الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Wednesday 10th August,2005 العدد : 138

الاربعاء 5 ,رجب 1426

لا تظلموا الإسلام!
مع كل عملية إرهابية يتم تنفيذها في هذه الدولة أو تلك مستهدفة حياة الأبرياء، ومصالح الناس والدول ويمعن فاعلوها ومؤيدوها وممولوها بارتكاب المزيد من الأعمال الإجرامية كلما نجحوا في تنفيذ عملية إرهابية وحشية جديدة..
وحيثما كان حجمها أو تأثيرها، أو ردود فعلها ومكانها، وزمانها أو ظهور من يؤيدها أو يشجبها، أو من يبحث عن مبرر يلتمس به العذر والمبرر لفاعليها..
فإن الإسلام كدين بكل تعاليمه السمحة، ومبادئه التي تنادي بالسلام والرحمة والحب والخير، هو مع شديد الأسف من يكون أول المتهمين..
كما أن أقرب من تلصق بهم المسؤولية بما يحدث، هم أولئك الذين ينتمون إلى هذا الدين، ويدينون به، ويعتنقون مبادئه..
***
إذاً، الإسلام بكل صفاته وتميزه ومساحة الخير والسلام التي هي شعاره وأسلوب تعامله..
والمسلمون أينما وجدوا، أو ذكر لهم أثر، أو حددت المساحة التي يوجدون فيها ويقيمون على أرضها، لا فرق بينهم ولا استثناء لأحد منهم..
هم لا غيرهم المسؤولون عن دمار العالم، وترويع الناس، وإثارة الفتنة على مستوى الدول وعلى امتداد العالم..
والإسلام والمسلمون وحدهم هم من يتحملون مسؤولية كل هذا الغليان، وكل هذه النار المشتعلة، وحيثما كان الدمار الشامل الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء، وقوض الكثير من شواهد ومشاهد الحضارة والتطور في مختلف الميادين والمجالات...
***
هكذا يتهم الإسلام ظلماً وجورا..
ويساء إلى كل المسلمين دون وجه حق..
وكأن المجرم هو فقط من ينتسب إلى الإسلام..
فيما تبرأ ساحة من يعتنق الديانات الأخرى..
وكأن الإسلام هو من يعلم الناس من معتنقيه الكراهية والعداء لكل من لا يدين بالإسلام...
بينما تصدر صكوك البراءة، ويستثنى من ليس دينه الإسلام، من أي مسؤولية أو محاسبة أو تفكير بأي دور يمكن أن يلعبه أو ينسب إليه..
***
الإرهاب كما نفهمه يقوده أفراد، وأحياناً مجموعات ومؤسسات..
وترعاه دول بالتمويل، والتغطية والمساندة إذا لزم الأمر..
لا فرق بين أن يكون هؤلاء مسلمين أو غير مسلمين..
وما يحفّز لهذا الفعل المشين..
وما يشجّع فاعليه على تكرار الفعل، والاستمتاع بالنتائج وردود الفعل..
يأتي أولاً، من ذلك الخطأ الكبير في التحليل، ومن تدخل العواطف، وتداخل الأهداف المسبقة عند تقييم الموقف..
ويأتي ثانيا لا أخيراً من المعايير المتباينة التي تتعامل بها الدول مع كل التجاوزات، بإظهار التسامح مع هذا الفاعل، والتشديد والتشدد مع الفاعل الآخر، دون مبرر، ومن غير أن يظهر أي تفسير..
***
لكن الأكثر خطورة..
والأشد تأثيراً..
إن العالم إلى اليوم لم يتبين لدوله حجم الدور الذي تلعبه في هذه المعاناة التي تتفاقم بشكل لافت ومثير للانتباه..
مع أنها شريك في المسؤولية..
ومتهم رئيسي بما يجري..
ولاعب مهم في ساحة الإرهاب..
من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي، ومن خلال المظلة التي توفرها لعدوان إسرائيل واحتلالها لأرض فلسطين..
بما ساهم كل هذا في الاحتقان واليأس واسترخاص الحياة، لمن فقد وطنه ومستقبله وحقه في حياة حرة كريمة..
ومثل كل فلسطيني، هناك من يعاني في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها وغيرهم كثير...
***
وهذا بالطبع لا يعني أننا نتفهم حق الناس في الممارسات الإرهابية، أو أننا نقرها أو نقبل بها..
ولكننا نسوقها كمحفّز وفق رؤية شخصية لهذا الذي يجري من عمليات إرهابية في دول العالم..
ودون أن نستثني من هو غير مسلم، في دور فاعل يعتمد أسلوب الإرهاب في تفريغ شحنات من الحقد والكراهية والبغضاء لكل ما يراه متحركاً ولكن بانتقاء على وجه الأرض، وقد يكون له هو الآخر مبرره لهذا العمل الإجرامي البغيض..
***
وباختصار شديد:
الإرهاب، تمارسه الدول والأفراد والمؤسسات والمنظمات..
وكل الأديان والقوميات والجنسيات والأجناس..
والإرهاب أشكال وأنواع، وإن تفاوت حجم تأثيره ودوافعه من حالة لأخرى، لكنه في كل الأحوال عمل غير مقبول، ولا بد من شجبه، والتعامل بحزم مع من يثبت تلبسه بالجريمة، مع التذكير بأهمية الكف عن تعليق الإرهاب على مشجب المسلمين، أو اعتبار أن الإسلام هو من ينتسب وينتمي إليه الإرهابيون، أو الزعم بأنه البيئة المناسبة والصالحة لنموه واستمراره وتجذره.


خالد المالك

عندما يغيب التسامح بين الأزواج... تكون هناك أزمة!!
إعداد: وفاء الناصر
الطلاق نهاية مريعة لعلاقة كانت تحمل ذات يوم آفاقاً رائعة، ولعل مجرد التفكير في احتمال أن تؤول العلاقة إلى مثل تلك النهاية المأساوية يصيب المرء بالكآبة، وذلك أن الفشل صعب، فما بالك عندما يكون الفشل من عيار الطلاق بالثلاثة؟!
مهلاً سيدي لا تجرّد حسامك من غمده، فلا نحن في قتال موت ولا في حلبة مجالدة رومانية، لماذا تتعصب وتتكهرب عندما نختلف؟ ولماذا تركبك العفاريت (الزرق) إذا ما شعرت بأنك لن تقوى على حشري في قمقمك الضيّق؟ هل لي بعض سماحتك وتسامحك وقلبك الواسع يا أيها الرجل الذي أشبعني ذات يوم تنظيراً عن الحرية والمساواة وحق المرأة في أن تكون نداً للرجل؟ لا أريد مساواتك ولا أطمح في نديتك، كل ما أحلم به هو أن تترك لي ما تبقّى من شخصيتي، وأن تترك لي بين فينة وأخرى متعة أن أقول (لا) كي أشعر بأني أحيا كسائر البشر بكيان آدمي حقيقي. عفواً سيدتي، أنى لك كل هذه القسوة حتى تحيلي نهاري هروباً وليلي كداً؟ ألا تغضين الطرف قليلاً عن خطاياي لكي تسير الحياة ويدور عداد الأيام، أم أن الوقوف في وجهي أصبح رسالتك في الحياة؟ هل تزوجنا يا عزيزتي لكي نصبح خصمين متناظرين في (الهايد بارك) أليس هنالك من حل وسط بين الغزل والهجاء، لكي أبقى (جريرك) وتبقي (فرزدقي)؟! عفواً أيها الأزواج، كم من السنوات ستضيّعون قبل أن تتعلموا فضيلة التغاضي عن أخطاء الآخر، وكم ستحرقون من أعصابكم قبل أن تدركوا نعمة التطنيش! ليلق كل منكم بقالبه الجاهز إلى سلة المهملات، وليطوّح سيفه البتّار في الهواء، وليتوقف عن محاولات إعادة صياغة الآخر بالقوة المسلّحة، فالنفوس لا تصنع من جديد إلا بالتفاعل الطبيعي بين الناس، وتغيير الآخر يبدأ من الاستعداد لخوض ذلك التفاعل على أساس التأثير والتأثر، وعلى قاعدة التغيير والتغيّر.
غض الطرف
وسّعوا صدوركم وتغاضوا عن الأخطاء، فالتغاضي لا يعني الاستسلام والهزيمة، بل هو أوسع من ذلك بكثير، إنه لا يعني اليأس من تغيير الآخر بقدر ما يعني تركه لكي يكتشف من تلقاء نفسه أن ما قام به خطأ، ومن يدري فلربما اكتشفت أنت في وقت ما أن ما قام به شريكك هو الصواب، وأنك أنت من كان على خطأ.
وغض الطرف لا يعني عدم الاكتراث، بل على العكس من ذلك تماماً، فانت تتسامح إزاء هفوات من تحب، وقد لا يكون لديك ذلك الاستعداد للتسامح مع خطايا الآخرين. هل تبدو هذه قاعدة مقلوبة؟ ربما تبدو كذلك أحياناً، إذ من الطبيعي أن نتسامح مع أخطاء البعيدين لأن المسافة الكبيرة بيننا وبينهم تتيح امتصاص المواقف المتصادمة، أما القريبون جداً كالشريك الزوجي مثلاً فهؤلاء يجب أن يكونوا نقيين من كل شائبة.
هذا وجه للعملية، لكن الوجه الآخر يفيد بأن تسامحك مع الآخر يشير إلى مدى استعدادك للتعايش مع ذلك الآخر، ومدى حرصك على إبقائه في عالمك والتغاضي لا يعني إعلاناً ضمنياً بالتوقف عن المساءلة وفق مقولة (فخار يكسر بعضه) فإذا كان هذا هو الدافع، فمعنى ذلك أنك اخترت النوع الأسوأ من التغاضي، أما النوع الأفضل منه فمعناه أنك تتوقف عن (النق والنقيق) بمناسبة وبغير مناسبة، لإدراكك بأنك لن تستطيع أن تحصي على الآخر أنفاسه، وترسم له خطواته.
حق الآخر
إن التوقف عن الانتقاد المتواصل معناه الاعتراف بحق الآخر في التعلّم من التجارب المتكررة، ومعناه أيضاً أن انسحاباً تكتيكياً يهدف إلى البحث عن وسيلة أفضل لتحقيق التفاهم بدلاً من الوسائل الاستفزازية التي تشيع أجواء النكد في البيت.
ولتكن تلك الخطوة نابعة من الشعور بانعدام الحيلة إزاء تغيير الآخر، لا بأس في ذلك، فليس من الطبيعي أن نتوهم في أنفسنا تلك القدرة الخارقة، ألا يقول الله تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وليكون التغاضي عن أخطاء الآخر من النوع الجيد يجب أن يكون متبوعاً بالاستعداد لمساندة الشريك في قراراته، بصرف النظر عن موقفك من تلك القرارات، اللهم إلا إذا كانت تمس جوهر العلاقة وتضر بأساس العائلة.
ولعلها فرصة لك، وأنت تتخذ القرار بالتوقف عن النقيق والانتقاد والاعتراض الفج، لكي تنظر إلى نفسك من زاوية انتقادية أيضاً، وعلى نحو يتيح لك تصويب ما أنت فيه من أوضاع، فالمرء عندما يكون متوتراً ومتحفزاً للهجوم، قلما يرى في نفسه أي اعوجاج، أما عندما تهدأ نفسه فحين ذاك يصبح قادراً على تقييم الأمور وتبيان الصح من الخطأ والأهم من ذلك إصلاح الذات قبل التفكير في إصلاح الآخرين.
إن معاني التسامح الزوجي لتتسع إلى عالم رحب من المحبة والتفاهم والبناء على أساس أعمق غوراً، والتسامح الحق هو إحلال الحب مكان الخوف، ووضع مبدأ قبول الآخر في مكان نفي الآخر وقمع شخصيته، وهو يعني أيضاً الاعتراف الكامل بالآخر باعتباره كائناً بشرياً يملك حرية التعبير والاختلاف.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
الصحة والتغذية
خارج الحدود
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
من الذاكرة
روابط اجتماعية
x7سياسة
الحديقة الخلفية
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved