Al Jazirah Magazine Tuesday  13/02/2007 G Issue 206
الفن السابع
الثلاثاء 25 ,محرم 1428   العدد  206
 

مغامرات بيتر أوتول في لعبة الأوسكار
بعد 45 سنة على ترشيحه لأول مرة..هل ينال لورنس العرب أوسكار أفضل ممثل؟

 

 
* هوليوود - محمد رضا:

كانت آخر مرة يقف فيها الممثل البريطاني بيتر أوتول على منصّة الأوسكار في العام 2003م، بدا سعيداً مبتسماً بتودد حسب العادة والمتعارف عليه في مثل هذه المناسبات، شاكراً من استحق ومن لم يستحق من الذين عبروا سماء مهنته.

هذا العام، حين تنطلق حفلة توزيع الجوائز في الخامس والعشرين من هذا الشهر، قد تُتاح لهذا الممثل العتيق (74 سنة منها 47 سنة في الأفلام) فرصة الصعود إلى المنصّة مرة أخرى لاستلام أوسكار ثانٍ.

ثانٍ أو أول؟ هذا محط نقاش.

فالمرة الأولى التي صعد فيها المنصّة لاستلام الأوسكار لم تكن عن فيلم بعينه بل عن مجمل أعماله. كان أوسكار شرف كما يسمّونه وهو عادة يُمنح لأولئك الذين غالباً لم تتح لهم فرصة الحصول على أوسكار عن فيلم محدد. إنه كما لو أن هوليوود تشعر بالخجل من نفسها كونها تمنّعت في المرّات السابقة عن منح هذا الممثل المخضرم أو ذاك أوسكار فتقوم بتشييد عالمه من جديد وعلى حسابها وتمنحه أوسكاراً واحداً عن مجمل أعماله.

بيتر أوتول كان يستحقّها أكثر من مرة. صاحب (الأسد في الشتاء)، (ليلة الجنرالات)، (حرب مورفي)، (وداعاً مستر تشيبس)، (الملك رالف)، (كاليغولا) ونحو 50 فيلما آخر، تم ترشيحه للأوسكار سبع مرّات عن سبعة أدوار، من دون أن ينال الأوسكار ولا مرّة.

المعركة الأولى

بدأت معركة بيتر أوتول مع الأوسكار في عام 1962 عندما تم ترشيحه عن فيلم (لورنس العرب).

كان ذلك خامس أفلامه ممثلاً وأول بطولة حقيقية له. فيه لعب دور لورنس، المغامر البريطاني الذي انتدب للتواصل مع أعيان المنطقة العربية تمهيداً لاستقلال المناطق غير المستقلّة منها.

في ذلك العام تقدّم فيلم (لورنس العرب) في عشر مسابقات للأوسكار، نال منها سبعا، أما الثلاثة التي عاد الفيلم عنها خائباً فكان منها أوسكار أفضل ممثل، تلك التي تم ترشيح بيتر أوتول عنها لكنه لم ينلها.

ضد جون واين!

الفرصة الثانية لبيتر أوتول سنحت سنة 1965 عندما مثّل أوتول دور الملك هنري الثاني في فيلم(بيكيت)، بينما لعب رتشارد بيرتون دور توماس بيكيت، رجل الدين الذي كان صديقاً للملك إلى أن تم تعيينه راعيا للأبرشية البريطانية فوقف على خط المواجهة مع القصر. هذا الفيلم رُشّح لثلاث عشرة جائزة من بينها أفضل ممثل لبيتر أوتول إلا أنه لم ينلها. وبعد ثلاث سنوات عاد أوتول إلى الميدان مجدداً بطلاً لفيلم عنوانه (أسد في الشتاء) ولعب فيه -للمرة الثانية- دور الملك هنري الثاني لكن في إطار قصّة مختلفة. وشاركه البطولة أنطوني هوبكنز وكاثرين هيبورن التي نالت أوسكار أفضل ممثلة، كما نال الفيلم أوسكار أفضل موسيقى (كتبها جون باري). أما بيتر أوتول فاستبعد للمرة الثالثة.

جون واين، بطل أميركي كبير انضم إلى السينما أول ما بدأت النطق وظهر في نحو 200 فيلم في حياته، أغلبها وسترن، وفي سنة 1969 لعب دور مقاتل في الغرب الأمريكي بعين وا حدة في فيلم أسمه(شجاعة نادرة). كان ذلك أول فيلم رئيسي لجون واين منذ بضع سنوات، والمرء يستطيع أن يدرك أن العاطفة هنا لعبت دوراً كبيراً. لقد مثّل جون واين من قبل أدواراً أفضل من دوره هنا، لكن الأكاديمية أهملته حين ذاك، لم هذه المرّة بالتحديد إذا لم تكن العاطفة غلبت المنطق

خرج بيتر أوتول خاسراً أمام جون واين وكذلك فعل المرشّحون الآخرون في هذه المسابقة وهم صديقه رتشارد بيرتون عن (آن ذات الألف يوم) وداستين هوفمان عن(مدنايت كاوبوي) وشريكه في البطولة عن ذات الفيلم جون، ويت.

باقي العصابة

(خيرها بغيرها) كما يقولون.. وبالفعل عاد أوتول في السنة التالية (1970) بعناد. هذه المرّة ليس بدور تقع أحداثه في التاريخ البعيد، بل في فيلم موسيقي مخرج على طريقة هوليوودية صافية. الفيلم هو(وداعاً مستر تشيبس) لجانب المغنية بيتولا كلارك ومع إشتراك للمسرحي البريطاني الفذ مايكل ردغراف (والد فانيسا). الإخراج لهربرت روس وهو مخرج معتدل ولو أن هذا الفيلم يبقى بين أفضل ما حققه. لكن هذه المرّة كان الفيلم قد رُشح لمسابقتين فقط وخسرهما. أفضل موسيقى ومسابقة أفضل ممثل (أوتول). وهذه المرّة كان منافس أوتول على الجائزة ممثل يندفع لتشخيص أدواره بكل إخلاص هو الراحل جورج سكوت وعن فيلم (باتون)، ذلك الجنرال الذي رفض المنهج الدبلوماسي في القيادة العسكرية. لكن جورج سكوت لم يكن راضياً عن ترشيحه أساساً. لدرجة أنه كتب للجنة الاوسكار عندما سمع بترشيحه قائلاً: (أرجوكم أسحبوا إسمي من الترشيحات)، لكن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية لم تفعل ذلك لأنها لم تجد مبرراً. وحين فاز سكوت بالأوسكار ونودي عليه، بادر زميله كارل مالدن لاستلام الجائزة بالنيابة عنه. طبعاً بيتر أوتول بقي جالساً في مكانه. وربما كان يتساءل في ذلك الحين عن المفارقة العجيبة. فهو الذي يدخل رابع ترشيح في حياته يجلس منتظراً اسمه ولا يُعلن، بينما الممثل الذي تم إختياره للأوسكار لا يحضر أساساً لاستلامها.

في عام 1972 عاد بيتر أوتول إلى ميدان الجوائز عن فيلم لبيتر ميداك بعنوان(الطبقة الحاكمة). زيرو جوائز لبيتر أوتول باستثناء جائزة نقدية من(المجلس الوطني للنقاد) في نيويورك. وهو الوحيد الذي تم ترشيحه عن الفيلم للأوسكارات.

هذه المرّة أيضاً استحق الممثل الذي فاز بها الجائزة بلا ريب: أمام مارلون براندو في(العرّاب) لم يكن هناك سوى التسليم بقدرته الفذّة على تشخيص الدور وتأمين مقتضيات لا يمكن لممثل آخر تأمينها بنفس النتائج. المرشّحون الآخرون الذين نافسوا أوتول وبراندو كانوا الأفرو-أميركي بول واينفيلد عن دوره الجيد في(ساوندر)، والبريطانيان مايكل كين ولورنس أوليفييه عن(تحري).

الجديد نسبياً

فيلم (رجل المخاطرات) كان مفتاح المحاولة السادسة. فيلم حاول فيه مخرجه الصعود عن مستوى أعماله الخفيفة السابقة، لكن السمعة لابد غلبت عليه. من أصل ثلاثة ترشيحات خرج الفيلم من دون جوائز مطلقاً. أما بالنسبة لبيتر أوتول، فإن الذي انتزعها منه كان روبرت دي نيرو عن(الثور الهائج) لمارتن سكورسيزي. والمرّة الأخيرة لترشيحات بيتر أوتول للأوسكار وردت سنة 1982 في فيلم رديء (باستثناء تمثيل أبطاله ومنهم أيضاً جسيكا هاربر وجوزف بولونا) وهو فيلم (عامي الأفضل). لكنه لم يكن عام أي من المشتركين الأفضل. في تلك السنة نال فيلم(غاندي) كل الجوائز الرئيسية بما فيها أفضل فيلم، وأفضل ممثل وقد ذهبت إلى بن كينغسلي الذي لعب دور داعية السلام الهندي.

الاحتمالات الحالية

غاب بيتر أوتول عشرين سنة كاملة عن سباق الأوسكارات، لكنه غاب أيضاً عن الأفلام التي من شأنها حمله إلى هناك. وحين ظهر على المنصّة سنة 2003 ليستلم تلك الجائزة الشرفية بدا كما لو أنه عائد من النسيان. في الحقيقة كان قد تسلّى بدور مساند في(أشياء شابّة لامعة)، لكنه في العام 2004 ظهر في(تروي) أمام براد بت. لم يكن دوراً أولاً، لكن النقاد فرحوا بعودته في فيلم رئيسي. وبعدهما مثّل في (لاسي) و(روميو وأنا) وصولاً إلى فيلمه الجديد(فينوس) الذي يترشّح عنه للأوسكار للمرة الثامنة.

الفيلم يدور حول ممثل عجوز (بيتر أوتول) يتعرّف على فتاة شابّة ويتخيل إنها ستحبّه لخبرته او على الأقل ستحرص على إظهار إحترامها له. لكنها فتاة مراهقة تفكر في أشياء أخرى في الحياة وذلك ما يتسبب بنكسة عاطفية تهدد ما هو أكثر أهمية من مجرد علاقته معها. تهدد علاقته بالحياة بأسرها.

فهل سيفوز أوتول بالأوسكار هذا العام؟


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة