Al Jazirah Magazine Tuesday  11/09/2007 G Issue 235
منتدى الهاتف
الثلاثاء 29 ,شعبان 1428   العدد  235
 

رمضان ...
ليس شهراً للشحادة فقط

 

 

* إعداد - صلاح شنكل

تستغل بعض الفئات شهر رمضان المبارك لاستدرار عطف وشفقة المصلين، فتجد تلك الفئات تتمركز في أوقات الصلوات مستغلة هذه الأوقات الروحانية للتكسب، مع معرفة الجميع أن ولاة الأمر - حفظهم الله - لا يجيزون ذلك ولا يرضونه، بل لا يقصرون في مساعدة من هو محتاج حقا سواء في شهر رمضان أو في سواه، فما أسباب تلك المظاهر؟ وهل رمضان شهر للتسول فقط ؟ أم أنه شهر عبادة يرجى فيه الإكثار من النوافل والأعمال الحسنة، وشهر تنافس في كسب الثواب والتقرب إلى الله؟!

هذا كان محور نقاشنا عبر منتدى الهاتف هذا الأسبوع، مع إطلالة الشهر الكريم، وقد تجاوب القراء من أصدقاء المنتدى مع الموضوع، وأسهموا بمرئياتهم التي لا شك سيكون لها الدور الفاعل في الإسهام في حل القضية، ولنقرأ ماذا قال المشاركون عن هذا المحور؟

تستغل بعض الفئات شهر رمضان المبارك لاستدرار عطف وشفقة المصلين، فتجد تلك الفئات تتمركز في أوقات الصلوات مستغلة هذه الأوقات الروحانية للتكسب، مع معرفة الجميع أن ولاة الأمر - حفظهم الله - لا يجيزون ذلك ولا يرضونه، بل لا يقصرون في مساعدة من هو محتاج حقا سواء في شهر رمضان أو في سواه، فما أسباب تلك المظاهر؟ وهل رمضان شهر للتسول فقط ؟ أم أنه شهر عبادة يرجى فيه الإكثار من النوافل والأعمال الحسنة، وشهر تنافس في كسب الثواب والتقرب إلى الله؟!

هذا كان محور نقاشنا عبر منتدى الهاتف هذا الأسبوع، مع إطلالة الشهر الكريم، وقد تجاوب القراء من أصدقاء المنتدى مع الموضوع، وأسهموا بمرئياتهم التي لا شك سيكون لها الدور الفاعل في الإسهام في حل القضية، ولنقرأ ماذا قال المشاركون عن هذا المحور؟

ادعاء الحاجة

( فاطمة سعد الجوفان: عندما يأتينا شهر رمضان كل عام - شرفه الله - يزداد المتسولون في مختلف الشوارع والأسواق العامة، وأعتقد أنه طوال السنة نجد أعدادا كبيرة من المتسولين سواء من النساء والأطفال بالتحديد، ولكن في شهر رمضان لأنه شهر الخيرات والكثير يبحث عن الأجر ويبحث عن الثواب فنجد أن نسبة كبيرة تخرج زكاتها في هذا الوقت؛ لذا يستغل ضعاف النفوس من بعض مدعي الحاجة هذا الشيء، وأعتقد أن السبب الأساسي غياب مكافحة التسول، ونحن نسمع بها ولا نراها طوال أيام السنة، ومهما سمعنا من تصريحات الصحف حول جهود هذه اللجنة نجد الواقع يختلف تماما، وأعتقد أن البعض وليس الكل من المتسولين والمتسولات لديهم بالتأكيد احتياج، لكن النسبة الأكبر وخاصة من المقيمين ومخالفي أنظمة الإقامة يتخذونها مهنة بالدرجة الأولى، وأنا أضع اللوم على وزارة الشؤون الاجتماعية إذا كانوا بالحقيقة مستحقين، وخاصة المواطنين، أن تصرف لهم مصروفات. الشيء الآخر أن هنالك استغفالا للبعض، والبعض يساعدونهم وهم لا يعرفون أنهم غير محتاجين حقيقيا، وخاصة المقيمين الذين نحمّل الجزء الأكبر من قضيتهم على الجوازات ووزارة العمل إذا كانوا غير مقيمين إقامة نظامية، فلابد أن يغرموا ثم يسفروا وتؤخذ بصماتهم، وأيضا إدارة العمل إذا كان لهم كفلاء يستغلون في هذا الشيء أو أنهم مواطنون بحاجة إلى عمل فأعتقد هم من يتحملون المسؤولية كاملة في ازدياد هذه الظاهرة طوال أيام السنة من دون مبالغة وبالذات في شهر رمضان، ومن المفترض على الجهات التي تقع عليها المسؤولية أن تتحرك بشكل فعلي. لا بد أن تكون هناك مكافحة حقيقية، وألا تكون مجرد تصريحات صحفية، نريد أن نراها في أرض الواقع لا نريد أن نرى المتسولين في الأماكن العامة، نريد المحتاج أن يحصل على المساعدة بكل كرامة، لا نريد أن تتحول إلى استغلال، لا نريد أن تصبح مهنة لمن لا مهنة له، وهذا هو الشيء المأمول ألا نراهم في أي شهر من شهور السنة.

مكافحة الظاهرة

(راشد رشيد المزيني: لعل من أهم الأسباب التي جعلت ظاهرة الشحاذة تكثر في رمضان سببين، أولهما أن مكافحة التسول تغط منذ سنين في سبات عميق. أما السبب الثاني فهو زيادة اهتمام المسلمين بدروب الخير في هذا الشهر بالذات، فتجد الزيادة الواضحة في الصدقات ومحاولة زيادة طرقها. وما أعجب منه كمال العجب هو استغلال العمالة الوافدة وبشكل علني للشحاذة وجعلها أحد دروب الرزق لهم، حيث وصل بهم الحال إلى أن يقوم أحدهم بعد الصلاة يشكو كفيله ومطالبته بمبلغ يومي لم يستطع هذا العامل توفيره. حقيقة ما تعجب منه هو أن هذا الوافد إذا قام بنا خطيبا تجد أن الناس يتوافدون إليه ليعطوه مما طابت به نفوسهم من المال، أقول إن أول طرق إيقاف هذه الآفة أن يعلم كل متصدق أن هناك مؤسسات لها نشاط خيري علني تتقبل هذه الصدقات بدلا من إعطائها لأناس قد يستخدمونها في أمور قد تخل بأمن هذا البلد.. ثم أقترح أن مكافحة التسول بدلا من إدارة مكافحة التسول تتولاها الشرطة بنفسها حيث يتم الاتصال بالشرطة في حال مشاهدة متسول.

صفة دخيلة

( عمرو بن إبراهيم العمرو: أقبلت يا رمضان يا شهر العمل والإيمان، أقبلت وفي ثناياك كل الرحمة والغفران، أقبلت يا شهر العمل والأمل والجد والاجتهاد، شهر الطاعة، شهر يعلمنا كيف نصبر ونعمل وكيف نجتهد ونفعل، فهو ليس شهراً للراحة والشحاذة وسؤال الناس بل إنه شهر فيه تتنزل الرحمة والبركات، هذا الشهر هو شهر مرتبط بالاجتهاد والقوة منذ العصور الإسلامية الأولى منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وفيه تكون الغزوات ولا تتوقف، وفيه يكون السعي حثيثا في الطاعات، لكننا وللأسف في زماننا هذا نجد كثيرا من الناس ربما لا يعتبر هذا الشهر إلا شهرا للكسل والنوم، وإذا قال له أحدهم شيئا يقول له إني صائم، ويطلب الناس الصدقات والزكوات مانعا لنفسه كثيرا من الخير، ولو رأينا الشوارع والإشارات نجد كثيرا من المتسولين ينتشرون بأعمار مختلفة، فأجد أن هذا الشهر لو أننا حاولنا أن نتدبر معانيه وقيمه لاستطعنا فعلا أن نبعد عنه هذه الصفة التي هي دخيلة وليست حقيقة تنبئ عنه، فيا حبذا لو أن الجميع دعوهم دعوة أخوية أن يحاولوا في هذا الشهر أن يغيروا كثيرا من أحوال.. ورمضان هو مدرسة للتعليم والتثقيف، فسيجدون أن رمضان هو المدرسة، وهو نقطة الانطلاق الفعلية للناس. أسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن نكون من الفائزين فيه. وأسأل الله للجميع التوفيق.

اكفوهم شر التسول

( أميرة المقيبل: ها هو شهر رمضان المبارك يقبل علينا بعد أيام قليلة، وإن أكثر الناس وللأسف الشديد لا يدركون قيمة هذا الشهر الكريم، فيستغلون هذا الشهر في التسول، ونحن لا نعرف مدى مصداقيتهم. وهذا لا ينطبق على أغلب الناس، بل إن جميعهم يتجولون طيلة أيام رمضان في الأسواق يمنة ويسرة على مدى الشهر لشراء ملابس العيد متجاهلين قيمة الإعداد في هذا الشهر، وهكذا تذهب أيام هذا الشهر الفضيل الذي مَنّ الله علينا بالعبادة دون استغلاله الاستغلال الأمثل في تحصيل الحسنات والإكثار من الطاعات. أما ظاهرة التسول فهي عند البعض ارتبطت بهذا الشهر الفضيل مستغلين عطف الناس وتقديم بعض الموسرين صدقاتهم وزكواتهم في هذا الشهر المبارك. يجب على الناس أن يتكاتفوا ليزيلوا هذا الالتباس من أذهان المحتاجين، وأن يكفوهم شر التسول في هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وفيه فضل عظيم لا يدركه الكثير من الناس.

تصحيح المفاهيم

( مرام عبدالعزيز - الرياض: نعم إن رمضان ليس شهراً للشحاذة، إنه شهر للخير والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد وصفه النبي بأنه الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فيجب علينا جميعا أن نغتنم العمل الصالح، حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم (من تقرب فيه بنافلة فكأنما صلى فريضة فيما سواه).. هذا الشهر فيه ليلة، يجب علينا أن نقيم هذه الليلة إيمانا واحتسابا؛ حتى يغفر لنا ما تقدم من ذنبنا. أيضا يجب علينا الإكثار من تلاوة كتاب الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاستغفار، وينبغي التقرب إلى الله بما ينفع. وأوجه إلى الإخوة الذين يمتهنون التسول في هذا الشهر بالابتعاد عن هذه المهنة وأن يتقربوا إلى الله فهو أفضل لهم من امتهان مهنة التسول. وأعتبر أن المسؤولية جماعية، ويتولى الإعلام وخطباء المنابر وكذلك المدارس تصحيح مفاهيم الناس في هذا الشهر الكريم .

عمل مشين

( محمد خالد الحصان: للأسف الشديد تجد الكثير من ضعاف النفوس يستغلون هذا الشهر الفضيل في ممارسة شتى أنواع الشحاذة للمستحقين حقا وغير المستحقين، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يعب العمل بل قال (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى..)، والله سبحانه وتعالى فرض هذا الشهر العظيم ليس لهذا العمل المشين بل للإكثار في العبادات والنوافل بشتى أنواعها، ولذا نطالب بالرقابة التامة على الذين يتسولون في الإشارات والشوارع والمساجد لوجود جمعيات خيرية.

تنظيم وعقوبات

( فيصل العبد السلام: حقيقة شهر رمضان هو شهر الصوم والتوبة والمغفرة والتقرب إلى الله، وليس موسما للتسول ومد اليد إلى المصلين في كثير من المساجد أو حتى لمن يقودون السيارات عند إشارات المرور، فهذه المناظر غير لائقة، ولا تناسب مجتمعاتنا حتى لو قام بها أجانب أو من أبناء البلد، وأعتقد أن المسألة يمكن أن تنظم ويمنع الناس من التسول، وتوضع لذلك عقوبات لمن يخالف؛ لأن قيمة رمضان الحقيقية أبعد من ذلك بكثير، فهي قيمة تعبدية، إيمانية روحانية، لا مجال فيها للبحث عن أطماع الدنيا، إلا إذا كان البعض يريدون إخراج زكواتهم فيمكن أن يتخيروا من يحتاج إليها أو يسلموها للجهات المختصة، أما مظاهر التسول والتعرض للناس في الأسواق أو أمام الجوامع فهذا ليس من أخلاق الإسلام، ولا من أدبيات رمضان.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة