Al Jazirah Magazine Tuesday  13/02/2007 G Issue 206
فن عربي
الثلاثاء 25 ,محرم 1428   العدد  206
 

مصطفى شعبان: الجوائز لا تمثِّل الجمهور وأعظم جوائزي حب الناس

 

 

في فترة قياسية أصبح واحدا من (جانات) السينما العربية بجده واجتهاده وحرصه الدائم على انتقاء الشخصيات التي يلعبها بتأن وحرفية. ومنذ إطلالته الأولى في فيلم (القبطان) مع النجم محمود عبدالعزيز وبعده مباشرة فيلم (فتاة من إسرائيل) مع النجمين محمود ياسين وفاروق الفيشاوي، وفيلم (سكوت حنصور) مع لطيفة، وفيلم (ناصر) مع الراحل العبقري أحمد زكي، وكذلك دوره الجريء جداً في فيلم (النعامة والطاووس) وغيرها من الأفلام تنبأ النقاد ببزوغ نجم هذا الممثل الشاب النحيل الجسد الضعيف البنية ليس لأدائه المميز فحسب ولكن لاختياره أن يكون (نفسه) لا يقلد أحدا ولا يسير على منوال الغير. إنه النجم الشاب مصطفى شعبان.

* نبدأ معك من حيث الجرأة فيلم (النعامة والطاووس) كيف يرى مصطفى شعبان هذه التجربة؟

- تجربة حقاً رائعة واعتبر نفسي سعيد الحظ لترشيح المخرج محمد أبو سيف لي في هذا الدور المهم وشيء مشرف أن أقوم ببطولة فيلم كتبه الراحل العظيم صلاح أبو سيف منذ أكثر من ثلاثين عاماً وعالجه السيناريست الرائع لينين الرملي، وعندما عرض علي المخرج محمد أبو سيف السيناريو عزلت نفسي الناس وجلست أقرأه بمفردي، وأول رد فعل صدر مني هو الخوف الشديد والتردد في قبول الدور من الأساس فقد وجدت السيناريو في غاية الجرأة، وعرضت الأمر برمته على المخرج محمد أبو سيف، وأبديت له مخاوفي، فقال لي: (يبدو أن أسرة الفيلم كلها خجولة)، وعندما طلبت منه حذف مشهدين لجرأتهم الشديدة حذفهم وقبلت الدور.

* ألم تراودك أية مخاوف من خوض أول بطولة مطلقة لك في فيلم كهذا الفيلم الذي يتناول بشكل صريح المشكلات الصريحة بين الأزواج؟

- بالطبع راودتني مخاوف كثيرة أولاً لأن الفيلم هو أول بطولة مطلقة لي، ولكني عندما سألت المخرج يوسف شاهين وهو أستاذي عن رأيه في خوضي تجربة البطولة، قال لي إن هناك مخرجا قد اختارك وهو أفضل من تسأله مثل هذا السؤال، فطالما قد اختارك فلا بد أن له وجهة نظر في هذا الاختيار. أما مخاوفي الأخرى فكانت بسبب الجرأة، فكنت أخشى أن تكون أكثر من أن يحتملها الجمهور ولكني وجدت أن الجرأة عندما تقترن بالاحترام تسعد الناس، فالفيلم تعليمي يناقش مشكلة خطيرة يعاني منها 75 في المائة من الأزواج المصريين، واغلب حالات الطلاق لدينا تكون بسبب عدم التوافق الجنسي أحد أهم أسبابها، وعلى الرغم من جرأة الموضوع إلا أنه لم يحتو على أي مشهد ساخن، وكانت جرأته جرأة قضية وحوار، وليست جرأة مشاهد.

ولذلك أعتقد أن الجمهور قد احترمه رغم أن الفيلم ظلم ظلماً شديداً بسبب ظروف عرضه وتوزيعه ولكني لمست ردود فعل الجمهور عن قرب وفرحت جداً لأنهم فهموا الرسالة التي ينبغي توصيلها واحترموا كل من فيه.

* كيف وجدت رد فعل الجمهور على الفيلم؟

- لم أكن أتوقع أن يكون لدينا جمهور بهذا الوعي يستطيع التفرقة بين الجيد والرديء.. الجاد والمبتذل، وعلى سبيل المثال استوقفني أحد المشاهدين وقال لي: سوف أنصح ابنتي وخطيبها بمشاهدة هذا الفيلم، بينما قالت لي إحدى السيدات: أنا من رأيي أن هذا الفيلم يجب أن يراه جميع الشباب في مصر، بل وفي الوطن العربي.

* هل كان فيلم (خلي الدماغ صاحي) وجرأته أيضاً استثمارا لنجاح النعامة والطاووس؟

- بعد انتهائي من فيلم (النعامة والطاووس) رشحني أبو سيف لشخصية (كامل شحاتة) في فيلم (خلي الدماغ صاحي)، وهو محاسب يعمل في محل جزارة، وهو شخصية كوميدية وجديدة علي جداً وجرأتها من نوع آخر وتمنيت أن تنال إعجاب الجمهور والحمد لله نالت الاعجاب أيضاً وشكلي فيها مختلف تماماً عما قدمت من قبل.

* هل تتأثر نفسياً بسبب بعد الجوائز عنك؟

- الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع للجان التحكيم، ولا تؤثر الجوائز علي بشكل سلبي لأن ترشيحي لجائزة ما وعدم حصولي عليها لا يعني أن الجمهور لا يحبني والجوائز لا تمثل الجمهور ولكن تمثل إدارة المهرجانات وأعظم جوائزي حب الناس؟

* لك تجربة مهمة مع المخرج يوسف شاهين (سكوت حنصور)، وجه لك نقد فيها وقيل إنك تأثرت في أدائك بشاهين وكنت تقلده فما رأيك في هذا النقد؟

- أنا أحترم كل وجهات النظر النقدية، ولكني لا أرى عيباً في تأثري بمخرج عظيم في حجم يوسف شاهين، فالتأثر هنا لم يكن سلبياً، وأنا مع هؤلاء النقاد، فقد تأثرت به بالفعل خاصة في مشهدي الانفعال، ولكن وعلى الجانب الآخر كان لبعض النقاد وجهة نظر أخرى حيث قالوا إنني الوحيد الذي خرجت من عباءة يوسف شاهين، وكل له وجهة نظر خاصة به، وتظل في النهاية استفادتي انا الشخصية بالاحتكاك بهذا المخرج العبقري، فالعمل معه يكسب أي فنان خبرة مكثفة.

* هل أنت راض عن بداياتك وما وصلت إليه؟

- الحمد لله تماماً فقد بدأت في ظل أزمة طاحنة كانت تسيطر على السينما ومع ذلك وفي عام واحد وهو عام 1997 مثلت في فيلمين هما (رومانتيكا) مع زكي فطين عبدالوهاب و(القبطان)، وبعد ذلك توقفت لظروف السينما وقتها، ثم جاء دور اعتبره من أهم أدواري وهو (عامر) في فيلم (الشرف) مع المخرج محمد شعبان، فقد كانت الشخصية نتاج جيل مهزوم ومشتت بين رغبته وبين عواطفه، وكان الفيلم يوجه رسالة مهمة وذات مدلولات كبيرة ورائعة. أعرف أن كثيرين لم يشاهدوا هذا الفيلم لسوء توقيت عرضه ولكنني أتمنى أن يروه في حال عرضه من خلال التلفزيون.

* ماذا عن فيلم (مافيا) مع أحمد السقا ومنى زكي؟

- تجربة مميزة واعتبرها مرحلة مهمة في مشواري الفني حيث نوعية (الأكشن) التي لم أجسدها من قبل وكان تعاملا مميز مع السقا ومنى زكي وأحببت دوري في الفيلم جداً ونلت إطراء كبيرا عليه رغم كونه شخصية جدية أكثر من اللازم.

* لم نتحدث عن كل أفلامك ولكن أخذنا المحطات فقط، الآن وبعد زواجك هل هناك مراحل جديدة سيراها الجمهور مع مصطفى شعبان.

- الحمد لله على إكمالي لنصف ديني وهي مرحلة أو محطة ضرورية في حياة كل إنسان عامة وكل فنان خاصة لأنها تساعده كثيراً على الاختيار الجيد والاستقرار دوماً يفوز أعمال ذات قيمة عالية ترضى الجميع إنشاء الله.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة