الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Wednesday 10th August,2005 العدد : 138

الاربعاء 5 ,رجب 1426

لا تظلموا الإسلام!
مع كل عملية إرهابية يتم تنفيذها في هذه الدولة أو تلك مستهدفة حياة الأبرياء، ومصالح الناس والدول ويمعن فاعلوها ومؤيدوها وممولوها بارتكاب المزيد من الأعمال الإجرامية كلما نجحوا في تنفيذ عملية إرهابية وحشية جديدة..
وحيثما كان حجمها أو تأثيرها، أو ردود فعلها ومكانها، وزمانها أو ظهور من يؤيدها أو يشجبها، أو من يبحث عن مبرر يلتمس به العذر والمبرر لفاعليها..
فإن الإسلام كدين بكل تعاليمه السمحة، ومبادئه التي تنادي بالسلام والرحمة والحب والخير، هو مع شديد الأسف من يكون أول المتهمين..
كما أن أقرب من تلصق بهم المسؤولية بما يحدث، هم أولئك الذين ينتمون إلى هذا الدين، ويدينون به، ويعتنقون مبادئه..
***
إذاً، الإسلام بكل صفاته وتميزه ومساحة الخير والسلام التي هي شعاره وأسلوب تعامله..
والمسلمون أينما وجدوا، أو ذكر لهم أثر، أو حددت المساحة التي يوجدون فيها ويقيمون على أرضها، لا فرق بينهم ولا استثناء لأحد منهم..
هم لا غيرهم المسؤولون عن دمار العالم، وترويع الناس، وإثارة الفتنة على مستوى الدول وعلى امتداد العالم..
والإسلام والمسلمون وحدهم هم من يتحملون مسؤولية كل هذا الغليان، وكل هذه النار المشتعلة، وحيثما كان الدمار الشامل الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء، وقوض الكثير من شواهد ومشاهد الحضارة والتطور في مختلف الميادين والمجالات...
***
هكذا يتهم الإسلام ظلماً وجورا..
ويساء إلى كل المسلمين دون وجه حق..
وكأن المجرم هو فقط من ينتسب إلى الإسلام..
فيما تبرأ ساحة من يعتنق الديانات الأخرى..
وكأن الإسلام هو من يعلم الناس من معتنقيه الكراهية والعداء لكل من لا يدين بالإسلام...
بينما تصدر صكوك البراءة، ويستثنى من ليس دينه الإسلام، من أي مسؤولية أو محاسبة أو تفكير بأي دور يمكن أن يلعبه أو ينسب إليه..
***
الإرهاب كما نفهمه يقوده أفراد، وأحياناً مجموعات ومؤسسات..
وترعاه دول بالتمويل، والتغطية والمساندة إذا لزم الأمر..
لا فرق بين أن يكون هؤلاء مسلمين أو غير مسلمين..
وما يحفّز لهذا الفعل المشين..
وما يشجّع فاعليه على تكرار الفعل، والاستمتاع بالنتائج وردود الفعل..
يأتي أولاً، من ذلك الخطأ الكبير في التحليل، ومن تدخل العواطف، وتداخل الأهداف المسبقة عند تقييم الموقف..
ويأتي ثانيا لا أخيراً من المعايير المتباينة التي تتعامل بها الدول مع كل التجاوزات، بإظهار التسامح مع هذا الفاعل، والتشديد والتشدد مع الفاعل الآخر، دون مبرر، ومن غير أن يظهر أي تفسير..
***
لكن الأكثر خطورة..
والأشد تأثيراً..
إن العالم إلى اليوم لم يتبين لدوله حجم الدور الذي تلعبه في هذه المعاناة التي تتفاقم بشكل لافت ومثير للانتباه..
مع أنها شريك في المسؤولية..
ومتهم رئيسي بما يجري..
ولاعب مهم في ساحة الإرهاب..
من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي، ومن خلال المظلة التي توفرها لعدوان إسرائيل واحتلالها لأرض فلسطين..
بما ساهم كل هذا في الاحتقان واليأس واسترخاص الحياة، لمن فقد وطنه ومستقبله وحقه في حياة حرة كريمة..
ومثل كل فلسطيني، هناك من يعاني في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها وغيرهم كثير...
***
وهذا بالطبع لا يعني أننا نتفهم حق الناس في الممارسات الإرهابية، أو أننا نقرها أو نقبل بها..
ولكننا نسوقها كمحفّز وفق رؤية شخصية لهذا الذي يجري من عمليات إرهابية في دول العالم..
ودون أن نستثني من هو غير مسلم، في دور فاعل يعتمد أسلوب الإرهاب في تفريغ شحنات من الحقد والكراهية والبغضاء لكل ما يراه متحركاً ولكن بانتقاء على وجه الأرض، وقد يكون له هو الآخر مبرره لهذا العمل الإجرامي البغيض..
***
وباختصار شديد:
الإرهاب، تمارسه الدول والأفراد والمؤسسات والمنظمات..
وكل الأديان والقوميات والجنسيات والأجناس..
والإرهاب أشكال وأنواع، وإن تفاوت حجم تأثيره ودوافعه من حالة لأخرى، لكنه في كل الأحوال عمل غير مقبول، ولا بد من شجبه، والتعامل بحزم مع من يثبت تلبسه بالجريمة، مع التذكير بأهمية الكف عن تعليق الإرهاب على مشجب المسلمين، أو اعتبار أن الإسلام هو من ينتسب وينتمي إليه الإرهابيون، أو الزعم بأنه البيئة المناسبة والصالحة لنموه واستمراره وتجذره.


خالد المالك

وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر:
القضية الفلسطينية مرشحة للحل الدبلوماسي

* إعداد أحمد عبد اللطيف
حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر من تبعات أي صدام عسكري محتمل بين بلاده والمارد الصيني مؤكدا أن الحروب القادمة بين الدول الكبرى في العصر النووي سوف تكون مختلفة تماما عن الحروب التي جرت في القرن العشرين كالحرب العالمية الأولى والثانية.
وقال كيسنجر خلال حوار أجراه معه برنارد غويرتزمان، المحرر الاستشاري لموقع مجلس العلاقات الخارجية الامريكية أن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تكون فعالة إذا كان الهدف منها هو منع كل هجمة إرهابية على حدة. وأكد هنري كيسنجر أن هجمات لندن تمثل انتكاسة للجهود الهادفة إلى الحد من الإرهاب لأنها نقلت الحرب الآن إلى أوروبا للمرة الثانية بعد تفجيرات مدريد في الحادي عشر من آذار عام 2004م، كما أنها نقلت الحرب إلى دولة تعرف جيدا دورها في صد أي هجمات على حدودها. وأوضح وزير الخارجية الامريكي الاسبق أن تصوره في متابعة النصر العسكري الذي تحقق في العراق يختلف عن الخطوات التي انتهجتها الولايات المتحدة. وحول قضية الشرق الأوسط عبر كيسنجر عن تفاؤله بحل وشيك واضح المعالم يقوم على مقترح باراك. وعن البرنامج النووي الإيراني أبدى كيسنجر قلقة إزاء احتمال أن تفلح إيران في تطوير قدراتها النووية إذا ما فشلت المفاوضات الحالية الرامية إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني، وهو البرنامج الذي يعتقد كيسنجر أنه أكثر مدعاة للقلق من البرنامج النووي الكوري الشمالي بحسب اعتقاده. وعندما سئل عما إذا كان يفضل العمل العسكري ضد إيران في حالة فشل الجهود الدبلوماسية أجاب أنه لا يقر ذلك، ولكنه يرى من الناحية الأخرى أن تحمل عالما متعدد المراكز النووية سيكون مدمرا ، ولذلك فهو لا يقر العمل العسكري، ولكنه في الوقت نفسه لا يوصي بعدم استثناء العمل العسكري كليا.
وهنري كيسنجر هو السياسي الأمريكي الذي اشتهر بسياسته في الشرق الأوسط التي عرفت بالسياسة المكوكية خلال فترة فك الاشتباك بين القوات العربية والاسرائيلية بعد حرب اكتوبر، كما اشتهر بزيارته التاريخية إلى الصين في عام 1971م، التي كانت أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع إلى الصين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وهو يعد في الولايات المتحدة من أهل الخبرة الذين يلجأ إلى رأيهم في مختلف الشؤون التي تمس السياسات الأمريكية.. وفيما يلي نص الحوار:
***
تفجيرات لندن
* ما الدروس المستفادة من تفجيرات لندن؟ هل يعني ذلك أن الحرب على الإرهاب لم تثبت فعاليتها بعد؟
الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تكون فعالة إذا كان الهدف منها هو منع كل هجمة إرهابية على حدة.
لقد تطلب تنفيذ عملية لندن خمسة أشخاص فقط، ولكن الذي لا شك فيه هو أن التحضيرات لها تطلبت عدة أسابيع، ولا أعتقد أنها يمكن أن تقاس على أساس ما إذا كان من الممكن منع كل عملية على حدة.
إن هجمات لندن في نظري تمثل انتكاسة للجهود الهادفة إلى الحد من الإرهاب لأنها نقلت الحرب الآن إلى أوروبا للمرة الثانية بعد تفجيرات مدريد في الحادي عشر من آذار عام 2004م، كما أنها نقلت الحرب إلى دولة تعرف جيدا دورها في صد أي هجمات على حدودها.
إنني أعتقد أن قدرات الإرهابيين داخل بريطانيا سوف تتدهور كثيرا بهذه العمليات مهما بلغ حجمها الآن، كما أنها ستدفع الأوروبيين إلى التضامن، على الأقل فيما يتعلق بالهجمات على أوروبا.
* هل لهجمات لندن علاقة بالعراق بأي تصور؟
لقد كان الهجوم على مركز التجارة العالمي قبل أحداث العراق. وفي الواقع كانت هناك سلسلة من الهجمات على الولايات المتحدة قبل أحداث العراق، كما طالت الهجمات أيضا عددا من الدول الأخرى مثل إندونيسيا وتونس والمغرب، وكل هذه الهجمات لا علاقة لها بالعراق.
ربما ساعدت الأوضاع السائدة حاليا في العراق على تجنيد الإرهابيين، ولكن الصراع الدائر الآن يتجاوز العراق.
مسألة العراق
* بمناسبة العراق، ما شعورك الآن تجاه العراق؟ وما الذي ينبغي علينا فعله؟
كنت مؤيدا للقرار الأساسي الخاص بالعمل ضد العراق لأسباب عديدة، منها أنه لم يكن باستطاعتي أن أتصور أننا يمكن أن نشن الحرب على الإرهاب ونتجاوز الدولة التي تمتلك أكبر جيش في المنطقة، وأكبر دخل من النفط، وكبرى الإمكانيات التي يمكن تسخيرها لدعم الإرهاب، كما أنها تمثل بوجودها رمزا لتحدي الولايات المتحدة من خلال 17 خرقا لوقف إطلاق النار تم التفاوض حولها عبر الأمم المتحدة.
وبالإضافة إلى ذلك فأنا أعتقد، كما اعتقد الرئيس بيل كلنتون من قبل، وكما اعتقد الرئيس بوش، وكما اعتقد كل مسؤولي الاستخبارات الذين قيض لي أن التقي بهم، أن العراق امتلك أسلحة الدمار الشامل. ولكنني لم أكن مؤيدا للرأي القائل بأن متابعة النصر يمكن أن تكون على النموذج نفسه الذي تم في الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا.
كان رأيي أن ما جرى من احتلال لألمانيا واليابان وقع على دولتين ذواتي تركيبة قومية متماسكة، وتاريخ قومي متماسك.
كانت الدولتان تشعران بالهزيمة، ولذلك كانتا في حاجة إلى توجه جديد.
أما العراق فلا أعتقد أنه من الممكن التعامل معها باعتبارها دولة قومية على النحو الذي نتعامل به مع الدول الأوروبية أو اليابان، ولذلك كنت أفضل اتخاذ توجه أراه مستنكرا الآن.
كنت أعتقد أنه من الأفضل إجبار شخص ما على الاستسلام، ومن ثم يؤسس حكومة جديدة، ويخلق نوعا من نظام تشارك فيه الأمم المتحدة بإرسال قوة لحماية الحدود ومساعدة الحكومة على الأزمات، وذلك بدلا من أن تتحمل الولايات المتحدة كامل مسؤولية إعادة بناء الدولة على أساس ديمقراطي.
وحيث إننا قد اخترنا البديل الآخر فإنه من المحتم أن ينجح هذا البديل.
ما بين فلسطين والعراق
* ما التأثير الذي يمكن أن تحدثه التطورات في العراق على قضايا الشرق الأوسط الأخرى، وخاصة القضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية تكاد أن تكون مستقلة عن مسألة العراق، ويمكن أن تكون مرشحة للحل الدبلوماسي، وأعتقد أن عناصر مثل هذا الحل في مكانها الصحيح.
إن العراق يؤثر في القضية الفلسطينية سلبا. ففي حالة فشلنا في العراق، وأعني بهذا الفشل بروز حكومة متطرفة في بغداد، فإن النتيجة أن مثل هذا التطرف سوف يسيطر على الأوضاع في فلسطين، ولكن ذلك يعني بالضرورة أن التطرف سوف يجد طريقه إلى دول عديدة في المنطقة.
* هل أنت مستغرب للتجاوب الضعيف تجاه الحرب على العراق الذي أبدته الدول الأوربية التي يقطنها عدد كبير من المسلمين مثل فرنسا وألمانيا؟
إن مشكلة الدول الأوروبية أن جمهرة الناخبين فيها لا تريد أن تقدم أي تضحيات، سواء داخليا أو خارجيا، كما أن القيادات في تلك الدول تعلم نتائج أي هزيمة في العراق، ولذلك فقد حاولوا مساعدتنا في حدود ما هو متاح. فهم لم يقصدوا بذلك خذلاننا، ولكن موقفهم غير مشرف على كل حال.
العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية
* هل تعتقد بوجود لاعبين في الشرق الأوسط يمكنهم التأثير على الاتفاق بين إسرائيل وفلسطين؟ وهل قابلت الرئيس الفلسطيني أبو مازن؟
لقد تحدثت معه عبر الهاتف حول مبادرته، وأعتقد أنني قابلته مرة واحدة أو مرتين، ولكن لا يصح أن نأخذ الأمر بهذه الطريقة، ذلك لأن أي شخص لا يمتلك بمفرده القوة التي تؤهله على تحقيق الحل الذي نريده، ولكن معالم الاتفاقية التي أشرت إليها واضحة جدا الآن.
* ما هي هذه المعالم؟
معالم الاتفاقية حسب اعتقادي هي أن تتفق إسرائيل مع الفلسطينيين على الحصول على أرض على امتداد خطوط مقترح باراك، الذي تقدم به رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك في عام 2000م لإقامة جدار أمني دفاعي، وفي المقابل تتنازل إسرائيل عن جزء من الأرض لتعمل بذلك توازنا رمزيا.
وبالإضافة إلى ذلك يمكنك أن تكون أكثر إبداعا بأخذ قطعة ذات كثافة عالية من العرب ليساعد ذلك في حل المشكلة السكانية.
ويجب أيضا أن تقام حواجز في القدس على خطوط يتفق عليها فيما بعد، كما يجب أن ينظر في وضع حل لموضوع مشكلة اللاجئين على نحو يمنع عودتهم إلى إسرائيل.
أعتقد أن عناصر الحل متوفرة مبدئيا، ويتفق معها معظم الدول العربية المعتدلة والعديد من العقلاء في فلسطين، كما أن معظم الإسرائيليين يتفقون معها، رغم أن الحل قد يعني أن المستوطنات الإسرائيلية على الجانب الآخر من التقسيم ستكون على أرض عربية.
ولوضع أسس هذا الحل موضع التنفيذ نحن في حاجة الآن إلى دعم الدول الأوروبية، على الأقل بمفهوم ألا يفكروا في حل بديل للقيادات العربية، مما قد يعطي القيادات العربية المعتدلة مبررا لتتحرك.
وبالإضافة إلى ذلك نحن في حاجة إلى دعم ضمني من دول مثل مصر والجزائر والمغرب حتى لا يبدو الأمر كأن أبومازن يؤدي دوره في هذا السيناريو من منظور فلسطيني منفرد.
وفي اعتقادي أيضا أن دعما قويا من جانب الولايات المتحدة من شأنه أن يكون ذا تأثير فاعل في تحقيق هذا الحل.
* وهل يرغب بوش ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس في ذلك؟ هناك انطباع بأن الولايات المتحدة لا ترغب في بذل جهد شاق في مسألة الشرق الأوسط!
إن التحرك نحو تحقيق هذا الحل سيمثل تجربة مؤلمة لكل من يقدم على ذلك.
فبعد وضع الخطوط العريضة لا بد من السعي لوضعها موضع التنفيذ، وعندئذ ستبدأ الصعوبات التي تكتنف الحل في وضع الضغوط على الأطراف المشاركة، وستزداد هذه الصعوبات تعقيدا كلما توغلت الأطراف في الإجراءات العملية حتى ينتابها الشك في أن هذا العمل سيؤدي إلى تهدئة المتطرفين من الجانبين. أنا متأكد أن مثل هذا الحل سيوفر على الأقل فرصة لالتقاط الأنفاس يتاح فيها تحقيق التعايش بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل.
الديمقراطية والإصلاح
* حفلت خطابات الإدارة الأمريكية، وخاصة خطاب تنصيب الرئيس بوش، بالكثير من الأدبيات فيما يتعلق بالديمقراطية والإصلاح في العالم العربي. ويبدو أن العرب أنفسهم مهتمون بهذا الموضوع. فهل نحن مثاليون في هذا الطرح؟
من المهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة أن تدعم شيئا ما بدلا من مجرد استعراض القوة.
إنني أؤيد أن يكون هذا ما تحاول الولايات المتحدة أن تقف سندا له، ولكني متحفظ تجاه قدرة الولايات المتحدة على تحقيق ذلك في فترة وجيزة على أساس أنه برنامج للحكومة، كما أنني أكثر تحفظا تجاه توريط أنفسنا في التفاصيل الخاصة بمختلف الدول التي نحاول فيها تطبيق هذا التوجه. إنني مؤيد مبدئيا للفكرة، كما أنني مؤيد للتوجه، ولكن يجب أن نضع في أذهاننا أننا ندعم أيضا الاستقرار في هذه الدول.
أعتقد أن الخط الذي ينبغي أن نسير عليه في كل دولة يجب وضعه بحرص شديد.
البرنامج النووي الإيراني
* ما رأيك في السياسة المتبعة لمحاولة إيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران عبر المفاوضات؟
أعتقد أن من المهم أن نحاول إيقاف إيران، ومن المفيد أيضا من الناحية التكتيكية أن ندع الأوروبيين يجرون المفاوضات، على أن نقوم نحن بدور الداعم.
ولكننا سنجد أنفسنا عند نقطة معينة في المستقبل القريب مضطرين إلى تحديد ما إذا كانت هذه المفاوضات ذات جدوى، أم مجرد وسيلة لإعطاء شرعية للبرنامج النووي الإيراني.
يجب مناقشة ذلك باهتمام، وبعد ذلك علينا أن نقرر، بالتشاور مع حلفائنا، الإجراءات التي علينا اتخاذها، وسوف نجد أنفسنا حينها مواجهين بالتساؤل عن مدى رغبتنا في المضي قدما في منع التقنية النووية في إيران.
وقد تضطرنا إيران إلى التفكير في مدى جدوى سياسات حظر انتشار الأسلحة النووية، ذلك لأن التوجه الايراني سوف يجعلنا نعيش في عالم به العديد من المراكز النووية، مما سيضطرنا إلى التساؤل عن شكل العالم إذا ما كانت القنابل الإرهابية التي هزت لندن في السابع من أيلول الماضي قنابل نووية وأن عدد القتلى بلغ 100.000 قتيل مثلا.
* هل أنا محق في اعتقادي بأنه لا اعتراض لك حيال اتخاذ عمل عسكري ضد إيران؟
لا اعتراض لي على ذلك، ولكني أعتقد أن علينا أن نتعامل مع الموضوع بحذر شديد.
* هل تعتقد أن العمل العسكري سوف ينطوي على ورطة؟
إنني لا أقر العمل العسكري، ولكن، من الناحية الأخرى، فإن محاولة تحمل عالم متعدد المراكز النووية سيكون مدمرا إذا ما فشل العالم في كبح جماحها.
إنني لا أقر العمل العسكري، ولكني في نفس الوقت لا أقر استثناء العمل العسكري كليا.
الخطر الكوري الشمالي
* وماذا عن كوريا الشمالية؟ هناك مؤشرات على أنهم مستعدون للاتفاق. وقد كنتم في الصين، وتحدثت معهم، هل أحسست بأن اتفاقا ما في الطريق؟
لقد قابلت بعض الكوريين الشماليين. إنني أشعر ببعض التفاؤل تجاه كوريا الشمالية مقارنة بإيران، دون أن يعني ذلك أنني متفائل تماما. إن لدي انطباعا بأنه إذا ما كانت الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان على اتفاق حول هذا الموضوع فإن مسألة وجود أسلحة نووية في كوريا الشمالية ستكون مستحيلة. ونظرا لأن كوريا الشمالية دولة مفلسة، ويعاني اقتصادها من مصاعب عديدة، فإنها سوف تجد نفسها مضطرة إلى البحث عن مخرج حسبما علمت من عدد من المصادر. وإذا كان الأمر كذلك فإن توقف الجهود الكبيرة التي تبذلها كوريا الجنوبية، وظلت تقدمها باستمرار، يمكن أن يعيق محاولاتنا، لأنه بدون كوريا الجنوبية لا يمكن أن نصل إلى حل، حيث لا توجد دولة ترغب في وضع موارد في كوريا الشمالية لإعادة الاستقرار لاقتصادها.
فهي دولة تتألف من 20 مليون نسمة، ولذلك فإنها غير جاذبة للاستثمار حتى إذا ما أصبح نظامها مثل النظام الصيني. ولكنني أعتقد في الواقع أن قضية كوريا الشمالية في طريقها إلى الحل.
المارد الصيني
* لقد أصبحت أحد أهم الخبراء في العالم في موضوع الصين منذ زيارتك الأولى لها في عام 1971م. يبدو أن هناك بعض المبالغة في ما يتعلق بالصين، كما كان الأمر بالنسبة إلى اليابان قبل عشرة أعوام أو خمسة عشر عاما. هل أصبحت الصين من القوة بحيث يمكنها أن تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة؟
في الولايات المتحدة هناك ميل إلى الاعتقاد بأن في إمكاننا كتابة مجرى التاريخ، وبأن الأمر متروك لنا تماما لنقرر ما إذا كانت دولة ما أكثر أو أقل قوة منا، أو ما إذا كانت دولة ما ستكون داعمة لنا في سياساتنا أم لا. ولكن الدرس المهم الذي ينبغي علينا أن نتعلمه هو أننا اليوم إزاء عالم يشهد الكثير من الأحداث التي لا نستطيع التحكم فيها. نحن مثلا لا نستطيع أن نمنع الصين من أن تصبح دولة كبرى. بإمكاننا إبطاء نموها، ولكننا سندفع ثمن ذلك في العشر أو العشرين سنة القادمة، ويجب على صناع القرار التفكير في ذلك. ولكن من الحقائق الثابتة أن الصين في طريقه لأن تصبح من القوى الكبرى في آسيا، كما أن مركز جاذبية العالم في طريقها إلى التحول من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
نحن إزاء الصين أمام خيارين، إما أن نحاول إبطاء عجلة نموها، وفي هذه الحالة علينا أن نعلم أننا نغامر بإيجاد جيل من الصينيين سوف يعتبروننا أكبر عائق في سبيل نهضتهم، أو نعلن توجها للتعاون مع الصين، مع الاحتفاظ بحقنا في الدفاع عن مصالحنا إذا ما تعرضت لخطر.
وأنا أميل إلى الخيار الثاني، وذلك لأني أعتقد أن توازنا جديدا في طريقه للبروز في آسيا، ومن الحكمة إذا ما أردنا خلق صلة بهذا التوازن أن نفعل ذلك من منطلق التعاون مع الصين بدلا من أن نحاول أن نخلق حربا باردة. أما إذا سلكنا الطريق الآخر فإن ذلك سوف يجبر كل الدول المجاورة للصين على تحديد خياراتها، وسوف نكون عندئذ ملامين لوضعهم في مثل هذا الموضع. سوف يضعف هذا موقفنا في هذه الدول بدلا من تقويته.
* يبدو أن واشنطن منزعجة إزاء قوة الصين العسكرية، هل هذا صحيح؟
إن نمو نفوذ الصين في السنوات العشر القادمة لن يعتمد على قوتها العسكرية بقدر ما يعتمد على الروابط الاقتصادية التي ما انفكت تعمل على إنشائها مع جيرانها، وما تتسم به دبلوماسيتها من ذكاء واتزان، ولذا فإن مشكلتنا مع الصين في المستقبل المنظور سياسية أكثر من كونها عسكرية، ذلك لأن ميزانية الصين العسكرية تبلغ الآن حوالي 60 مليون دولار، أي ما يعادل تقريبا ميزانية اليابان. وإذا ما أضفنا إلى ميزانية اليابان العسكرية ميزانيات كل من الهند وكوريا وروسيا فإن الصين ليست في وضع يمكنها من قيادة العالم.
ولكن من المؤكد أن تتمكن الصين بفضل قدرتها الصناعية المتنامية أن تطور قوتها العسكرية.
ومن المؤكد أيضا أن الصين في أي حرب ضدنا ستكون قادرة على إلحاق ضرر أكبر بنا بعد عشر سنوات مقارنة بالضرر الذي بإمكانها إلحاقه بنا الآن، غير أن حربا مثل هذه سوف تكون باهظة التكلفة بالنسبة للصين أيضا، حيث ستجعلها تواجه تدميرا شاملا. ومن الحقائق المهمة التي ينبغي علينا أن ندركها هي أن الحرب بين الدول الكبرى في العصر النووي سوف تختلف عن الحروب التي سبقت الحرب العالمية الأولى. وحتى في الحرب العالمية الأولى، إذا أدرك أي من قادة الحرب في عام 1914م كيف سيكون شكل العالم في عام 1918م لغير خططه إزاء الحرب. ولذا فإننا لا ننظر إلى هذا الموضوع باعتباره من المواضيع الاستراتيجية، لأن الصين لن تكون على مدى جيل كامل في وضع يمكنها من تهديد المصالح الأمريكية عسكريا، ولكنها بالتأكيد سوف تستطيع التأثير على هذه المصالح سياسيا.
العلاقة مع الهند
* هل أنت مؤيد لتطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والهند؟
أعتقد أن هناك مصالح متوازية بين الهند والولايات المتحدة.
فعلى امتداد المنطقة بين سنغافورة وعدن، على سبيل المثال، هناك مصالح عديدة متوازية، حيث لا ترغب أي من الدولتين في سيطرة التطرف على هذه المنطقة، كما أنهما لا ترغبان في وصول الدول الأخرى المنافسة إليهما، وبالإضافة إلى ذلك يهمهما الحفاظ على مصالحهما في حماية مواردهما البترولية. ولذلك أعتقد أنه من المهم بالنسبة إلى كل من الدولتين أن توثقا روابطهما أكثر تأكيدا للمصالح المشتركة التي تجمع بينهما.
وليس من الحكمة أن نضع الهند في موضع نعطيه فيها دورا مهما في التحالف ضد الصين.
الهند تعرف كيف تدافع على مصالحها، كما أنها تعرف أن الولايات المتحدة يهمها الحفاظ على التوازن الكلي للقوى. وكلتا الدولتين ديمقراطيتان، وهذا بلا شك سوف يدعم جهود التقارب بينهما، ولكنه لم يؤد إلى التعاون الوثيق سابقا، ولذلك فإن مسألة الهند مسألة مهمة ولكنها ليست أساسية.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
الصحة والتغذية
خارج الحدود
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
من الذاكرة
روابط اجتماعية
x7سياسة
الحديقة الخلفية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved