الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 13th September,2005 العدد : 143

الثلاثاء 9 ,شعبان 1426

أسئلة يثيرها الإعصار!!
كشف الإعصار الدموي والمدمر الذي اجتاح (نيو لويزيانا) الأمريكية عن مجموعة حقائق يكاد المرء لا يصدق بها..
لولا أنّ المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عنها وواجهوا العالم بها من خلال وسائل الإعلام..
وهذه الحقائق تثير الانتباه، وتلفت النظر، وتشير إلى التشكيك في الصورة التي كانت تمثل انطباعاتنا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
***
فأمريكا العظمى التي تدير العالم، وتعلن الحرب على مَنْ يخرج عن طاعتها، أو يحاول أن يختلف معها ولو في وجهات النظر..
أمريكا التي تحرك أساطيلها لتأديب مَنْ ترى أنه يشكل تهديدًا لأمنها أو يعرض السلم العالمي للخطر..
أمريكا بقوتها العسكرية والاقتصادية الضاربة ونفوذها السياسي الطاغي على مستوى العالم..
تقف اليوم عاجزة أمام اكتساح إعصار يجتاح جزءًا من أراضيها، ويعرض سكانها للخطر رغم كل ما يقال عن قوّتها.
***
إذ ها هي أمريكا بكل إمكاناتها تستغيث بالعالم ليساعدها بكل شيء..
بالبترول..
والمال..
ومعالجة تفشي الأوبئة في المناطق التي اجتاحها الإعصار..
ولا تجد ما يحد من السرقات ويوقف القتل في المناطق المنكوبة غير الاستعانة بأعداد من قواتها في العراق وأفغانستان.
***
والسؤال: أين القوة العسكرية الضاربة التي يفترض أن تكون منتشرة في كل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية؟..
ألا يثير ذلك الانتباه؟!...
ويطرح الكثير من الأسئلة حول ما آل إليه الوضع في القطب الأوحد في ظل تشتت القوات والإمكانات والجهود الأمريكية..
ثم أين التفاعل الأمريكي مع كارثة بهذا الحجم على مساحة أرض تمثل جزءًا من الولايات المتحدة الأمريكية..
ولماذا اختفت الاستعدادات لمواجهة هذا الإعصار الذي كان العالم على دراية مبكرة بخط سيره وسرعته وما يمكن أن يفتك به ويدمِّره وهو في طريقه إلى تلك المناطق المنكوبة ومن يعيش فيها.
***
هل تقديراتنا للإمكانات الأمريكية قبل هذه الكارثة فيها شيء من المبالغة..
وأن الإعلام كان يعطي وما زال للولايات المتحدة الأمريكية أكثر من واقعها..
وأنّه يخفي علينا حقيقة الوضع..
وإلاّ بماذا نفسّر قبول أمريكا بتبرُّع من البحرين بخمسة ملايين دولار ومثل هذا المبلغ من الصين للمساعدة في هذه المأساة وهكذا مع دول أخرى..
فيما المتوقع أن تعالج أمريكا أوضاعها دون الحاجة إلى مثل هذه المساعدات لو لم تكن مضطرة إليها..
وكيف نفسّر نداءات الرئيس الأمريكي المتكررة لشعبه بأن يهبَّ لمساعدة سكان المناطق المنكوبة مادِّياً.
***
هل أمريكا تمرُّ بذات التجربة والحالة التي مرَّ بها الاتحاد السوفيتي من قبل..
حين كان دولة عظمى..
وقوة لا تُقهر..
فإذا بنا نصحو ذات يوم على واقع جديد، يخترق كلَّ السرِّية التي كانت تحيط بعالمهم، بفضل الستار الحديدي الذي قاوم فضولنا لمعرفة ما يجري في الداخل لعشرات السنين..
ثم إذا به ينهار وتظهر هذه الدولة العظمى على حقيقتها، ومن أنّها أضعف من أن تحتفظ بدولها أو أن تقاوم الزحف الذي هبَّ بقوة نحو كل ما بُني على مدى سنوات طويلة.
***
وها هي الدول التي كان يتشكَّل منها الاتحاد السوفيتي، تتحرَّر من الواقع الذي فُرض عليها، لتستقل وتنال حريتها بعد طول انتظار..
وها هو الاتحاد السوفيتي يعود إلى وضعه الطبيعي دولة باسم روسيا تستجدي المساعدات والدعم من أمريكا ودول أوروبا.
***
وماذا عن أمريكا في ظل تعاملها مع هذا الإعصار، وما أظهره من ضعف الاستعدادات والإمكانات والتفكير المبكر لمعالجة هذا الذي دمَّر المباني وحولها إلى أنقاض وقتل الناس وحول البلاد إلى أرض جرداء..
إننا أمام أسئلة كثيرة..
يخيفنا ما نراه، ولا نجد تفسيرًا لهذا التباطؤ في الاستعداد، فهل هناك مَنْ يدلنا أو يعرِّفنا على هذا اللغز الذي استفزَّ مَنْ كان ضحية هذا الإعصار أو لم يكن؟.


خالد المالك

width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
علي سالم الكاتب المسرحي المثير للجدل
يكشف المستور لـ(مجلة الجزيرة)
سر نجاح (مدرسة المشاغبين).. الرئيس عبدالناصر !

* القاهرة / لقاء هناء أحمد
فوجئ الكاتب المسرحي المعروف علي سالم أثناء عبوره منفذ طابا متجهاً إلى إسرائيل مؤخراً بقرار السلطات المصرية بمنعه من السفر، وكان سالم في طريقه إلى تل أبيب التي زارها 15 مرة حتى الآن لتسلُّم درجة الدكتوراه الفخرية من جامعتها، مكافأة له على دعوته المستمرة إلى (التعايش) والتطبيع التام مع الدولة العبرية، ولكن صاحب (مدرسة المشاغبين) لم يصبح دكتوراً.. ولو فخرياً على الأقل! ورغم مرور كل هذه الأعوام، ولأن (إسرائيل ليست هي إسرائيل) حسب توصيفه في هذا الحوار الساخن، مازال علي سالم مصراً على الوقوف في وجه الرفض الشعبي لمواقفه السياسية تجاه إسرائيل، على الرغم من أنه أصبح (معزولاً عن نبض الناس) كما يصفه بعض الكتاب والمحللين، وأصبحت كتاباته الساخرة مثار سخرية في كافة الأوساط، بعدما أصيب (بحمى التطبيع) التي جعلت الناس تنفض من حوله وتتركه وحيداً مع هواجسه.. والكمبيوتر المحمول!
لا أحد ينكر أن علي سالم واحد من أهم الكُتّاب في تاريخ المسرح العربي، ولكن الخلاف هنا على مواقفه المعادية لنبض الشارع المصري والعربي، الأمر الذي يدافع عنه الكاتب هنا بكل ما أوتي من حجة وبرهان، في حوار يفتح فيه خزانة الذكريات التي انطلقت منها صواريخ ذكرياته فإلى نص الحوار:
كتابة
* متى كانت أول مرة تمسك فيها بالقلم لتكتب؟
أول مرة أمسكت بالقلم كنت طفلاً.. كان عندي حوالي 10 أعوام وكنت تلميذاً في مدرسة (دمياط الابتدائية) وبدأت بكتابة الخواطر التي أعبر فيها عن مجتمع المدرسة وما يحدث فيه فأكتب عن رحلة مدرسية ولا أزعم أن كتاباتي تلك كانت لها أي قيمة، وان كان عشقي الأساسي في هذه المرحلة هو التمثيل على مسرح المدرسة، ففي مدرسة دمياط الثانوية بدأت الكوميديا والضحك فقد كان كل زملائي يتمتعون ب(الدم الخفيف) وكانوا ظرفاء للغاية وكنا نلتقي لنضحك فقط.
قراءة
* ولمن كنت تقرأ في هذه المرحلة؟
ما ساعدني أكثر على الكتابة أنني كنت قارئا جيدا... وفي هذه المرحلة كان يوجد في الأسواق المصرية ما يسمّى (بروايات الجيب) تقدم روايات أجنبية مترجمة وثمنها كان زهيداً جداً.. بقرش.. قرشين.. وفي هذه الفترة كنا (نستأجر) الرواية من جماعة في دمياط تسمّى (الكتبجية) بـ(5)مليمات ونتبادل الروايات المستأجرة من بعضنا.. ومن هنا قرأت معظم الروايات العالمية مثل (الجريمة والعقاب) و(الحرب والسلام) و(البعث) بالإضافة إلى كل الروايات والقصص البوليسية.
وقرأت طبعا للمنفلوطي مثل كل جيلي وان كنت لم أقع في غرامه وأندهش من الذين أحبوه.. لأنه كان يتكلم كثيرا ولم ينشغل بالحركة في العمل الدرامي.. فقد كانت اللغة قد سحرته فجرى وراءها مثل الكُتّاب المعاصرين.
لغة
* معنى ذلك أنك تعيب على الكُتّاب المعاصرين جزالة الألفاظ والشكل اللغوي؟
حتى الآن هناك العديد من الكُتّاب المعاصرين هدفهم اللغة في حد ذاتها وتزيين الكلمات، للتغطية على ضعف الفكرة والحراك الدرامي.. فيحاولون الدوران حول الفكرة، لكن الأدب العالمي بطبيعته درامي لا توجد فيه كلمة زيادة ولا تستطيع حذف أي شيء منه إنما الكتابات العربية المعاصرة فمن الممكن أن تحذف ثلاثة أرباع العمل دون أن تشعر بفارق.
مسرح
* متى بدأ نشاطك المسرحي؟
في الخمسينيات كانت الفرق المسرحية في دمياط تقدم قالباً أساسياً في العروض المسرحية اسمه (الطيف المقتول) يدور حول شخصين.. الأول يلبس (عفريتة) مرسوم عليها بالفوسفور هيكل عظمي وممسك بالمنجل يمثل الموت أو العقاب، وشخص آخر ارتكب جريمة ويطارده هذا العقاب.
وكانت اللغة جذلة جدا فقد كان المُذنب يدخل للمسرح في شكل شخص مُطارد تعس وهنا انطلق علي سالم الذي هو أنا في لغة مسرحية منغمة وصوت رنان قائلا: أيها الطيف لا تزد في مصائبي.. كن كتوما للسر لا تتكلم.. ذقت طعم الآلام واشتد بؤسي وضميري ينوح والنفس تندم.. بل تكلم. هل أنت طيف أم أنت انسان تجن؟ فيرد الطيف: لا بل أنا العقاب المُجسم، كيف تنسى انفردت (بعمر) عند سفح الأهرام والظلام ينوح وطعنته بالسكين والليل أقتم.... ذنبه أحب فتاة ذات ارث وكنت أنت بالارث مغرما وأنا طيفه وراءك أمشي. وهكذا يتبادلان الحوار.
وقد كان لابد من تقديم هذا العرض في كل حفلة وقد تختلف الحركة والممثلون ولكن الفكرة واحدة واكتشفت بعدها أنها إحدى مسرحيات محمد مندور القصيرة وكان مندور كاتبا مسرحيا عظيما، وقد جاءتني الفكرة لتحويل هذا العمل المتعارف عليه بين الناس إلى عمل كوميدي فكاهي عن طريق تقديمه باللهجة الدمياطية. فقد كانت الموهبة رائعة الا أننا لم نجد من يوجهنا وهذه مشكلة في العالم العربي عموما. مما يجعلنا نحتاج وقتا أطول في اكتشاف أنفسنا. تصوري أنني اكتشفت أننا كنا نقدم نوعاً نادراً من المسرح وهو (العروض الارتجالية) أو ما يسمّى ب(كوميديا الديلارتيه) وكانت تقدمها فرق جوالة معتمدة على قالب قصصي محدد ولكن دون التقيد بنص معين. فقط وحدة الحركة الدرامية... كنا نفعل ذلك دون دراسة أو توجيه نقدي.
موهبة
* ولماذا لم تلتحق بمعهد الفنون المسرحية لصقل هذه الموهبة؟
لم تكن عندنا رفاهية الاختيار أو الترف الذي يسمح لي بتحديد طريق واتخاذه.. فالأيام كانت تفرض عليَّ أشياء وأنا أتعامل معها.. فوالدي توفي عام 1957 وكان لابد أن أعمل.. كنا نتعلم في الاجازة الصيفية حرفة ما، ومن لم يكن يعمل كان يعد هذا عارا عليه.. وقد عملت محصلاً في باص على خط دمياط المطرية وعند بلوغي الثامنة عشرة والتي كانت هي سن الرجولة في ذلك الوقت عملت في منصب مدير عام سيارات (الطفطف) في مدينة رأس البر، وعند الالتحاق بالجيش عملنا في اعداد فقرات مسرحية على غرار نمط برامج (ساعة لقلبك) الفكاهي والذي كان مسيطرا علينا بشكل كبير.. كنت أؤلف عناصر العرض المسرحي ولا أكتبها وأشرحها لزملائي وأقدمها معهم.. كنا ناجحين جدا أو أنا أزعم أنني كنت ناجحاً جداً وكان لي معجبون كثيرون، وبعد الجيش عملت في عدة فرق متعددة وأذكر أنني في احدى المرات عملت أنا وزملائي في احد العروض مع شاب آخر كان خريج معهد الفنون المسرحية وكنا ننظر له باجلال وأذكر أنه أخذ يومها نصف الأجر الكلي للفرقة والباقي وزع علينا نحن الستة.
فرصة
* لماذا التحقت بمسرح العرائس بالذات وعملت به بشكل رسمي؟
جاءت فرصة وكان مدير الفرقة في المسرح أحد زملائي في مسرح الجيش واكتشفت بعد دخولي مسرح العرائس أن الفرقة السابقة على فرقتي كانت تضم يوسف شعبان وحمدي أحمد والسيد راضي... وعملت بالفعل في مسرح العرائس ممثلا في فرقة المدارس ثم مسئولا عنها تلتها فرقة الفلاحين.
* وما هو أول عمل مسرحي قمت بكتابته؟ وما هي ذكرياتك حوله؟
أخرج لى جلال الشرقاوي مسرحيتي الأولى (ولا العفاريت الزرق) بطولة محمد رضا ومحمد عوض وسمير صبري ونجوى فؤاد وكان وقتها مسرح التليفزيون قد أنشىء والطلب على الدراما متزايدا... وكنت قد شاهدت خلال هذه الفترة عرضا مسرحيا جميلا على المسرح القومي وكان عن قصة ألبرتو كاسيللو الايطالي بعنوان (الموت يأخذ إجازة).. فأخذتني الفكرة الفلسفية التي انطوى عليها العرض فالموت يأخذ أجازة 24 ساعة وينزل الأرض.. هنا فقط تأكدت أن طريقي هو الكتابة المسرحية وقد جاءت الفرصة لأكتب عندما صاحبت المخرج أحمد عبد الحليم إلى مسرحية (العش الهادىء) والتي أكدت رغبتي في الكتابة المسرحية بشكل كبير حيث قلت في نفسى: أنا أريد أن أقدم هذا وأستطيع أن أبدع أفضل منه وقلت ذلك لأحمد عبد الحليم فقال لي أكتب وسوف نرى.. ولم يكن يقولها بتحد وانما بتشجيع دل على احساسه بأنني من الممكن أن أكتب للمسرح وقد كان.
* هذا عن أول عمل تم عرضه على مسرح التليفزيون فماذا عن أول عمل قدم لك على خشبة المسرح؟
لم يكن هذا العمل أول مسرحية أكتبها بل كانت أول عمل يُقدم لي على المسرح، فقد كتبت بعدما قال لى أحمد عبد الحليم.. أكتب... ونشوف مسرحية رديئة للغاية اسمها (عابدين كومبلكس) وقد قرأها أحمد وقال لي جيدة لكن غيّر اسمها، المهم عرضت على لجان القراءة وتمت الموافقة عليها مع طلب بعض التعديلات.. هنا فقط شعرت أنني بدأت الطريق فقد قدمت شيئا لقي قبولا وهذا ما جعلني أواصل الكتابة للمسرح وفي هذه الأثناء كتبت (حدث في عزبة الورد) التي وافقت عليها لجان الكوميديا لكن لم يتحمس لها مخرج قوي في هذا الوقت فظلت حبيسة الأدراج إلى أن قابلت الضيف أحمد أحد ثلاثي أضواء المسرح بالصدفة وقد كنت أعرف أنهم اتجهوا لتوهم إلى المسرح بعد الفقرات الضاحكة والمونولوجات بمسرحية رفضتها الرقابة لأسباب سياسية وكانت من اخراج عبد المنعم مدبولي.. فقلت للضيف أحمد: أنا ممكن أعمل لكم ايه؟ فقال ساخراً: حتعمل لنا أيه يعني.. عندك مسرحية جاهزة فيها 3 أدوار متساوية؟ فقلت له (عندي) وكانت (عزبة الورد) وبعد بروفات 9 أيام فقط ظهرت على المسرح واستمرت أربعة أشهر في سابقة من نوعها حيث كانت أقصى مدة لأي عرض مسرحي في ذاك الوقت هي 30 يوماً.. لتصبح (عزبة الورد) أول عرض مسرحي طويل في مصر وأول كوميديا راقية.
كوميديا
* وهل انتهى بالفعل عصر الكوميديا الراقية في ظل سيطرة المسرح التجاري؟ ولماذا لا نراك على المسرح بعد مسرحيتك الناجحة (خشب الورد)؟
أنا لم أرفض الكتابة الآن لهذا المسرح التجاري ولكن لا أعرف كيف أكتب له وهنا الأمر مختلف.. فما يقدم ليس كوميديا بالمرة هذا هزار وأخشى أن أقول (قلة أدب) ففي الكوميديا نحن نتعامل بدافع من الجد الشديد وقضايا الفكاهة تنفجر عموما من خلال مواجهتنا للقبح وللعيوب والأخطاء الانسانية ولابد أن نكون جادين في التعامل مع هذه العيوب لأن التمثيل الكوميدي يتطلب جدا أكبر وانضباطا أعلى من التمثيل العادي لذا الممثل يطلق عليه كوميديان بشكل عام باللغة الفرنسية أما ما يقدم الآن من كوميديا؟؟.... لا آسف هذا ليس كوميديا بل (جلسات لطيفة) (قلة حياء.. ربما) لانعدام الكفاءة.
مدرستي
* مدرسة المشاغبين واحدة من أشهر الأعمال التي قدمتها فما هي ذكرياتك عنها؟
(مدرسة المشاغبين) هي مدرستي في دمياط.. فقد عكست فيها كثيراً من روح هذه المدرسة.. وذكرياتي عن العرض هو فرحتي به وبنجاحه رغم أن تحريفا لحق بها لأن الأولاد لم يكونوا جانحين بهذا الأسلوب، فالمسرحية ظلم فيها الفصل الثالث والذي تم فيه تقويم هؤلاء الأولاد واصلاحهم وعُرض باقتضاب مخل.
وقد كان هذا العرض في نهاية السبعينيات يحمل جزءا من التحول في المجتمع بعد موت عبد الناصر، إذ تقلصت البطولة الفردية للعروض المسرحية كما كان يحدث مع فؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي وبدأنا ننتقل إلى البطولة الجماعية، فقد كان عبد الناصر هو سر نجاح (مدرسة المشاغبين) حيث بدأ معها.
سفر
* في نهاية السبعينيات سافرت إلى الرياض للعمل مع المخرج عبدالله المحيسن.. ماذا عن هذه التجربة؟
لم يكتب لها التوفيق، لم أشعر بالراحة خارج القاهرة فلم أستطع التأقلم مع جو الغربة أما عبدالله فقد كان مخرجا ظريفا وأذكر أنني لم أكن بمفردي حيث صاحبني في هذه الرحلة عدد من الزملاء المصريين منهم يوسف عثمان.
سياسة
* يقول البعض أن دخول علي سالم مجال الكتابة السياسية حرم المسرح من أحد رواد الكوميديا المصرية بوجه عام والمسرح بوجه خاص.. ماهو تعليقكم؟
طبعا غياب علي سالم خسارة للمسرح المصري والمسرح خسارتي الكبرى... الا أنني أريد أن أوضح شيئا، أنا لم أدخل مجال الكتابة السياسية بهذا المعنى فأنا أمارس السياسة كمواطن وأعبر عن آرائي السياسية كمواطن أيضا ولم أبتعد عن المسرح.. فآخر ما كتبت له كان من ثلاثة أعوام حيث كتبت: (رجلان وامرأتان... كابوس الكومبارس... وواحد مسجون زيادة) ولكنها لم تر خشبة المسرح ولو دخل منتج الآن علينا سأتعاقد معه فورا وحينما يأتي وزير ثقافة ليس ضد العلاقات الطبيعية مع اسرائيل ستجديني غدا على خشبة المسرح.
إشادة
* يقول الزميل (عماد حسني) من قسم الاخراج بجريدة (الجزيرة) أنكم أخطر كاتب مسرحي في العالم العربي وان كان الانجليز يفخرون بالكاتب برنارد شو فعلى المصريين أن يفخروا بكم على الرغم من الحملة الظالمة التي تشنها عليكم بعض الأقلام... ما تعليقكم على ذلك؟
عماد فنان طيب.. أشكره كثيرا وأتمنى لو أنني أستحق فعلا هذا التقدير وسعيد للغاية لأن هناك أناسا لا يزالون يذكرون مسرح علي سالم.
كاتب
* ما هو اللقب المفضل لديكم.. الكاتب المسرحي أم الكاتب الصحفي أم المعلق السياسي ولماذا؟
أنا كاتب وكاتب فقط وأكره أن يتصف الكاتب بأية صفة إضافية.. ماذا يعني كاتب اسلامي أو كاتب مسرحي أو كاتب سياسي إلى آخره.. الكاتب كاتب.. مهنته الحرية والرغبة في القيم العليا والرغبة في الحقيقة، هناك كاتب قضيته الحقيقة فقط.
أما عن المسرح والصحافة والسياسة فأنا مسرحي وعشقي الأساسي وهوايتي الأولى هي المسرح، أما الصحافة فقد أرغمت على العمل فيها حتى أتناول غذاء كل يوم، وعندما تأتين إليّ أعزمك على (كابتشينو).. فأنت تريني أكتب لعدد من الصحف العربية وبالرغم من أنني لا أحبذ العمل الصحفي لتعارضه مع الابداع المسرحي الا أنني أجد فيه تنفيسا عن مسئوليتي في عكس الوا قع الذي يعيش فيه الناس والقاء مزيد من الضوء عليه.. فالمهم أن تقوم بدورك ككاتب.. أما المعلق السياسي فتلك أكرهها تماما فهل يوجد من يكون متربعا في قصر الفن وينزل ليعيش في كوخ السياسة؟! حتى المسرح السياسي مسرح ضعيف بطبعه لأن كاتب المسرح يجب أن يهتم بالمسرح كمسرح فاذا أقحم السياسة بشكل مباشر فيكون ذلك سبباً في ضعف الفكرة.
تعارض
* ولماذا يتعارض العمل الصحفي مع العمل المسرحي الابداعي وهل معنى هذا أنك منقطع حاليا عن المسرح تماما؟
العمل في المسرح والدراما عموما يعتمد على استبعاد المشاهد حتى نصل إلى المشهد الذي نريد أما في الصحافة فالأمر مختلف. فالصحافة تحتاج انتاجاً يومياً مما يتطلب اقتناص المشاهد وليس استبعادها، أما في المسرح فكنا نكتب مسرحية في العام وكان الأجر الذي نتقاضاه منها مبلغا فلكيا. وعموما أنا مرن في النواحي الابداعية فقد اتجهت إلى الصحافة تنفيسا للطاقة الابداعية بداخلي وهي عبارة عن (قطعة درامية فكاهية قصيرة) وكتابها هنا وفي الخارج نادرون لذا تجدينني أنشرها بلغات عديدة ولكن لا أستبدل بها كتابة المسرحيات ولن يحدث هذا أبداً.
بهجة
* في مقدمة كتابك (حواديت علي سالم) قلت إن هناك كُتّاباً كثيرون أشعروني بالبهجة وأنا أريد أن أرد لهم الجميل بأن أسعى بكل طاقتي لكي أكون واحدا منهم.. فمن هم هؤلاء الكُتّاب؟
آه.. مولييير.. فولتير.. ماكتويل.. ومحمد عفيفي من مصر.. نعم فهؤلاء الكُتّاب فعلا أبهجوني الا أن أكثرهم كان فولتير. تصوري أن هذا الرجل كان عمله ومنذ 300 سنة منصبا على مجابهة التطرف، اذ كان يخوض معركة ضده هي نفس المعركة التي نخوضها الآن.
كانت موهبته عالية جداً ورواياته من أجمل ماتقرأين في حياتك.. ورائعته (كانديد) استولت عليّ وسحرتني فترجمتها بعد ترجمة طه حسين لها بـ30 سنة من فرط حبي لها وكجزء من عملي في مواجهة التطرف الديني.. وقد جعلت عنوانها (صادق). أعتز عموما بكل ما كتبه فولتير وأكثر مايعجبني من جمل وعبارات (كانديد) آخر جملة في الرواية فهو ورغم كل ما جابهه من معاناة وشقاء يقول لأصدقائه (هيا تعالوا نزرع الحديقة).
حب
* المرأة في حياة علي سالم ماذا تُشكّل؟
المرأة في حياتي مهمة جدا.. ولها مكانها.. تزوجت شابا وعشت مع زوجتي عمري كله وأنجبت منها ثلاث بنات.. وبالرغم من وفاتها وزواجي بأخرى عند سن الـ65 عاماً والتي أعيش معها الآن الا أنني لا أنسى أم البنات فعشرة العمر جعلت لها مكانا خاصا في قلبي. عشت قصص حب كثيرة.. ولا أزال أذكر أول قصة حب في دمياط.
تطبيع
* قلتم في حوار مع احدى المجلات: أعتز بلقب رائد التطبيعيين مع اسرائيل.. ما سر هذا الاعتزاز؟ وما شكل التطبيع الذي تنادي به؟
التطبيع يعني العلاقات الطبيعية.. نحن في حالة سلام مع اسرائيل بمقتضى الاتفاقيات الدولية.. اذن نحن في علاقة طبيعية ومن لا يرى ذلك لا يفهم معنى السلام أصلا.. ودليل السلام مع اسرائيل ذلك التعاون الحقيقي التجاري والاقتصادي وعندما ترقى الحركة الثقافية في مصر وتنضج إلى مستوى معين سنكون في علاقة طبيعية معهم.
نضج
* هل تقصد أن الوسط الثقافي بحاجة إلى مزيد من النضج ليفهم السلام مع اسرائيل ويقيمه معها؟
نعم.. لم ينضج الوسط الثقافي بعد بدرجة كافية ليتحمل مسئولية هذه العلاقة. ففي السلام العلاقات ليست هادئة بل تنافسية بطبيعتها.. فلا يوجد مجتمع مجاور لمجتمع آخر خاصة حينما يكون بينهما حروب قديمة تخلو علاقاتهما من منافسة تأخذ طريقها من خلال التعاون.. هناك أشياء يتعلمونها منا وأشياء نتعلمها منهم هذه هي روح المنافسة وهذه ضرورية جدا للوصول إلى ثمار هذا السلام. فالسلام في حد ذاته لا يعني وقف اطلاق نار ولا ايقاف لحالة حرب معلنة.. انه درجة عليا من درجات التعاون الانساني... وهذه الدرجة العليا تنطوي على عناصر تنافسية.
شهرة
* هل دعوتك للسلام هي سبب حصولك على قدر من الشهرة العالمية؟
لا.. العالمية مني أنا ليس من اسرائيل.. فهل الاسرائيليون (سيلمّعون) كتابا مصريين؟ لا طبعا، أنا أكبر كاتب مسرحي في مصر أو كنت كذلك، ولي اسمي الذي أستند اليه وجمهوري وأعمالي ، ولم تعرض لي أية مسرحيات على مسارح إسرائيلية.
كذب!
* ولكن قرأنا أنه..... (وهنا قاطعني)؟
كل يوم يكتب كلام كاذب عني، لكن أنا لا أحب الشكوى ولا أجيدها، و(تساءل مستنكراً) ألا يصدقون أن هناك من هو صادق مع نفسه ومع الناس؟ لماذا؟ لأن بداخلهم كذباً يريدون أن يعكسوه على الآخرين؟ أنا لم أشعر بالخوف من أي كاتب اسرائيلي أو أشعر أنني أقل منه أهمية، مطلقا، لم أشعر بذلك، وبالتالي أتعامل معه، ولابد أن أقرأه جيدا ولابد أن يقرأني. أنا كاتب حر.. أعلن ما أفكر فيه وأكتب ما أقوله وأفعل ما أؤمن به، ومن هنا كانت عالميتي.
ندامة
* قالت الفنانة محسنة توفيق عنك: ما يفعله علي سالم هو طريق الندامة الذي سيعزله عن وجدان مجتمعه ما رأيك في هذا الكلام؟
(أجاب ساخراً) وجدان مجتمعي؟! أأنا منفصل عن وجدان مجتمعي؟ يا سيدتي وجدان مجتمعي يعمل الآن مع اسرائيل جنبا إلى جنب. هذا هو وجدان مجتمعي. الخلاصة أنني أعبر عن وجهة نظر المصريين وأحلامهم وهذه هي وظيفتي.
* لكن المصريين والعرب عموما ضد علاقات طبيعية مع اسرائيل ما لم تحرر فلسطين بالكامل؟
من قال هذا الكلام؟!
* هناك جمهور كبير لا يستهان به ضد التطبيع؟
جمهور كبير ممن يعملون معكم في الجرائد! الشعب المصري ليس ضد علاقات طبيعية مع اسرائيل.. والدليل الوحيد هو التعامل الاقتصادي المباشر مع اسرائيل من خلال (الكويز).. العمال و(الصنايعية) ليسوا ضد التطبيع بل خرجوا في مظاهرات لضمهم إلى هذه الاتفاقية ومن ينظر إلى تاريخ الشعب المصري سيجد أن موقفه من اسرائيل لم يتحول بل دوما كان ثابتا على خيار السلام والتعاون والدليل على ذلك الـ(5) ملايين مصري الذين هرعوا إلى مطار القاهرة لتحية السادات بعد معاهدة السلام، (5) ملايين (بني آدم) لم تجلبهم سيارات النقل ولا كانوا ممثلين! أما من لا يريد السلام فهذه مشكلته.
(ويضيف علي سالم بعصبية) إنها في النهاية ثلاثة خيارات: اما أن تريد السلام وتشارك في صنعه.. وإما أن تمتنع عن صنع السلام.. أو تريد الحرب وتساهم في صنع الكراهية.
قلق
* ألم تخش من ضياع جمهورك بعد اعلانك لهذا الموقف السياسي الشائك؟ ألم تقلق على إبداعك؟
جمهوري أصبح أكثر بعد أن أقمت علاقات طبيعية مع إسرائيل وهناك الآلاف ممن لهم نفس موقفي لكن لا يعلنونه إما خوفا وإما خجلاً وأكرر أنا أمارس السياسة من باب المواطنة لا أكثر.
زيارة
* كم مرة زرت فيها اسرائيل؟ ولماذا مُنعت من السفر في المرة الأخيرة التي كانت بدعوة من جامعة (بن جوريون) لمنحك (دكتوراه فخرية)؟
ذهبت إلى إسرائيل حوالي 15 مرة منذ عام 94 وكلها مرات كانت تُعقد فيها مؤتمرات أو مناسبات ثقافية تخدم مسيرة السلام والتعاون والعلاقات الطبيعية بين الشعبين وإذا وجدت (كرسياً) لمصر في محفل سلام أحب جدا أن أكون موجوداً فيه لتذكير العالم أن هناك في مصر عناصر سلام تشارك في صنع السلام ولا أعرف ماذا حدث بالضبط آخر مرة ولا لماذا منعوني من السفر فقد كنت مسافرا عن طريق (طابا) الشهر الماضي وفوجئت بقرار منعي ولا أدري ان كنت سأتعرض لهذا في المرة القادمة أم لا.. وقد تسلم الدكتوراه الفخرية نيابة عني الكاتب الاسرائيلي (ديفيد جروسمان) وبالمناسبة هو الآخر متهم من قبل المتطرفين اليهود بالخيانة والتطبيع مع العرب..(!!)
إدانة
* ما رد فعلك تجاه المجازر التي ترتكب ضد الفلسطينيين والعراقيين؟ واحساسك تجاه الاحتلال للأراضي العربية؟
أدين ذلك كله أنا ودعاة السلام من اليهود.. وكل طرف يعلق (جرائمه) على جرائم الطرف الآخر مما يجعلنا ندخل في دائرة من العنف والعنف المضاد. لابد أن يتوقف كل هذا، وعلى المسئولين أن يقوموا بدورهم في تهدئة الأوضاع.. فهناك معجزة سياسية أنتظر أن تحدث بعد معجزة الانسحاب الاسرائيلي من غزة.. وهي أن الجماعات الثورية تعترف أن الحكومة الفلسطينية هي المتحدث الرسمي باسم الشعب الفلسطيني والمعنية بجلب حقوقه فالمسئولون في هذه الحكومة جاءوا بانتخابات، اختارهم الشعب، وراقبها العالم كله. فالدولة هي الوحيدة التي تحتكر العنف في المجتمعات.. ولا أحد يحمل السلاح سوى الدولة وتشكيلاتها أو من ترخص لهم بذلك والدولة هي الضمان للحرية والعدل للمواطنين.. أما ما يعطي لجماعة الحق في حمل السلاح يعطي للآخرين نفس الحق في حمل السلاح.. ومن المستحيل أن ينصلح حال المركب الفلسطينية بأكثر من رئيس وأقولها صريحة.. سلاح المقاومة لن يقيم الدولة الفلسطينية. ليس هذا فقط بل من الممكن أن يبدد حلم إقامة الدولة. ثانيا: أنا ضد أي جماعة تحمل السلاح ما لم ترخص لها الدولة بذلك.
عمالة
* يرى البعض أن رحلتك لإلقاء محاضرات في أمريكا عن المسرح المصري كانت بداية طريق التطبيع؟
أنا لم أكن في رحلة لالقاء محاضرات.. كنت في منحة للعلوم الانسانية من احدى جامعات أمريكا والمحاضرات التي حدث وألقيتها هناك كانت عن مسرحي أنا وليس عن مسرح مصر وكانت بالتحديد عن أعمالي المسرحية ذات الفصل الواحد.. وأنا أرى أن هناك من هم أفضل مني بكثير ليتكلم عن المسرح المصري من الأساتذة والدارسين وأنا لم أجند كعميل من أمريكا!
السادات
* لكن متى أعلنت موقفك التطبيعي ومارسته عمليا بزيارة اسرائيل؟ ولماذا؟
أعلنت موقفي هذا بعد مبادرة السلام للرئيس السادات وبعد معاهدة (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل، في هذه الفترة لم يكن لدي أي مانع لاستقبال أساتذة يهود والتعامل معهم.. فقد كنت من أشد المتحمسين لمبادرة السادات، جائز من وجهة نظر درامية لكنني أحب هذه الشجاعة في مواجهة المشاكل.. فقد أقدم السادات على خطوة واحدة صنع بها واقعاً جديداً قابلاً للنمو والازدهار، هذا ما فعله السادات بينما ظل كل زملائي يتهمونه بالخيانة في كامب ديفيد وقد قرأت كل ما كُتب في كامب ديفيد حرفاً حرفاً بحثا عن أي تهاون أو ضعف للرجل فلم أجد.. لكن الذهاب إلى اسرائيل في هذه الفترة كان أمرا ثقيلا وصعبا خاصة بعد وفاة السادات حيث لم تعترف اسرائيل وقتها بحق الفلسطينيين. ثم جاءت اتفاقيات (أوسلو) والتي رأيتها معجزة سياسية ولازلت أراها.. ومن بعدها كانت زياراتي لإسرائيل.
خنوع
* يقول أحد الكتاب: إن ما يدعو إليه البعض من أمثال علي سالم هو ثقافة الخنوع. ما رأيك في هذا القول وما وجهة نظرك في المقاومة؟
لا أهمية له، ولا يساوي مليماً في سوق الحقائق، هو يريد ان يسالم ويحارب.. لست أفهم هذا الموقف.. أنت في كل الأحوال عندك جيشك عندما يهجم عليك تدافع.. أما مقاومة.. مقاومة ماذا في السلام؟ قلتها قبل ذلك اما السلام أو الامتناع عنه أو الدعوة للحرب.. علما بأن الموقف الرسمي للعالم العربي أنه يريد السلام ممثلا في معاهدة السلام المصرية مع اسرائيل.
* وما توصيفك للعداء بين العرب واسرائيل.. أم أنه برأيك لا يوجد عداء؟
العداء بين العرب واسرائيل جزء منه كراهية تاريخية ولكن أسوأ ما فيها أنه على أساس غير صحيح والتاريخ نفسه يتحمل مسئولية هذه الكراهية ولا نريد أن نرسخها أكثر الآن وفي أجيالنا القادمة، العالم العربي عنده متاعبه والمصلحة العامة في السلام، لن نواجه العدو الحقيقي وهو الفقر.. سوى بالسلام وتفعيل التعاون الاقتصادي وفي جميع المجالات.
حملات
* وماذا عن الحملات الصهيونية والغربية للهجوم على العالم العربي وتشويه الإسلام من وجهة نظرك؟
لا توجد حملات هذا وهم وان وجدت فهي للاستهلاك الاعلامي فقط.
معجزة
* بعد مرور 11 عاما على رحلتك إلى اسرائيل ما الذي تغير في العقلية الاسرائيلية؟
إسرائيل ليست هي اسرائيل بدليل المعجزة السياسية بالفعل التي تحدث الآن وهي الانسحاب الاسرائيلي من غزة على يد مهندسي أوسلو.. أبو مازن وبيريز.. هل كان أحد يتصور أن ينسحب (شارون) من غزة؟ السلام بين العرب واسرائيل ليس خيارا ولا ضرورة بل هو مصير محتوم لا فرار منه وهذا هو الدليل لهذا علينا أن نصل إلى هذا في أجمل شكل ممكن لنمتص الحراك الحادث بالمجتمع الاسرائيلي فالآن تجدين 10 آلاف اسرائيلي ضد الانسحاب في تظاهرات تابعة لليمين المتطرف.
* وماذا لو تصاعد العداء الاسرائيلي المتطرف ضد العرب؟؟ ماذا سيكون دورك؟
(أجاب بانفعال): لا يجب أن يحدث هذا.. لا يجب أن ندع الفرصة للوصول إلى ذلك....
* وماذا... (لم أكمل السؤال)؟
لا يوجد طريق آخر.
* أقصد أنه لو زاد العداء؟
لا يوجد طريق آخر فالسلام مصير محتوم كما قلت لا أحد يحارب للأبد ولا توجد عداوات دائمة.
* بقي أن أسألك عن أكثر المعضلات التي تراها الآن على الساحة العربية؟
أنا لست رجل دولة ولا أصلح حتى مستشارا لرجل دولة فلا أملك الآليات الشخصية والعقلية التي تؤهلني لذلك أما الطريق الذي أراه فهو الحرية السياسية والاقتصادية والثقافية.
وما أراه معضلا هو التطرف والإرهاب، وفي رأيي أننا لن نتمكن من قمعه بسهولة إذ لابد أن نسدد فواتير الـ50 سنة الماضية والتي بدأت تصل إلى العالم العربي لتوها في شكل انفجارات.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
أنت وطفلك
الملف السياسي
السوق المفتوح
إقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
من الذاكرة
روابط اجتماعية
x7سياسة
صحة وغذاء
تميز بلا حدود
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved