه المحظية زميلته في الدراسة ويعرف إمكانياتها تماماً، وتقديره في البكالوريوس (جيد جداً)، وتقديرها (مقبول) لكن القبول في الوظيفة كان من نصيبها . . وفي لحظةغاب فيها الوعي.. انتحر الشاب المسكين غيظاً وكمداً واعتراضاً على الظلم.
أما أحمد فقد أصيب بذبحة صدرية عندما ظهرت نتيجة الوظيفة التي كان متقدماً لها ولكنه لم يقبل لأن الهيئة التي تقدم إليها أعلنت أن الوظائف لأبناء وأقارب العاملين فيها فقط.
معاك واسطة
نهاد التي تقدمت للعمل في مؤسسة إعلامية فوجئت بأحد أعضاء اللجنة يؤكد لها إنها تمتلك كل مقومات العمل في هذه الوظيفة، ولو كان الأمر بيده لوظفها فوراً، لكن للأسف، قال لها، ليس لك واسطة، ومن سوء حظك، أن ابنة شقيقة (فلان) متقدمة معك لشغل نفس الوظيفة . . هكذا بكل (تبجح).
وهكذا وصل الحال في معظم مؤسسات العمل العربية، وأصبح من المعتاد أن يسأل الشاب أو الفتاة عن (الواسطة) قبل أن يجرؤ على التقدم لأي وظيفة . . حتى بعض الوظائف التي لا تحتاج إلى واسطة أحد، فإن الناس يبحثون لها عن واسطة من باب التأكيد ربما يحدث في الأمور أمور، وخوفاً من (ولاد الأيه) المحظوظين الذين يسطون على كل الوظائف، لحسبهم ونسبهم وقربهم من المسؤولين، وهذه الظاهرة لا تخفي على أحد وربما تعرضت لها معظم البيوت العربية.
وإذا كان ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الأصيلة تؤكد أن الناس سواسية فإن ظاهرة الوساطة تنسف مبدأ المساواة وتهدر إمكانات الموهوبين أو المتميزين المحرومين من تحقيق أحلامهم لعدم وجود صاحب نفوذ أو مسؤول كبير يتوسط لهم، وهكذا يتم نسف مبدأ إنساني أساسي وهو تكافؤ الفرص، فيصبح الإحباط ظاهرة عامة وقاتلة لآمال التقدم والتنمية.
ويؤكد الدكتور محي الدين عبد الحليم أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر الشريف إن هذه الآفة من الآفات التي تنخر في بنيان المجتمع وقد تؤدي الى فقدان الناس للأمل في تحقيق أي نجاح اجتماعي، وتصيبهم بالإحباط واليأس كما انها تضيع كفاءات ومهارات نحن في أشد الحاجة إليها، فالذي يتقدم ليس المتعلم ولا المثقف ولا الموهوب ولكن من لديه ظهر يستطيع الإتكاء عليه !
واعتبر د.عبد الحليم هذه الظاهرة مصيبة كبرى تحيق بأي مجتمع، وتضرب الكفاءات الحقيقية في الصميم، فليس كل الناس لديها واسطة وليس كل الناس أيضاً لديهم استعداد للجوء إلى الواسطة، والمشكلة أن بعض الممارسات الحكومية تشجع ذلك وتفضل أصحاب النفوذ على حساب المستحق الحقيقي.
مجتمع الفهلوة!
ومن جانبها تؤكد الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع أن ظاهرة الواسطة ظاهرة طبيعية جداً في ظل مجتمع لا يحترم الكفاءة أو المهارة ولكن يحترم الفهلوة فمعظم الأمور التي تحدث من حولنا تعتمد على الفهلوة بطريقة لا تحقق تكافؤ الفرص حسب الإمكانيات.
وتؤكد د. سامية خضر إمكانية القضاء على مثل هذه الظاهرة وذلك بألا نميز إنساناً على حساب غيره، وبتقدير واحترام أصحاب الخبرات والتخصصات، وبالاعتماد على مبدأ المساواة وتقدير كل شخص حسب عطائه للمجتمع الذي يعيش فيه.
ومن جهته يعتبر الدكتور حامد زهران خبير تربوي هذه الظاهرة اغتصاباً لحق الآخرين وينبغي التفرقة هنا بين أمرين، الأول أن يكون صاحب الحق في أشد الاحتياج إلى التزكية من شخص ما كنوع من التسهيل في الإجراءات مثلاً.
والأمر الثاني: إذا كانت الوساطة بمعنى أن نزكي من لا يستحق فهذا سلوك خاطئ وغير سوي، وهو أمر محرم من الناحية الشرعية ومن الناحية الاجتماعية ويؤدي إلى تدمير عملية التفاعل الاجتماعي وفقدان الثقة والشعور بخيبة الأمل وبالتالي زيادة مشاعر الغيرة والحقد والعداء.
ويرى د. زهران أن هناك نوع من الواسطة بمثابة رشوة حيث يأخذ الوسيط قدراً معيناً من مال أو أي بديل كالهدايا مثلاً، مقابل أن يتوسط له عند آخر لقضاء مصلحة ما، فالوساطة بذلك تعتبر بديلاً للرشوة أو هي في حد ذاتها رشوة مقنعة.
وحول انتشار ظاهرة الواسطة في المجتمعات العربية، يقول د.زهران: في تقديري أنها منتشرة بشكل وبائي في بعض الدول العربية، ولكنها موجودة في صورة مخففة في البعض الآخر، فعلى سبيل المثال كان الوضع في مصر إبان الستينات والسبعينات والسبعينات وضعاً غريباً وطريفاً ومأسوياً في نفس الوقت، وكان الناس يتندرون كعادتهم على المقولة الشهيرة الرجل المناسب في المكان المناسب وهي المقولة التي كانت سائدة في الخطاب الإعلامي والرسمي، أما في الحقيقة فكان الرجل المناسب أي الذي يتمتع بصلة مصاهرة مع أحد ذوي النفوذ الذي يكفل له الوساطة . . هذا الرجل المناسب في المكان المناسب!
من علامات الساعة
ومن جهتها تعتبر الدكتورة مكارم الديري الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الواسطة اغتصاب فعلي لحقوق الآخرين الذين لا يتمتعون بصلات مع أحد من الكبار تمكنهم من الحصول على حقوقهم المسلوبة ولو كانوا أحق من هؤلاء الذين سلبوها بسبب الوساطات في إنها طاعون اجتماعي يعمل على تهميش أصحاب القدرات، كما أن هذه الظاهرة تجعل الإنسان المتفوق والمتميز مصاباً بالإحباط وخيبة الأمل.
وأكدت د. مكارم أن هناك حديثاً نبوياً يبين أن انتشار مثل هذه الظاهرة، من علامات الساعة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:( إذا وُسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة) وهذا ما نراه في أيامنا تلك من افتقاد للعدالة وانتشار للمحسوبية، فنحن نجد الكثير من الخريجين الذين لم يحصلوا على فرص عمل نظراً لغياب الواسطة لديهم، والغريب أنه حتى المشاريع الاقتصادية للقطاع الخاص تلعب الوساطة دوراً مهماً فيها إلى حد بعيد.
أما الدكتور أحمد المجدوب خبير علم الاجتماع فيضرب مثلاً يعبر عن بشاعة هذه الظاهرة فنجد أن هناك إناساً يتوسطون لشخص لأخذ شقة من شقق الدولة وهو في الحقيقة لا يحتاج إليها، والأفدح أن يقوم بتأجيرها للتربح على حساب آخرين هم في أشد الحاجة إليها! ويؤكد د. المجدوب أن عدم العدالة بين أبناء الوطن الواحد يؤدي إلى الإحساس بالظلم والحرمان، ولكن هناك جانباً إيجابياً فأنا من الممكن أن أتوسط لشخص ما حينما يكون لديه مشروع مفيد للمجتمع ويريد من مسؤول أن يدرسه ويُقيمه فإذا نجح فهو يستحق النجاح وإذا فشل مشروعه فينصرف، مجرد وسيط في تعريفه بشخص آخر، غير ان الوساطة في الأغلب الأعم تعتبر معول هدم في بناء المجتمع، وهي أخطر ما يهدد استقراره وتقدمه فهي تنسف مبدأ المساواة والعدالة وبالتالي هي تحول المجتمع إلى فريقين . . فريق صغير ومعه واسطة يأخذ كل شيء وفريق كبير ليس لديه واسطة لا يأخذ شيئاً من حقه.
ظاهرة عربية قديمة
واخيراً يؤكد د.حسام الجارحي أستاذ علم النفس : أن الواسطة ظاهرة اجتماعية موجودة منذ القدم، فقد جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليتوسط له ليوقف حداً من حدود الله فقال رسول الله قولته الشهيرة:( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) فالوساطة بهذه الصورة قديمة ولكنها كانت منتشرة على نطاق ضيق.
يضيف د.الجارحي: والحقيقة أن الشخص الذي يعتمد على الوساطة في قضاء مصالحه إنما هو في التحليل الأخير شخص ضعيف نفسياً، فهو شخصية اعتمادية لا تستطيع الاتكاء على إمكانتها الخاصة بل تعتمد على نفوذ وقوة الآخرين!

..... الرجوع .....

الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
تقرير
إقتصاد
منتدى الهاتف
مجتمعات
اثار
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
x7سياسة
الحديقة الخلفية
صحة وغذاء
شاشات عالمية
رياضة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved