Al Jazirah Magazine Tuesday  14/08/2007 G Issue 231
الافتتاحية
الثلاثاء 1 ,شعبان 1428   العدد  231
 
المملكة والموقف من مبغضيها

 

 

لم يعد لدى المملكة بكل قطاعاتها ومسؤوليها ما تخافه من نقد غير منصف، أو تخشاه مما يقال عنها دون وجه حق، مع كل هذا السباق المحموم والظالم الذي يسود سلوك بعض القنوات الفضائية والصحافة وبعض المؤسسات الدولية.

إذ يلاحظ أن المملكة لا ترد على استهدافها إعلامياً حين يتم نقل صور غير أمينة عن الأوضاع فيها، حيث تلتزم الصمت، غير عابئة بما يقال عنها، تاركة الحكم لها أو عليها للمنصفين من أبنائها ومن غير أبنائها.

* * *

هذا الموقف السليم في تعامل المملكة حالياً مع الإساءات التي توجه لها بين الحين والآخر، كان يقابله في الماضي تعامل استرضائي أو لنقل تسامحي؛ بأمل أن تستيقظ ضمائر هؤلاء، بعد أن ثبت ألا فائدة من هذا الأسلوب الإخواني في التعامل معهم، فحسناً إذ آثرت المملكة إيقافه منذ بعض الوقت.

ومن الواضح أنه مع الموقف الجديد لم يعد لما يقال عن المملكة من إساءات أي قيمة أو احترام، ولا يحملها المتابع محمل الجد، بل إنه ينظر إليها بازدراء من زاوية أنها اتهامات كيدية، وسلوك مشبوه، تحرك قائلها جهات معادية للمملكة.

* * *

هناك إعلاميون ووسائل إعلامية تشترى بالمال، وكلما دفعت لهم كفوا عن إظهار قيئهم، وتوقفوا عن نشر غسيلهم لا غسيل غيرهم، وكلما أجلت أو منعت عنهم ما يكشف عورات أقلامهم، جاء صديد ما يقولونه نتناً وكريهاً يزكم أنوف الشرفاء منا.

ولا بأس أن يواصلوا مسلسل بذاءاتهم، فهي مع مقابلتها بالصمت والتجاهل سوف ترتد إلى نحورهم، وبالتالي فإنها سوف تعريهم على حقيقتهم، وتظهرهم لمن يتابع بذاءاتهم بأنهم بلا قيمة أو أهمية، فضلاً عن أن يكون لمواقفهم أي تأثير في ساحة الوعي، وبين العلماء والمتعلمين الشرفاء وذوي الضمائر الحية.

* * *

إن هؤلاء - وهذه حقيقة - يعيشون في الظلام، ويعود تفكيرهم وفهمهم إلى الماضي الذي لن يعود، حيث لم يتأقلموا بعد مع العالم المتحضر، وسيظلون كذلك طالما عوملوا بما يستحقون، وتم إقصاؤهم من أي تعامل عاقل وحكيم قد يعطي لهم بصيصاً من قيمة أو احترام في المجتمعات المتحضرة.

وهم - وهذه حقيقة أيضاً - يعيشون على الطحالب، بما يسيئون به إلى أنفسهم من حيث أنهم يدرون، كما أنهم إذ يقعون في هذا المستنقع، فإن هذا بعض ما جنوه على أنفسهم، في حين أن أقوالهم لا تحرك أو تؤثر على منهج أي دولة أو مسؤول ارتضاه المواطنون وأيدوه واستثمروا نتائجه بما يعود بالفائدة عليهم.

* * *

لا بأس أن تُنتقد المملكة، وأن يُقوَّم أي اعوجاج لأي مسؤول فيها، طالما أن مثل هذا النقد يعتمد على الموضوعية، وعلى المعلومة، وعلى الحقائق، وطالما أنه ينشد الإصلاح ما استطاع إليه سبيلاً، فهذا هو المطلوب، إذ لا توجد دولة بالعالم بلا أخطاء، أو أن هناك دولة قد اكتفت بما لديها من إنجازات عن أي إضافة أو تجديد يزيد من نجاحاتها.

والمملكة كما هو ثابت من بين الدول القليلة التي يسعدها وجود من يوجه نقداً صحيحاً لها، وبخاصة أنها ماضية في سياسة الإصلاح، ولا يعيبها أن تكون هناك ملاحظات تستحق أن تنبه إلى وجودها، طالما أن لديها توجهاً وسياسة لإدخال تحسينات على أداء أجهزتها المختلفة، بثقة وإيمان وقناعة بأن هناك ضرورة ليتواصل البناء والتعمير في كل مجال وميدان.

* * *

وبنظرنا فإن كل كلمة تقال عن المملكة ذماً أو مدحاً يفترض أن تدخل إلى غرف التحليل والاختبار والدراسة لمعرفة تفاصيلها وأهدافها، ومن ثم استثمارها في إعطاء المزيد من الجرعات الإصلاحية لأجهزة الدولة المعنية بهذه الملاحظات.

غير أن الاعتقاد بأن المملكة سوف يثيرها أو يستفزها من يوجه لها نقداً غير موضوعي، أو اتهاماً ليس صحيحاً، فإن هذا أصبح من الماضي الذي لن يعود، إذ إن ثقة المملكة بقدرات مواطنيها ووعيهم، وسلامة منهجها، وشواهد النجاح التي تحققت على الأرض كان لعدم الاستسلام لأبواق إعلامية لا تحبنا.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «2» ثم أرسلها إلى الكود 82244

خالد المالك


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة