الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 11th March,2003 العدد : 25

الثلاثاء 8 ,محرم 1424

بين إعلامين..!
طبول الحرب تُقرع من حولنا..
وشن الحرب على العراق اقترب من مرحلة التنفيذ...
ومثلما تجيّش الدول الكبرى رجالها ونساءها لهذه الحروب...
فهي تجيّش رجال الإعلام وبناته لنقل هذه الصورة المعتمة في تاريخ الإنسان..
يحدث هذا من خلال استعدادات إعلامية هائلة لا تقوم بها إلا هذه الدول..
فيما تغيب الدول الأخرى معتمدة على ما يقوله لها هؤلاء..
مع أن موضوع الحرب يعنيها ويمسها في الصميم..
***
والإعلام وقد أصبح ضمن ما يوظف من أدوات لخدمة أهداف الحروب..
باعتماد الدول عليه في إدارة جوانب من حروبها مع الغير..
هذا الإعلام بصورته هذه..
وبالانتشار الكبير الذي نراه..
وبكل ما هو متاح له من إمكانات هائلة..
أين عالمنا الصغير منه..؟
سؤال أطرحه، ونحن على أبواب معركة جديدة...
بانتظار أخرى...
وربما أكثر..
***
إن الإعلام العربي تحديداً...
يحتاج إلى رؤية واضحة تعالج حاضره ومستقبله..
تُستلهم من المتغيرات في عالم اليوم..
ومن السباق المحموم بين الدول إعلامياً لاستثماره في تحقيق ما نريد..
قناعة بأنه لا مكان بين الأمم للنائمين منا..
أو المتخاذلين في إعلامنا عن أداء ما هو مطلوب منهم...
***
وفي كل الأحوال...
وإن اختلفت وجهات النظر..
وتباينت القناعات..
فإن المرحلة تحتاج إلى كثير من التنازلات الإيجابية..
لكيلا يتركنا القطار وحدنا في قارعة الطريق..
بانتظار ذلك الذي لن يأتي أبداً..

++
خالد المالك

++
ممارسة الحجامة تثير مخاوف انتقال الأمراض المعدية
في ظل غياب الرقابة وانعدام التخصص

* إعداد: سعيد الراشد
تمثل الحجامة جانبا مهما من جوانب الطب الشعبي، وهي ممارسة شرعية تم توارثها منذ صدر الإسلام، وما زالت تلقى قبولا واسعا من طالبي العلاج، ولكن في الآونة الأخيرة بات شعور من الخوف يسيطر على طالبي هذه الخدمة العلاجية، هل من يقومون بها هم من أهل الخبرة والاختصاص؟ وهل الأدوات المستخدمة فيها خاضعة للمواصفات والاشتراطات الصحية؟ وما مدى فعاليتها في ظل التطورالطبي الحديث؟
التحقيق التالي يطوف بنا في عالم الحجامة والحجامين، وأهل العلم والاختصاص
في البداية تحدث إلينا الأستاذ ناصر الحمدان المشرف على برنامج الوبائيات بوزارة الصحة عن الحجامة قائلا: الحجامة معروفة منذ القدم، عرفها الصينيون والبابليون والفراعنة ودلت آثارهم وصورهم المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج بعض الأمراض.
وكانوا في السابق يستخدمون الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذا الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص، ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.
أصل الحجامة
يضيف الحمدان: الحجم في اللغة العربية يعني المص، يقال: حجم الصبي ثدي أمه إذا مصه.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجم وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي» وكغيرها من وسائل التطبيب التي لا تخضع للطب الحديث فهي تستخدم لأنواع مختلفة من الأمراض مثل الحالات الروماتيزمية وضغط الدم المرتفع وحالات الشلل والأمراض النفسية والسحر والشقيقة وغيرها.
وتختلف ممارسة الحجامة عن غيرها من الممارسات التي يمكن أن تدرج ضمن الطب الشعبي إذ ان الدم يستنزف بعد تجريح الجلد مما يجعل المريض والحاجم في خطر الإصابة بعدوى من بعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، وهي في كثير منها شديدة الخطورة ولا يمكن معالجتها، لذلك فإن أي عملية حجامة لا بد أن تخضع لنفس الأجراءات التي تتخذ في حالة سحب الدم من المريض في المستشفى أو العيادات الطبية، والتي يقوم بها شخص مدرب وواع للمخاطر المتوقعة له أو للمريض في حالة وخزة الابرة.
كما أنه عند استعمالها يجب أخذ الحيطة لأقل الاحتمالات لأنه في حالة الخطأ البسيط يمكن أن يتعرض الشخص لإصابة بعدوى مرض مثل الالتهاب الكبدي (ب) أو (ج) الذي يؤدي إلى التهاب مزمن في الكبد ثم تليف وفشل وظائف الكبد وقد يؤدي إلى سرطان الكبد الذي يعتبر من السرطانات التي لا يفلح معها العلاج.
كما أن هناك أمراضا أخرى وإن كانت نادرة إلا أنها ممكن أن تنتقل عن طريق أدوات الحجامة التي لا يُحسَن تعقيمها.
ضوابط صحية
لا يتوفر لنا الآن إحصائية عن نسبة مستخدمي الحجامة في المملكة وعدد العاملين بها لكن ما نسمعه يدل على أن هناك كثيراً من الناس يستخدمونها وبشكل متكرر.
لذلك كان لا بد على الجهات المعنية الالتفات لهذه الممارسة ووضع تنظيم وضوابط تحد من المخاطر الماثلة في حالة عدم التعامل الصحي السليم فيها، حيث لا يمكن منعها بتاتاً لأنها عملية بسيطة ويمكن مزاولتها في المنازل.
عملية مريبة
التقينا الأخ مزاح العنزي الذي قام بالحجامة قبل أسبوع فذكر أنه ذهب إلى هؤلاء الحجامين لأول مرة حيث كان يشعر بخمول دائم في جسمه لا يعرف مصدره وعند دخوله غرفة الحجام لم يكن هناك أية سؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض أو هل لديه أمراض معينة مثل السكر والضغط والقلب وإنما طلب منه الحجام الجلوس على كرسي معد خصيصا لهذا الغرض وقام بحلق جزء من مؤخرة الشعر وأحضر موسى حلاقة وقام بشطب الجلد وخرج الدم واستخدم لذلك كوباً ولمدة خمس عشرة دقيقة ثم أعاد تلك الطريقة لمدة زمنية مماثلة ومن ثم وضع مواد يقول إنها مطهره على مكان الجرح وطلب قيمة الخدمة ومن ثم غادرالمريض المكان.
من الرقيب؟
لاحظ العنزي أن الحجام قام بوضع الدم في كيس بلاستيكي ثم لا يعرف مصيره لأنه غادر المكان فورا وذكر بأنه ما زال يشعر بألام شديدة في الرأس ولا يعرف لها سبباً وتمنى من الجهات المعنية سواء وزارة الصحة أو البلديات القيام بدورها على أكمل وجه تجاه هذه الفئة حيث اتضح ضآلة خبرتهم في الأمور الإسعافية وجهلهم عن الأمراض التي تنقل عن طريق الدم كما أن الحجامة لها تواريخ وأيام وساعات محددة لكن هؤلاء الحجامين لا يبالون بذلك وإنما يقومون بعملهم طوال الشهر واليوم دون النظر إلى تلك المحددات كما أن الأدوات التي يستخدمونها تحتاج إلى طريقة تعقيم حديثة بدلا من الطرق البدائية التي يستخدمونها كما طالب بأن يتم أختيارمجموعة من هؤلاء الحجامين ويلحقوا بدورات في الإسعافات الأولية ومن ثم يتم إلحاقهم بأحد المراكز الطبية بحيث يكون هناك مكان للحجامة تحت إشراف ذلك المركز الطبي وبالتالي نضمن أن عمل الحجامة يتم وفق أسس طبية وتحت إشراف أطباء متمكنين.
الأمانة لم ترخص لأحد
وذكر الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالمحسن المنصور مدير عام صحة البيئة بأمانة الرياض بأن الحجامة نوع من أنواع التداوي حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم والحجامة كما هو معروف تجميع الدم في جزء من الجسم غالبا ما يكون الجزء الخلفي من الرأس أو الجزء العلوي من الظهر ومن ثم جرح هذا الجزء بأداة حادة وإخراج الدم المتجمع خارج الجسم ولذا فإن القيام بهذه العملية يحتاج إلى معرفة ومهارة كما يحتاج إلى أن يتم في محل مجهز لهذا الغرض وباستخدام أدوات نظيفة لضمان عدم حدوث نتائج سلبية وللمحافظة على الجسم من التلوث وحمايته من انتقال الأمراض.
أما الأمانة وحسب التعليمات المبلغة لها فلا ترخص لمزاولة مثل هذا العمل ما لم يكن طالب الترخيص ذا معرفة ومهارة وقادراً على مزاولة هذا العمل ويكون المحل المراد ترخيصه مهيأ لمزاولة هذه المهنة ومستوفياً للاشتراطات الصحية ولم ترخص الأمانة حتى تاريخه لأي محل لمزاولة هذه المهنة نظرا لعدم توفر الشروط المطلوبة.
صحة البيئة
وعن دور صحة البيئة حيال تلك المحلات التي تقوم بالحجامة أضاف المنصور أن المراقبين الصحيين يتابعون تلك المحلات وتوقع المخالفة على من يضبط يزاول الحجامة أو من يوجد بمحله ما يدل على قيامه بذلك ومعاقبته بغرامة مالية وفق ما تقضي به لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية باعتباره مخالفا لما رخص له أو فتح محل قبل الحصول على ترخيص.
وإذا كان هناك من يزاول العملية فإن ذلك يتم في الخفاء وقد يكون باتفاق بين طالب الخدمة ومقدمها وغالبا ما يتم القيام بها في أماكن داخلية إما في منازل خاصة أو أماكن منزوية بعيدة عن الرقابة وعن المحلات الموجودة بأحد شوارع الرياض وتقوم بالحجامة فذكر بأنها محلات مرخصة لمزاولة الحلاقة ولذا لا يسمح لها النظام بمزاولة أي عمل خلاف هذا النشاط والرقابة مشددة على هذه المحلات وقد تم ضبط عدد من المخالفين وطبقت بحقهم العقوبة اللازمة كما أكد المنصور بأن مستوى الوعي الصحي لدى المواطن وصل مرحلة متقدمة وأصبح يدرك جميع المخاطر الصحية التي تنتج عن قيام أي شخص بعمل دون أن يكون مهيأ مهنيا وصحيا لهذا العمل والقيام به في موقع لا تتوفر فيه الاشتراطات الصحية وناشد الإخوة المواطنين والمقيمين بعدم تشجيع الفئة المخالفة وعدم تعريض أنفسهم لمخاطر صحية ذات آثار سلبية وأن يكونوا عونا للأجهزة الرقابية بعدم التعامل معهم والإبلاغ عن أي مخالف لأتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.
رأي الطب
وحول هذا الموضوع التقينا بالدكتور محمد بن فهد أسود أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية بمركز بنان الطبي لأمراض وجراحة الجلد الذي استدل بما ورد في الأثر (لن يشبع مؤمن من علم حتى يكون منتهاه الجنة) والحجامة هي أحد أنواع الطب البديل والتي قد تشمل العديد من أنواع العلاج المألوف وغير المألوف لدينا مثل علاج الإبر الصينية والأعشاب والمعادن الثمينة والإيحاء والكي والتنويم المغناطيسي.. والقائمة تطول وتتم بتشريط الجلد بآلة حادة ثم وضع ما يشبه الكأس يولد به ضغطا سلبيا يساعد على شفط الدم وتجميعه والتخلص منه، وغالبا ما يكون في دم الأوردة لأن الشرايين تقذف بالدم دون الحاجة لعملية شفط.
يمكن تطبيق الحجامة على مختلف أجزاء الجسم في الرأس والأطراف والظهر والصدر ويمكن إجراؤها بأي وقت في الليل أو النهار لصائم أو مفطر لمحرم أو محل.
لقد ثبت أن الحجامة كانت وسيلة علاجية ذكرت في تاريخ كثير من الأمم مثل الهنود والصينين والفراعنة والقبائل الإغريقية والجنوب أمريكية وقد ذكرت أحاديث عدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجم وكية نار، وأنهي أمتي عن الكي».
وقد روي أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه وهو محرم من وجع كان به وكذلك في رواية أخرى أنه احتجم وحجمه أبو طيبة فأعطاه صاعين من طعام وخفف عنه في الخراج المفروض عليه.
الحجامة والأجر
.. وبمناسبة الأجر فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن كسب الحجام تنزيها لا تحريما.. إن من يتصفح ما جاء عن طرق العلاج عبر شريعتنا سيجد الكثير من الطرق التي ثبت صحتها علميا في عصرنا ولكن طرق تطبيقها في حينها كانت تناسب المفاهيم السائدة بذلك العصر وكمثال على ذلك ما رواه البخاري عن ابن عمرعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء»، وهذا صحيح ففي أيامنا هذه فإننا ننصح المريض المحموم بأن يستخدم كمادات الماء البارد أو حتى الثلج لتخفيض حرارته ولكننا قد نلجأ لبعض الأدوية في حبوب وسوائل وحقن لأننا نعلم بأن استمرار الحرارة إذا لم تستجب للكمادات قد تسبب أضرارا دائمة للجملة العصبية وهذه العلاجات لم تكن متوفرة قبل ذلك.
وفي حادثة أخرى تروى عن السيدة فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم أنها أحرقت حصيرا لترفأ برماده جرح الرسول الكريم عندما أدمي وجهه وكسرت رباعيته.. وهذا صحيح علميا لأن الرماد مادة مخثرة للدم ومعقمة للجرح.. فهل يعني هذا أن نستعمل حصيرا محروقا في علاج المصابين في أقسام الطوارئ والعمليات ونترك الشاش الطبي المعقم والذي يقوم بنفس الوظيفة وعلى شكل أفضل: قطعا لا لأن الشاش لم يكن متوفرا في ذلك الحين ليوصي به النبي الكريم وإنما وافق على ما تم لأنه أفضل المتاح في حينه للقيام بالمطلوب.
الدم الفاسد
وعودا للحجامة وما يقال بأنها تخرج دما فاسدا.. فهذا شي غير علمي أو منطقي لأنه كما ذكرنا سابقا بأن لون الدم داكن وهذا دم الأوردة بينما دم الشرايين أحمر فاتح لأنه يحتوي على الأوكسجين.
أما أنه راكد وفاسد فإننا نعلم يقينا الآن أن بعض خلايا الدم تدور لمختلف أنحاء الجسم مرات عده خلال ساعات قليله!! فأين الركود في ذلك.
وإذا كانت فاسدة فإنها ستعم كل الجسم.. إن التأثيرالعلاجي للحجامة يأتي من أنها تخفض حجم الدم بالدورة الدموية فتشفي الصداع الناتج من ارتفاع الضغط وتخفف من مضاعفاته الأخرى بإذن الله.. وهذا ما يمكن الحصول عليه من خلال التبرع بالدم.. وهذا أفضل على كل الأصعدة لأن كل بنوك الدم التي تجمع الدم تختبره لأكتشاف أي أمراض قد تكون به فتخبر المتبرع الذي قد يكون غافلا عما يجري. والدم المتبرع به قد ينقذ حياة مريض هو في أمس الحاجة له، والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل ما زلنا بحاجة للحجامة في يومنا هذا أعتقد أن الجواب لا، فإن ما وصلنا له من وسائل التشخيص والعلاج يغنينا عما تحققه الحجامة في عصرنا الحاضر.
إذاً ماذا نفعل؟
يجب أن ننظم مهنة الحجامة والواقع الحالي لمن يمارسون هذه الوسيلة العلاجية مازال متدنيا جدا من كل الوجوه فعلومهم الطبية والصحية محدودة ووسائلهم بدائية والأضرار التي يسببونها لمرضاهم وللمجتمع أكثر من أن تحصى ولكن وراءها الكثير من حسن النية والجهل والرغبة في الكسب.
إن الحجامة تبدأ بضربة مشرط تشق الجلد وتدميه أي أنها جراحة وهذه الأمور يجب أن تشرف عليها وزارة الصحة عبر مديرية الشؤون الصحية في كل منطقة وذلك بإنشاء قسم خاص للإشراف على طرق العلاج الطبي البديل: توضع لممارساته الضوابط والروابط المناسبة وكذلك تمنح التراخيص بالممارسة لمن يجتازون دورة تمريضية وتدريبية تشمل التدريب على كيفية إجراء الجرح والتعقيم والضماد واستخدام الأدوات المناسبة وكذلك كيفية التخلص من الدم بعد الحجامة ويجب التأكد من أن المكان الذي تجرى به نظيف ومعقم وتوجد أدوات الجراحة والإسعاف الضرورية لمواجهة أي طارىء قد ينشأ عند إجراء الحجامة ولا بد من توفير منشورات تثقيفية للناس توضح بأن الحجامة ولا بد من ان تنقل أمراضا عديدة مثل الإنتانات الجلدية (بكتيرية نظرية فيروسية) والتهابات الكبد الوبائية وحتى مرض نقص المناعة المكتسبة وقانا الله والمسلمين منه.
مضاعفات الحجامة
إن المضاعفات التي تنشأ عن الحجامة قد تشمل النزف الشديد والندب الجلدية وفقر الدم وإذا أجريت لمرضى السكر أو القلب فإن مشاكل خطيرة قد تنشأ عن ذلك وقد يصعب على الحجام علاجها ونتساءل ما هي واجبات مختلف الأطراف (المريض، علماء الدين، الحجام، وزارة الصحة) في هذه القضية ذات الأبعاد المختلفة: إن واجب المريض الذهاب لأقرب مستشفى لعلاج شكواه وليس اللجوء للحجامين ويقوم بتطبيق ما يسمعه من أصدقائه في أمور قد تنعكس سلبا على حياته.
إن واجب رجال الدين التأكيد أن كل ما جاء بشريعتنا صحيح حقا وصدقا وكل ما أخبرنا عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صحيح وأن الله سبحانه وتعالى هو الشافي ولكن يجب أن نعلم أيضا ان أساليب وطرق تطبيق هذه العلاجات قد تطورت وأصبح لدينا الكثير من الأجهزة الطبية المتطورة والأدوات العلاجية النظيفة لا يعني أننا تخلينا عن ديننا فنحن ما زلنا ضمن الأمر الإلهي بالتحري عن سبب الداء وعلاجه لأن الله لم ينزل داء إلا وأنزل معه دواء.
أما واجب الحجام فيجب أن يعلم أن له حدودا لتطبيق الحجامة وأنها ليست علاجا لكل ما استعصى من داء وعليه الالتزام بالأخلاق الطبية والمهنية من ستر المريض وتقديم أفضل وأنظف خدمة لمريضه وأن ينصح بدواء لم يستجب لعلاجه للتوجه للطبيب لعلاجه وأخيرا ألا يستغل جهل مريضه لتحقيق مكاسب ماديه..
تنظيم المهنة
أما واجب وزارة الصحة فعليها مسؤولية تنظيم سجلات لمن يمارسون هذه الأساليب العلاجية والتأكد بأنهم أنفسهم لا يحملون أمراضا قد ينقلونها لمرضاهم وكذلك منح الممارسين تراخيص طبية للممارسة بعد اجتياز فترة تعليمية وتدريبية صحية خاصة.
وأخيراً واجب الإعلام ووسائله المختلفة من مقروءة ومسموعة ومرئية نشر الوعي الصحي السليم من خلال الموضوعات والتحقيقات والمسابقات والمهرجانات والتركيز على الجيل الجديد بالمدارس فهم رجال الغد الذين نحرص على تثقيفهم صحيا ومهنيا بشكل سليم وهذا ما تقوم به جريدتنا الجزيرة في سلسلة تحقيقاتها الصحية التثقيفية.
وأخيرا نؤكد ما جاء بالذكر الحكيم بسورة الزمر{قٍلً هّلً يّسًتّوٌي الذين يّعًلّمٍونّ وّالَّذٌينّ لا يّعًلّمٍونّ إنَّمّا يّتّذّكَّرٍ أٍوًلٍوا الأّلًبّابٌ}.
التسمم والعدوى
أما الدكتور قيس حداد رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى قوى الأمن فلخص الأمراض التي تنتقل عن طريق الحجامة في قوله: هناك جراثيم عادة ما تكون موجودة على الجلد ولا تؤدي إلى أي مرض إلا إذا حدث جرح في الجلد، لذا قد تدخل هذه الجراثيم أثناء إجراء عملية الحجامة في حالة عدم تعقيم الجلد في المكان المقرر لإجراء الحجامة، وأهمها:
المكورات العنقودية والتي تؤدي إلى خراج في الجلد وقد يتطور الالتهاب لينتشر في الجسم مؤديا إلى تسم دموي.
الجراثيم (الميكروبات) والتي تنتقل عن طريق أداة الحجامة الملوثة وغالبا ما تكون من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم إضافة إلى جراثيم أخرى قد تكون خطيرة على صحة الانسان.
ومن الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، التهاب الكبدالفيروسي (ب)، التهاب الكبد الفيروسي (ج) أو ما يسمى (سي) وأخطرها مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) وتنتقل هذه الأمراض من مريض سابق بهذه الأمراض تم إجراء عملية الحجامة له ثم تجري عملية الحجامة لشخص لاحق بدون تنظيف آلة الحجامة بصورة جيدة وتعقيمها.
وهنالك جراثيم أخرى متنوعة تحصل نتيجة تلوث ألة الحجامة من الجراثيم الموجودة في البيئة، وغالبا ما تكون غير ذات ضرر ما لم يحصل جرح في الجلد وأخطرها مرض الكزاز، ومن الاحتياطات الواجب توافرها فيمن يقوم بالحجامة، يجب التأكد من سلامة من يقوم بمهنة الحجامة من الأمراض المعدية مثل: التهاب الكبد الفيروسي (ب) وكذلك (ج) والإيدز حتى لا ينقلها إلى الشخص المقرر إجراء الحجامة له، إضافة إلى سلامة الحجام (من يقوم بمهنة الحجامة) من الأمراض الجلدية مثل: الهربس والالتهابات المزمنة. وكذلك الأدوات المستخدمة يجب أن تعقم بطريقة جيدة، وطالب الدكتور قيس بإجراء فحص نفسي للحجام والتأكد من توازنه الشخصي وأن يكون ذا سيرة اجتماعية والتزام ديني حتى لا تصبح المهنة مرتعا للدجالين والمشعوذين.
واقع المهنة
وعن تقييم الواقع الحالي لمهنة الحجامة أشار بأنه كمتخصص في أمراض مكافحة العدوى بمستشفى قوى الأمن لا يستطيع تقييمه بسبب قلة عدد المراجعين بعد الحجامة ولكنه قال: قد شاهدت القليل من المرضى والمصابين بالتهاب بعد إجراء الحجامة.
لذا أعتقد أنه يتوجب دراسة الوضع الحالي لمهنة الحجامة بصورة علمية وتحديد مدى ما ينتشر من أمراض بسبب الحجامة لغرض تحسين الواقع وأنا متأكد بأنه يوجد مجال لتطوير المهنة.
كما طالب الدكتور حداد بأن يحمل من يقوم بهذه المهنة شهادة الثانوية على أقل تقدير إضافة إلى دورة مكثفة وتوعوية حول كيفية انتشارالأمراض وكيفية الوقاية منها ويفضل أن يكون الحجام حاصلا على شهادة كلية العلوم الطبية المساعدة وحاصلا على تدريب في علوم الجراثيم وكيفية السيطرة عليها.
أجواء العمل
وتستطيع وضع بيئة صحية لهذه المهنة عن طريق أختيار المؤهل علميا لمهنة الحجامة واستخدام آلة الحجامة لمرة واحدة فقط وتكون معقمة ومغلفة وتفتح أمام الراغب لإجراء الحجامة، ونظافة المكان المقرر لإجراء الحجامة ويفضل أن يكون محلا ثابتا ومرخصا من قبل الجهات الصحية وأيضا التعقيم باليود أو الكحول للمكان المقرر إجراء الحجامة عليه لتفادي التهاب الجلد.
وتعتبر الحجامة من الطب البديل ولإثبات ذلك يجب توثيقها علميا بإجراء البحوث المقارنة بين من يجري الحجامة ومن يعالج بدونها حسب الأصول المتبعة في البحوث الطبية وبذلك يتم إثبات الأمراض التي قد تستفيد من العلاج وتحديد كمية الدم المفصود وعدد مرات الفصد.
لإثبات ذلك علميا نحتاج إلى عمل مؤسساتي يشتمل على العاملين في مهنة الحجامة، أطباء، صيادلة.. الخ.
كما أورد الدكتور قيس ملاحظة مهمة يجب على من يرغب القيام بالحجامة اتباعها وهي:
مراجعة الطبيب المختص حيث أن هنالك العلاج المثبت علميا للعديد من الأمراض، لذا يترك الطب البديل للأمراض التي ليس لها علاج علمي مثبت طبيا، وقال: لدي قناعة تامة بأن هنالك العديد من الأمراض تستفيد من الحجامة، ولكن ذلك يحتاج إلى إجراء العديد من البحوث ذات النوعية الراقية لإثبات فائدتها، حيث لم أعثر خلال دراساتي (أعترف بأنها ليست بالعميقة أو المفصلة) على بحوث علمية مهمة تثبت فائدة الحجامة.
لذا فإن إجراء هذه البحوث يحتاج إلى اهتمام خاص من قبل المهتمين بالحجامة ويفضل أن يتم التناقش في هذه البحوث مع كليات الطب، كلية العلوم الطبية المساعدة وأن يشمل معظم العاملين في مهنة الحجامة ويا حبذا لو تم عقد مؤتمر طبي بعد إنهاء هذه البحوث لتعم الفائدة منها والله الموفق لكل خير والشافي من كل مرض {وّإذّا مّرٌضًتٍ فّهٍوّ يّشًفٌينٌ}.
من التحقيق
* ذكر مدير عام صحة البيئة بأمانة الرياض بأن المراقبين الصحيين يقومون بزيارة لمحلات الحلاقة ويتم فرض عقوبات على من يتم ضبطه يمارس الحجامة داخلها، ولكن الواقع أن تلك المحلات تم تهيئتها من قبل أصحابها للحجامة فقط حيث توجد ستائر خاصة يتم اقفالها في حالة وجود زبون !!.
* لا مرجعية لهذه المحلات حيث ان وزارة الصحة تلقي باللائمة على أمانة الرياض والعكس صحيح
* يجب إيجاد مركز مخصص للحجامة ويكون خاضعا لرقابة وزارة الصحة أو يلحق الحجام بمركز طبي ويعمل تحت إشراف ذلك المركز.
* بعض الأطباء يطالبون بإغلاق محلات الحجامة لأنها مرتع خصب لانتقال الأمراض.
* لا يسأل الحجام المريض عن تاريخه المرضي وهل لديه أمراض مزمنة مثل السكر، أمراض القلب وإنما يبدأ عملية الحجامة متجاهلا ما يعانيه المريض من أمراض مزمنة.
* لا أحد يعرف مصير الدم الذي يخرجه الحجام من المريض !!
من يجيب؟
* أين دور الجامعات السعودية والمستشفيات ومراكز الأبحاث في عملية معالجة القصور الذي تعانيه مهنة الحجامة؟ ومن يقوم عليها فلا بد من تضافر الجهود حتى نصل إلى الهدف المنشود والذي عن طريقه نستطيع رفع الوعي الصحي للمواطن ونقضي على الأمراض المعدية.
* يلاحظ أن من يقومون بهذه المهنة لا يتبعون الطرق الوقائية لمن يمارس عملا جراحيا مثل القفازات وهذا أيضا ينطبق على تعقيم الأدوات ونظافتها ويتم ذلك بطرق بدائية تعد مرتعا خصبا للجراثيم والميكروبات.
* لو انتقل مرض معد مثل التهاب الكبد الوبائي (ب) أو أي مرض معد آخر سواء إلى المريض أو إلى الحجام نفسه فمن المسؤول في هذه الحالة وما الجهة التي تبت في هذه المشكلة؟ لا أحد.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
تحت الضوء
فن الادراة
النصف الاخر
تربية عالمية
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
هنا نلتقي
المستكشف
داخل الحدود
الصحة والتغذية
الصحة والتأمين
الملف السياسي
فضائيات
غرائب الشعوب
الفتاوى
السوق المفتوح
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved