Al Jazirah Magazine Tuesday  13/02/2007 G Issue 206
تميز بلا حدود
الثلاثاء 25 ,محرم 1428   العدد  206
 
فجر قريب
ارفق بنفسك!

 

 

رواحلٌ أضناها المسيرُ وطريقٌ يبكي ألم المسافات.. وقلوبٌ تئن من ظُلمِ القريب.. وغربةٌ تفتشُ عن هوية.. ويبقى الأمل المحفز الأكبر لحضور الفرح في حياتنا كثُرَ الحديثُ في هذه الأيام عن فنونِ وطرقِ حل المشكلات حيثُ الكتبُ المتنوعة والدوراتُ المتخصصة وجلها يستحثُ الناسَ نحو المثابرة على مصادمة العقبات ويوصي بمجالدة الأزمات وإيجاد الحلول والصبرُ عليها مهما طال الزمنُ وهو أمرٌ مطلوبٌ لا شك..

ولكن قد غُفل عن أمرٍ هامٍ أحببت التنويه عليه حيث يجب أن يفطن إلى أن التعامل مع المشكلات ومباشرة حلولها على أوجه هي:

الأول: ما يملك فيه الإنسانُ الحلَ وأدوات التغيير المباشر وهو ما يكون ضمن دائرة (التحكم المباشر) مثل (سرعة الغضب والإسراف ومجاملة الآخرين) فالشخص بيده أن يغير نفسه لو أراد دون الحاجة للآخرين.

الثاني: وهو الذي لا يُملك حلٌ مباشرٌ له وهو على ضربين:

1- نوعٌ لا نملك معه أي حل كانهيار سوق أو أحوال جوية سيئة أو وفاة أو مرض سوى التسليم بأمر الله وحمده على قضائه، وهذا يدخل في دائرة (اللاتحكم) وهو ما لا نملك دفعه أو تغييره.

2- نوعٌ من المشكلات ضمن دائرة( التحكم اللامباشر) وهي غالباً ما تتعلق بالآخرين والغالب أن ثمة علاقة تصلنا بهم فهنا يجب أن تخلص النوايا ويبذل الوقت. ولكن ليس هناك أي ضمانة لنجاح الجهود يبذل الوقت وإخلاص النوايا، فلربما بذلنا للحل فيها وأنفقنا لكي نغير الحال وقتاً وجهداً ومع هذا لم تحل! ولم يتغير في الأمر شيء!

* قد يكون زوجٌ يعاني خرساً زوجياً داخل المنزل وقد بذلت الزوجة وسعها في تغييره! وقد حاولت إصلاح الأمر ولم تفلح حيث وجدته جسراً لا يعبر ونبعاً لا يورد منه وعقبةً لا ترتقى. ولقد بذلت من الوسع أشده ومن الاهتمام أعظمه ولكن الجهود لم تثمر والحلول لم تجدِ!

* وقد تكون زوجةٌ ثرثارة استفرغ الزوج السبب واستنفذ الجهد لكبح جماحها ومع هذا حارت معه الأسباب وتقطعت في إصلاحها الآمال وقد شق عليه الأمر وقاسى فيها نصباً فامتنع عليه الأمر! فكيف نتعاطى مع هذا النوع من المشكلات؟!

يقول وليم جيمس عالم النفس الشهير في معرض نصيحته لبعض طلابه (كونوا مستعدين لتقبل الواقع فالقبول بالواقع هو الخطوة الأهم لتجاوز آثر كل أزمة!) لذا من باب الحكمة هو التسليم بالوضع والتكييف معه وعدم مقاومته والتوقف عن المحاولة فهذه المحاولات تستنفذ الكثير من سعادتك ووقتك وجهدك واحتمالات النجاح فيها محدودة {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} الآية.. التركيز على ما حسن في الحياة وجمل والتسليم أن هذه الدنيا بين إقبال وإدبار يوم لنا ويوم علينا....... ويوم نُساء ويوم نُسر وتوجيه الجهد إلى ما فيه ضمانة أن يعود عليك بالنفع أولى وأجدر إذا لم تستطع أمراً فدعه....وجاوزه إلى ما تستطيع.

ومضة قلم

لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلِّق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من التعشيش في رأسك.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244

د. خالد بن صالح المنيف Khalids225@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة