الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 8th October,2002 العدد : 4

الثلاثاء 2 ,شعبان 1423

مجلة الجزيرة كما هي وكما نخطط لها
أما وأنَّ هذا العدد هو الرابع من "مجلة الجزيرة" التي أطلَّت عليكم دون أن يكون هناك إسناد تسويقي مسبق لصدورها..
وأنها صدرت دون كلمة عن هويتها، وبلا إفصاح عن الهدف من إصدارها فضلاً عن عدم معرفتكم ربما لما نخططه لمستقبلها..
***
في ضوء ذلك فإن عليَّ أن أسرع لأقول لكم..
لقد ملَّ القراء من الادعاء الذي تمارسه الكثير من الصحف مع كل خطوة هامشية من خطواتها..
ولا نريد للجزيرة الصحيفة أو المجلة أن تصنف ضمن منظومة هذه الصحف فيما لو قامت بمثل هذا التوجه..
***
وأننا لهذا آثرنا إصدارها دون أن يسبق ذلك ما اعتيد عليه من عمل دعائي مسبوق لمثل هذا الإصدار..
وفضلنا أن تكون المجلة بمضمونها وشكلها بمثابة الإعلان عنها والمسوق لها وأن يقتصر التنويه عن إشهارها على الأهم وفي أضيق الحدود..
ولا بأس أن أشير الآن مع صدور العدد الرابع من مجلة الجزيرة إلى:
أنَّ فكرة المجلة أن تكون منوعة ورشيقة وذات طابع علمي توثيقي..
وأن تجمع مادتها بين الجديَّة والإثارة معاً.. مع التزام بالصدق والموضوعية.. وأن يصاحب ذلك التقاط الغريب والتفتيش عن النادر والتنقيب عن الجواهر من بين هذا الكم الهائل من المواد الصحفية..
مع التأكيد على أن تكون مجلتكم جديدة في فكرتها ومواضيعها.. مختلفة عن غيرها من حيث الإخراج وتصميم الغلاف وحتى في صياغة المادة وكتابة العناوين..
وأن تبتعد مجلة الجزيرة عن القضايا والموضوعات المحلية مما هي مادة يومية مستهلكة ومكررة في صحفنا المحلية.. ومن ذلك تلك التي لا تمثل جديداً أو انفراداً للمجلة فيما لو نشرت فيها..
***
هذه بعض ملامح مجلة الجزيرة وليس كلها..
نحاول من خلال إصدارنا لها أن نرسخ قواعد وأصول المهنة...
وبالتالي تقديم أفضل خدمة صحفية لقرائنا..
ضمن تخطيط مستقبلي أفضل لهذه المجلة..
إنه هاجس الزملاء وهاجسي أيضاً..
***
وبكم..
ومعكم..
ومن أجلكم..
سيظلُّ شعارُنا:
الجزيرةُ تكفيك..

+
خالد المالك

"ضربة حظ" وراء بزوغ نجم "المرأة الحديدية"
"الصدفة" وحدها صنعت تاتشر!!
سطعت فاستعادت الامبراطورية التي غابت عنها الشمس وهجها

لن يمل التاريخ من الوقوف امام شخصية مرجريت تاتشر صاحبة لقب المرأة الحديدية التي استطاعت ان تجلس على كرسي الحكم كأول سيدة بريطانية تتولى توجيه دفة السياسةفي واحدة من القوى الكبرى المؤثرة على مسرح السياسة العالمية.
ولدت مرجريت هيلدا روبرتسفي عام 1925 لاب يمتلك متجرا صغيرا في منطقة جرانتهام في مقاطعة انجلترا.
واتسمت شخصيتها منذ البداية بالجدية الفائقة التي ساعدتها على استغلال المنحة الدراسية التي حصلت عليها في شق طريقها إلى جامعة اكسفورد والفوز منها بدرجتين جامعيتين في الكيمياء والقانون الا ان انبهارها باضواء العمل السياسي قادها إلى شغل واحد من افضل مقاعد البرلمان عن حزب المحافظين عن منطقة "فينشلي" في شمال لندن وهي لاتزال في الرابعة والثلاثين من العمر.
الصدفة الذهبية
استغلت تاتشر ما وهبه الله لها من سرعة البديهة وطلاقة الحديث في ارتقاء سلم حزب المحافظين وفي غضون فترة وجيزة تمكنت تاتشر من تمثيل المرأة البريطانية في الحكم كوزيرة للتعليم ولم تتعد الرابعة والأربعين من عمرها وبدا ذلك كما لو كان تتويجا لعملها الدؤوب .
وقد لعب الحظ والصدفة دورهما في صياغة المستقبل السياسي لها .
وتعد حالتها شهادة مثيرة للاعجاب على اهميةالصدفة المحضة في التاريخ .
ففي عام 1975 اتيحت لها فرصة خوض معركة زعامة حزب المحافظين امام ادوارد هيث بعد خروج مرشح الجناح اليميني بالحزب من سباق الانتخابات في آخر لحظة !! لم تضع تاتشر الكثير من الوقت، بل سارعت إلى مكتب ادوارد هيث لابلاغه بقرارها ومن الغريب ان هيث لم يكن يدرك قبل ذلك الوقت انه امام خصم عنيد مبديا عدم اهتمامه واكتفى بالقول لها سوف تخسرين .. اتمنى لك يوما سعيدا.
كانت تاتشر تتصرف في هذا الموقف وفي ذهنها مقولة فيكتور هوجو "ليس هناك اقوى من فكرة تظهر في وقتها" كان حزب المحافظين قد أصابه السأم والملل بحلول منتصف سبعينات القرن الماضي من ادوارد هيث ومايعرف باسم "تاثير راتشيت" وهو الاسلوب الذي يتبعه حزب المحافظين في اختيار رجل الدولة.
السياسة وحدها لا تكفي
لم تكن سياسات تاتشر هي وحدها العامل الحاسم في ذيوع صيتها على الساحة الدولية بل تضافرت صفات اخرى توافرت لها في صياغة شخصيتها الدولية في مقدمتها ما تمتعت به من الجمع بين قوة الارادة المتوهجة مع رقة الانوثة.
وفي عام1982 سنحت لها فرصة لفت انتباه العالم إليها عندما قادت بريطانيا إلى نصر مؤزر على الارجنتين وادركت في ذلك الوقت انه يتعين على السياسيين اصدارالاوامر الواضحة للعسكريين بشأن تنفيذ الاهداف وترك الفرصة لهم لاختيار الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه الاهداف.
كانت شخصية تاتشر لاتتحمل أي خسارة في الرجال أو السفن أو الطائرات .
وقد قال لها عدد من الادميرالات: لعل هذا هو السبب في انه يوجد لدينا المزيد من السفن والطائرات التي تكفي لالحاق الخسائر بالعدو.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جمعت شخصية تاتشر بين الاخلاص والشجاعة والولاء والمثابرة وهي من الفضائل التي تتحلى باكبر قسط منها وليس غريبا ان تتجه الانظار إليها من مختلف بقاع الارض للتعرف على أساليبها ومحاولة تقليدها !!
اعجاب متبادل كان الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريجان واحدا من أوائل المعجبين بشخصية مرجريت تاتشر وهو الذي وصل إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة بعد جلوس تاتشر على كرسي رئاسة الوزارة البريطانية بثمانية عشر شهرا. وكان ريجان ايضا قد بدا في التصرف على عكس ما يقضي به مبدأ "تاثير راتشيت" حيث عمد إلى اجراء تخفيض فعال في العملة وخفض الضرائب واتاحة المزيد من الفرص في السوق امام المؤسسات الحرة.
بلغ اعجاب الرئيس الأمريكي الأسبق بمرجريت تاتشر حدا جعله يحرص على سماع كل المحاضرات التي تلقيها عن فضائل السوق أو الدولة الصغيرة وهو الذي قال فيها: لن انسى تاتشر .. لقد كانت تصغي إلى فكاهاته وتحاول فهمها وتضحك في المواضع المناسبة لذلك شراكة فعالة نجح ريجان وتاتشر في تحويل ميولهما المشتركة إلى شراكة فعالة في السياسة الخارجية. ومع وجودهما في السلطة تحولت عملية ممارسة الضغوط الحكيمة على الدولة السوفيتية الرامية إلى تشجيعها على الاصلاح أو محو نفسها والا سوف يتحقق انفجارها من الداخل إلى سياسة مقبولة وقد شجعت تاتشر الرئيس الأمريكى في ذلك الوقت على تسليح روسيا بشكل افضل وجذبه إلى مائدة المفاوضات.
امبراطورية الشر
شاركت تاتشر ريجان الرأي في ان
موسكو تحكم "امبراطورية شر" ومن الافضل الاسراع بنزع سلاحها، لذا عملا معا على دفع ميخائيل جوربتشوف إلى اتباع سياسة البيروسترويكا واستغلالها لاقصى حدودها الممكنة الامر الذي كان له دوره في القضاء على الثقة بالذات لدى النخبة السوفيتية ولاشك في ان المؤرخين سوف يتحدثون بحماس عن الدور الدقيق الذي لعبته الكثير من العناصر التي وضعت نهاية للشيوعية السوفيتية الا انه من الواضح بالفعل ان تاتشر احتلت مكانا هاما في انجاز هذا الحدث العظيم كانت هناك بداية لحقبة تاريخية جديدة.
ان كل القوى التي جعلت من القرن العشرين فترة مخيبة للآمال شابها العنف من منظور أصحاب المذهب المثالي بما فيها من الشمولية والدولة العظمى وسحق اختيار الفرد والمبادرات الفردية قد لحقت بها الهزيمة العلنية المشهودة.
ساندت تاتشر مبدا السيادة في مواجهة معارضة قوية في بعض الاحيان: السوق الحر، التفكير الحر .. سوف يسجل التاريخ ان ابنة صاحب متجر صغير ساهمت في دخول القرن الحادي والعشرين والالفية الثالثة بحكمة اكبر وهي التي اثبتت انه ليس هناك ما هو اكثر فعالية من الجمع بين قوة الارادة وقليل من الافكارالواضحة والبسيطة والعملية.
محطات على طريق تاتشر
انتخبت كأول سيدة لمنصب رئيس الوزراء في بريطانيا عام 1979.
تمكنت من استعادة جزر فوكلاند من الارجنيتين عام 1982.
نجت من محاولة ارهابية لاغتيالها عام 1984 .
استقالت من منصبها عام 1990 بسبب عدم مساندة حزب المحافظين لها في الخلافات حول سياسة الجماعة الاوروبية.
حصلت في عام 1992 على لقب بارونة كيستيفن واحتلت مقعدا في مجلس اللوردات.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
تحت الضوء
ذاكرة التاريخ
الطابور الخامس
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
النصف الاخر
الطب البديل
تحت المجهر
تربية عالمية
الفن السابع
عالم الاسرة
المنزل الانيق
كتاب الاسبوع
ثقافة عالمية
رياضة عالمية
الفيروسات والاختراقات
نادي العلوم
هنا نلتقي
المستكشف
الصحة والتغذية
ملف المياه
مسلمو العالم
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved