Al Jazirah Magazine Tuesday  14/08/2007 G Issue 231
صحة وتغذية
الثلاثاء 1 ,شعبان 1428   العدد  231
 

علاج بالعصائر الطبيعية

 

 

إعداد - د. نهاد ربيع البحيري:

ثبت أن لعصائر الخضراوات والفاكهة الطازجة خصائص ومميزات صحية متميزة، وأنها قد استخدمت لقرون للمساعدة في علاج الكثير من المشكلات الصحية، فعصير الليمون الحامض على سبيل المثال وجدت له استخدامات صحية فعّالة في علاج الأسقربوط في القرن السادس عشر؛ ما كان له دور كبير في إنقاذ حياة الآلاف من البحارة في رحلاتهم الطويلة حول العالم.

وفي أوقات تالية لذلك تعرف العلماء على الخواص الغذائية والكيميائية الحيوية لعصائر الخضراوات والفاكهة الطازجة وفائدتها في علاج الكثير من المشكلات الصحية.

هل تدخل العصائر المعلبة ضمن ذلك؟

- إن العصائر التي نتحدث عنها لا يدخل ضمنها تلك التي نشتريها في علب بلاستيك أو كرتون؛ فالعصائر المحضرة تجاريا غالبا ما تكون عالية التركيز لدرجة تفقد معها الكثير من قيمتها الغذائية، كما تساعد عمليات التعقيم والبسترة على قتل الإنزيمات الحيوية؛ لذلك يضاف إلى هذه العصائر فيتامينات بعد تصنيعها.

- فهذه العصائر منعشة بالطبع، ولكنها لا تقدم الفوائد الصحية نفسها التي تقدمها العصائر الطبيعية.

- وتحتوي العصائر الطازجة على فيتامينات ومعادن وإنزيمات طبيعية أفضل بكثير من الفيتامينات الدوائية.

- كما يسهل امتصاص هذه الفيتامينات والمغذيات في تيار الدم بحيث تغذي خلايا الجسم وتنعشها بعد 10 دقائق من تناولها.

الثمار لا تكفي

لماذا لا يكفينا مجرد تناول ثمار الخضراوات والفاكهة؟

- يتساءل الكثير من الناس: لماذا لا يكفينا مجرد تناول فاكهة كاملة أو خضراوات لتحقيق الفائدة التي نحصل عليها من العصائر؟ والسبب ببساطة هو أن الأطعمة الصلبة يجب أن تأخذ مجراها في الجهاز الهضمي؛ ما يتطلب عدة ساعات للهضم حتى تحقق الفائدة الكاملة، كما تحتاج لجهاز هضمي يتمتع بالصحة والقوة، أما العصائر فيتم تمثيلها وامتصاصها بسرعة بالغة في تيار الدم دون إلقاء المزيد من العبء على الجهاز الهضمي، وعصر الخضراوات والفاكهة يفقدها الألياف فقط لا غير وهذا معناه أن نسبة أعلى من المواد الغذائية أصبحت موجودة بالعصير.

فوائد علاجية في العصائر

- لقد استخدمت العصائر في علاج الكثير من المتاعب الصحية على الرغم من قلة الدراسات الإكلينيكية التي تحكم وتحدد برامج علاجية لعلاج أمراض معينة، إلا أنه توجد أدلة تدعم استخدامها لاستعادة الصحة الجيدة والمحافظة عليها.

فقد أكد تقرير نشرته وزارة الصحة البريطانية وخدمات المعامل العامة أن (العصائر تفيد في التخفيف من ارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز الدوري والكلى والبدانة، ويمكن الوصول لنتائج صحية جيدة مع تناول كميات أكبر من العصائر تصل إلى لتر واحد يوميا، وخاصة في علاج قرحة المعدة والإسهال المزمن والاضطرابات المعوية.

كما اتضح قدرة العصائر المفيدة في علاج زيادة إفرازات العصارة المعدية وهو حمض الهيدوركلوريك المسبب للحموضة.

ولقد استخدم الحليب لهذا الغرض وهو التخفيف من آلام المعدة الناجمة عن زيادة حموضة المعدة، ولكن الأبحاث على فوائد عصائر الخضراوات والفاكهة لنفس الغرض أثبتت أن عصير الكرنب والسبانخ والبقدونس لها فائدة أكبر بكثير لعلاج مثل هذه المشكلة الصحية).

- كما أثبتت دراسات أحدث من ذلك التقرير في كلية الطب بجامعة ستانفورد أن الكرنب النيئ يشفى من قرحة المعدة، وأظهرت دراسات أخرى الخصائص العلاجية للخضراوات والفاكهة الطازجة.

دواء وعلاج

- تفيد العصائر في علاج أمراض القلب وأمراض الدم والاضطرابات الهضمية والروماتيزم ومرض السكر والكلى ومشكلات البشرة، كما تفيد في علاج بعض الاضطرابات مثل الأرق والتوتر.

- ويفيد تناول العصائر بدون الماء في علاج حالات التوتر والإجهاد، كما يساعد على الحد من تجاعيد البشرة ويعطي صحة للأظافر والشعر، والسبب هو أنها تنظف البشرة والدم من السموم المتراكمة بها بسبب الملوثات المحيطة بها والمواد الحافظة والمواد الكيميائية الموجودة في المنتجات الغذائية المختلفة.

- كما يساعد الانتظام في تناول العصائر الطازجة مصحوبة بالأطعمة غير المطهوة مثل الخضراوات الطازجة على الوقاية من السرطان، والأغرب من ذلك أنه يساعد على وقف نمو الأورام السرطانية في حالة تكوينها، والسبب هو احتواؤها على مضادات الأكسدة مثل فيتامين (C).

وتحتوى العصائر على مواد طبيعية مضادة للالتهاب تقلل من الألم، كما تقلل من تدمير الخلايا، وتحتوى على مضادات حيوية حية محاربة للعدوى، وتساعد على فَقْد الوزن، حيث تحسن من سرعة حرق الخلايا الدهنية؛ ما يقلل من السيلوليت، كما تحفز العصائر قدرة الكبد على حرق الدهون بكفاءة أكبر.

وتقلل العصائر من الحموضة والسموم الموجودة بالجسم.

إن تناول الكثير من الناس للشاي والقهوة والوجبات عالية التجهيز يتسبب في تراكم الكثير من الأحماض ومخلفات التمثيل الغذائي في الجسم؛ ما ينتج عنه المزيد من الالتهاب وتورم الجسم، ولكن هذه الحالة الحمضية بالجسم يمكن معادلتها بالعصائر الطازجة، حيث تحفز وظيفة الأمعاء والكبد والكلى؛ ما يزيد من فرصة تكسير السموم الكيميائية وحذفها من الجسم؛ فهي تزيد من كفاءة تدفق العصارة الصفراوية، ويعد هذا أمراً ضرورياً في حذف السموم؛ لأن الكبد يضخ كميات كبيرة من السموم خارج الجسم من خلال العصارة الصفراوية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة